بنك رواد الأعمال.. من الفكرة إلى التمكين الاقتصادي
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
علي بن حبيب اللواتي
في وقت تتعاظم فيه التحديات الاقتصادية، وتزداد أعداد الباحثين عن عمل والمسرّحين من وظائفهم، تبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة وواقعية تمكّن الإنسان من الاعتماد على ذاته بكرامة. ومن بين النماذج التي أثبتت فعاليتها عالميًا، يبرز مفهوم "بنك الفقراء" كوسيلة عملية لمكافحة الفقر والبطالة، وتحقيق العدالة الاقتصادية في المجتمعات.
وقد بدأت فكرة "بنك الفقراء" في بنغلاديش على يد البروفيسور محمد يونس، الذي رأى أن الفقراء لا يحتاجون إلى صدقات؛ بل إلى فرصة. قام بإنشاء بنك يمنح قروضًا صغيرة بدون فوائد أو ضمانات تقليدية، بهدف تمكين الأفراد من إنشاء مشاريعهم الصغيرة. وسرعان ما تحول هذا النموذج إلى حركة عالمية في مجال التمويل متناهي الصغر، نالت احترام المؤسسات الاقتصادية الدولية، وحاز صاحب الفكرة على جائزة نوبل للسلام عام 2006.
حاليًا نرى أن العديد من المجتمعات العربية، وبعض المجتمعات الخليجية (للأسف الشديد) تُعاني من فجوة كبيرة بين الإمكانات البشرية والفرص الاقتصادية المتاحة. لشباب -رجالًا ونساءً- يملكون المهارات والطموح، لكنهم يفتقرون إلى رأس المال والدعم الإداري لبدء مشاريعهم الخاصة. وهنا تبرز أهمية تطبيق نموذج بنك الفقراء كخطوة استراتيجية نحو تقليص البطالة، وتعزيز ثقافة الاعتماد على الذات.
لكي ينجح هذا النموذج، لا بد من توفير البيئة القانونية والتنظيمية المناسبة، عبر:
1. تأسيس مؤسسات تمويل صغيرة غير ربحية بإشراف حكومي.
2. دعم أولي من الحكومة أو القطاع الخاص لإنشاء الصناديق التمويلية.
3. برامج تدريب مهني وإرشادي ترافق التمويل.
4. حملات توعية لتشجيع المبادرات الفردية.
ويزخر القطاع النسائي بفرص واسعة للاستفادة من التمويل الصغير، لا سيما في مجالات العمل المنزلي والمشاريع التي لا تتطلب رأس مال كبير، ومنها:
- مشاريع الطبخ والخياطة والتطريز.
- إدارة حضانات منزلية أو روضات.
- التجارة الإلكترونية من المنزل.
- إنتاج الحلويات، العطور، والصابون الطبيعي.
- مراكز تعليم وتدريب خاصة بالنساء والأطفال.
كذلك، يمكن للشباب العاطلين عن العمل أن يستثمروا القروض الصغيرة في أعمال عملية تتناسب مع مهاراتهم، مثل:
- ورش النجارة والحدادة والكهرباء.
- خدمات التوصيل والنقل.
- مشاريع الزراعة وتربية المواشي.
- التجارة البسيطة أو عبر الإنترنت.
- المقاولات الصغيرة والصيانة المنزلية.
ما يُميِّز بنك الفقراء أنه ليس مؤسسة خيرية؛ بل نموذج تنموي يمنح الإنسان فرصة حقيقية لتغيير واقعه. فالقرض الصغير الذي يُمنح بشروط ميسرة، لا يُنظر إليه كدين بقدر ما يُنظر إليه كاستثمار في قدرة الإنسان على الإنتاج.
وتطبيق فكرة بنك رواد الأعمال في مجتمعاتنا هو خطوة نحو بناء اقتصاد أكثر شمولًا وعدالة. فالفقر لا يُعالج بالمساعدات المؤقتة؛ بل بالتمكين الدائم. والمجتمع الذي يزرع الثقة في أفراده، ويمنحهم أدوات الانطلاق، هو مجتمع قادر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل مستقر.
إنَّ فكرة بنك لرواد الأعمال ليست ترفًا؛ بل ضرورة، وليس صدقة؛ بل كرامة وإحسان.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
باسل رحمي: توعية أصحاب المشروعات الصغيرة بالحوافز والمزايا وتيسيرات الضرائب
تقوم مكاتب جهاز تنمية المشروعات بالمحافظات بتنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية المجانية والندوات التعريفية خلال شهر أغسطس وذلك بجانب إجراء زيارات إلى المناطق الصناعية والتكتلات الإنتاجية بتلك المحافظات للتعريف بآليات الدولة المختلفة المقدمة لدعم هذه المشروعات .
وأكد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر أن هذه الدورات التدريبية والندوات من شأنها تشجيع المواطنين والشباب على ريادة الأعمال وتأهيلهم لإقامة مشروعات ذات جدوى اقتصادية متميزة توفر لهم ولغيرهم فرص عمل مستقرة بالإضافة إلى أنها تعمل على تعريف أصحاب المشروعات القائمة بالخدمات المتنوعة التي يقدمها جهاز تنمية المشروعات لتطوير مشروعاتهم وزيادة الربحية والدعم المقدم لهم من خلال قوانين الدولة الداعمة لقطاع المشروعات الصغيرة خاصة المزايا والحوافز الواردة بقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة رقم 152 لسنة 2020 وقانون 6 لسنة 2025 الخاص بالتيسيرات الضريبية المقررة لدعم المشروعات الصغيرة.
وأشار رحمي إلى أن الفاعليات التي تنظمها مكاتب الجهاز تتم بالتنسيق مع المحافظات والجامعات وتهدف بشكل رئيسي إلى تشجيع الشباب والخريجين الجدد والمرأة على اقتحام مجال ريادة الأعمال والبدء في إقامة مشروعاتهم بأيسر الطرق الممكنة، كما تعلمهم طرق تأسيس المشروعات على مختلف تنوعها وكيفية إجراء دراسات الجدوى اللازمة وكيفية الحصول على التمويلات.
وأضاف رئيس جهاز تنمية المشروعات أن فروع الجهاز في تلك المحافظات تقوم خلال شهر أغسطس بعدد من الزيارات إلى المناطق الصناعية بالمحافظات وكذلك التكتلات الإنتاجية بهدف التعرف علي التحديات التي تواجه صغار المستثمرين والعمل على حلها بالتنسيق مع المحافظات مع تقديم التمويلات اللازمة لهم والدعم الفني.
وأكد رحمي أن الندوات التعريفية تلعب دورا هاما في تشجيع أصحاب المشروعات العاملة في القطاع غير الرسمي على الانضمام تحت مظلة الدولة لتمكينهم من الاستفادة من المزايا والتيسيرات الواردة في القانون ومنها شهادات التصنيف والمزايا، داعيا المواطنين إلى الانضمام إلى تلك الندوات للاستفادة منها وذلك من خلال التواصل مع أفرع الجهاز بكافة المحافظات أو الاتصال بالرقم الساخن لجهاز تنمية المشروعات 16733.
وتجدر الإشارة إلي أن فروع الجهاز بكافة المحافظات تتلقي طلبات المواطنين والشباب لضمهم لدورات تدريبية مجانيّة تؤهلهم علي إقامة مشروعات صغيرة في مختلف المجالات الخدمية والتجارية والصناعية.
ومن المقرر أن يقوم فرع محافظة الشرقية بتنفيذ عدد من الندوات التعريفية في مدن المحافظة للتوعية ببرامج وخدمات الجهاز المختلفة بينما يشارك في لجنة توفيق أوضاع المشروعات بالتنسيق مع المحافظة .
فيما شارك مكتب محافظة القليوبية خلال شهر يوليو بماراثون مشروعات التخرج لخريجي جامعة بنها لعرض خدمات الجهاز علي الخريجين كما نفذ عدد من الدورات التدريبية في التسويق الإليكتروني لأصحاب المشروعات .
وفي الإسماعيلية، نظم مكتب جهاز تنمية المشروعات معرضا للمنتجات الحرفية والتراثية بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة فيما ينظم مكتب الجهاز بالبحر الأحمر زيارات ميدانية للمجمع الصناعي في الغردقة للوقوف على متطلبات اصحاب المصانع والعمل على إزالة التحديات أمامهم وتوعيتهم بالقوانين الداعمة لمشروعاتهم.