مع تكرار صلاة الجمعة كل أسبوع، قد يقع كثير من المسلمين في روتين اعتيادي يجعلهم يغفلون عن بعض السنن المهجورة التي كان النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يداوم عليها ويحث عليها. وفي خضم الانشغال بالحياة اليومية، قد تُنسى هذه السنن رغم ما فيها من فضل وأجر عظيم، فضلًا عن كونها وسيلة لإحياء الهدي النبوي وتفعيل أثر السنة في حياتنا اليومية.
هذا المقال يقدم لك دليلًا موجزًا من خلال موقع زووم مصر لأهم خمس سنن نبوية مهجورة في يوم الجمعة وصلاة الجمعة على وجه الخصوص، مع التذكير بفضلها وبيان كيفية تطبيقها، بأسلوب بسيط ومعاصر يساعدك في الاقتداء برسولنا الكريم في هذه العبادة الأسبوعية العظيمة.
فضل السنن المهجورةمن المعلوم أن السنن النبوية ليست مجرد أفعال ثانوية، بل هي طريق لزيادة الأجر وتعظيم شعيرة العبادة. وإحياء السنن المهجورة يدل على حب المسلم لرسوله وتمسكه بهديه في زمن قلّ فيه من يعمل بها. كما أن اتباع هذه السنن في صلاة الجمعة يزيد من الروحانية والاتصال بخطبة الجمعة نفسها، ويهيئ القلب لتلقي النصح والتوجيه الشرعي.
السنن الخمس المهجورة في صلاة الجمعة الاغتسال قبل الذهاب إلى الصلاةمن العادات التي قلّ الالتزام بها مع مرور الوقت الاغتسال قبل الخروج لصلاة الجمعة، وهي سنة مؤكدة تعبر عن استعداد المسلم لطاعةٍ عظيمة، وتعكس النظافة الشخصية واحترام شعيرة الاجتماع الأسبوعي في المسجد، الالتزام بها يمنح المسلم شعورًا بالانتعاش والاستعداد الروحي للصلاة والخطبة.
التبكير إلى المسجدنقلًا عن موقع زووم مصر، فإنه وبرغم الحضور المنتظم لصلاة الجمعة من الكثيرين، إلا أن التبكير إلى المسجد لا يزال من الأمور التي لا تحظى بالعناية الكافية. هذه السنة تمثل حرص المسلم على إدراك فضل الوقت والاستعداد الذهني والقلبي للصلاة، فضلًا عن أنها تتيح له فرصة الجلوس في الصفوف الأولى والإنصات إلى خطبة الجمعة وتحصيل مزيد من الأجر.
الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلمالإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة يُعد من الأذكار المحببة التي ينشغل بها القلب واللسان، إلا أن كثيرين يغفلون عنها وسط الانشغالات اليومية. هذا الذكر يرسخ المحبة للنبي الكريم ويزيد من بركة اليوم، ويمكن تخصيص أوقات معينة له، مثل وقت الانتظار قبل بدء خطبة الجمعة أو في الطريق إلى المسجد.
قراءة سورة الكهفقراءة سورة الكهف في يوم الجمعة من الأعمال التي تعود على المسلم بطمأنينة داخلية ونور معنوي يمتد أثره طوال الأسبوع. ومع أن الفضل الكبير لقراءتها معروف، إلا أن البعض قد يهملها أو يقرأها بشكل روتيني دون تدبر أو وعي بأثرها الإيماني.
ينصح بقراءتها في الفترة الصباحية أو قبل الذهاب إلى المسجد، حيث يكون الذهن صافيًا والوقت متاحًا. ومع توفر القرآن الكريم في التطبيقات والهواتف، أصبح من السهل تخصيص بضع دقائق لهذه السنة المهمة كل جمعة.
الإنصات الكامل للخطبةمن السلوكيات التي قلّ الالتزام بها في بعض المساجد الإنصات التام أثناء الخطبة. الانشغال بالحديث الجانبي أو الهاتف المحمول، أو حتى التنبيه للآخرين أثناء خطبة الجمعة، يُضعف من أثر التوجيه الديني ويفقد الصلاة شيئًا من روحها. المطلوب هو التركيز التام والانتباه الصادق لما يُقال، لما في ذلك من احترام للمناسبة وتحقيق للفائدة المرجوة من الخطبة. يمكن التعرف على خطبة الجمعة محمد محرز من خلال موقع زووم مصر.
خاتمة.. إحياء السنن مهارة إيمانيةالتمسك بهذه السنن في يوم الجمعة لا يضيف فقط بعدًا روحيًا للعبادة، بل يُعيد للمسلم تواصله العملي مع هدي النبي ﷺ. وفي زمن تزدحم فيه الحياة بالمشاغل والهموم، تظل السنن وسيلة لإعادة التوازن وتثبيت القلوب.
يجب على كل مسلم الاهتمام بالاستماع إلى خطبة الجمعة القادمة بكل إنصات، والحرص على التبكير وإحياء السنن. إنها تفاصيل صغيرة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا في أثر العبادة ومعناها، وتُعيد لصلاة الجمعة قيمتها ومكانتها في حياة المسلم. فلنحرص على إحيائها والمواظبة عليها، فهي طريق لتعظيم الشعائر وربط القلب بالهدي النبوي الأصيل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خطبة الجمعة صلاة الجمعة یوم الجمعة إلى المسجد
إقرأ أيضاً:
هل الصلاة عند شروق الشمس حرام؟.. وقت كراهة عدا 6 ركعات
لعل من يطرح السؤال عن هل الصلاة وقت الشروق حرام أم أنه جائز ؟، هم لأولئك الذين يستيقظون في هذا الوقت سواء ناموا عن صلاة الفجر وفاتتهم، أو ناموا بعدها ، حيث يتساءلون عن هل الصلاة وقت الشروق حرام ؟، إذا كانت قضاء صلاة الفجر الفائتة أو صلاة الشروق تلك الوصية النبوية الشريفة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم باغتنامها، ففي كل الحالات ينبغي معرفة هل الصلاة وقت الشروق حرام ؟.
ورد في مسألة هل الصلاة وقت الشروق حرام ؟ أن الوقت بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس هذا وقت نهي لا يصلى فيه إلا سنة الفجر وفريضة الفجر أو تحية المسجد، وحيث إن أوقات النهي لا يجوز للمسلم أن يصلي فيها إلا الفرائض التي تفوته فيصليها في كل وقت، وهكذا فريضة الفجر تصليها مع سنتها بعد طلوع الفجر وهكذا ذوات الأسباب.
ورد أن أوقات النهي خمسة بالتفصيل خمسة: أولها: بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس هذا وقت نهي لا يصلى فيه إلا سنة الفجر وفريضة الفجر أو تحية المسجد، والثاني: بعد طلوع الشمس إلى أن ترتفع قيد رمح، والثالث: عند وقوفها قبيل الظهر بقليل عندما تقف في كبد السماء يسمى وقت الوقوف في رأي الناظر حتى تزول إلى جهة الغرب وهو وقت قصير نحو ثلث ساعة أو ربع ساعة ليس بالطويل، الرابع: بعد صلاة العصر إلى أن تصفر الشمس، والخامس: عند اصفرارها إلى أن تغيب.
وجاء أن هذه أوقات النهي لا يجوز للمسلم أن يصلي فيها إلا الفرائض التي تفوته فيصليها في كل وقت، وهكذا فريضة الفجر تصليها مع سنتها بعد طلوع الفجر وهكذا ذوات الأسباب مثل سنة تحية المسجد مثل صلاة الكسوف لو كسفت الشمس بعد العصر ومثل سنة الوضوء فهذه يقال لها: ذوات الأسباب، وهكذا لو طاف بعد العصر في مكة لو طاف بالبيت بعد العصر أو بعد الفجر صلى سنة الطواف لأنها من ذوات الأسباب.
و ورد أنه جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ قال : «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِي قَالَ نَعَمْ أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ قَالَ فَقُلْتُ بَلَى فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُهُ أَخْبِرْنِي عَنْ الصَّلَاةِ قَالَ صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ».
أسباب النهي عن الصلاة بأوقات الكراهةوجاء أن الحكمة من النهي عن الصلاة في هذه الأوقات هي مخالفة الكفار في أوقات عبادتهم. قال صاحب الحجة البالغة: (لأنها أوقات صلاة المجوس وهم قوم حرفوا الدين جعلوا يعبدون الشمس من دون الله واستحوذ عليهم الشيطان، وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: فإنها تطلع بين قرني شيطان.)، كما أنه وجب أن يميز بين ملة الإسلام وملة الكفر في أعظم الطاعات، ثم قال ما معناه: (إن هذا واضح في النهي عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها. أما الساعتان الأخريان وهما: بعد صلاة العصر إلى الغروب وبعد صلاة الصبح إلى الطلوع، فإنما نهي عن الصلاة فيهما لأنها تفتح باب الصلاة في الساعات الثلاث، فكأنه من باب سد الذريعة إلى الصلاة في الأوقات التي تكون فيها الشمس بين قرني شيطان كما جاء في الأحاديث الصحيحة، قال صاحب الفتح: وفيه يعني كون الشمس تطلع بين قرني الشيطان إشارة إلى علة النهي عن الصلاة في الوقتين المذكورين، وزاد مسلم من حديث عمرو بن عبسة: وحينئذ يسجد لها الكفار. فالنهي حينئذ لترك مشابهة الكفار، وقد اعتبر ذلك الشرع في أشياء كثيرة).
وقت صلاة الشروقيبدأ وقت صلاة الضحى في مصر مِن ارتفاع الشمس قدر رمح إلى رُمْحَيْن في عين الناظر إليها -ويُقدر بخمسٍ وعشرين دقيقة تقريبًا بعد شروق الشمس-، وينتهي وقتها قبل زوال الشمس -ويُقدر بأربع دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر-، مع مراعاة فروق التوقيت بحسب إحداثِيَّات المكان.
فضل صلاة الشروقورد أن صلاة الشروق هي الصلاة التي سَنَّها سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقتِ الضحى عند ارتفاع النهار، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنها مجزئةٌ عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيَّات بدن الإنسان -أي: عظامه- في كلِّ يومٍ شكرًا لله على نعمته وفضله، فعن أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
ومِن فضائل صلاة الضحى: أنها مِن أسباب مغفرة الذنوب ولو كانت مثل زَبَدِ البحر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه".
وقد جعلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وصيةً بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وفي ذلك إظهارٌ لأهمية صلاة الضحى، وتأكيدٌ على بيان فضلها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
وعن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَلَّا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".