صحيفة الاتحاد:
2025-05-12@09:43:02 GMT

إلهام خير الله: السجاد اليدوي إرث ثقافي حي

تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 
في ظل الاهتمام المتزايد بالحفاظ على الموروث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، برزت إلهام خير الله كباحثة وفنانة تشكيلية متخصصة في صناعة السجاد اليدوي، لتقدم نموذجاً مميزاً يجمع بين أصالة التراث وروح العصر، ومن خلال رؤيتها الفنية المتجددة ومهاراتها، عملت إلهام على توثيق الحرف التقليدية وتطويرها بأساليب معاصرة، محافظةً على القيم الجمالية والثقافية المتوارثة، وساعيةً إلى إعادة إحياء فن صناعة السجاد كأحد رموز الذاكرة الشعبية المحلية.

. وبلمسة فنية عميقة، تمضي إلهام في مسيرتها لتجسد ملامح الهوية الوطنية مع كل خيط تحيكه، مقدمةً نموذجاً فريداً في دمج الفنون التقليدية بالحداثة. 
شغف 
بدأت رحلة إلهام خير الله بشغفها بالفنون التقليدية، والذي تطور مع الوقت إلى ممارسة حقيقية لصناعة السجاد اليدوي، وقد رأت في هذه الحرفة ليس مجرد صناعة، بل وسيلة لتجسيد ذاكرتها البصرية وتعبير حي عن ثقافتها العميقة، كان اختيارها لهذا المجال انعكاساً لإيمانها بأن الفنون التقليدية تحمل بين طياتها قصص الأجداد وروح المكان، فهي ليست مجرد أنامل تعمل، بل قلوب تنبض بالتاريخ.
رموز تراثية
لم تكتف خير الله بالموهبة الفطرية، بل سعت إلى صقل مهاراتها من خلال التعلم المباشر على يد الحرفيين المخضرمين، واستكشاف أساليب متنوعة من مختلف أنحاء العالم، وعبر الممارسة اليومية والتجريب المستمر، تمكنت من ابتكار أسلوبها الخاص الذي يحمل بصمتها الفنية الفريدة.
ترى خير الله في خيوط السجاد حكايات تنسج قصص الأرض، والعادات، والتقاليد، تماماً كما كان السدو يوماً خيمةً وبيتاً لأهل شبه الجزيرة العربية، وبين الألوان والنقوش، نجد رموزاً تراثية مثل النخلة والدلة والجمل، وهي دلالات على الثبات، والكرم، والصبر، وقيم متجذرة في الوجدان الإماراتي.

أخبار ذات صلة منصور بن محمد يترأس وفد الإمارات في اجتماع رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية بالكويت كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل تواصل منافساتها في المغرب

بين الماضي والحاضر 
من خلال أعمالها، حرصت خير الله على أن تكون تصاميمها جسراً يربط بين الماضي بالحاضر، حيث مزجت التقنيات التقليدية بالرؤى الفنية المعاصرة، مقدمة السجاد كمنتج ثقافي نابض بالحياة يتناسب مع متطلبات العصر، فقد استلهمت أغلب أعمالها من واحات العين، وسكون الصحراء، والمعمار التقليدي للمدن القديمة، فانعكست هذه التفاصيل في نقوشها وألوانها، لتمنح أعمالها نكهة إماراتية أصيلة.
وفي مقارنة السجاد المحلي بغيره حول العالم، تبرز خير الله بساطة السجاد الإماراتي وارتباطه العميق بالبيئة والطبيعة، مقابل الزخرفة المعقدة والألوان الصناعية الجريئة التي تميز بعض المدارس الأخرى، ورغم هذا الفارق، فإنها تصرّ على أن الإبداع الحقيقي يكمن في الحفاظ على جوهر الهوية مع التجديد، فتقدم تصاميم معاصرة تليق بالبيئة الحديثة دون أن تفقد روحها الأصلية.
توازن
وتؤمن خير الله بأن صناعة السجاد اليوم تؤدي دورين متكاملين، فهي تحيي التقاليد القديمة، وتعيد تقديمها في قالب فني حديث يواكب تطورات الذوق العام، لكن رحلتها لم تخل من التحديات، فقد واجهت صعوبات في الحفاظ على دقة الصنعة التقليدية مع ندرة الحرفيين المهرة، إضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن بين الأصالة ومتطلبات السوق العصري.
مشاركات وطموحات 
شاركت إلهام خير الله في معارض وفعاليات فنية محلية ودولية، حملت خلالها رسالة السجاد الإماراتي للعالم، وأكدت مكانة هذه الحرفة كفن ثقافي راقٍ، كما لعبت دوراً مهماً في نشر ثقافة صناعة السجاد من خلال تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية تهدف إلى ربط الأجيال الجديدة بجماليات هذا الفن العريق.
أما عن طموحاتها المستقبلية، فتطمح خير الله إلى تأسيس أكاديمية متخصصة في تعليم صناعة السجاد وتوثيق تاريخه المحلي، لتكون منارة تضيء درب الحفاظ على هذا التراث، وتنقله إلى الأجيال القادمة بطرق إبداعية ومستدامة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التراث الثقافي التراث صناعة السجاد الإمارات صناعة السجاد اليدوي صناعة السجاد من خلال

إقرأ أيضاً:

«مقرّ المؤثرين» ينظم 12 جلسة تفاعلية وورشة خلال مايو

دبي: «الخليج»


ينظم «مقر المؤثرين»، الأول في الإمارات والشرق الأوسط، خلال مايو الجاري، 12 جلسة تفاعلية وورشة، تشارك فيها نخبة من صناع المحتوى والمؤثرين العالميين وخبراء ومسؤولين من كبريات شركات التكنولوجيا ومواقع التواصل، ويحضرها نحو 1000 مشارك، يطلعون على تجارب وقصص واقعية أحدثت تأثيراً إيجابياً في المجتمعات.
وتمثل الجلسات والورش فرصة مثالية للارتقاء بمهارات المشاركين في صناعة المحتوى الهادف، وتطوير رؤاهم في مجالات متنوعة، مثل إستراتيجيات الاستثمار والثقافة المالية، وإدارة مستقبلهم المالي، لبناء مسيرة مهنية مستقرة ومستدامة، ومعرفة أفضل الطرائق لبناء شراكات فعالة مع العلامات التجارية.
وقالت عالية الحمادي، نائبة رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، مديرة «قمة المليار متابع»: «إن المقر مستمر في ترسيخ مكانته لتطوير صناعة الإعلام الرقمي، نعمل مع شركائنا على تزويد صناع المحتوى والمؤثرين بالعلوم والمعارف التي يحتاجونها، بما يمكنهم من صناعة محتوى بطرائق مبتكرة تضمن لهم انتشاراً عالمياً واسعاً. وللجلسات الحوارية والورش التي يستضيفها المقر دور حيوي في زيادة حضور صنّاع المحتوى على مواقع التواصل، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة لتحويل نتاجهم الإبداعي إلى مصدر دخل مستدام».
وضمن فعاليات المقر خلال مايو، يستعرض المؤثران وصانعا المحتوى الشهيران الدكتورة شين غريب، وأحمد فايد، عبر بطاقات اللعب «Dare2Share»، خلال ورشة «ليلة الألعاب»، سبل التواصل الحقيقي والحوارات الصادقة، ويعملان على مساعدة صنّاع المحتوى على الانفتاح والتعبير عن مشاعرهم وبناء روابط أعمق.
والدكتورة شين غريب مؤسسة شبكة «ProfessionElle» التي تعمل على تمكين النساء بالتطوير المهني ورواية القصص، ومقدمة بودكاست «احلمي يا فتاة» الذي حصد نحو 100 مليون مشاهدة، ونحو 500 ألف متابع.
أما أحمد فايد، فهو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «Dose of Society»، وهي شركة إعلام رقمي متخصصة في سرد القصص الواقعية ولديها نحو 7 ملايين متابع، وحققت نحو 10 مليارات مشاهدة.
وفي ورشة «كل منزل مستثمر.. تمكين كل منزل من الاستثمار»، تشرح راشانا راناد، وهي محاسبة قانونية وأحد أبرز صناع المحتوى المالي، ولديها نحو 6.6 مليون متابع، كيف يمكن جعل الاستثمار في متناول الجميع، بتوضيح مفهوم الاستثمار وتمكين الأفراد من إدارة مستقبلهم المالي.
وتركز راشانا، على إستراتيجيات استثمارية سهلة المنال، وكيفية بناء الثروة، مع التركيز على تحقيق الاستقرار المالي مستدام.
كما تقدم لصانعي المحتوى المبتدئين، في ورشة «كيف تتجنب الإفلاس مبدعاً»، نصائح في الثقافة المالية والرؤى الإستراتيجية لبناء سيرة مهنية مستقرة، وتطلعهم على كيفية تنويع مصادر إيراداتهم لتحقيق النمو، وإتقان فن التفاوض مع العلامات التجارية.
ويقدم صانع المحتوى عمر فاروق، الذي يتابعه نحو 18 مليوناً، نصائحه للتفوق في عالم صناعة المحتوى، ويكشف عن التحديات التي واجهها والإستراتيجيات التي ساعدته على تطوير عمله، ويناقش الجوانب الخفية لبناء مسيرة مهنية ناجحة في صناعة المحتوى، ويضيء على واقع هذا القطاع وتحدياته وأفضل السبل لتحقيق النجاح والاستمرار.
وتعلن شركة «ميتا»، في ورشة يستضيفها المقر، ويشارك فيها بهجت هندي، مدير حلول الشركاء في الشراكات العالمية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا، وسامر جمال، مدير الشراكات الإستراتيجية، إطلاق أداة جديدة، تمثل انطلاقة نوعية في أدوات وأسلوب عمل صنّاع المحتوى والمؤثرين.
ويستعرض صانعا المحتوى، الزوجان أبهي ونييو، في ورشة «كيف تنشئ محتوى هادفاً بالتعاون مع العلامات التجارية؟»، إستراتيجيات التعاون الناجح مع العلامات التجارية، وكيفية بناء شراكة ناجحة معها بصياغة محتوى هادف وجذاب.

مقالات مشابهة

  • احتفالية النصر.. مؤتمر “المواطنة والهوية” ومعرض للحرف التقليدية بجامعة دمشق
  • من كوداك إلى كود الذكاء الاصطناعي.. هل نحن مستعدون؟
  • من دبي إلى أوساكا: تبادل ثقافي في «إكسبو 2025»
  • مقر المؤثرين ينظم 12 جلسة تفاعلية وورشة عمل خلال مايو الجاري
  • «مقرّ المؤثرين» ينظم 12 جلسة تفاعلية وورشة خلال مايو
  • إلهام أبو الفتح تكتب: الإيجار القديم بين العدالة والإنسانية
  • متاحف قطر تعلن عن إقامة معرض عجائب السجاد الإمبراطوري في هونغ كونغ 18 يونيو القادم
  • 2.267 مليار دينار صادرات صناعة عمان بالثلث الأول
  • من الفجيرة إلى تطوان.. تعاون ثقافي يعبر المتوسط