الجزيرة:
2025-05-15@00:25:27 GMT

ما الذي تغير في فكر الجماعات الجهادية في سوريا؟

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

ومع نهاية 2024 بدأت الجماعات الجهادية في سوريا تخوض تجربة جديدة، فمن حركة مقاومة مسلحة إلى سلطة حاكمة مسؤولة عن دولة ومؤسسات. فكيف أعادت هذه الجماعات صياغة مفاهيمها تجاه الدولة والسلطة والمجتمع؟ وهل هذه الجماعات أمام تحول فكري عميق أم أمام مراجعات ظرفية أملتها ضرورات الحكم؟

وعن جذور الفكر الجهادي في سوريا، يوضح عضو اللجنة الرئاسية للسلم الأهلي في سوريا، حسن صوفان، أن هذا الفكر مرتبط بالاحتلال، ولكنه كان كامنا في نفوس السوريين منذ انقلاب حزب البعث، وأن مجزرة حماة كانت مفترق طرق أمام عودة الفكر الجهادي إلى الشعب السوري من أجل الدفاع عن النفس.

ويقول إن الدور الجهادي لم يكن متاحا له التجلي في سوريا بسبب القبضة الأمنية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ولذلك أخذ منحى الاستفادة من التجارب ومواجهة المحتل في أماكن أخرى من أجل اكتساب الخبرة لتوظيفها في المعركة الأساسية في سوريا، مشيرا إلى أن التوجهات الإسلامية كانت مجمعة على أن النظام المخلوع كان جديرا بالتصدي له.

ويلفت إلى أن جميع الاتجاهات والمناهج داخل المجتمع السوري هي أصيلة الوجود وليست دخيلة، فلا يوجد أي فكر إسلامي دخيل سواء فكر جماعة الإخوان المسلمين أو الفكر السلفي أو الفكر السلفي الجهادي، أي أن هذه الاتجاهات والتيارات لها جذورها على مدار مئات السنين في سوريا.

إعلان

وحول مسألة حدوث تحول داخل الفكر الجهادي عندما تولى أصحابه السلطة في سوريا، يرى صوفان -في حديثه لحلقة (2025/5/14) من برنامج "موازين" أن الأمر يتعلق بطبيعة وضرورات الحكم الذي لم يمارسه الإسلاميون والجهاديون خصوصا، مشيرا إلى أن التجربة الحالية هي المعيار في الحكم على الجماعات الجهادية.

مراجعات

بيد أن صوفان يكشف عن وجود مراجعات وتحولات حتى قبل وصول الجهاديين إلى الحكم، ويقول إنه في سجن صيدنايا مثلا عمل الكثير من الجهاديين مراجعات جريئة ومتميزة يغلب عليها الإثراء العلمي والاستدلال بالنصوص أكثر منها ضغط واقع، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بدخول في واقع جديد اقتضى المراجعة.

وفي حديثه عن مرحلة ما بعد تحرير سوريا من نظام الأسد، يقول صوفان- وهو أيضا قائد حركة تحرير الشام سابقا- إن السياسة هي عبارة عن لعبة لها قواعدها، وكل جهة لها مصالحها الخاصة، والرئيس أحمد الشرع يتقن هذه اللعبة السياسية، بحيث يمكنه أن يعطي كل صاحب حاجة حاجته بما لا يتعارض مع الخطوط الحمراء ومع أهداف الثورة السورية".

ويرى أن العالم لم تعد تحكمه جهة واحدة تفرض كل ما تريد على المجتمع الدولي، بل هناك تعارض مصالح بين الدول، مما يجعل الدول تلج منها لتحقيق مصالحها القطرية الخاصة، ويضيف في هذا السياق أن من حق الرئيس الشرع أن يبحث عن فرصة لنهضة سوريا وإعادة المهجرين وإيقاف الآلام عن الناس، ودعا إلى التفاف حول القيادة السورية مادام لديها الخطة والإجراءات الإصلاحية.

وعن مسألة الديمقراطية بالنظر إلى فكر الجماعات الجهادية، يوضح ضيف برنامج "موازين" أن جميع التيارات الإسلامية تجمع على أن فكرة الديمقراطية من حيث التشريع وإعطاء حق التشريع المطلق تكون للشعب وليس بما يخالف شرع الله سبحانه وتعالى، معربا عن اعتقاده أن الشرع أو أي جهة تكون على كرسي الحكم ستكون مرنة في موضوع الوسائل والآليات.

إعلان

وبشأن تعامل القيادة السورية الجديدة مع التدخل الإسرائيلي في الأراضي السورية، يقول صوفان إنه "من الإجحاف تحميل الدولة الوليدة الجديدة إرث الصراع الطويل مع العدو الإسرائيلي في هذه اللحظة"، مشيرا إلى أن القيادة السورية سوف تبذل كل جهد متاح لتجنب إدخال الشعب السوري في معركة طويلة جديدة.

14/5/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجماعات الجهادیة مشیرا إلى أن فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سمو ولي العهد ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس الجمهورية السورية يعقدون لقاءً حول مستقبل الأوضاع في سوريا

الرياض- واس بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تم عقد لقاء في (الرياض) صباح هذا اليوم الأربعاء ( 16 / 11 / 1446 هـ ) الموافق ( 14 / 5 / 2025 م ) بين سموه الكريم وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد / دونالد جي ترمب، وفخامة رئيس الجمهورية التركية السيد / رجب طيب أردوغان (مشاركًا عبر اتصال هاتفي) وفخامة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد / أحمد الشرع، وتم تناول مستقبل الأوضاع في سوريا، وتأكيد أهمية استقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، وتحقيق الأمن والرخاء للشعب السوري، وكذلك بحث الأوضاع الإقليمية وأهمية العمل على إيجاد الحلول المناسبة لها. وأعرب فخامة الرئيس أحمد الشرع عن شكره وتقديره لقرار فخامة الرئيس دونالد ترمب إزالة العقوبات عن سوريا، وأن هذا القرار سيفتح صفحة جديدة لتمكين إعادة بناء سوريا وإحياء اقتصادها والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار فيها، كما أعرب فخامته عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ولفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية على جهودهما في دعم سوريا وطلب رفع العقوبات عنها.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • ما الذي دار في لقاء الشرع وترامب؟: الخارجية السورية تكشف التفاصيل
  • سمو ولي العهد ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس الجمهورية السورية يعقدون لقاءً حول مستقبل الأوضاع في سوريا
  • رئيس اتحاد غرف التجارة السورية: رفع العقوبات عن سوريا سيسهم في عودة الاقتصاديين إلى وطنهم وتدفّق الاستثمارات
  • ما الثمن الذي ستدفعه سوريا مقابل التقرب من “ترامب” 
  • الرئاسة السورية ترحب بقرار ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا
  • عاجل| ترامب يعلن رفع العقوبات على سوريا ويشيد بالحكومة السورية الجديدة
  • أزمة الجفاف تغير الخريطة الزراعية في سوريا
  • آخر تقرير.. ما الذي تخشاه إسرائيل في سوريا؟
  • الصفدي: نرفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ومن غير المقبول تدخلها في شؤون سوريا الداخلية