الدبلوماسي العاري.. من هو المبعوث الأممي توم فليتشر الذي يقف في وجه إسرائيل؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، برز اسم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر، كأحد أبرز الأصوات الدولية المطالبة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.
من هو توم فليتشر؟
توم فليتشر هو دبلوماسي بريطاني مخضرم، وُلد عام 1975، وتلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد حيث حصل على درجة الماجستير في التاريخ الحديث.
وبدأ مسيرته الدبلوماسية في وزارة الخارجية البريطانية، وشغل مناصب متعددة في نيروبي وباريس، وكان مستشارًا للسياسة الخارجية لثلاثة رؤساء وزراء بريطانيين: توني بلير، وغوردون براون، وديفيد كاميرون.
في عام 2011، عين سفيرا لبريطانيا في لبنان، حيث عرف بأسلوبه غير التقليدي في العمل الدبلوماسي، مما أكسبه لقب "الدبلوماسي العاري"، وهو أيضا عنوان كتابه الذي نشر عام 2016.
وبعد انتهاء مهمته في لبنان، شغل منصب عميد كلية هيرتفورد في جامعة أوكسفورد من 2020 حتى 2024.
توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في #الأمم_المتحدة: 14 ألف رضيع مهددون بالموت في #غزة خلال الـ 48 ساعة المقبلة مالم نوصل الطعام إليهم pic.twitter.com/H5W6vJdBfO — Anadolu العربية (@aa_arabic) May 22, 2025
تعيينه في الأمم المتحدة
في تشرين الأول / أكتوبر 2024، عين فليتشر وكيلًا للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقًا للإغاثة في حالات الطوارئ، خلفًا لمارتن غريفيث، حيث جاء تعيينه في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة تحديات كبيرة في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة حول العالم، خاصة في مناطق النزاع مثل غزة والسودان.
موقفه من الأزمة في غزة
منذ توليه المنصب، كان فليتشر من أبرز المنتقدين لقيود الاحتلال الإسرائيلي المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة، في أيار/ مايو 2025، حذر في جلسة لمجلس الأمن من أن "نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة"، ودعا إلى "رفع الحصار فورًا" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
كما انتقد فليتشر خطة "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تهدف إلى توزيع المساعدات عبر شركات خاصة، واصفًا إياها بأنها "محاولة لتهميش دور الأمم المتحدة" و"استخدام المساعدات كسلاح سياسي".
وأثارت تصريحات فليتشر ردود فعل غاضبة من الجانب الإسرائيلي، حيث اتهمه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة بـ"تسييس العمل الإنساني" و"التحيز".
من جهته، دافع فليتشر عن موقفه، مؤكدا أن "واجب الأمم المتحدة هو تسليط الضوء على الأزمات الإنسانية أينما كانت، دون تحيز أو خوف".
وفي سياق مختلف يعرف فليتشر بنشاطه الأكاديمي والثقافي وبالإضافة إلى عمله الدبلوماسي، فقد أسس "مؤسسة الفرصة" لدعم الشباب وتمكينهم، وقدم سلسلة وثائقية عبر بي بي سي بعنوان "المعركة من أجل الديمقراطية الليبرالية"، كما نشر عدة كتب تناولت موضوعات الدبلوماسية والتغيير الاجتماعي.
ويعتبر فليتشر من الأصوات القليلة في الأمم المتحدة التي تتحدث بصراحة عن الأزمات الإنسانية، مما يجعله شخصية محورية في الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف معاناة المدنيين في مناطق النزاع، وخاصة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة توم فليتشر الاحتلال غزة الاحتلال المبعوث الأممي توم فليتشر المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة توم فلیتشر
إقرأ أيضاً:
الفساد يضرب توزيع المساعدات الإنسانية بولاية الخرطوم
يشهد ملف توزيع المساعدات الإنسانية في ولاية الخرطوم تجاوزات واسعة وتدخلات سياسية وإدارية أضعفت من فعاليته وأثارت موجة من الاستياء الشعبي. فعلى الرغم من انطلاقة تجربة أولى وُصفت بالنموذجية في مارس الماضي، إلا أن التدخلات اللاحقة من جهات حكومية ومحلية حوّلت العملية إلى مشهد من الفوضى والتمييز، وسط اتهامات بالفساد وسرقة المساعدات وتهميش المستحقين الفعليين.
الخرطوم: التغيير
بلغت حصة الفرد الواحد من المساعدات الإنسانية التي يقدّمها برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، والموجهة لعشرة ملايين سوداني، بواقع 7140 جراماً (أكثر من 7 كيلو) من الدقيق، 450 مل من الزيت (حوالي نصف لتر)، 1020 جراماً من العدس (أكثر من 1 كيلو)، و150 جراماً من الملح.
وبحسب ما علمت (التغيير) تقرر تنفيذ تجربة أولية لتوزيع هذه المساعدات في أطراف ولاية الخرطوم، شملت محلية جبل أولياء، وحدة وادي سوبا الإدارية، وحدة الوادي الأخضر، ومحلية كرري، واستهدفت نحو 40 ألف فرد.
فيما اعتمد المخطط منظمة “نداء التنمية السودانية”، التي يترأسها وزير التجارة الأسبق مدني عباس – والذي تولى المنصب بدفع من منظمات المجتمع المدني – كشريك وطني للبرنامج.
تجربة ناجحةوأكدت متابعات (التغيير) أن التجربة الأولى نُفذت في مارس الماضي عبر منظمة “نداء”، التي استعانت بعدد من المتطوعين من التكايا وغرف الطوارئ، واعتُبرت التجربة نموذجاً في الشفافية والتنظيم؛ إذ جرى اختيار المستفيدين من خلال لجان مجتمعية مستقلة تمثل المجتمعات المحلية، كما أُعلن عن مراكز التوزيع بوقت كافٍ، وتم عرض محتويات السلة وأوزانها في لافتات بمراكز التوزيع، إلى جانب توفير صناديق للشكاوى والمقترحات، وتعيين مسؤولين لتلقيها.
كذلك تم تجهيز أغلب المراكز لاستقبال المستفيدين بتوفير الظل، وحافظات مياه، ومراحيض، وكشوفات مسبقة لتسهيل التحقق، إضافة إلى عدد كافٍ من العمال والمتطوعين لتيسير عملية استلام المساعدات.
تدخل حكومي وانتهاك للاستقلاليةلاحقاً، تدخل مكتب الإجراءات التابع لمفوضية العمل الطوعي والإنساني، ووجّه منظمة “نداء” بفصل معظم العاملين الذين تم توظيفهم، بسبب انتمائهم لغرف الطوارئ أو لعدم موالاتهم لحكومة بورتسودان، في انتهاك واضح لمبدأ استقلالية العمل الطوعي والإنساني. وتجاوزت المفوضية دورها القانوني الذي ينحصر في الإشراف، لتتدخل في تفاصيل التنفيذ، حتى وصل الأمر إلى تدخل موظفيها في كافة الإجراءات.
في مرحلة لاحقة، أوكلت مهمة توزيع المساعدات الإنسانية إلى المحليات ولجان الاستنفار والمقاومة الشعبية، الأمر الذي رافقته مظاهر من الترهيب والإذلال للمواطنين. ووفقاً لشهود تمت مخالفات واضحة للأوزان التي يشترطها برنامج الغذاء العالمي، حيث تم تسليم بعض الأسر جوالات دقيق زنة 25 كيلوغراماً، دون مراعاة لعدد أفراد الأسرة، ما يخالف سياسات البرنامج.
تجاوزات وإغلاق مراكزوذكر مستفيدون من المساعدات الإنسانية لـ (التغيير) أن تجاوزات عديدة في هذه المرحلة التي اتسمت بتدخلات رسمية متعددة، من أبرزها إغلاق معظم مراكز التوزيع في الوحدات الإدارية، والاكتفاء بمركز واحد لكل وحدة، ما أدى إلى ازدحام شديد.
وكذلك التلاعب بكروت التوزيع، إذ وُزعت على أسر وأصدقاء المنظمين وأعضاء اللجان الأمنية، وشوهدت بعض الأسر تحمل أكثر من كرت، خلافاً للنظام الذي يمنح كل أسرة كرتاً واحداً.
بجانب سرقات ونقل للمساعدات فوق الأسوار في عدد من المراكز، واستبعاد مستحقين حصلوا على مساعدات في مارس رغم انطباق المعايير عليهم (أرامل، مطلقات، كبار سن، أيتام، معاقين)، في مقابل منح المساعدات لأشخاص وصلوا في سيارات فارهة.
وأدى هذا الوضع بحسب متابعات (التغيير) إلى رفض عدد من لجان الأحياء استلام حصة يونيو، بعد تعرضهم لضغوط من المواطنين الغاضبين.
تهديد وحرمان للأسروفي تطور لافت، رفضت محلية الخرطوم منح الأسر حصصها كاملة في منطقة الديوم الشرقية، ما دفع سكان حي ديم القنا شمال وجنوب إلى رفض استلام الإغاثة ما لم تشمل كل الأسر، في وقت حاول فيه المسؤولون التفاوض على تقليص الحصة دون جدوى، فيما هدد أحد المسؤولين بنقل الإغاثة إلى منطقة أخرى، مدعياً أن الرافضين “شبعانين”.
من جانب آخر، توشك التكايا في الخرطوم بحري على التوقف، بعد قرار برنامج الغذاء العالمي بوقف دعمه لها، على أن يتولى هو بنفسه توزيع المساعدات عبر أسطول من الشاحنات، إلا أن ذلك لم يتم بسبب تأخر التصاريح من المحلية. ووفقاً لناشطين، فإن المحلية والمفوضية قررتا منع أي توزيع للمساعدات دون الحصول على موافقة مسبقة منهما.
الوسومآثار الحرب في السودان التكايا المساعدات الإنسانية