زنقة 20 | الرباط

يرتقب أن ينعقد عصر اليوم الإثنين، مجلس للوزراء برئاسة الملك محمد السادس بالعاصمة الرباط.

و تأكد رسمياً تأجيل الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة ، الاثنين بمجلس النواب.

و بحسب مصدر برلماني تحدث لموقع Rue20 ، فقد تم إخبار البرلمانيين بتأجيل جلسة رئيس الحكومة غدا بالبرلمان بسبب انعقاد المجلس الوزاري وتخصيص ساعة ونصف لكتاب الدولة للإجابة على أسئلة البرلمانيين، على تحديد موعد الثلاثاء القادم جلسة لرئيس الحكومة.

ويرتقب أن تصدر عن المجلس الوزاري قرارات و تعيينات في مناصب عليا في مؤسسات عمومية أبرزها إمكانية تغيير المديرة العامة للتكوين المهني لبنى اطريشا و ذلك بعد دعوات وانتقادات واسعة وجهها وزراء و مسؤولين في الدولة لتأخر القطاع عن مواكبة التحول الذي يعرفه المغرب خاصة و أن المملكة مقبلة على استضافة كأس العالم 2030 و ما يحتاج ذلك من تحضير و إعداد كفاءات في مختلف المجالات.

بالمقابل راجت تقارير تتحدث عن تعيين شخصية مكان محمد بنشعبون على رأس صندوق محمد السادس للإستثمار بعدما عين رئيسا لمجلس إدارة اتصالات المغرب، إلا أن مصادر لموقع Rue20 استبعدت ذلك لما يحظى به بنشعبون من ثقة كبيرة لدى الجهات العليا.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

زنازين التحوّل: ذوبان العداوات وإعادة التكوين

لا خصومةَ تدوم، ولا صداقة كذلك، في السياسية كما في الحياة، سلّم رفاقٌ رفاقهم وبرّروا اعتقالهم والتنكيل بهم علنا على شاشات التلفزة، ليحصلوا على عضوية برلمان أو عمود صحفي في جريدة، قتلَ أخٌ أخاه في التنظيم في خناقة على جردل بلاستيك في المعتقل.. حاول إسلاميّون قتلي أو اعتدوا عليّ خمس مرّات مختلفات تركت جروحا وكسورا لأنّهم يروني مزعجا أو "معرّ.." سابقا، وفي خضمّ حرب تجارة وتهريب الموبايلات في معتقلات ما بعد الانقلاب 2013، كانت حروب التجّار في الداخل (إسلاميين ومدنيين) راح ضحيّتها (تغريبا وتنكيلا وتأديبا، وربّما تسليما في قضايا جديدة) العشرات على أهون تقدير في كل سجن.

الخناقات والمعارك التي تصل للإيذاء في أحيان غير قليلة تشتعل على أتفه الأسباب، لكنّها حياة السجن: الدور في الحمام، مساحة النوم التي تقاس بالسنتيمتر، حصّةُ التعيين.. لكن على الجانب الآخر، كان بجانبي في اشتباك إخوان وسلفيين وقضايا نوعيّة وحتى دواعش، استنجدوا بي أو استنجدتُ بهم دافعوا عنّي أو دافعتُ عنهم، أو تشاركنا معركة فرضها علينا سجاننا المشترك، في لحظةٍ اختارها هوَ.

تذوب الكثير من الفوارق الأيديولوجيّة، في أتون السجن، إذ ينهار كلّ شيءٍ -تقريبا- أمام صدمة التجربة الحيّة، حيث تتراجع النظريّة أمام الواقع لشدّة قسوته، تحت تهديدات الضعط اليومي، والتجويع القسري الذي ينهش الجسد والعزلة التي تخنق الروح والرقابة الدائمة -رسميّها ومتلصّصها- التي تحوّل كلّ حركةٍ إلى مخاطرة قد تستوجبُ العقاب.

تتفكّك الولاءات القديمة أو تتناقضُ على الأقلّ مما يدفع المعتقلُ -وعيا أو لا وعيا- إلى إعادة قراءة نفسه والآخرين، ما استطاع، ومع الوقت يجد المعتقل نفسه مضطرا لإعادة رسم خريطة تحالفاته وعداواته؛ أعداء الأمس قد يتحولون إلى الملاذ الوحيد أمام آلة القمع، بينما يفقد الحلفاء السابقون بريقهم تحت ضوء الشكّ وخذلان التجربة، وبقدر ما يتعزز التمسك بالمعتقد تحت الضغط، قد يتساقط كل شيء تحت وطأة الألم بما في ذلك الفكر الذي قد يتماوت، والإيمان الذي يتآكل تدريجيا، والأمل الذي يتلاشى، وحتى الحياة نفسها التي تصبح مجرد احتمال بقاء آليّ في غير وقته المناسب أمام الموت الرمزي الذي يفرضه السجن (موت الهوية والمعنى وتساقط الجسد)، لا يبقى في النهاية سوى مبرّر البقاء كما يتصوره صاحبه، ذلك يدفعه للقفز نحو أي شيء يبدو خلاصا.

هنا لا مجال للوسط؛ ينجذبُ المعتقلُ مريدا أو غَصِبا إلى أحد الطرفين: تطرّف ينبع من اليأس أو تنازل يفرضه الإنهاك، ليس نتيجة نقاش أو تأمل عميق، بل كقفزة من قارب غارق، وتشبث بقشة يراها طريق الخلاص، حتى لو كانت متوهّمة.

التحولات الداخلية للعلاقات والعداوات في ظلمة الزنازين؛ تختفي الاختلافات السطحية وتندمج الهويات في فرن القهر، حيث يصبح الآخر ليس مجرد خصم أو حليف، بل جزءا من معادلة البقاء اليومية، لن تفكّر كثيرا في لحظات الخطر (وهي أصل في السجن)؛ ما كان عداوة قد يصبح عماد البقاء، كما لو أن الضغط يجبر على إعادة ترتيب الأولويات، وما كان توافقا قد يتحول إلى ممر من الريبة أو التورّط في غير ما تودّ الفرار منه أو تجنّبه، حيث يبدأ الشك في التسلل إلى كل تفاعل مهما كان يوميّا وبسيطا.

يصف ليفيناس كيف احتفظ نزلاء المعسكرات، رغم الصدامات المتوقعة، بنوع من "الأخوة" بينهم، بينما يرى غوفمان أن المؤسسات الشمولية مثل السجون تفكك الروابط الاجتماعية للفرد، محوّلة الإنسان إلى كائن معزول يعاد تشكيله من الصفر، لكن هذا التفكك لا يأتي دون رد فعل؛ إذ أنّه من هذا المنطلق يُعيد خلق كائنات مترابطة بقدر ما تشبه نظراءها في ذات التجربة بغض النظر عن سبب وجودهم هنا (التهمة والتصنيف)، إنه يولد مقاومة سرية، تشكّلها روابط ثقة وتكافل لا تصل إليها أنظار الحراس، ومع ذلك، هناك علاقة متناقضة بين الفرقاء في المعتقل: من جهة، تماسك وتعاضد ينشآن في مواجهة القمع والسجان، حيث يصبح الجميع في قارب واحد أمام العدو المشترك في هذه اللحظة (السجن/السجّان)، يتبادلون الدعم والأسرار للصمود؛ ومن جهة أخرى، صدامات حادة في مساحات الاختلاف، سواء أيديولوجية أو شخصية، تشتعل بسبب الضغط نفسه الذي يجعل كل خلاف يبدو مصيريا.

هذه التناقضات لا تنفي بعضها؛ فالتعاضد لا يلغي الصدامات، والصدامات لا تدمر التماسك تماما، بل يتعايشان في توازن هش، يعكس تعقيد الطبيعة الإنسانية تحت الضغط. السجن، إذن، يخلق مجتمعا تحتيا من علاقات غير متوقعة، تغذيّها الغريزة الإنسانية للصمود، لكنه يحمل في طياته بذور التناقض الدائم.

التجربةُ اختبارٌ وجوديٌّ يعيد ترتيب المعاني والمشاعر وتعريفها خطوة خطوة، في عملية تفكيك وإعادة بناءٍ لا تعودُ بعدها الذات كما كانت، فقدان الروتين اليوميّ يتسلل إلى داخلك فيفقدك الإحساس بالذات (التي كان الروتين علامة عليها)، حتى يصبح اليوم ساحة صراعٍ للحفاظ على الهويّة والوجود.

"فرانكل" رأى أنّ فقدان الشعور بالغاية/الغرض يصيبُ بـ"داء الاستلام"، ذلك الموت الرمزيّ الذي يسبق سقوط الجسد وانهياره، حيث يتسلل اليأس بالتدريج فيجبر المرء على التخلي عن المقاومة، ثمّ ينهار. تلك الذات التي يراها فوكو جزءا في تشكّلها من ديناميكيّة السيطرة والمقاومة، تصل هذه العملية في السجن لذروتها: تذوّب السلطة المعتقلين في أنماطها المحدودة، وتحوّلهم لأرقام وأجساد راضخة، لا يبقى فيها غير خيطٍ واهنٍ من مقاومةٍ دقيقة تبقيك حيّا، كأنّها ذكرى مشوّشة مدفونة في عمق الذات لا يدل عليها غير وخزة في الصدر بين حين وآخر. هنا، يصبح البقاء بذاته مشروعا لإعادة رسم الذات، خطوة بخطوة -من خلال إيجاد معنى صغير في التدوين، التمسك بذكريات خارجية أو حتى تخليقها- وبحثا عن معنى يحافظ على الروح قائمة، حتى لو كان ذلك المعنى مؤقتا وهشا، لكنّه منقذ.

الروابط التنظيميّة مهما بدت مستقرّة خارج الأسوار، تكون عرضة للتفتّت أمام الجوع والتعذيب والحصار والاختبارات اليوميّة القاسية، حيث يصبح الجسدي أولوية تفوق الفكري (إلا عند واعٍ بأن هذه تحفظ تلك، ولا بقاء لأحدهما إذا فرّط في الأخرى). قد يبقى التنظيم ككيان خارجي، لكن مبادئه تتآكل إذا لم تجد دعائمها الآنية، مثل الحاجة إلى طعام أو أمان فوري يجعل الأفكار المجرّدة تبدو بعيدة.

بعض المعتقلين غيّروا انتماءاتهم نحو أفكار أشد قسوة، ليس عن قناعة فكرية عميقة مبنية على حجج، بل بدافع النجاة أو الحاجة إلى سند نفسي جديد يمنحهم إحساسا بالقوة في الضعف (كنتُ شاهدا على عشرات الانتقالات الخفيفة الانفعاليّة بين التيارات السياسيّة داخل المعتقل، كمتابع لانتقالات دوري كرة قدم، بل وكنت شاهدا على قيام ضباط أمن الدولة في السجون بعملية نقل بغرض الإرباك لمنتمين لتيارات متباينة وصولا لهذه الزعزعة التي تستغل لإضعاف الجميع ومن ثمّ تحييدهم أو تجنيدهم).

السجن، هنا يعيد صياغة الوعي، فيذيب الاختلافات تدريجيا -من خلال المشاركة في الآلام المشتركة- ويترك السجناء في فراغ فكري مشترك، يشبه حالة طوارئ نفسية، حيث يصبح التمسك بأي شيء أفضل من الفراغ، مما يؤدي إلى تشوهات في التصنيفات التنظيميّة لا تعود إلى أصولها الأولى.

لحظة التعري في لحظة احتكاك مباشر، قد ينهار حاجز العداوة فجأة، كأنها لحظة إدراك مفاجئة تحول النظرة، ما كان "عدوا" يتحول إلى وجه إنساني عار، يحمل النداء الأخلاقي "لا تكرهني"، نداء يأتي من العمق الإنساني المشترك، يتجاوز الأيديولوجيا. يروي أورويل كيف شاهد جنديا معاديا يركض حافيا وهو يمسك بسرواله، ففكر: "إنه ليس الفاشي؛ إنه إنسان مثلي"، لحظة تفكك فيها التصنيفات، وتكشف عن الهشاشة المشتركة، وكما يستخدم السجّان وبعض التنظيمات هذه اللحظة للتجنيد، أحرّض على استخدامها للاصطفاف (المؤقّت، أعرف) في مواجهة التجربة.

يذكّرني ذلك بمجموعة قتاليّة في مخيّم المغازي بقطاع غزّة، التقيتهم وطال نقاشنا، حتى اكتشفتُ من مزاحات متكررة، وجود أعضاء في كتائب شهداء الأقصى (حركة فتح) بجانب أعضاء القسّام والسرايا في عملّيّة، وكانوا قبل عامٍ واحد يقتتلون، ومع بدء العدوان على القطاع -2008م- صاروا كتيبة واحدة في عمليّة مشتركة، يواجهون عدوّا واحدا (الاحتلال الصهيوني).

هذه اللحظة تكشف هشاشة المسلمات، وتفتح باب الرحمة في أقسى البيئات، حيث يصبح الآخر ليس عدوا مجردا، بل شخصا يعاني كما أنت، في السجن. قد تغير مثل هذه اللحظات توازن الروح أكثر من أي خطاب أو عقيدة، لأنها تأتي من التجربة المباشرة، لا من النظرية.

في نهاية المطاف، يظل السجن مصهرا قاسيا يعيد صياغة الإنسان من جديد، حيث تذوب العداوات القديمة تحت وطأة الآلام المشتركة، وتنبثق روابط غير متوقعة من رحم اليأس، لكنها تذكرنا بأنّ الطبيعة الإنسانية، رغم هشاشتها، تحمل في طياتها بذور المقاومة والرحمة.

هذه التجربة الوجودية لا تدمر الذات حصرا، بل تدفعها نحو إعادة اكتشاف معنى البقاء، ففي ظلام الزنازين، يصبح الآخر ليس خصما مجردا، بل مرآة تعكس هشاشتنا المشتركة، ودعوة للاصطفاف أمام القمع، حتى لو كان ذلك مؤقتا، فالخروج من هذا الجحيم ليس مجرد تحرر جسدي، بل ولادة جديدة للروح التي تعلمت أن الحياة تستمر بفضل تلك اللحظات الإنسانية الخالصة.

مقالات مشابهة

  • زنازين التحوّل: ذوبان العداوات وإعادة التكوين
  • قائمة منتخب مصر للشباب لمواجهة المغرب وديا
  • هل يُعتبر بناء الجيش المهني القوي هو جزء من بناء الدولة المدنية ؟
  • "جمعية المهندسين" تبحث الاعتماد المهني.. وتناقش استعدادات "ملتقى صلالة"
  • حملة تحريض على الدبلوماسية المغربية في أمريكا.. معاداة السامية
  • تعز.. مليشيا الحوثي تختطف مسؤولين محليين وكوادر تربوية وسط مخاوف على سلامتهم
  • الايجار القديم| ما موقف توفير سكن للمستأجرين حال تغيير الحكومة؟.. إسكان النواب تُجيب
  • الحكومة اليمنية ترحب بقرار لبنان حصر السلاح بيد الدولة
  • حكماء المسلمين يدين بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية احتلال قطاع غزة
  • خطة «حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية» شبه جاهزة.. احتجاجات حاشدة بعد قرار الحكومة