أسرة تستعين بالذكاء الاصطناعي لعرض رسالة من متوفٍ أمام المحكمة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
بينما يستخدم كثيرون تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور كرتونية مرحة لأنفسهم، لجأ آخرون إلى هذه التكنولوجيا لإعادة إحياء ذكريات أحبائهم الراحلين.
لكن يبدو أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد بلغ مؤخرًا مرحلة جديدة غير مسبوقة داخل أروقة المحاكم.
ففي ولاية أريزونا الأمريكية، شهدت إحدى جلسات النطق بالحكم واقعة استثنائية، حيث ظهر نموذج افتراضي لشخص متوفى، تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليوجه حديثه مباشرة إلى الشخص المدان بقتله.
كان يمثل النموذج الجندي السابق في الجيش الأمريكي كريستوفر بيلكي (37 عامًا)، والذي لقي مصرعه في حادث إطلاق نار ناتج عن شجار مروري عام 2021، وقد تم عرض النسخة الرقمية منه داخل محكمة مقاطعة ماريكوبا العليا، قبل إصدار الحكم على القاتل جابرييل بول هوركاسيتاس.
ظهر النموذج الرقمي في مقطع مصور وهو يرتدي سترة خضراء وله لحية كاملة، ووقف أمام خلفية بيضاء بسيطة.
وقد بدأ الفيديو بتوضيح أن هذه النسخة ليست حقيقية، بل تم إنشاؤها عبر الذكاء الاصطناعي، وهو ما كان ملحوظًا من خلال بعض العيوب البسيطة في جودة الصوت وحركة الشفاه غير المتزامنة بدقة مع الكلام.
وأعرب "بيلكي" الافتراضي في رسالته عن إحساسه بالسخرية المأساوية من الموقف، قائلًا إنه كان من الممكن – في ظروف مختلفة – أن يصبح هو والجاني أصدقاء.
تخليد ذكرىأكدت أسرة بيلكي أن الهدف من إنشاء هذا النموذج الرقمي لم يكن استخدامه كدليل قانوني، بل لتخليد ذكرى فقيدهم والتعبير عن الألم النفسي الذي يعانونه. وقد سمحت المحكمة بعرض الفيديو خلال جلسة النطق بالحكم نظرًا لعدم اعتباره جزءًا من الأدلة الرسمية. وأسفر الحكم عن إدانة "هوركاسيتاس" بتهمة القتل غير العمد وتعريض الآخرين للخطر، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات ونصف.
ستايسي ويلز، شقيقة بيلكي، هي من كتبت نص الرسالة التي ألقاها النموذج الافتراضي، بعد أن وجدت صعوبة في التعبير عن حزنها بالكلمات المباشرة. وأشارت إلى أنها شخصيًا لم تستطع مسامحة القاتل، لكنها تعتقد أن شقيقها كان سيتصرف بطريقة أكثر تعاطفًا.
وأضافت أن الهدف من الفيديو كان إبراز إنسانية شقيقها أمام المحكمة وتسليط الضوء على الأثر العاطفي العميق للجريمة. وقد تعاونت مع زوجها وأحد أصدقائهما المتخصصين في مجال التقنية لإنتاج هذا النموذج.
تقنية تثير الجدليمثل هذا الاستخدام الجديد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في القضايا القانونية توجهًا عاطفيًا معقّدًا، وسط تزايد النقاشات حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المحاكم.
ففي حين كانت المحاكم متحفظة في السابق تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد حوادث استعان فيها محامون بحالات قانونية "وهمية" أنشأها الذكاء الاصطناعي، فإن هذا المثال يضيف بعدًا جديدًا يتعلق بالتأثير العاطفي دون التورط في تقديم أدلة مزيفة.
رؤية قانونيةوفي هذا السياق، أوضح هاري سوردن، أستاذ القانون بجامعة كولورادو، أن استخدام المحتوى المُولد بالذكاء الاصطناعي داخل المحكمة يثير إشكاليات أخلاقية، إذ يمكن أن يتجاوز التفكير النقدي ويتوجه مباشرة إلى مشاعر الحضور، مما يجعله أكثر تأثيرًا – وربما أكثر خطورة – من الأدلة التقليدية.
وأكد أن مثل هذه الأدوات قد تبدو واقعية للغاية، لكنها تظل "مصطنعة" ويجب التعامل معها على هذا الأساس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي صور كرتونية إحياء ذكريات بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أوبن أيه.آي: انتشار الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن تعلم اللغات
مع تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي يوما بعد يوم، يتساءل العديد من طلاب المدارس عما إذا كانوا لا يزالون بحاجة فعلاً إلى تعلم اللغات الأجنبية.
يقول نيكولاس تورلي، رئيس قسم منتج شات جي.بي.تي في شركة تقنيات الذكاء الاصطناعي أوبن أيه.آي إن الكثير من الطلاب يسألون، هل سيحدث الذكاء الاصطناعي في تعلم اللغات ما فعلته الآلات الحاسبة سابقا في العمليات الحسابية اليومية؟ هل ستلغي تطبيقات محادثة الذكاء الاصطناعي الآلية تعلم اللغات الأجنبية؟، مضيفا أنه يعتقد أن برامج المحادثة الآلية لن تحل محل فصول اللغات في المدارس، ولا ينبغي لها أن تفعل ذلك.وقال تورلي على هامش فعالية رقمية في هامبورج: "يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتك في تعلم اللغة. إنها طريقة رائعة لتعلم شيء جديد. لكنه ليس بديلا عن التحدث بلغة أجنبية". في الوقت نفسه تتزايد قدرة التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على السماح بالحوار بين شخصين لا يتحدثان اللغة نفسها. وبالفعل بدأت كبرى شركات تصنيع الهواتف الذكية، مثل سامسونج وشاومي، بتثبيت برامج الترجمة المباشرة مسبقا على أحدث هواتفها. كما يمكن توجيه تطبيقات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي.بي.تي، لمساعدة الشخص على تعلم لغة، على سبيل المثال يقول: "أنا مبتدئ في تعلم الفرنسية. هل يمكنك إجراء محادثة بسيطة معي؟". مع أن تطبيقات الترجمة الفورية قد تكون مفيدة عند السفر إلى الخارج، إلا أن تورلي قال إنه لا يرغب في العيش في عالم يتواصل فيه الناس فقط من خلال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن "هذا ليس من طبائع البشر، وأنهم في قسم شات.جي.بي.تي يرون ضرورة أن يفيد الذكاء الاصطناعي الناس، لا أن يغني عن التفاعل البشري"، لذلك فإنه سيواصل التوصية بتعلم اللغات ومجالات الاهتمام الأخرى، باستخدام الذكاء الاصطناعي كمعلم لا باعتباره بديلا عن تعلم هذه اللغات. وقال تورلي: "إجابتي دائما: تعلم ما يثير اهتمامك. فضول الإنسان أهم شيء في الذكاء الاصطناعي. ففي النهاية، عليك أيضا أن تكون قادرا على طرح الأسئلة الصحيحة".
أخبار ذات صلةيعمل تورلي في شركة أوبن أيه.آي، ويقود تطوير منتجات شات جي.بي.تي وقد لعب دورا رئيسيا في تطوير تطبيق المحادثة الآلية الذي أثار ضجة حول الذكاء الاصطناعي. تأتي تعليقات تورلي في الوقت الذي تحول فيه تطبيق دولينجو، وهو تطبيق رائد لتعلم اللغات، بشكل كبير إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج مواد لتعليم اللغات، وأعلن أنه سيستغني عن العمالة البشرية واستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي بدلا منها.
المصدر: وكالات