وسط تصاعد العنف.. دروز إسرائيل يدعون إلى حماية "إخوتهم" في سوريا
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
اتهمت الحكومة السورية إسرائيل بالتصعيد الخطير ورفضت أي تدخل خارجي، لكنها اتخذت بعض الخطوات لتهدئة التوتر. اعلان
في ظل تصاعد الاشتباكات الدامية بين مسلحين إسلاميين ومقاتلين دروز في سوريا، عبّر قادة من الطائفة الدرزية في إسرائيل عن دعمهم لتدخل الجيش الإسرائيلي لحماية أبناء طائفتهم في سوريا، معتبرين أن على إسرائيل أن تواصل هذا التدخل إذا تجدد العنف.
وتأتي هذه المواقف في ظل العلاقة المتينة التي تربط الدولة الإسرائيلية بأبناء الطائفة الدرزية البالغ عددهم نحو 120 ألف شخص، وهي علاقة تعززت بفعل خدمة الرجال الدروز في الجيش الإسرائيلي.
وقال أنور عامر، رئيس بلدية حرفيش في الجليل الأعلى وضابط شرطة سابق: "الدروز في إسرائيل أقاموا رابطًا مع الدولة والشعب اليهودي. نحن نقاتل إلى جانبهم في كل الجبهات". وأضاف خلال مقابلة مع وكالة رويترز: "أتوقع من دولتي والشعب اليهودي أن يردّوا الجميل وأن يدافعوا عن إخوتنا في سوريا".
ويُعد الدروز أقلية عربية موزّعة بين لبنان وسوريا وإسرائيل، ويتّبعون ديانة خاصة تُعد فرعًا من الإسلام، ويعرف عنهم ولاؤهم القوي لبعضهم البعض وسعيهم إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول التي يعيشون فيها.
مواجهات بين الدروز والسلطات الجديدة في سورياولا يقتصر اهتمام إسرائيل بالشأن الدرزي السوري على التضامن الطائفي، إذ ترى في الجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على مناطق في سوريا، منذ إطاحة بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر، تهديدًا مباشرًا لها. وتحاول منع هذه الجماعات من التمركز قرب حدودها، خاصة في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.
وفي ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، أصبحت إسرائيل أكثر قلقًا من تنامي النفوذ التركي، الداعم للجماعات الإسلامية، قرب حدودها، خاصة بعد أن خفّضت وتيرة ضرباتها ضد النظام السوري الذي كان مدعومًا من إيران.
وقد تزامن هذا التحول مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، في خطوة أثارت شكوكًا إسرائيلية كبيرة حيال الإدارة السورية الجديدة.
وقالت ساريت زهافي، مؤسسة مركز "ألما" للأبحاث الأمنية في الجليل، إن الدفاع عن دروز سوريا يخدم مصلحة أمنية لإسرائيل، مضيفة: "بناء علاقات مع دروز سوريا القريبين من حدودنا قد يساعد في كبح خطر الإسلاميين... هذا درس تعلمناه من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023". وأضافت أن العلاقة الخاصة التي تربط إسرائيل بدروزها تحتم عليها التدخل لحماية نظرائهم في سوريا.
رغم ذلك، تعرضت هذه العلاقة لاختبار في عام 2018 حين خرج عشرات الآلاف من الدروز في مظاهرات ضد قانون الدولة القومية الذي منح اليهود وحدهم حق تقرير المصير.
ومع ذلك، لا تزال القرى الدرزية في الجليل تحتفظ برموز الولاء للدولة، حيث ترفرف الأعلام الإسرائيلية جنبًا إلى جنب مع الأعلام الدرزية، التي تتميز بألوانها الخمسة، على المباني العامة والساحات.
وفي مارس الماضي، سُمح لوفد من الشيوخ الدروز السوريين بزيارة مقام ديني في إسرائيل لأول مرة منذ خمسين عامًا، في خطوة أثارت احتفالات واسعة في أوساط الدروز الإسرائيليين.
"مساعدة أخوتنا في سوريا"اندلعت الاشتباكات في مناطق درزية جنوب سوريا في 29 أبريل، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 درزي، معظمهم مسلحون، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة، إلى جانب مقتل 32 عنصرًا من الجماعات الإسلامية. وقد جاءت هذه الأحداث بعد تقارير عن مقتل مئات العلويين على يد مقاتلين موالين للحكومة السورية في مارس، ما جعل العديد من الدروز يرون في الأمر تهديدًا وجوديًا.
وقال عنان وهبي، ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي ومحاضر جامعي في العلوم السياسية: "من الصعب رؤية الصور وسماعهم يطلبون مساعدتنا".
وقد التقى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للضغط من أجل تدخل عسكري. ووقع بعض الجنود الدروز رسالة تطوع للقتال في سوريا، بينما نظّم آخرون احتجاجات وقطعوا الطرقات للضغط على الحكومة.
Related بعد الأحداث الدامية في جرمانا... اتفاق بين وجهاء المدينة الدروز وحكومة دمشقنتنياهو: نفذنا عملية تحذيرية لحماية الدروز في صحنايا وعلى النظام السوري أن يتحركمن جهتها، اتهمت الحكومة السورية إسرائيل بالتصعيد الخطير ورفضت أي تدخل خارجي، لكنها اتخذت بعض الخطوات لتهدئة التوتر، مثل توظيف قوات أمن محلية بدلًا من إرسال عناصر من مناطق أخرى.
ورأى بعض أبناء الطائفة الدرزية أن على إسرائيل التحرك بهدوء لتجنّب تصوير الدروز السوريين كعملاء لإسرائيل. وقال الباحث السياسي سليم باريك لصحيفة "كلكليست" الإسرائيلية: "نحن نتوقع من الدولة التي نموت من أجلها أن تحمي إخوتنا، لكن من الأفضل أن تخفف من لهجة تصريحاتها".
لكن وهبي اعتبر أن الدعم الإسرائيلي ضروري، رغم الحساسيات السياسية: "في هذا الفوضى داخل سوريا، لا خيارات أخرى أمام الدروز".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السعودية أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السعودية أوكرانيا سوريا إسرائيل أحمد الشرع دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السعودية أوكرانيا قطاع غزة تقاليد سوريا غزة إيران قطر فی إسرائیل الدروز فی فی سوریا دروز فی
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية إسرائيل يشترط الاحتفاظ بالجولان للتطبيع مع سوريا
رحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بتطبيع العلاقات مع سوريا ولكنه وضع شرطا لذلك، وجاء ذلك بعد تقرير إسرائيلي لم يستبعد توقيع اتفاقية سلام مع دمشق قبل نهاية العام الحالي.
وقال ساعر للقناة "أي24" الإسرائيلية "إذا توفرت فرصة لتوقيع اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا شرط أن تبقى الجولان معنا سيكون ذلك إيجابيا لمستقبل إسرائيل".
وجاء حديث الوزير الإسرائيلي، بعد أن كشف مصدر سوري للقناة ذاتها أن إسرائيل وسوريا ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025.
ووفقا لما نقلته القناة، قال المصدر السوري إن من شأن هذه الاتفاقية تطبيع العلاقات بشكل كامل، وإن مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل ستكون "حديقة سلام" على حد تعبيره.
وأشار المصدر السوري إلى أنه بموجب الاتفاقية "ستنسحب إسرائيل تدريجيا من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ".
وأعلنت الرئاسة السورية، الأربعاء الماضي، أن الرئيس أحمد الشرع، اجتمع مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان، حيث ناقش معهم الأوضاع الخدمية والمعيشية والأمنية في المحافظة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" حينها عن الرئاسة السورية أن الشرع استمع كذلك إلى مداخلات الحضور التي تناولت احتياجاتهم ومعاناتهم من التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وأكد الشرع وقتها أن العمل جار لوقف الاعتداءات الإسرائيلية من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين.
وفي نهاية الشهر الماضي، قالت 5 مصادر مطلعة لرويترز إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر وأجرتا لقاءات وجها لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.
وذكرت مصادر أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة جرت في المنطقة الحدودية بما في ذلك الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل. لكن وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى قال حينها إن "هناك مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تتمحور على اتفاقية فصل القوات" أو ما تعرف بـاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
إعلانوتحتل إسرائيل هضبة الجولان منذ حرب عام 1967 واستولت على المزيد من الأراضي في أعقاب الإطاحة بالأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرة إلى مخاوفها بشأن ما سمته الماضي المتطرف للحكام الجدد في سوريا.