قوة المعارض في دعم النمو الاقتصادي لعُمان
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
سعيد الشنفري **
نُشارك كل عام في العديد من الفعاليات، بما في ذلك المعارض، لكن هل فكّرنا يومًا في الإمكانات الاقتصادية التي تحملها هذه الفعاليات؟
تلعب المعارض؛ سواء الموجّهة للمستهلك أو المتخصصة في الأعمال، دورًا أساسيًا في دعم النشاط الاقتصادي في عُمان. من الفعاليات الثقافية الكبرى مثل معرض مسقط الدولي للكتاب إلى الفعاليات التجارية مثل معرض عُمان للعطور، تختلف هذه المعارض في الشكل والجمهور، لكنها تشترك في نتيجة مُهمة واحدة: تأثير اقتصادي ملموس وغالبًا ما يُستهان به.
في أبريل الماضي، استقطب معرض مسقط الدولي للكتاب أكثر من 600000 زائر، وهو تذكير بقوة التأثير المتسلسل لمثل هذه الفعاليات؛ فهي تجمع الناس معًا، وتعزز الحركة التجارية، وتُرسّخ مكانة عُمان كوجهة للثقافة والأعمال والابتكار.
ويمثل معرض عُمان للعطور المرتقب- والذي سيُقام في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض (OCEC) في 25 مايو- مثالًا حيًّا على ذلك؛ ففي نسخته الخامسة، يجمع الحدث مئات العطّارين والعلامات التجارية للعطور من عُمان والمنطقة، قبل عيد الأضحى مُباشرةً. وهو لا يُعد فقط معرضًا استهلاكيًا شهيرًا؛ بل يُمثِّل أيضًا منصة تعكس التراث العِطري الغني لعُمان ومكانتها الإقليمية المتنامية في قطاع العطور.
ورغم اختلاف معرض عُمان للعطور ومعرض الكتاب في توجههما، فإن كليهما يقدمان مستويات عالية من التفاعل والفوائد الملموسة. سواء من خلال التبادل الثقافي أو الفرص التجارية، تسهم المعارض في رفع مكانة عُمان والمساهمة بشكل فعّال في نموها الاقتصادي.
ولا يقتصر أثر هذه الفعاليات على ما يحدث داخل موقع الفعالية فحسب؛ بل يمتد ليشمل دعم الأعمال المحلية: من حجز الفنادق والمطاعم وركوب سيارات الأجرة، إلى التسوق من الباعة العُمانيين وزيارة الأماكن السياحية المختلفة في السلطنة. وتُحفّز هذه التفاعلات الاقتصاد المحلي وتساعد في بناء نمو مستدام. ويُعرف عن سُيَّاح الأعمال أنهم ينفقون أكثر من سُيَّاح الترفيه، وغالبًا ما يختارون الخدمات المتميزة ويعودون لاحقًا في زيارات متكررة.
وتُؤكد الاتجاهات العالمية في قطاع السياحة على أهمية المعارض والفعاليات الحيّة في جذب الزوار وتعزيز سمعة الدول. وبينما يظل السفر بغرض الترفيه أمرًا أساسيًا، فإنَّ سياحة فعاليات الأعمال تحمل إمكانات كبيرة لعُمان، بما يتماشى مع أهدافنا الأوسع لتنويع الاقتصاد.
إنَّ فعاليات مثل معرض مسقط الدولي للكتاب ومعرض عُمان للعطور تجسّد قدرة المعارض على الجمع بين التجارة والثقافة، وبين التقاليد والفرص. ومع تطلُّعنا إلى المُستقبل، يمكن لمثل هذه الفعاليات أن تؤدي دورًا محوريًا في رسم ملامح المشهد الاقتصادي لعُمان وتعزيز مكانتها كوجهة رائدة للفعاليات ذات الأثر الكبير والتجارب المتميزة.
** الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير قطاع الأعمال يعقد مباحثات رفيعة المستوى مع وزراء أنجوليين لتعزيز التعاون الاقتصادي
في إطار مشاركة مصر في قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية بالعاصمة الأنجولية لواندا، عقد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، سلسلة من الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين الأنجوليين، شملت ريكاردو دانيال وزير النقل، وديامانتينو بيدرو أزيفيدو وزير الموارد التعدينية والبترول والغاز.
تعزيز التعاون في النقل والطاقة
ناقش الجانبان خلال اللقاءات سُبل تعزيز التعاون المشترك، مع التركيز على نقل الخبرات المصرية في مجالات النقل والطاقة، واستكشاف فرص الاستثمار والتكامل الصناعي بين البلدين.
وتضمنت المباحثات استعراض التجربة المصرية في تطوير قطاع النقل، خاصة السكك الحديدية، مترو الأنفاق، والقطار الكهربائي السريع.
وأشاد وزير النقل الأنجولي بالتقدم الذي أحرزته مصر في هذا القطاع، معربًا عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من هذه الخبرات، وبحث إمكانات تنفيذ مشروعات مشتركة بالتعاون مع الشركات المصرية.
فرص استثمارية في قطاع التعدين والبترول
وفي اجتماع منفصل مع وزير الموارد التعدينية والبترول والغاز، تناول الوزير شيمي فرص التعاون في الصناعات الاستخراجية والتعدينية، بالإضافة إلى مجالات الأسمدة والبتروكيماويات، مشيرًا إلى إمكانية إقامة شراكات صناعية داخل أنجولا بدعم من الشركات المصرية ذات الكفاءة العالية.
وأكد أن مصر تمتلك قدرات صناعية متقدمة وخبرة واسعة في مجالات البترول، الغاز، الثروات المعدنية والإنشاءات، معربًا عن استعدادها لتقديم الدعم الفني وتبادل الخبرات، وتفعيل شراكات استراتيجية تخدم مصالح البلدين.
شراكات طويلة الأمد وتكامل إقليمي
ودعا شيمي إلى تعزيز التحالفات بين القطاعين العام والخاص في مصر وأنجولا، مؤكدًا أن التكامل الاقتصادي الإقليمي أصبح ضرورة استراتيجية، وأن مصر تؤمن بأن توطين الصناعة وتبادل الخبرات وبناء شراكات حقيقية يمثل الطريق نحو تنمية مستدامة في القارة الأفريقية.
كما أعرب عن استعداد مصر لتقديم برامج تدريب ونقل معرفة لتأهيل الكوادر الأنجولية، مستشهدًا بالتجربة المصرية في تحديث القطاعات الإنتاجية والخدمية كنموذج ناجح للتعاون المشترك.
من جانبه، استعرض وزير الموارد التعدينية والبترول والغاز الأنجولي نشاط الوزارة وهيئاتها والشركات العاملة في القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى الشركات الدولية، مؤكدًا الترحيب بالشراكة مع الجانب المصري ودراسة فرص الاستثمار والتعاون المشترك في مجالات البترول والغاز.