عراقجي يتهم واشنطن بعرقلة المفاوضات النووية... وطهران تؤكد التزامها بالحلول السلمية
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التصريحات المتناقضة الصادرة عن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تمثل العائق الأكبر أمام تقدم المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، معتبرًا أنها تسهم في زيادة الغموض بشأن نوايا واشنطن الحقيقية.
وأضاف أن تلك المواقف "تثير الشكوك حول جدية واستعداد الولايات المتحدة للانخراط في مسار دبلوماسي حقيقي"، مشددًا على أن طهران "ستواصل السعي لحماية مصالحها الشرعية في إطار القانون والاتفاقيات الدولية"، رغم ما وصفه بـ"الضجة الإعلامية".
تصريحات عراقجي جاءت في وقت تصاعد فيه التوتر بين الجانبين، حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجه رسالة تحذيرية لطهران دعاها فيها إلى "التحرك بسرعة" نحو إبرام اتفاق نووي جديد، محذرًا من أن "شيئًا سيئًا" قد يحدث إذا لم يتم ذلك.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران لا تسعى للحرب، وستستمر في الحوار مع واشنطن حول الملف النووي، مشيرًا إلى أن طهران لا تخشى من التهديدات التي "يخلطها الرئيس الأمريكي بدعوات للسلام"، حسب تعبيره.
وأكد بزشكيان أن إيران "متمسكة بالخيار الدبلوماسي"، رغم التصعيد في الخطاب الأمريكي.
وبشأن آخر تطورات المفاوضات، شهد الأسبوع الماضي انعقاد الجولة الرابعة من المشاورات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بعد نحو شهر على انطلاق هذه السلسلة من المباحثات. وتأتي هذه الجولة بعد انقطاع دام أسبوعين، وهي أطول فترة توقف منذ بدء الحوار الذي يجري بشكل غير مباشر وبرعاية سلطنة عُمان.
وكانت الجولات الأولى والثالثة قد عُقدت في العاصمة العُمانية مسقط يومي 12 و26 أبريل، في حين احتضنت العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية يوم 19 من الشهر نفسه. وجاءت هذه التحركات بعد فترة جمود طويلة، أعقبت رسالة وجهها ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي مطلع مارس، تضمنت اقتراحًا بإبرام اتفاق جديد، تضمن تهديدًا ضمنيًا باستخدام القوة العسكرية في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
ورغم انخراطها في هذه الجولة الجديدة من الحوار، لا تزال إيران ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الأمريكي، مكتفية بالتفاوض عبر وسطاء. ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات غير المباشرة تتناول في جوهرها البرنامج النووي الإيراني ومسألة رفع العقوبات المفروضة على طهران.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران أمريكا واشنطن طهران المفاوضات النووية عراقجي إیران لا مع إیران أن إیران
إقرأ أيضاً:
إيران تصر على حقها النووي وتشترط رفع العقوبات لبناء الثقة مع واشنطن
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إنّ بلاده لن تتراجع عن حقها في تخصيب الطاقة النووية، مبرزا في الوقت نفسه: "استعداد طهران لبناء الثقة مع واشنطن، في مقابل رفع العقوبات".
وعبر تصريحات خلال كلمته بمعرض الكتاب في طهران، اليوم، أوضح عراقجي، أنّ: "الولايات المتحدة تُطلق العديد من المواقف المتناقضة"، مستفسرا: "هل يعود ذلك إلى نقص التركيز في واشنطن أم إلى أسلوب التفاوض نفسه؟ لديّ تحليل في هذا الشأن، لكنني لا أريد ذكره هنا".
"ما يقوله طرفا التفاوض عبر مختلف وسائل الإعلام ليس بالضرورة هو ما يقولانه على طاولة المفاوضات" تابع عراقجي، معتبرا أنه: "إلى جانب المفاوضات، هناك أيضاً حرب إعلامية، ويحاول كل طرف استغلالها لصالحه".
وفي السياق نفسه، أكّد: "أسلوبنا التفاوضي هو التمسك بمبادئنا ومواقفنا الأساسية، التي قمنا بإعلانها إعلاميا، وأيضا على طاولة المفاوضات"، مبرزا أنّ: "الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني في الطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب، هو أحد مبادئنا ومواقفنا، ولن نتراجع عنه".
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أنه: "لو كانت واشنطن قادرة على فرض إرادتها العسكرية وتدمير المنشآت النووية، لما دخلت في مفاوضات مع طهران"، مشيرا إلى أنّ: "القدرات الدفاعية والصواريخ الإيرانية تمنح مفاوضينا القوة والنفوذ".
واسترسل بالقول إنّ: "هدف المفاوضات، إلى جانب ترسيخ الحقوق النووية، هو رفع العقوبات"، مبديا استعداد طهران لـ"بناء الثّقة مع الطرف الآخر، مقابل هذا الأمر".
كذلك، بيّن أنّ بلاده لا تمنع "الوجود الاقتصادي للشركات الأميركية في قطاعات مختلفة، من قبيل: النفط والغاز أو صناعة السيارات الإيرانية، وأن هذه العقبة من صنع الولايات المتحدة".
وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي، قد نقل عن مسؤول أميركي ومصدرين آخرين قولهم إنّ: "إدارة ترامب قدمت لإيران مقترحا لاتفاق نووي خلال الجولة الرابعة من المفاوضات".
وبحسب المسؤول والمصدرين فإنّ المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، قد أعدّ مقترحا أميركيا، يحدّد فيه معايير إدارة ترامب للبرنامج النووي المدني الإيراني، فيما حمّل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الاتفاق، إلى طهران للتشاور مع خامنئي وبزشكيان ومسؤولين كبار آخرين.
في المقابل، نفت وكالة "رويترز" ما نقله موقع "أكسيوس" الأمريكي، مبرزة أنّ: طهران لم تتلقَّ أي اقتراح أميركي جديد بخصوص الخلافات المتبقية حول البرنامج النووي.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وإيران كانتا قد عقدتا بالفعل أربع جولات من المفاوضات، وذلك في إطار المحادثات الرّامية لمناقشة تطورات الملف النووي الإيراني. ويقود هذه الاجتماعات، وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف.