قال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، تحمل فارقا جوهريا بين الاحتلال المرتقب والاحتلال السابق لقطاع غزة الذي استمر حتى عام 2005.

ووفقا لتحليل الدويري، فإن العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل ستتوقف فور الوصول لصفقة بشأن الأسرى، لكنها قبل ذلك تسير وفق خطة محكمة تتكون من 3 مراحل رئيسة تنسجم مع هدف تحقيق السيطرة العملياتية على قطاع غزة.

وتبدأ هذه المراحل بالسيطرة الميدانية، مرورا بتهجير السكان، وصولا إلى محاولة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال تدمير منظومة قيادتها وسيطرتها، الأمر الذي يتماشى تماما مع الهدف السياسي المعلن بتحقيق السيطرة المبدئية على قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي قال أمس الأحد إنه بدأ عمليات برية واسعة في مناطق شمالي قطاع غزة وجنوبه، ضمن عملية عربات جدعون، وذلك رغم دخول مفاوضات وقف إطلاق النار مرحلة وُصفت بالحاسمة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف 670 هدفا في قطاع غزة الأسبوع الماضي في إطار التمهيد للعملية البرية.

وعلى صعيد التنفيذ العسكري لهذه الخطة، كشف الدويري عن انتشار 5 فرق عسكرية إسرائيلية في مناطق متعددة تغطي الشمال والوسط والجنوب، مبينا أن إستراتيجية الانتشار تقوم على دفع كل فرقة لثلث قوتها بحجم لواء في منطقة عملياتها، ليصل إجمالي القوة المشاركة في المرحلة الأولى إلى 5 ألوية تقريبا.

إعلان

مراحل العملية

وأكد الخبير العسكري على أن المرحلة الأولى من العملية تركز بشكل أساسي على تهجير السكان تحت ضغط القوة النارية الهائلة، مستشهدا بالحصيلة اليومية للعدوان التي بلغت 148 شهيدا و280 جريحا.

وبحسب رؤيته، فإنه عندما يتعرض الشعب لهذا القدر من القتل والكثافة النارية على مدار 24 ساعة، مع وجود مسارات محددة أمامهم للخروج، فإن النتيجة الحتمية ستكون إجبار غالبيتهم على الفرار من مناطق القصف.

ولإكمال حلقة التهجير، أوضح الدويري أن إسرائيل حددت 4 نقاط تجمع رئيسية للمهجرين، 3 منها في الجنوب ونقطة واحدة في الشمال، مؤكدا أن هذه النقاط مؤقتة فقط، إذ ستنتهي العملية بتجميع ما لا يقل عن 900 ألف فلسطيني في منطقة محصورة قرب محور موراغ صلاح الدين.

وفي معرض مقارنته بين هذا الاحتلال المزمع والاحتلال السابق لقطاع غزة (1967-2005)، أبرز الدويري اختلافا جوهريا بينهما، حيث أكد أن الاحتلال الحالي يرتبط ارتباطا وثيقا بمخططات التهجير القسري للسكان الفلسطينيين.

واستعرض الخبير العسكري سلسلة المحاولات الإسرائيلية المتعاقبة للتهجير، بدءا من طرح تهجير الفلسطينيين باتجاه الأردن ومصر الذي قوبل بالرفض، مرورا باقتراحي توطينهم في منطقة الأنبار العراقية ثم الصومال اللذين رُفضا أيضا، وانتهاء بالمخطط الحالي الذي يستهدف تهجير نحو مليون فلسطيني إلى ليبيا.

ولفت الدويري إلى الفارق الأساسي بين النموذجين، مشيرا إلى أن الاحتلال السابق كان يستهدف السيطرة على الأرض مع إبقاء السكان الفلسطينيين فيها، أما المخطط الحالي فيهدف إلى السيطرة على الأرض مع التخلص التام من سكانها الأصليين، واصفا ذلك بأنه الفرق الجوهري الذي يعكس تحولا خطيرا في الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: زيارة ترامب للخليج تعزز عزلة إسرائيل وتهدد تفوقها العسكري

تناولت صحف ومواقع عالمية تداعيات زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة لمنطقة الخليج، مشيرة إلى أنها عززت مواقع دول عربية على حساب إسرائيل، وأدت إلى تعميق عزلة تل أبيب الإقليمية، ما قد يهدد تفوقها العسكري في المنطقة.

وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السؤال المطروح حاليا، هو ما إذا كانت هذه التحركات تمثل تحولا إستراتيجيا في السياسة الأميركية أم مجرد تكتيك أملته الظروف الراهنة، لافتة إلى أن إسرائيل تظل الحليف الأقرب للولايات المتحدة، رغم تضرر الدعم الذي تحظى به في الكونغرس بسبب الحرب على قطاع غزة.

ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن ما وصفتها بـ"عزلة إسرائيل الإقليمية" تضع تفوقها العسكري في خطر، مضيفة أن إسرائيل ساهمت في تشكيل الشرق الأوسط الجديد، لكنها اليوم خارج الغرفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التشريع الذي يلزم الرئيس الأميركي بتأمين استمرار تفوق إسرائيل عسكريا على جيرانها، والذي ظل معمولا به منذ أن سنّه الكونغرس عام 2008، تم تجاوزه الأسبوع الماضي، بسبب الصفقات التي وقعها ترامب مع السعودية وتركيا.

وتضمنت هذه الصفقات -وفقا للصحيفة- أسلحة متطورة منها مقاتلات "إف-35" الأميركية، وهو ما اعتبرته تهديدا مباشرا للتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

إعلان ترامب يعزل نتنياهو

وفي السياق نفسه، كتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عمّا وصفتها بالعزلة التي وضع فيها الرئيس ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي، أن نتنياهو كان يعلم بمحادثات واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن الجندي عيدان ألكسندر.

وأضاف المسؤول -الذي لم تذكر المجلة اسمه- أن الأسوأ بالنسبة لنتنياهو أنه علم بذلك من تقارير الاستخبارات وليس من واشنطن، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه وضعا سيئا للغاية.

وفي سياق متصل، نشر موقع "أوريون واحد وعشرون" الفرنسي ملفا بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، جاء في أحد مقالاته، أن النكبة مستمرة بطرق مختلفة منذ جرائم المليشيات الصهيونية التي قتلت وهجرت نحو 700 ألف فلسطيني.

وشدد الموقع على أن إحدى أبرز محطات النكبة حرب 1967، لكن النكبة متواصلة مع استمرار إسرائيل يوميا في قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وتدمير ممتلكاتهم، وهو ما يتجلى بوضوح في العدوان المستمر على قطاع غزة.

ماكرون متخاذل

من جهته، هاجم الكاتب الفرنسي إدوي بلينل في مقال بموقع "ميديابارت" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ما رآه تخاذلا إزاء غزة، مستذكرا مقابلة تلفزيونية لماكرون منتصف الأسبوع الماضي، وصف فيها أفعال إسرائيل في غزة بالعار.

وعلق بلينل على تصريحات ماكرون: "سيدي الرئيس، إذا كان هناك عار، فهو عارك أنت"، في إشارة إلى عدم اتخاذ باريس إجراءات عملية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وفي سياق آخر، توقف تحليل في موقع "ناشونال إنترست" الأميركي عند خطورة التقارير التي تحدثت عن اقتراب الحوثيين من إصابة مقاتلة أميركية من طراز "إف-35″، التي وصفها بـ"جوهرة سلاح الجو الأميركي".

وتساءل الموقع: "إذا كان الحوثيون قادرين على عرقلة عمليات جوية أميركية بهذه السهولة، فكيف سيكون الحال مع خصم متطور؟"، مشيرا إلى أن نظام الدفاع الجوي الحوثي رغم بدائيته إلا أنه يتمتع بمرونة وسرعة في الحركة تجعل من الصعب التعامل معه.

إعلان

مقالات مشابهة

  • فيديو.. إسرائيل تهدم 16 منزلا في قرية فلسطينية وتهجر سكانها
  • الدويري: إذا استمر العدوان على غزة فلن يتوقف الحوثيون عن قصف إسرائيل
  • خط السيطرة في كشمير فاصل الأمر الواقع الذي فرضته الحروب
  • صحف عالمية: زيارة ترامب للخليج تعزز عزلة إسرائيل وتهدد تفوقها العسكري
  • إسرائيل تستعد لـ«العملية الأخيرة» من حرب غزة رغم بدء مفاوضات غير مباشرة في الدوحة
  • "عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
  • قمة بغداد.. غوتيريش: نرفض أي تهجير قسري من غزة وندعم العملية السياسية في سوريا
  • الدويري: إسرائيل تستهدف القدرات اليمنية كما تفعل في غزة
  • بالصور: إسرائيل تفرج عن 10 أسرى من غزة