???? محاولة اغتيال الحلو،، “اتفاق نيروبي” في مهب الريح
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
دبرتها ميليشيا آل دقلو، وكشفتها استخبارات الحركة الشعبية،،
محاولة اغتيال الحلو،، “اتفاق نيروبي” في مهب الريح..
كاودا تعيش على فوهة توتر أمني غير مسبوق..
الحلو يكوِّن وحدة أمنية لمتابعة تحركات ضباط المليشيا..
مراقبون: تأريخ الميليشيا مُلَطَّخ بدماء الخيانة والغدر..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
تعيش مدينة كاودا المقر الرئيس للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ـ إقليم جبال النوبة على فوهة بركان من القلق والتوتر الأمني غير المسبوق جراء المخطط الخطير الذي كشفته استخبارات الحركة الشعبية بضلوع ميليشيا الدعم السريع في محاولة فاشلة لاغتيال قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، حيث ظلت استخبارات الحركة الشعبية تعكف ولأكثر من شهر على إجراء تحقيقات مكثفة وواسعة انتهت إلى توجيه أصابع الاتهام مباشرةً إلى ميليشيا الجنجويد، وتحميلها المسؤولية الكاملة عن تدبير حادثة التفجير التي استهدفت مقر رئيس الحركة الشعبية في كاودا في أبريل الماضي 2025م، الأمر الذي يمثل وبحسب مراقبين صدمة قوية تهِدُّ جدار التحالف السياسي والعسكري القائم بين الحلو ودقلو، قبل أن تضع ” الميثاق التأسيسي” في مهب الريح.
مخطط الجنجويد الخبيث:
ووفقاً لتقرير نشره موقع المدقاق الإخباري فقد قادت التحقيقات التي أجرتها استخبارات الحركة الشعبية إلى توقيف أحد العناصر الضالعة في عملية التفجير التي استهدفت مقر رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال – إقليم جبال النوبة عبد العزيز الحلو، حيث أدلى العنصر الموقوف بمعلومات خطيرة عن مخطط واسع النطاق تديره ميليشيا الدعم السريع يستهدف اغتيال قيادات بارزة في الحركة الشعبية في مقدمتهم القائد عبد العزيز الحلو، ونائبه جوزيف تُكَّا، بالإضافة المتحدث الرسمي السابق أرنو نقوتلو لودي، وعمار أموم وقيادات أخرى، وهي خطوة يقول متابعون للأوضاع الداخلية للحركة الشعبية، سيكون لها ما بعدها من إجراءات سياسية وأمنية شاملة تحملها الأيام المقبلة وتُلقي بها في فضاءات الحركة الشعبية المُواجهة بتحديات كبيرة بشأن مستقبلها السياسي والعسكري.
نجاة الحلو:
ونجا قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو بأعجوبة في مطلع أبريل الماضي 2025م، من حادثة تفجير ارتعدت لها فرائص مدينة كاوا، واهتزت على إثرها أركان المدينة الوادعة، حيث استهدف التفجير المخبأ الخاص بإيواء قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو الذي كان قد غادر المخبأ قبيل سويعات قليلة من الحادثة التي أحالت الموقع إلى دمار شامل وجعلته أثراً بعد عين، وأثارت حادثة تفجير مخبأ عبد العزيز الحلو في كاودا، الكثير من الأسئلة الحائرة والقلِقَة حول من يقف وراء هذه المحاولة القاتلة؟ ومن يمتلك الجراءة لاستهداف قائد الحركة الشعبية وتصفيته والإطاحة به من سدة القيادة؟، لتأتي الإجابات الصادمة والمثيرة بين ثنايا تحقيق استخبارات الحركة الشعبية التي كشفت عن تورط ميليشيا الدعم السريع الحليف الجديد للحركة في تدبير الحادثة.
خطوة مريبة:
وفي منتصف أبريل 2025م، اتخذ قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال – إقليم جبال النوبة عبد العزيز الحلو خطوة مثيرة بإصداره توجيهات بتكوين وحدة معلومات أمنية خاصة تتبع له مباشرةً، وتهدف إلى متابعة تحركات ضباط ميليشيا الدعم السريع الموجودين بمناطق سيطرة الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان، وقالت مصادر متطابقة إن الحلو وجّه العقيد الباقر حمدان، الذي كان يقيم في العاصمة الكينية نيروبي، بالسفر فوراً إلى إقليم جبال النوبة لتولي الإشراف المباشر على هذه “المهمة الاستخباراتية” المهمة بإنشاء هذه الوحدة الخاصة خارج الهيكل التقليدي لجهاز الاستخبارات العسكري التابع للحركة، والتي تخضع إلى الإشراف المباشر لرئيس الحركة، ما اعتبره مراقبون حالة من القلق والتوجس تعتمل داخل الحركة الشعبية تجاه عناصر ميليشيا الدعم السريع، وإذا فُقدت الثقة، أصبحت الأجزاء غير صالحة للالتئام، وبات اتفاق نيروبي حبراً على ورق.
اتفاق نيروبي:
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال – إقليم جبال النوبة بقيادة عبد العزيز الحلو، وقعت في مارس الماضي 2025م على الميثاق التأسيسي الذي ضم ميليشيا الدعم السريع، وحركات وقوى سياسية ومدنية متحالفة معها في العاصمة الكينية نيروبي، وترتَّب على هذا الميثاق تنسيقٌ عالٍ من الجهود والمواقف ما بين الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع، تم بموجبه وصول قوات من ميليشيا الدعم السريع إلى مناطق سيطرة الحركة في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، وأنشأت معسكرات للتدريب المشترك، ثم لم تلبث وأن هاجمت ميليشيا الجنجويد في معية قوات الجيش الشعبي في أبريل الماضي منطقة خور الدليب الاستراتيجية الواقعة في المناطق الشرقية لجنوب كردفان قبل أن يستردها الجيش لاحقاً.
مخاوف ورفض:
ووجد تحالف الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع رفضاً واسعاً وسط المواطنين في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة الذين عبَّروا عن أسفهم وخيبة أملهم بأن تضع الحركة الشعبية يدها في يد ميليشيا الدعم السريع المُلَطَّخة بدماء الانتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية، معتبرين أن اتفاق عبد العزيز الحلو وعبد الرحيم دقلو، سينقل الحرب إلى جبال النوبة ويعيد سيناريو العنف والاقتتال بعد أن شهدت المنطقة هدوءً نسبياً جراء اتفاق وقف إطلاق النار الذي ظل يتجدد تلقائياً بين الحكومة والحركة الشعبية، لتؤكد العمليات التي شهدتها مناطق خور الدليب، وأم دحليب حقيقة المخاوف التي أبداها المواطنون بانتقال الحرب إلى إقليم جبال النوبة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن كثيراً من المراقبين يرون أن محاولة ميليشيا الدعم السريع اغتيال عبد العزيز الحلو وغيره من قيادات الحركة الشعبية ليس بمستغرب من هذه الميليشيا التي يحكي تأريخها الأسود أنها متعودة على المداهنة والغدر، وتتعدد الأمثلة في قاموس خيانتها وقَلْبِ ظهر المِجَن على حلفائها، مؤكدين أن اتفاق نيروبي كان بمثابة فرصة ذهبية لميليشيا آل دقلو لتجد لها موطئ قدم في جبال النوبة حتى تحقق هدفها الاستراتيجي بالسيطرة على موارد المنطقة وثرواتها، ومن ثم تقوم بطرد سكان المنطقة الأصليين تمهيداً لتنفيذ مشروع استيطان عرب الشتات، معتبرين أن محاولة تصفية الحلو وآخرين من قيادة الحركة الشعبية، ليس سوى بداية لجزِّ الرؤوس وضربة القوة الصلبة داخل الحركة الشعبية، وتمزيقها إرباً إرباً لتكون سهلة المنال، عملاً بمبدأ المصطلح اللاتيني “فرّقْ تَسُدْ”.
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشعبیة لتحریر السودان شمال میلیشیا الدعم السریع عبد العزیز الحلو اتفاق نیروبی
إقرأ أيضاً:
خلال زيارته درعا.. مصادر سورية تنفي محاولة اغتيال أحمد الشرع
نفت مصادر سورية بشكل قاطع صحة الأنباء حول محاولة اغتيال رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع خلال زيارته درعا في 6 حزيران، مؤكدة عدم وجود أي تهديد أمني حقيقي، وسط دعوات دولية لتعزيز حمايته من خطر الجماعات المتطرفة. اعلان
نفى مصدر رسمي في وزارة الإعلام السورية، عبر وكالة سانا، الأنباء المتداولة حول إحباط محاولة لاغتيال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع خلال زيارته يوم الجمعة 6 حزيران إلى محافظة درعا، مؤكداً أن لا أساس لها من الصحة.
وجاء ذلك رداً على عدد من التقارير الإعلامية التي أفادت بوجود محاولة اغتيال نفذتها خلية تابعة لتنظيم "داعش" وتضم عناصر من المحافظة.
وكان الرئيس أحمد الشرع قد قام بداية شهر حزيران بأول زيارة رسمية لمحافظة درعا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي. وقد استقبله حشد من أهالي المدينة لدى وصوله إلى المسجد العمري وسط درعا.
في السياق، حذر مؤخراً السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك، من تهديدات أمنية جدية تستهدف الشرع، خاصة في ظل محاولاته لبناء توافق بين مختلف المكونات السورية وفتح صفحة جديدة مع الغرب.
وقال باراك في تصريحات نشرها موقع "مونيتور" يوم 10 يونيو الجاري بعد زيارة الشرع لدرعا، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقة من احتمالية تعرض الشرع لمحاولة اغتيال من قبل جماعات متطرفة تسعى لإفشال المسار السياسي الجديد في البلاد.
Relatedالشرع: سوريا طوت صفحة الماضي ولن تكون ساحة لتقاسم النفوذشكوى أمام الجنائية الدولية ضد أحمد الشرع على خلفية المجازر ضد العلويين وأقليات أخرى"استبدل ملّة إبراهيم باتفاقيات أبراهام".. داعش يهاجم أحمد الشرع بعد لقائه ترامبودعا المسؤول الأمريكي إلى تعزيز التنسيق الاستخباري بين الدول المعنية لتأمين حماية كافية للرئيس السوري، مشيراً إلى تحركات بعض الفصائل المسلحة السابقة لتجنيد مقاتلين أجانب انضموا سابقاً إلى صفوف قوات الشرع، لصالح تنظيمات متطرفة مثل "داعش".
وأكد باراك أهمية دعم الاقتصاد السوري وتقديم الإغاثة الإنسانية بشكل سريع لقطع الطريق أمام محاولات الجماعات المتطرفة لاستغلال الظروف المعيشية الصعبة واستقطاب العناصر المسلحة نحو العنف والإرهاب.
وتواجه السلطات الجديدة في سوريا تحديات كبيرة في فرض الأمن ومواجهة الفوضى الإعلامية والانتشار الواسع للشائعات، ما يزيد من حالة القلق والانقسام بين المواطنين.
كما يبقى الواقع الأمني هشاً في ظل تنوع الفصائل المسلحة وعدم خضوعها بالكامل لأجهزة الدولة الجديدة، مما يجعل مهمة بناء سلطة مركزية فعالة ومعتمدة خطوة حاسمة في المرحلة المقبلة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة