زيارة ترامب للإمارات.. نقاط مفصلية وأرقام ترسم ملامح المستقبل
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
في لحظة جمعت بين التاريخ والسياسة، استقبلت دولة الإمارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمية استثنائية، عكست عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ورسّخت موقع الإمارات كقوة إقليمية صاعدة وصاحبة رؤية مستقبلية.
استقبال بروح إماراتية أصيلة
منذ لحظة وصول ترامب، كان المشهد مختلفًا. فرق العيالة، أعلام ترفرف، أهازيج فخر وطنية، و”ندبة الشحوح” التي أدهشته، في لوحة تراثية أكدت على عمق الهوية الإماراتية وكرم الاستقبال.
رموز القوة الاقتصادية – مربان والنفط والاستثمارات
أثناء الزيارة، أبدى ترامب إعجابه بخام مربان، واصفًا إياه بأنه “الأفضل عالميًا من حيث الجودة والاستقرار”.
يُعد مربان، الذي بدأ إنتاجه من حقل “باب” في 1958، من أهم ركائز الطاقة في الإمارات، ويمثل اليوم أكثر من 50% من إنتاج النفط في الدولة، ما يعكس الثقة العالمية بقدرات الإمارات الإنتاجية واستقرارها.
الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وأمريكا
الزيارة جاءت محمّلة بحزمة من الاتفاقيات والصفقات التي تعكس تحول العلاقة من تحالف سياسي إلى شراكة اقتصادية وتكنولوجية شاملة:
1.4 تريليون دولار: استثمارات إماراتية في أمريكا على مدى 10 سنوات.
200 مليار دولار: صفقات شملت قطاعات التكنولوجيا، الطاقة، المعادن، والطيران.
60 مليار دولار: مشاريع طاقة بين “أدنوك” وشركات أمريكية.
4 مليارات دولار: استثمار في مصنع لصهر الألومنيوم بأمريكا.
28 طائرة: صفقة لطائرات بوينغ.
شراكات في قطاع الرقائق الإلكترونية والتقنيات الدقيقة.
قفزة في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل
أعلنت الإمارات، ضمن فعاليات الزيارة، عن إنشاء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج أمريكا في أبوظبي، بسعة تشغيلية 5 غيغاوات، في مشروع يمثل نقطة تحول نوعية.
هذا الإنجاز يُجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،”حفظه الله”، وتُترجم عمليًا تحت إشراف سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يقود ملف الذكاء الاصطناعي بخطى استراتيجية، محولًا الطموح إلى مشاريع تكنولوجية عملاقة.
وليس من قبيل المصادفة أن تكون الإمارات اليوم بالمرتبة الثالثة عالميًا بعد أمريكا والصين في هذا المجال، فقد وضعت الدولة استراتيجية وطنية تقوم على امتلاك المعرفة وصناعتها ، وتمكين الكفاءات وتوطين الابتكار.
بناء الإنسان… استثمار في الأجيال
هذه الرؤية ليست وليدة اللحظة، بل تجسيد لتوجه استراتيجي يؤمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان.
كل مشروع تم توقيعه، وكل شراكة أُطلقت، تصب في خدمة تمكين الأجيال الإماراتية القادمة، وتعزيز دورهم في قيادة المستقبل بثقة.
رسالة وفاء… مستشفى كند
في لحظة صادقة، استحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قصة الطبيبين الأمريكيين اللذين أسسا أول مستشفى حديث في العين – مستشفى كند، مشيرًا إلى أنهما كانا من المبشرين التابعين للكنيسة.
لم تكن هذه الإشارة عفوية، بل رسالة بليغة بأن التسامح في الإمارات لم يكن شعارًا طارئًا، بل ممارسة راسخة منذ عهد الشيخ زايد.
فالوطن كان مفتوحًا لكل من جاء حاملاً الخير، والدين لم يكن يومًا حاجزًا، بل جسرًا للتعايش والبناء المشترك.
هكذا عرف العالم الإمارات: وطنًا يحتضن الاختلاف، ويصنع من الإنسانية المشتركة أساسًا للنهضة.
كلمات ترامب في حق قائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
في حديثه، وصف ترامب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بـ”القائد الحكيم والمحارب العظيم”، مضيفًا: “ما لم يعرفه العالم عنك، أنك شاركت في حروب عديدة شخصيًا. أنت محارب عظيم، رجل قوي، صاحب رؤية ثاقبة، تُعرف بمصداقيتك وعبقريتك”.
شهادة صادقة من رئيس أمريكا في حق قائد عربي عظيم، تحمل اعترافًا بدور “رجل السلام” صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في صياغة استقرار المنطقة، وقيادة بلاده نحو موقع عالمي متقدم.
وسام زايد… تكريم إماراتي رفيع
تقديرًا لهذه الشراكة وتعزيزًا للعلاقات، منح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس ترامب وسام زايد، أعلى وسام في الدولة، كرمز للوفاء والعرفان، وإشارة إلى أن الإمارات لا تنسى من يمد لها يد التعاون الصادق.
الخاتمة
لم تكن زيارة ترامب مجرد محطة رسمية، بل إنها فصل جديد من فصول الحضور الإماراتي العالمي.
من التراث والهوية، إلى الطاقة والذكاء الاصطناعي، ومن الشراكة إلى الوفاء… قالت الإمارات كلمتها للعالم:
هنا نصنع المستقبل، وهنا تُكتب القصة… بثقة، بهُوية، وبسواعد عيال زايد.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خالد عكاشة: مصر واجهت لحظة مفصلية في 2013 وحققت إنجازات باهرة بقيادة السيسي
أكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن مصر في عام 2013 كانت تمرّ بـ"لحظة صعبة ومثقلة بالهموم" بعد خروجها من ثورتين متتاليتين.
وأوضح "عكاشة" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، أن أعين المصريين كانت تتجه حينها نحو قيادة قادرة على حمل المشروع الوطني المصري، وهو ما تحقق بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في أول انتخابات رئاسية حرة عام 2014.
ووصف العلاقة بين الرئيس السيسي والشعب بأنها عقد سياسي متين بُني على "حديث من القلب" ولغة صادقة من قائد تولّى المسؤولية في ظرف دقيق.
وأشار إلى أن الرئيس تحدث منذ البداية عن ضرورة تأمين الدولة المصرية في إقليم يعاني من اضطرابات عميقة، إضافة إلى مواجهة خطر الإرهاب الذي كان قد بدأ في التغلغل، خاصة في سيناء.
وأشاد بما وصفه بـ"أفضل ملحمة في تاريخ الأمن القومي المصري"، في إشارة إلى جهود الدولة في القضاء على الإرهاب، عبر عمليات أمنية واستخباراتية متكاملة، واصفًا إياها بأنها نموذج يحتذى به في المنطقة.
وأكد مدير المركز المصري للفكر، أن مصر استطاعت، خلال فترة وجيزة، تحقيق نجاحات باهرة في عدة مسارات في آنٍ واحد، من بينها ملفات العلاقات الخارجية، الإقليمية، والأمن الداخلي.
ولفت إلى أن ما تحقق هو ثمرة العلاقة التبادلية الوثيقة بين القيادة السياسية والإرادة الشعبية، التي آمنت بقدرتها على إعادة بناء الدولة وتحديثها بما يليق بمكانة مصر وأحلام شعبها.