من يُتقن أيديولوجية الصبر
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
راشد بن حميد الراشدي
في زمن يخوض بالفتن وجشع القلوب المريضة التي تتقلب أفئدتنا نتيجة مصالح دنيوية بحتة فأيدلوجية الصبر أو كما يقال أيدلوجية قوة التحمل أو فن سعة الصدر وتقديم الأعذار للأحباب من حولك هي سمةٌ لا يتقنها الجميع وفيها من الخير الكثير للمرء في دنياه وأُخراه.
اليوم نحتاج جميعاً لفن احتضان الناس والصبر وتحمل الآخر فمن ينفلت من هذا العقد فقد أهلك نفسه وذاته فهي سمة عظيمة حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغب فيها فقد جاء من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" (متفق عليه).
إذن المرء يجب ألا يحزن على طيبته وحسن ظنه بالآخرين، فإن لم يوجد في الأرض من يُقدرها ففي السماء من يباركها بإذن الله فأيدلوجية الصبر لا يعرفها سوى الأقوياء وفيها درء للفتن وإدارة للصراعات التي تمر بالبشر بسكينة وهدوء وحل للأزمات التي تنشئ فيعقل الإنسان ما يصنع بدون ضيق أو تسرع فما نراه في كثير من الناس من اتساع في الأفق وهمم عالية في النفوس مغاير لما نراه في بعضهم من قلة الصبر وضيق النفس وسوء تقدير الأمور وسوء الظن حتى في أقرب المحيطين بهم فيفقدون محبة أحبابهم بتصرف أحمق قد يندم عليه المرء طوال حياته.
من يغير أيديولوجية الصبر هو إيمانك بالله وتعودك على حسن الظن بالآخرين وكذلك صنائع المعروف تقيك هذا الشر فأيدلوجية صناعة الصبر لها فوائد عظيمة على المرء منها أنها تقيه مصارع السوء فيعيش حياة سعيدة كريمة بين الناس رجلا فاضلاً أو امرأة فاضلة يشار لهم بالبنان ورجاحة العقل واحترام حقوق الآخرين فبالإيمان بالله تتحقق الراحة النفسية التي ينشدها الإنسان المسلم ولا تتغير مسارات حياته بين شد وجذب.
هناك أمثلة كثيرةً حولنا لأشخاص يحتوون كل من حولهم بالصبر والتحمل ويسعون لخدمتهم مهما بلغت قسوتهم وسوء ظنهم وهناك عكس ذلك فالقلوب والنفوس تتفاوت في الصبر؛ فالذي يُغيِّر أيديولوجية الصبر هو المؤمن الحق الذي صدق قوله عمله فالدين المعاملة والتي يجب أن نحرص عليها مهما بلغ من جهل وسوء ظن الآخرين بنا وهكذا هي الحياة ومساراتها فصمام الأمان هو قدرتك في التحكم بنفسك أمام الآخرين.
اللّهُمَّ إنا نسألك صبر الشاكرين ونسألك النور في أبصارنا، والبصيرة في عقولنا، واليقين في قلوبنا، والإخلاص في أعمالنا، والنقاء في أنفسنا، والسعة في أرزاقنا، والصحة في أبداننا، والشكر لله على نعمك الظاهرة والباطنة والصدق مع الله وعباده في القول والعمل.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دينا أبو الخير تكشف أخطر مفاهيم البدعة التي تثير الفتنة بين المسلمين.. فيديو
كشفت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، عن الفرق بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة، موضحة أن هذه الأسئلة من أكثر المواضيع التي يتلقاها الدعاة بشكل دوري، خاصة في مناسبات مثل المولد النبوي الشريف.
وأضافت الدكتورة دينا أبو الخير خلال تقديمها برنامج "وللنساء نصيب"، المذاع على قناة صدى البلد، أن الكثير من الناس يعتقدون أن كل شيء مستحدث في الدين يُعتبر بدعة، موضحةً أن هذا الفهم قد يؤدي إلى تكفير الناس بعضهم البعض.
وتابعت قائلة: "البدعة ليست أمرًا خطيرًا من حيث المعنى اللغوي، فهي تعني مجرد شيء مستحدث، وليس بالضرورة أن يكون مرفوضًا، مؤكدة أن فهم كلمة "بدعة" بشكل مبالغ فيه قد يخلق قلق، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.
وتحدثت الداعية الإسلامية عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مشيرة إلى أنه أحد أبرز الأمثلة على البدعة الحسنة، حيث لا يعد الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بدعة مذمومة، بل هو فرح وحب للنبي.
وذكرت أن الكثير من المسلمين يخطئون في فهم هذه المناسبة، قائلة: “الناس في موسم المولد النبوي قد يخطئون في تصنيف هذا الفعل على أنه بدعة سيئة، رغم أن الاحتفال بالمولد هو وسيلة لتمجيد النبي صلى الله عليه وسلم.”
وأوضحت الدكتورة دينا أبو الخير أن هناك انقسامًا بين العلماء بشأن تعريف البدعة، حيث يرى الفريق الأول أن البدعة قد تكون حسنة أو سيئة بناءً على نوايا الفعل وما إذا كان يتوافق مع الشرع، مشيرة إلى أن الإمام الشافعي، والإمام النووي، وابن حزم من بين العلماء الذين قالوا بهذا الرأي، موضحة أن البدعة الحسنة هي التي تعود بالنفع على المجتمع وتتناسب مع مراد الله.
أكدت دينا أبو الخير على أهمية الحذر من التسرع في تكفير الآخرين بسبب البدع، مشيرة إلى أنه يجب على المسلمين أن يتجنبوا تحميل الآخرين مسؤولية التبديل في الدين،كما تطرقت إلى قضية التكفير التي قد تنشأ على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب تصنيف الأمور المستحدثة على أنها بدع سيئة.