في مثل هذا اليوم، تعود الذاكرة إلى واحدة من أبرز أيقونات الغناء العربي، الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، التي جمعت بين الصوت القوي والحضور الساحر، وسكنت قلوب الملايين من المحيط إلى الخليج. في ذكرى وفاتها، نعيد تسليط الضوء على محطات حياتها من النشأة إلى المجد، مرورًا بالأغاني الخالدة والزيجات المثيرة، وصولًا إلى النهاية التي أبكت جمهورها في العالم العربي.

بداية من باريس.. حيث وُلدت وردة الصوت والموقف

وُلدت وردة الجزائرية في العاصمة الفرنسية باريس عام 1939 لعائلة تجمع بين الأصول الجزائرية واللبنانية. نشأت في بيئة فنية راقية، حيث كان والدها يدير ملهى ليليًا راقيًا يرتاده كبار المطربين والموسيقيين العرب، الأمر الذي جعل الفن يتسلل إلى وجدانها منذ نعومة أظافرها.

هذا المناخ ساهم في تكوين ذوقها الفني وصقل شخصيتها، فبدأت في الغناء في سن صغيرة، لتخطف الأنظار بصوتها المميز وأدائها الملفت.

الترحيل من فرنسا.. وانطلاقة جديدة من لبنان

مع تصاعد التوترات السياسية بسبب دعم والدها للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، تم ترحيل الأسرة من باريس، لينتقلوا إلى لبنان. 

هناك بدأت وردة مرحلة جديدة من حياتها، حيث أعادت تقديم نفسها فنيًا عبر الإذاعات والحفلات، ولفتت الأنظار بسرعة، خصوصًا في الأوساط الفنية التي كانت تتابع الأصوات الجديدة بشغف.

من بيروت إلى القاهرة.. صوت يتربع على عرش الطرب
 

كانت القاهرة في تلك الحقبة مركزًا للفن والموسيقى، وكانت وردة تدرك جيدًا أن النجاح الحقيقي يمر من بوابة النيل. جاءت إلى مصر مطلع الستينات، وهناك تبناها كبار الملحنين وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب، ثم رياض السنباطي وبليغ حمدي، الذي لم يكن مجرد ملحن في حياتها بل أيضًا شريك حياة. 

غنت وردة ألحانًا عظيمة، حوّلتها إلى أسطورة فنية، منها: "العيون السود"، "بتونس بيك"، "لولا الملامة"، وغيرها من الأعمال التي لا تزال تبث حتى اليوم في أوقات الصفاء والحنين.

زيجاتها.. حين تلاقت القلوب بين الفن والسياسة

مرت وردة بتجربتين زوجيتين، الأولى كانت من ضابط جزائري هو جمال قصري، وقد طلب منها التفرغ للحياة الأسرية فابتعدت مؤقتًا عن الفن، أما الزواج الأبرز فكان من الملحن المصري بليغ حمدي، حيث شكلت معه ثنائيًا موسيقيًا لا يُنسى ورغم انتهاء زواجهما بعد ست سنوات، إلا أن الفن جمع بينهما باستمرار، وأثمر عن أغانٍ تعتبر من علامات الغناء العربي.

أعمالها السينمائية والتلفزيونية.. حين غنّت الكاميرا أيضًا

إلى جانب الغناء، خاضت وردة تجارب ناجحة في السينما والتلفزيون. شاركت في أفلام مثل "ألمظ وعبده الحامولي"، "أميرة العرب"، و"صوت الحب"، وجسدت في بعضها شخصية المطربة العاشقة، في تناغم واضح بين حياتها الفنية والدرامية.

كما قدمت مسلسل "أوراق الورد" في السبعينات، و"آن الأوان" في السنوات الأخيرة من حياتها.

رحيلها.. صدمة ودّع بها الوطن العربي أسطورته الغنائية

في 17 مايو 2012، رحلت وردة الجزائرية عن عالمنا في القاهرة، إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر ناهز 72 عامًا. نُقل جثمانها إلى الجزائر بطائرة رئاسية، وأقيمت لها جنازة رسمية مهيبة دُفنت خلالها في "مقبرة العالية" المخصصة لرموز الوطن. رحلت وردة، لكن صوتها لا يزال يملأ الأمسيات العربية حنينًا وشجنًا.

صوت لا يُنسى وذكرى لا تموت


وردة لم تكن مجرد مطربة، بل كانت حالة فنية نادرة، تميزت بالإحساس الصادق، والصوت القوي، والقدرة على تجسيد مشاعر الحب والشجن في كل كلمة تغنيها. 

ورغم مرور السنوات، لا تزال كلمات أغانيها تردد في الأفواه، ويظل اسمها حاضرًا في ذاكرة كل من أحب الطرب الأصيل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وردة الجزائرية العاصمة الفرنسية فرنسا محمد عبد الوهاب الموسيقى

إقرأ أيضاً:

حملة مانحي الأمل قلوب تنبض بالحياة في المتحف القومي للحضارة

الأمل كلمة السر لبناء الشخصيات والأعمال العظيمة ،وتحدى المستحيل لتجعلك تنتفض من الانهزامية إلى صناعة المجد ،وهو ما حققه المتحف القومي للحضارة بـ استضافة حملة مانحى الأمل ،الملهمة لقصص بشر محبين للحياة متحدين الألم والمرض .

المتحف القومي للحضارة 


عزف المتحف القومي للحضارة بالفسطاط ، أروع معزوفة إنسانية باحتضانه أمسية فنية رائعة لحملة مناحي الأمل، جمعت باقة بين الموسيقي والفلكولور الشعبي على نغمات أغاني مصرية في رسالة لبث الأمل.

أنور الكموني


لم تتوقف محطات الحفل على رصيف الحفل الفني فقط ، بل ذهبت إلى بعد إنساني ملهم ،يقص قصص ملهمة لـ الكابتن أنور الكموني لاعب التنس الدولي ومؤسس حملة "مانحي أمل" ، والذى صارع السرطان منتصرا عليه بإرادته القوية ،لتكون أيقونة ذهبية لكثير من حاملى هذا المرض الخبيث.

«مانحي أمل» تنطلق من قلب المتحف القومي للحضارة.. و«عابدين» يستعد لحفل مونت كارلو 2025المتحف القومي للحضارة المصرية يعزّز دوره البحثي والثقافي بالتعاون مع الجامعاتالموسيقي تربط العالم.. أمسية ثقافية بـ المتحف القومي للحضارة.. صورندوة بالمتحف القومي للحضارة عن العائلة المقدسة في مصرمانحي الأمل 


من جانبه قال الدكتور عباس إلى أن حملة "مانحي أمل" تمثل نموذجًا ملهمًا لمبادرة إنسانية عالمية، تضم متطوعين من أكثر من 23 دولة، مشيدًا بدور الحملة في منح الأمل لجميع المرضى حول العالم وتحدي كل الظروف المرضية الصعبة التي يمر بها أي إنسان، فضلًا عن الاحتفال برسائل الأمل والإيجابية التي تنطلق من قلب مصر لتصل إلى كل أنحاء العالم.

كما شهد الحفل الإعلان عن استضافة مصر للحفل الكبير للأمراء والأميرات مونت كارلو 2025، والمقرر تنظيمه في قصر عابدين خلال شهر نوفمبر المقبل.
 

طباعة شارك المتحف القومي للحضارة حملة مانحى الأمل القومي للحضارة المتحف القومي مانحى أمل

مقالات مشابهة

  • عطيفي يطلع على مستوى الخدمات التي يقدمها مستشفى الأمل العربي
  • دون ذكر اسمها.. سيدة أعمال تتبرع برحلات عمرة لأسر ضحايا طريق المنوفية
  • شاهد.. وردة حمراء ورسالة حب من مسنة إلى ميسي في كأس العالم للأندية
  • تقدمت إلى محكمة جنوب غرب الأمانة الأخت/ دعاء الناشري بطلب تصحيح اسمها
  • أشهر عانس في السينما المصرية قضى عليها السرطان... تعرف على قصة حياتها
  • غرفة مكة تنظّم ورشة عمل “الذكاء العاطفي والمرونة في بيئة العمل” لدعم الناتج الاقتصادي
  • القهوة.. زرعت في اليمن فطاف اسمها العربي العالم
  • حملة مانحي الأمل قلوب تنبض بالحياة في المتحف القومي للحضارة
  • فريدة فهمي.. سيدة الرقص الاستعراضي التي منحت جسدها للتراث وأفكارها للأكاديمية في عيد ميلادها الـ85
  • عاجل. القناة 12 الإسرائيلية: إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل