أثارت أداة الذكاء الاصطناعي "غروك" المدمجة في منصة "إكس" والمملوكة لإيلون ماسك، موجة من الانتقادات بعد أن بدأت بالترويج، تلقائيا لسردية "الإبادة الجماعية ضد البيض" في جنوب إفريقيا، مسقط رأس ماسك، وذلك في ردود لم تكن ذات صلة بموضوعات المستخدمين. اعلان

 الواقعة التي تمّ الإبلاغ عنها مؤخرًا، دفعت موقع TechCrunch إلى وصف انشغال الروبوت المتكرر بهذه الرواية بأنه شكل من أشكال "الهوس"، في إشارة إلى السردية التي طالما روج لها كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وماسك نفسه.

وعلى الرغم من أن الشركة سارعت إلى احتواء الخلل وإصدار بيان توضيحي حوله، فإن الحادثة أعادت فتح النقاش بشأن مصداقية أدوات الذكاء الاصطناعي ومدى دقتها في تداول المعلومات.

تعديل غير مصرح به

في بيان مطوّل، أوضحت شركة "إكس أيه آي" أن سبب ظهور تلك الردود يعود إلى "تعديل غير مصرح به" في إعدادات الاستجابة لدى "غروك"، أجري بهدف توجيه الأداة لإعطاء إجابة محددة حول قضية ذات طابع سياسي. وأقرت الشركة بأن هذا التعديل "انتهك سياسات الشركة وقيمها الأساسية"، مؤكدة أنها باشرت تحقيقًا شاملًا في حيثيات ما جرى.

وتعهدت الشركة بتعزيز المراقبة عبر "فريق يتابع عمل الأداة على مدار الساعة"، كما وعدت بمزيد من الشفافية بشأن أي تغييرات مستقبلية تُجرى على الذكاء الاصطناعي، الذي سبق وأن وُجّهت إليه اتهامات بنشر معلومات مضللة، بل ومساعدة مستخدمين على توليد صور افتراضية تُظهر نساء عاريات.

غير أن هذه التوضيحات لم تُرضِ بعض المستخدمين الذين واجهوا "غروك" مباشرة على المنصة. وقد نشر أحد المستخدمين ردًا تلقّاه من "غروك"، جاء فيه اعتراف صريح بأن منشئي الأداة طلبوا منه التعامل مع رواية "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا بوصفها حقيقة ذات خلفية عنصرية، وهو ما أدى إلى إدراجها تلقائيًا في ردود لا علاقة لها بالسياق.

شبهات بـ "التحيز السياسي" وتدخّل ماسك

وصف "غروك" الواقعة في أحد تفاعلاته بـ"الحادثة الصغيرة"، لكن السياق السياسي جعل منها حدثًا بارزًا، إذ أعادت إلى الواجهة اتهامات "الإبادة الجماعية للبيض" التي لطالما استخدمها ترامب وحلفاؤه كأداة سياسية ضد جنوب إفريقيا.

وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل يدعم هذه الادعاءات أو يشير إلى اضطهاد منهجي للبيض، غير أن واشنطن اقترحت مؤخرًا منح صفة "لاجئ" لمجموعة من مواطني جنوب إفريقيا الذين تم إجلاؤهم إلى أراضيها.

Relatedتركيا تحجب حساب إمام أوغلو على منصة "إكس" بأمر قضائي! على وقع الحرب مع باكستان وبطلب من الهند.. منصة "إكس" تلغي 8 آلاف حساب سبيس إكس تطلق 28 قمرًا صناعيًا إلى المدار على متن صاروخ فالكون 9

وما يزيد من تعقيد الموقف هو دعم ماسك الصريح لترامب منذ الحملة الانتخابية الأمريكية. ففي شباط/فبراير الماضي، قامت أداة "غروك" بحجب مصادر إعلامية لفترة وجيزة لأنها قدمت الرجلين باعتبارهما مصدرين للتضليل الإعلامي.

وبالإضافة إلى موقعه كرجل أعمال، يتزايد حضور ماسك في المشهد السياسي. فالملياردير الجنوب أفريقي الأصل، الذي أوكلت إليه الإدارة الأمريكية مهمة تقليص الإنفاق العام، يخوض في الوقت نفسه صراعًا معلنًا مع بلده الأم، متهمًا سلطاتها بالانحياز إلى المواطنين السود على حساب البيض.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب فلسطين قطاع غزة ذكرى النكبة إسرائيل غزة دونالد ترامب فلسطين قطاع غزة ذكرى النكبة جنوب أفريقيا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إيلون ماسك إبادة منصة إكس إسرائيل غزة دونالد ترامب فلسطين قطاع غزة ذكرى النكبة الأمم المتحدة بنيامين نتنياهو مظاهرات نيويورك حركة حماس وفاة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان

قالت النائبة بمجلس الشيوخ الأمريكي سارة جاكوبس إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أكبر ممول وأكثرهم استمراراً لحملة الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الدعم السريع في السودان.

 

 

ودعت جاكوبس في منشور لها على منصة إكس لاستخدام النفوذ الكبير وإقرار قانون "الوقوف مع السودان" الذي اقترحته لمنع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات حتى تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع.

 

ونشرت قناة إن بي سي الأمريكية تقريرا موسعا لها عن الأوضاع في السودان، وقالت عملية إيصال المساعدات لا تزال صعبة للغاية في المناطق التي تعاني من العنف، حيث تستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

 

وكان برنامج الأغذية العالمي وصف ما يجري بالسودان بأنه "الأزمة الإنسانية في عصرنا"، حيث يكافح عشرات الملايين من الناس في ظل الحصار والإغلاق ونقص المساعدات الذي دفع مدنًا بأكملها إلى المجاعة.

 

وقالت ليني كينزلي، مسؤولة الاتصالات في برنامج الأغذية العالمي في السودان، لشبكة إن بي سي نيوز إن السودان يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، لا يمكن نسيانها أو تجاهلها بعد الآن، ببساطة لأن شدتها وحجمها لم يسبق لهما مثيل على هذا المستوى.

 

وتشير التقارير إلى أن ما لا يقل عن 21.2 مليون شخص - أي ما يقارب 45% من سكان السودان – يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا لأحدث تصنيف مرحلي متكامل للأمن الغذائي، وهو النظام المعترف به دوليًا لتقييم المجاعة وانعدام الأمن الغذائي. وقد أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وجود ظروف مجاعة في منطقتي الفاشر وكادوقلي بدارفور، حيث "يعاني السكان لأشهر دون الحصول على الغذاء أو الرعاية الطبية بشكل منتظم".


مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يجيب عن سؤال: هل تؤمن بوجود الله؟
  • عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان
  • جيش الاحتلال يروج لرواية “استهداف مواقع تدريب” وحزب الله لم يعلق
  • إيلون ماسك يوضح “الاختراع الأسوأ على عقول البشر”
  • هل تؤمن بالله؟.. إيلون ماسك يفجر مفاجأة ويتراجع عن أمنية دخول النار (شاهد)
  • صدور كتاب جديد يوثّق الإبادة الجماعية للكورد الفيليين ومعاناتهم لأكثر من قرن
  • ارتفاع عدد شهداء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة إلى 70 ألفا و373 شهيدا
  • اتهام بالخيانة وتحذير من «جحيم شيوعي».. إيلون ماسك يشن هجومًا على إلهان عمر وعمدة نيويورك
  • إيلون ماسك يقر بـ "نجاح جزئي" لوزارة كفاءة الحكومة ويستبعد العودة للتجربة
  • ماسك يثير الجدل: رفع السوريون لأعلامهم في أوروبا خيانة ويجب ترحيلهم