الجزيرة:
2025-07-12@06:12:38 GMT

قوافل حجاج السودان تشق طريقها إلى مكة رغم الحرب

تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT

قوافل حجاج السودان تشق طريقها إلى مكة رغم الحرب

بقلوب يملؤها الشوق وأرواح تواقة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، تدفقت قوافل حجاج السودان من أطراف البلاد المترامية، متجاوزين مشاق السفر ومآسي الحرب، مرددين التلبية والتكبير، وعيونهم تفيض بالدمع، وألسنتهم تلهج بذكر الله، متشبثين بالحلم الذي طال انتظاره.

يمثل مشهد قوافل الحجاج السودانيين هذا العام صورة نادرة للإصرار على العبادة وسط محنة وطن، ففي وقت تشتد فيه الأزمات السياسية والإنسانية في البلاد، لم يثن الحجاج ما تمر به مناطقهم من نزاعات عن تحقيق حلم الوقوف بعرفات.

تُروى على شفاههم حكايات أمل، ويعلو في سماء رحلتهم دعاء صادق بأن تنعم البلاد بالسلام، في مشهد تجلّى فيه الإيمان، وتقدمت الروح على الجراح.

قوافل الحجاج السودانيين هذا العام صورة نادرة للإصرار على العبادة وسط محنة وطن (الجزيرة)

فبعد رحلة استمرت 3 أيام، وصلت الحاجة آمنة إبراهيم حامد من ولاية جنوب كردفان إلى ميناء سواكن، وتقول للجزيرة نت إن الطرق الوعرة نتيجة الأمطار في منطقتها كانت من أبرز التحديات، لكن الفرحة بتحقيق حلمها طغت على كل الصعاب.

أما الحاج عبد الله سعيد، القادم من ولاية النيل الأزرق برفقة 192 حاجًّا، فقد عبر عن سعادته الغامرة بالوصول، مشيرا إلى أن رحلتهم استغرقت يومين، وقال إنه يحج للمرة الثالثة، ويعد نفسه محظوظا لأداء الفريضة رغم الظروف القاسية التي تمر بها البلاد.

ارتفاع ملحوظ في عدد الحجاج السودانيين لهذا العام (الجزيرة) ارتفاع ملحوظ

في تصريح خاص للجزيرة نت، كشف الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة ورئيس مكتب شؤون حجاج السودان، سامي الرشيد محمد، أن عدد الحجاج السودانيين لهذا العام بلغ 11 ألفا و500 حاج وحاجة، بينهم 8 آلاف و216 من القطاع العام، وألفان و784 من القطاع السياحي، إضافة إلى 500 من بعثة القوات النظامية.

إعلان

وأوضح الرشيد أن التحضيرات بدأت باختيار حزم الخدمات المتعلقة بالسكن والنقل، بالتنسيق مع القنصلية السودانية بجدة، لضمان تقديم أفضل الخدمات في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

وأشار إلى أن أول 4 أفواج وصلت بالفعل إلى السعودية عبر البحر، وبلغ عددهم نحو 5 آلاف حاج، في حين ينتظر أن تنقل بقية الأفواج في الأيام المقبلة. وبيّن أن هذا العدد هو الأكبر منذ جائحة كورونا، مقارنة بـ6 آلاف و500 حاج العام الماضي، و9 آلاف حاج في عام 2022.

وتصدرت ولاية الخرطوم قائمة الولايات من حيث عدد الحجاج بأكثر من ألف حاج، تلتها ولايتا كسلا والبحر الأحمر.

حجاج سودانيون داخل الباخرة المتوجهة إلى الأراضي المقدسة (الجزيرة) تفويج بحري وجوي

من جانبه، أوضح مسؤول التفويج البحري والجوي بالمجلس الأعلى للحج، حامد أزهري، أن التفويج بدأ في 13 مايو/أيار الجاري، إذ نقل الفوج الأول من 4 ولايات إلى المدينة المنورة، يليه فوج ثان من 5 ولايات، ثم فوج ثالث من 9 ولايات، في حين يُنتظر أن يغادر الفوج الرابع في 27 من الشهر نفسه، ويشمل ولايات دارفور.

وأشار أزهري إلى أن بعض الحجاج من غرب السودان وصلوا إلى جدة عبر تشاد، مؤكدا وجود تنسيق محكم مع أمناء الحج في الولايات لتسهيل وصول الحجاج بأمان.

الجهات المشرفة تمكنت من تفويج الحجاج رغم التحديات الأمنية (الجزيرة) مخاطر جمة

ورغم التحديات الأمنية الكبيرة، خاصة في مناطق النزاع، فقد تمكنت الجهات المشرفة من تفويج الحجاج. وقال الأمين العام للحج والعمرة بولاية جنوب كردفان، عثمان التوم محمد، إن الولاية تواجه وضعا استثنائيا، إذ تحاصرها من جهة قوات الدعم السريع، ومن الجهة الأخرى الحركة الشعبية (قطاع الحلو)، مما يجعل حركة التنقل محفوفة بالمخاطر.

وأضاف التوم محمد، في حديثه للجزيرة نت، أنهم تمكنوا من تجهيز 4 أفواج تضم 232 حاجًّا، رغم تعذر المرور عبر بعض الطرق المؤدية إلى شمال كردفان، واستغرقت الرحلة من كادوقلي إلى الأبيض 3 إلى 4 أيام.

إعلان

وأشار إلى أن الحجاج وفدوا من مناطق مثل كادوقلي والدلنج وأبو جبيهة ورشاد والعباسية وتلودي وغيرها، مشيدا بقدرة الأهالي على تجاوز الصعوبات خلال 3 مواسم حج متتالية رغم ظروف الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حجاج السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

خط أحمر بشري في قلب باريس.. آلاف الفرنسيين يصرخون من أجل غزة (شاهد)

تظاهر آلاف الأشخاص، أمس الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية باريس، استجابة لدعوة عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، واحتجاجًا على ما وصفوه بـ"تخاذل الحكومات الغربية" في مواجهة ما يجري على الأرض٬ في مشهد لافت حمل دلالات سياسية وإنسانية قوية. 

وشكّل المحتجون "خطاً أحمر بشرياً كبيراً" في ساحة الجمهورية شرقي باريس، مرتدين ملابس حمراء في إشارة رمزية إلى الدماء المسفوكة في القطاع المحاصر منذ سنوات، والذي يتعرض منذ أكثر من عام ونصف لعدوان الاحتلال الإسرائيلي واسع النطاق أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بصوت موحّد: "كلنا أطفال غزة"، في رسالة تضامن مع الضحايا، لا سيما الأطفال الذين يشكلون نحو نصف عدد سكان القطاع، والذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه الحرب.

Génocide à Gaza.
Aujourd’hui à Paris, de Belleville à République, formation d’une ligne rouge pour répéter notre solidarité aux Palestiniens : Génocide à Gaza,
Israël assassine les enfants de Palestine.
Vive la lutte du peuple palestinien. pic.twitter.com/gwFJsAA1SX — F. (@FatimaAlAllali) July 8, 2025
???? Demonstrators gathered in Paris, waving Palestinian flags in a rally organized by Amnesty International France

???? The symbolic action, 'Red Line for Gaza', called attention to the Israeli violence against civilians in Gaza pic.twitter.com/CBaDIE3aUm — Anadolu English (@anadoluagency) July 8, 2025
"الإبادة مستمرة.. والحكومات صامتة"
التحرك الذي دعت إليه منظمات من أبرزها "منظمة العفو الدولية – فرع فرنسا"، و"أطباء العالم"، و"أوكسفام فرنسا"، و"جمعية التضامن بين فرنسا وفلسطين"، جاء ليعبّر عما وصفه المنظمون بـ"رفض الصمت الدولي أمام العنف والتدمير المستمر بحق الشعب الفلسطيني".

وقال الناشط المدني ستانلي مانتور (25 عامًا) من بين المشاركين: "الفكرة من الخط الأحمر البشري هي دق ناقوس الخطر بشأن الإبادة الجماعية في فلسطين، بعدما أطلقت منظمات حقوقية وإنسانية عديدة هذا الإنذار، دون أن يجد استجابة من حكوماتنا. ما نقوم به اليوم هو تعبئة مدنية ضد التجاهل الرسمي".

لا رايات حزبية.. فقط فلسطين
وأوصى المنظمون المشاركين بعدم رفع رايات أو شعارات حزبية، بهدف الحفاظ على رمزية الحدث الطاغية، إلا أن العديد من المتظاهرين رفعوا الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي ومطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار عن القطاع.

وجاء في بيان صادر عن المنظمات المنظمة: "يبدو أن العنف والتدمير بحق الشعب الفلسطيني لا نهاية لهما. هناك تقاعس قاتل من قبل حكوماتنا يجب أن يتوقف. كل الخطوط الحمراء تم تجاوزها في غزة، ويجب التحرك فورًا".

وفي تعليق لافت، قال رئيس منظمة "أطباء العالم"، جان-فرنسوا كورتي، إنّ وقف إطلاق النار مرحب به إذا كان يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنه شدد على أن المطلوب هو: "وقف كامل للحرب، وانخراط جاد من المجتمع الدولي، لا مجرد عروض إعلامية كما نشهد اليوم".


غزة تحت النار.. والحصيلة تتصاعد
يأتي هذا التحرك الشعبي في فرنسا بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. خلّفت أكثر من 57 ألف و575 شهيدًا فلسطينيًا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. كما أسفرت الحرب عن دمار هائل في البنية التحتية، ونزوح أكثر من 85% من سكان القطاع.

في موازاة التظاهرات، بدأت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطورات الملف مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصل واشنطن في زيارة رسمية، وسط مؤشرات متباينة حول إمكانية تحقيق اختراق فعلي.

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع (689) سلة غذائية في محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة بالسودان
  • انسلاخ “6” آلاف مقاتل من وسط السودان عن “الدعم السريع”
  • السودان يطالب “الجنائية” بضم أطراف خارجية إلى تحقيقات جرائم الحرب في دارفور
  • موجة حر شديدة تضرب 4 ولايات غدا السبت
  • صحف عالمية: ترامب ونتنياهو يخفيان خلافات كبيرة
  • جنود إسرائيليون: حرب غزة تجاوزت كل الحدود الأخلاقية
  • صحف عالمية: ترامب ونتنياهو يخفيان خلافات كبيرة خلف مظاهر الوحدة
  • حرب أفول الدولة
  • التعليم في السودان.. كيف ضيعته الحرب؟
  • خط أحمر بشري في قلب باريس.. آلاف الفرنسيين يصرخون من أجل غزة (شاهد)