عربي21:
2025-07-02@06:00:43 GMT

المتنبي وناجي في هجاء ترامب

تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT

ما لفت انتباه وسائل الإعلام الأمريكية، خلال مرافقتها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في جولته الأخيرة في منطقة الخليج، هي أن ترامب لم يكن يهذي أو يخطرف أو يهرف بالكلام غير المترابط المعهود، في وقفاته المتكررة أمام الكاميرات، وهو من هو، ذلك العاشق للضوضاء والأضواء، الذي لا يدرك أن اللسان حصان، إما اجتاز بك المسافة المنشودة، أو رفسك، أو ألقى بك أرضا ودهسك.



والمعهود والمشهود، هو أن ترامب لا ينطق إلا عن الهوى، وبه نفور شديد من الحقيقة والصواب، ويتنفس كذبا، ولا يرى بأسا في أن يهذي في العلن، وأن يلوي عنق الحقيقة على رؤوس الأشهاد، وهو واثق تماما بأن ذلك لن يقلل من شأنه ووزنه لدى الجمهور المحافظ، الذي أوصله الى البيت الأبيض، والحزب الجمهوري الأمريكي، الذي ينتمي اليه ترامب، أصلا بلا بوصلة أو أجندة سياسية معلومة، وَحُداته غوغائيون شعبيون، وببغاوات عقولها في آذانها، يرددون ما يقوله ترامب، وكأنه جاء متمِّما لما جاء في الإنجيل.

تخيل رئيس دولة في حجم الولايات المتحدة، يفرض تعرفات جمركية على الواردات من جميع دول العالم، وعندما يقال له إن مردود ذلك سيكون عكسيا على الوضع الاقتصادي والصناعي في بلاده     ، يقول إن على أطفال أمريكا تقديم التضحيات، بأن يمارسوا ترشيد الإنفاق خلال احتفالات الكريسماس، بأن يكتفوا بثلاث او اربع لعبات بلاستيكية، عوضا عن ثلاثين، ليكسب الأمريكان الحرب الاقتصادية ضد الصين، مما حدا بجين ماير، الصحفية في جريدة نيويوركر، القول بأن ترامب لا يختلف عن الملكة ماري انطوانيت، التي قيل لها ان الشعب الفرنسي يعاني من الجوع بسبب انعدام الخبز، فقالت إن عليهم ان يأكلوا الكيك.

انظر إلى أبي جهل المعاصر، ترامب، الذي اعتلى المنصة ليحدث شعبه كيف أن برنامجه لجعل أمريكا "عظيمة مجددا" ينال الاستحسان، من أشخاصٍ كثيرين، خاصة من الأرجنتين، "وهو شخص شديد الإعجاب بي، وأحبه لأنني أحب كل من يحب ترامب".عندما قال الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، إن بلاده لن تتردد في قصف بوليفيا، لأنها تشكل تهديدا لأمن شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هاج الإعلام الأمريكي، ورمى ريغان بالجهل، بينما كان الأمر زلة لسان، وكان الرجل يعني ليبيا بذلك الوعيد. ثم انظر إلى أبي جهل المعاصر، ترامب، الذي اعتلى المنصة ليحدث شعبه كيف أن برنامجه لجعل أمريكا "عظيمة مجددا" ينال الاستحسان، من أشخاصٍ كثيرين، خاصة من الأرجنتين، "وهو شخص شديد الإعجاب بي، وأحبه لأنني أحب كل من يحب ترامب".

هذا الرجل الذي لا يعرف أن الارجنتين دولة، وقال عن هانيبال ليكتر إنه شخص رائع، (ويبدو أنه سمع به، ولم يكن يعرف أنه شخص من أكلة لحوم البشر من نسج الخيال الأدبي، في فيلم "صمت الحملان"، الذي انعقدت بطولته للممثل أنتوني هوبكنز). هذا الرجل الذي ظل يصم الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، بالجهل، هو نفسه الذي قال إن المهاجرين القادمين من المكسيك لا يتكلمون "أي لغة"، وهو الذي قال إن أوكرانيا هي التي تشن حربا على روسيا، وقال بالحرف الواحد أن نظام الدفاع الصاروخي لبلاده سيكون دنغ دنغ دنغ دنغ بوووم.. ينطلق الصاروخ ووش بوم
“Ding, ding, ding, ding, ding, ding.… Boom. OK. Missile launch. Woosh. Boom.”  ثم يقول إنه خضع لاختبار "الخرف" واجتازه بجدارة.

والعتب في أن شخصا جاهلا، وذا سوابق قضائية جنائية، يتسنم أعلى كرسي للسلطة في بلد مثل الولايات المتحدة، ليس عليه، بل على الملايين الذي يصفقوا وما زالوا يصفقون له لصفاقته. وقد قف ترامب أمام الآلاف  وعشرات الكاميرات وقال في سياق حملته الانتخابية إن بعض الناخبين مجرمون ويمارسون الاغتصاب، وانهال بالسباب على المسلمين واليهود والنساء وسود بلاده، وتهكم على ذوي الإعاقة، وقال إن منافسيه في الانتخابات يستحقون الاغتيال. ومع هذا فاز بأصوات 71 مليون ونيف أمريكي. وجاء في افتتاحية جريدة بوليتيكو: لو جاء كل ذلك على مرشح للرئاسة في بلد آخر، لما بقي ترشيحه قائما.

كان شاعرنا الكبير أبو الطيب المتنبي إذا مدح أبدع، وإذا هجا أقذع، وقال في هجاء كافور الإخشيدي (حاكم مصر من 946 الى 966م)، ما سارت به الركبان، ومن بين ما قاله في كافور قصيدة مطلعها:

أُريكَ الرِضا لَو أَخفَتِ النَفسُ خافِيا
وَما أَنا عَن نَفسي وَلا عَنكَ راضِيا

ثم، ومن بُعد نظره، جعل كافور في هيئة وخلق ترامب:

أَمَيناً وَإِخلافاً وَغَدراً وَخِسَّةً
وَجُبناً أَشَخصاً لُحتَ لي أَم مَخازِيا

وها هو الشاعر المصري إبراهيم ناجي يخاطب ترامب من قبره:

يا فخر داروينٍ ومذهبه
وخلاصة النظرية القذرة
أرأيت قرداً في الحديقة قد
فلّته أنثاه على شجره
يا عبقرياً في شناعته
ولدتك أمك وهي معتذرة

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الخليج الخليج زيارة رأي دونالد ترمب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يشن هجوماً حاداً على ماسك.. ترامب: كان على إدارة الكفاءة الحكومية فحص الدعم الذي تلقته شركات ماسك

المناطق_متابعات

شنّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هجوماً لاذعاً على الملياردير إيلون ماسك في تدوينة نشرت على منصة تروث سوشيال، متهماً إياه بالاعتماد بشكل كبير على الإعانات الحكومية ومهاجماً ما سمّاه “تفويض السيارات الكهربائية” وهي إجبار الناس على شراء هذا النوع من السيارات، مضيفاً أنه كان على إدارة الكفاءة الحكومية فحص الدعم الذي تلقته شركات ماسك.

وقال ترامب، إن أميركا ستوفر ثروة طائلة إذا لم نطلق الأقمار الصناعية وننتج السيارات الكهربائية.

أخبار قد تهمك البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء عقوبات سوريا ومعاقبة الأسد 30 يونيو 2025 - 9:22 مساءً ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال أسبوع 28 يونيو 2025 - 3:03 صباحًا

وأضاف أن ماسك كان على الأرجح سيغلق مصانعه ويعود لجنوب أفريقيا من دون الحصول على الدعم.

تأتي تدوينة ترامب في سياق تصاعد التوترات بين الرجلين حول قضايا اقتصادية وسياسية خلال الفترة الماضية، وعقب توجيه ماسك انتقادا شديدا لقانون ترامب بشأن الضرائب، وتحذيره من تمويل حملات ضد أعضاء الكونغرس.

وفي منشوره، لم يتوانَ ترامب عن وصف ماسك بأنه “ربما يحصل على دعم أكثر من أي إنسان في التاريخ، وبفارق كبير”، مشدداً على أن شركات ماسك العملاقة مثل تسلا وسبيس إكس لن تتمكن من البقاء “ولن تطلق صاروخاً واحداً أو قمراً صناعياً واحداً أو تنتج سيارة كهربائية واحدة” لو لم تحصل على هذا الدعم.

وأضاف ترامب بلهجة حادة: “لو لم يكن لديه ذلك، لكان قد أغلق متجره وعاد إلى جنوب إفريقيا”، في إشارة واضحة إلى أصول ماسك.

ولم تقتصر انتقادات ترامب على الجانب المالي، بل امتدت لتشمل “تفويض السيارات الكهربائية”، وهو ما أشار إليه على أنه “جزء رئيسي من حملتي الانتخابية”. وأوضح ترامب وجهة نظره قائلاً: “السيارات الكهربائية جيدة، ولكن لا ينبغي إجبار الجميع على امتلاك واحدة”. ويعكس هذا الموقف سعيه لجذب قاعدة انتخابية واسعة، خاصة تلك التي قد تشعر بالضغط من السياسات البيئية أو التي تعمل في الصناعات التقليدية المرتبطة بالوقود الأحفوري. يُظهر ترامب بذلك رفضه للتشريعات التي يعتبرها قسرية وتحد من حرية الاختيار الفردي.

وفي جزء مثير للفضول من تدوينته، ألمح ترامب إلى “DOGE دوج”، متسائلاً “ربما يجب أن تنظر “DOGE” بجدية في الإعانات المقدمة لماسك قائلا: أموال طائلة يمكن توفيرها!”.

ويُرجح أن ترامب كان يشير هنا إلى مبادرته السابقة التي تحمل نفس الاسم، وهي اختصار لـ “وزارة الكفاءة الحكومية” (Department Of Government Efficiency)، والتي أطلقها بهدف تقليص الهدر الحكومي وتحقيق الكفاءة. ومن خلال هذه الإشارة، يعزز ترامب صورته كشخص يسعى لترشيد الإنفاق الحكومي والتخلص من الإعانات التي يعتبرها غير مبررة أو مفرطة.

ويأتي هذا الهجوم في ظل تقلبات في العلاقة بين ترامب وماسك، والتي كانت تتأرجح بين التعاون والانتقاد. ويُفهم أن التدوينة تمثل محاولة من ترامب لاستغلال الخلافات الأخيرة مع ماسك حول مشروع قانون “الجميل الكبير”، الذي أقره ترامب، والذي انتقده ماسك بشدة.

ويستخدم ترامب هذه المنصة لتعزيز سرديته السياسية، مستهدفاً في الوقت ذاته شخصية بارزة لتسليط الضوء على ما يعتبره تضارب مصالح أو استغلالاً للنظام.

مقالات مشابهة

  • ترامب يشن هجوماً حاداً على ماسك.. ترامب: كان على إدارة الكفاءة الحكومية فحص الدعم الذي تلقته شركات ماسك
  • ترامب: على وزارة الكفاءة النظر في خفض الدعم الذي تتلقاه شركات إيلون ماسك لتوفير أموال طائلة
  • تصريحات ترامب تُربك المشهد.. هل يدفع الرئيس الأمريكي غزة نحو الانفجار؟
  • ترامب يهدد اليابان برسوم جمركية جديدة إذا لم تشترِ الأرز الأمريكي
  • ماسك : مشروع إنفاق ترامب سيرفع سقف الدين الأمريكي بنحو 5 تريليونات دولار
  • مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم إقرار تخفيضات ترامب الضريبية
  • FT‏: ترامب يربك العواصم الأجنبية والمستثمرين بقرارته.. ما العالم الذي يريده؟‏
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: ترامب خاض الحرب ضد إيران لأسباب شخصية
  • الرئيس الأمريكي ترامب يكشف سبب غضب ماسك منه
  • بولتون يكشف "السبب الحقيقي" الذي ضرب ترامب إيران لأجله