بادرة الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية باتت أمرا ملحا في ظل ما تشهده غزة والضفة الغربية من معاناة مستمرة بسبب حرب الإبادة الجماعية والعدوان المستمر على الأراضي الفلسطينية من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية لم يعد مجرد خيار دبلوماسي، بل أصبح ضرورة أخلاقية وسياسية ومطلبا إستراتيجيا، في وقت تستمر فيه حرب الإبادة على غزة تحت الحصار الشامل، ويذبح فيه المدنيون، ويستهدف العاملون في المجال الإنساني، وتدمر البنية التحتية الحيوية بشكل منهجي، وفي الوقت الذي أدلى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببعض التصريحات العلنية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإن تنفيذ ما قاله أصبح ضروري لتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة.
إنه على مدى أشهر، ظلت دعوات وقف التصعيد بلا صدى، وانهار ما تبقى من عملية السلام، ويعاني الشعب الفلسطيني الذي تخلت عنه القوى الكبرى من جرائم متصاعدة، وفي هذا السياق يتعين على فرنسا أرض الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والدولة المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، أن تتخذ خطوة واضحة وهي الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وحان الوقت لأن تلعب فرنسا دورا قياديا في هذا المسار من أجل العدالة والاستقرار الدولي ووضع حد لحرب الإبادة التي تمارسها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتوافق تماما مع الالتزامات التي اتخذتها فرنسا في المحافل الدولية متعددة الأطراف ففي عام 2011، صوتت لصالح انضمام فلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) مما ساهم في قبولها كدولة كاملة العضوية ومؤخرا في 18 أبريل 2024، وخلال التصويت في مجلس الأمن بهدف جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، صوتت فرنسا لصالح القرار.
وأعلنت فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بضرورة حل سياسي مستدام في منطقة الشرق الأوسط، يضمن الأمن والاستقرار لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية الفرنسية، أن بلاده ترى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل خطوة ضرورية لدفع جهود السلام، وتحقيق حل الدولتين، بما يخدم مصالح جميع الأطراف، ويضع حدا لدوامة العنف المستمرة في المنطقة.
الاعتراف بدولة فلسطين يؤكد على ان الشعب الفلسطيني يمتلك الحق في الحرية وتقرير المصير ويتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقضية الفلسطينية ويعزز من فرص صناعة السلام العادل بدلا من الحروب وسفك الدماء ويضع حد للتطرف والعنف الإسرائيلي ويؤكد على انه لا سلام دائم دون عدالة، ولا عدالة دون الاعتراف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، من بينها الحق في إقامة دولة قابلة للحياة وذات سيادة ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن شأن هذه الخطوة أن تجعل فرنسا أول عضو دائم في مجلس الأمن الدولي تعترف بدولة فلسطين، ويعترف نحو 150 بلدا بالدولة الفلسطينية، وفي مايو/أيار 2024 اتخذت هذه الخطوة كل من أيرلندا والنروج وإسبانيا، وكذلك سلوفينيا في يونيو/حزيران الماضي، وستكون فرنسا القوة الأوروبية الأكثر أهمية التي تعترف بالدولة الفلسطينية، وبات من المهم ان تتخذ فرنسا موقفها التاريخي المنتظر والمشروع والضروري وتعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية وعليها ان لا تفوت هذه الفرصة لكتابة صفحة عادلة وقوية في تاريخها المعاصر وتلتحق بركب الدول الحرة التي اعترفت في فلسطين.
(الدستور الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الاحتلال فرنسا مجلس الأمن فلسطين فرنسا الاحتلال مجلس الأمن مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالدولة الفلسطینیة بدولة فلسطین مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
عاجل- القمة العربية في بغداد تبحث ملفات الأمن القومي والتحديات الاقتصادية والقضية الفلسطينية
أكد حسين علاوي، مستشار رئيس الحكومة العراقية، أن أعمال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي تُعقد اليوم السبت في العاصمة بغداد، ستتناول مجموعة من الملفات الحيوية التي تمس الأمن القومي العربي، إلى جانب القضايا الاقتصادية والتنموية، فضلًا عن مناقشة الأزمات التي تمر بها المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للعالم العربي.
القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمةوأوضح علاوي، خلال تصريحاته لقناة "سكاي نيوز"، أن القمة العربية الحالية "تسعى إلى بناء قرار سياسي موحد نحو دعم إقامة الدولة الفلسطينية، وتعزيز الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني، بما يشمل تأمين الحقوق المشروعة وتوفير مقومات العيش الكريم، في ظل الظروف الإنسانية والسياسية المعقدة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية المحتلة".
توافد القادة العرب على بغداد لحضور القمة العربية الـ34 السيسي: قمة بغداد تؤكد عودة العراق القوية إلى الساحة العربية وتعكس روح التضامن الإقليميوأضاف أن من ضمن أولويات القمة أيضًا العمل على "استعادة وتعزيز الاستقرار في دول مثل لبنان واليمن وسوريا"، مشيرًا إلى أن الجهود العربية باتت تتجه نحو سياسات أكثر توازنًا واستدامة في دعم مسارات الحل السياسي، والتمسك بوحدة وسلامة أراضي الدول العربية.
مناقشة التحديات الاقتصادية والتنمويةوأشار مستشار الحكومة العراقية إلى أن الاجتماعات تتضمن كذلك مقترحات لتفعيل التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، ومناقشة أبرز التحديات التنموية التي تواجه المنطقة في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة، مثل التضخم، وتغير المناخ، والتحولات في الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن قادة الدول الأعضاء سيعملون على تطوير رؤية عربية مشتركة للنهوض بالقطاعات الاقتصادية المختلفة، وتعزيز آليات التعاون في مجالات الطاقة، والتعليم، والبنية التحتية، والنقل، بما يسهم في تحسين مستوى معيشة المواطن العربي وتحقيق التنمية المستدامة.
استعدادات أمنية مشددة لضمان نجاح القمةمن جهته، صرّح مقداد ميري، مدير العلاقات العامة في وزارة الداخلية العراقية، أن الوزارة أنهت جميع استعداداتها الأمنية المتعلقة بالقمة العربية، مشيرًا إلى أن "القوات الأمنية تعمل على تأمين كامل المناطق التي تستضيف فعاليات القمة، إلى جانب تأمين أماكن إقامة الوفود المشاركة من القادة والرؤساء والأمراء".
وأكد ميري أن التنسيق يجري على أعلى المستويات بين الأجهزة الأمنية المختلفة لضمان سير أعمال القمة في أجواء آمنة ومستقرة، تعكس قدرة العراق على استضافة فعاليات دولية بهذا الحجم.