ما لفت انتباه وسائل الإعلام الأمريكية، خلال مرافقتها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في جولته الأخيرة في منطقة الخليج، هي أن ترامب لم يكن يهذي أو يخطرف أو يهرف بالكلام غير المترابط المعهود، في وقفاته المتكررة أمام الكاميرات، وهو من هو، ذلك العاشق للضوضاء والأضواء، الذي لا يدرك أن اللسان حصان، إما اجتاز بك المسافة المنشودة، أو رفسك، أو ألقى بك أرضا ودهسك.
والمعهود والمشهود، هو أن ترامب لا ينطق إلا عن الهوى، وبه نفور شديد من الحقيقة والصواب، ويتنفس كذبا، ولا يرى بأسا في أن يهذي في العلن، وأن يلوي عنق الحقيقة على رؤوس الأشهاد، وهو واثق تماما بأن ذلك لن يقلل من شأنه ووزنه لدى الجمهور المحافظ، الذي أوصله الى البيت الأبيض، والحزب الجمهوري الأمريكي، الذي ينتمي اليه ترامب، أصلا بلا بوصلة أو أجندة سياسية معلومة، وَحُداته غوغائيون شعبيون، وببغاوات عقولها في آذانها، يرددون ما يقوله ترامب، وكأنه جاء متمِّما لما جاء في الإنجيل.
تخيل رئيس دولة في حجم الولايات المتحدة، يفرض تعرفات جمركية على الواردات من جميع دول العالم، وعندما يقال له إن مردود ذلك سيكون عكسيا على الوضع الاقتصادي والصناعي في بلاده ، يقول إن على أطفال أمريكا تقديم التضحيات، بأن يمارسوا ترشيد الإنفاق خلال احتفالات الكريسماس، بأن يكتفوا بثلاث او اربع لعبات بلاستيكية، عوضا عن ثلاثين، ليكسب الأمريكان الحرب الاقتصادية ضد الصين، مما حدا بجين ماير، الصحفية في جريدة نيويوركر، القول بأن ترامب لا يختلف عن الملكة ماري انطوانيت، التي قيل لها ان الشعب الفرنسي يعاني من الجوع بسبب انعدام الخبز، فقالت إن عليهم ان يأكلوا الكيك.
انظر إلى أبي جهل المعاصر، ترامب، الذي اعتلى المنصة ليحدث شعبه كيف أن برنامجه لجعل أمريكا "عظيمة مجددا" ينال الاستحسان، من أشخاصٍ كثيرين، خاصة من الأرجنتين، "وهو شخص شديد الإعجاب بي، وأحبه لأنني أحب كل من يحب ترامب".عندما قال الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، إن بلاده لن تتردد في قصف بوليفيا، لأنها تشكل تهديدا لأمن شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هاج الإعلام الأمريكي، ورمى ريغان بالجهل، بينما كان الأمر زلة لسان، وكان الرجل يعني ليبيا بذلك الوعيد. ثم انظر إلى أبي جهل المعاصر، ترامب، الذي اعتلى المنصة ليحدث شعبه كيف أن برنامجه لجعل أمريكا "عظيمة مجددا" ينال الاستحسان، من أشخاصٍ كثيرين، خاصة من الأرجنتين، "وهو شخص شديد الإعجاب بي، وأحبه لأنني أحب كل من يحب ترامب".
هذا الرجل الذي لا يعرف أن الارجنتين دولة، وقال عن هانيبال ليكتر إنه شخص رائع، (ويبدو أنه سمع به، ولم يكن يعرف أنه شخص من أكلة لحوم البشر من نسج الخيال الأدبي، في فيلم "صمت الحملان"، الذي انعقدت بطولته للممثل أنتوني هوبكنز). هذا الرجل الذي ظل يصم الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، بالجهل، هو نفسه الذي قال إن المهاجرين القادمين من المكسيك لا يتكلمون "أي لغة"، وهو الذي قال إن أوكرانيا هي التي تشن حربا على روسيا، وقال بالحرف الواحد أن نظام الدفاع الصاروخي لبلاده سيكون دنغ دنغ دنغ دنغ بوووم.. ينطلق الصاروخ ووش بوم
“Ding, ding, ding, ding, ding, ding.… Boom. OK. Missile launch. Woosh. Boom.” ثم يقول إنه خضع لاختبار "الخرف" واجتازه بجدارة.
والعتب في أن شخصا جاهلا، وذا سوابق قضائية جنائية، يتسنم أعلى كرسي للسلطة في بلد مثل الولايات المتحدة، ليس عليه، بل على الملايين الذي يصفقوا وما زالوا يصفقون له لصفاقته. وقد قف ترامب أمام الآلاف وعشرات الكاميرات وقال في سياق حملته الانتخابية إن بعض الناخبين مجرمون ويمارسون الاغتصاب، وانهال بالسباب على المسلمين واليهود والنساء وسود بلاده، وتهكم على ذوي الإعاقة، وقال إن منافسيه في الانتخابات يستحقون الاغتيال. ومع هذا فاز بأصوات 71 مليون ونيف أمريكي. وجاء في افتتاحية جريدة بوليتيكو: لو جاء كل ذلك على مرشح للرئاسة في بلد آخر، لما بقي ترشيحه قائما.
كان شاعرنا الكبير أبو الطيب المتنبي إذا مدح أبدع، وإذا هجا أقذع، وقال في هجاء كافور الإخشيدي (حاكم مصر من 946 الى 966م)، ما سارت به الركبان، ومن بين ما قاله في كافور قصيدة مطلعها:
أُريكَ الرِضا لَو أَخفَتِ النَفسُ خافِيا
وَما أَنا عَن نَفسي وَلا عَنكَ راضِيا
ثم، ومن بُعد نظره، جعل كافور في هيئة وخلق ترامب:
أَمَيناً وَإِخلافاً وَغَدراً وَخِسَّةً
وَجُبناً أَشَخصاً لُحتَ لي أَم مَخازِيا
وها هو الشاعر المصري إبراهيم ناجي يخاطب ترامب من قبره:
يا فخر داروينٍ ومذهبه
وخلاصة النظرية القذرة
أرأيت قرداً في الحديقة قد
فلّته أنثاه على شجره
يا عبقرياً في شناعته
ولدتك أمك وهي معتذرة
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الخليج الخليج زيارة رأي دونالد ترمب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ترامب: مقتل ثلاثة أميركيين بكمين في سوريا
نعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ثلاثة أميركيين قتلوا إثر كمين في سوريا اليوم السبت، متوعدا بالرد على منفذي الهجوم.
وقال ترامب إن بلاده سترد على تنظيم داعش الإرهابي الذي نفذ الهجوم.
كانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت مقتل عسكريين اثنين من الجيش الأميركي ومترجم مدني في هجوم شنه تنظيم داعش المتطرف في مدينة تدمر السورية حيث كانوا يشاركون في عمليات لمكافحة الإرهاب.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن الهجوم، الذي نفذه مسلح منفرد، وقع "بينما كان الجنود يشتبكون مع قائد رئيسي" في مدينة تدمر بوسط سوريا.
وأضاف شون بارنيل المتحدث باسم البنتاغون أن ثلاثة آخرين أصيبوا بجروح.
وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث إن قوات شريكة قتلت المهاجم.
وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية السورية أن منفذ الهجوم كان عضوا في قوات الأمن يتبنى فكرا متشددا.