تشهد السينما الهندية تغييرا ملحوظا، فعلى هامش الصناعة البوليودية المحافظة التي يطغى عليها الرجال، تتسع موجة جديدة من المخرجات اللاتي تعبّر أفلامهن بقدر أكبر عن أوضاعهنّ.

وتلاحظ المخرجة ريما كاغتي أن "الوضع يتغير"، وتشرح أن "عدد النساء اللواتي يكتبن سيناريوهات أفلامهن ويخرجنها يتزايد". وتقول "مع مرور الوقت، نتجه نحو وضع أكثر صحة وواقعية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كعكة الرئيس" أول فيلم عراقي على مائدة مهرجان كان السينمائيlist 2 of 2رغم انقطاع الكهرباء.. مهرجان كان الـ78 يختتم فعالياته ويعلن القائمة الكاملة للفائزينend of list

ففي الأشهر الأخيرة، عُرضت على الشاشات، وخصوصا خارج الهند، أفلام عدة تندرج في هذا التوجه النسوي الجديد.

وفي رأس قائمة هذه الإنتاجات "لاباتا لايديز" (Laapataa Ladies) لكيران راو، والذي رشحته الهند لتمثيلها في السباق إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية لسنة 2025. وفاز فيلم "أول وي إيمادجين آز لايت" (All We Imagine as Light) للمخرجة بايال كاباديا بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي الأخير.

وتتناول هذه الأفلام  قصص نساء "حقيقيات"، بعيدا عن الصور النمطية السائدة في مواقع تصوير معظم الإنتاجات الهندية الضخمة.

ويتمحور "مسز" (Mrs.) للمخرجة أراتي كاداف الذي عُرض عام 2024 على الاستغلال اليومي الذي تتعرض له امرأة متزوجة، حتى تمردها على زوجها.

وتقول عالمة الاجتماع لاكشمي لينغام إن "مجرّد قراءة وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أنه الواقع الذي تعيشه غالبية النساء في الهند".

إعلان

وتشكل الشخصيات النسائية المتجذرة في الواقع استثناء في الإنتاج السينمائي الوفير في الهند، الذي يصل إلى نحو ألفَي  فيلم سنويا بأكثر من 20 لغة مختلفة.

وتضيف لاكشمي لينغام أن "الرجال يهيمنون إلى حد كبير على الأفلام السينمائية التجارية في الهند، وقصصها تتسم بقدر كبير من الكراهية تجاه النساء". وتشير إلى أن "الرجال يؤدون فيها الأدوار الرئيسية، فيما تتولى النساء الأدوار الرومانسية، والجميلة، من دون مشاركة متساوية".

"نساء قويات"

وفي دراسة نُشرت عام 2023، دققت عالمة الاجتماع بالتعاون مع معهد تاتا للعلوم الاجتماعية في أكثر من ألفَي دور في بعض الأفلام الأعلى إيرادات في الهند بين عامي 2012 و2019.

وتبيّن أن 72% من الأدوار أداها رجال، فيما اقتصرت أدوار النساء على 26%، غالبا ما كانت أدوارا داعمة نمطية.

الهند رشحت فيلم "لاباتا لايديز" لكيران راولتمثيلها في السباق إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية (مواقع التواصل الإجتماعي)

وليس مفاجئا أن تكون الرياح النسوية هبت على السينما المستقلة، إذ تذكّر المنتجة والمخرجة شونالي بوز بأن "مخرجين من أمثال شيام بينيغال يصوّرون منذ سبعينيات القرن العشرين شخصيات نسائية قوية"، إلاّ أن الممثلة والمنتجة ضياء ميرزا توضح أن "النساء لا يزلن يواجهن صعوبة في فرض السيناريوهات التي تعكس واقعهن (…) لكنّ عدد المخرِجات والمنتجات وكاتبات السيناريو أصبح أكبر. لذا، أصبحت السرديات أكثر شمولا".

وهذه هي حال الأعمال التي تخرجها ريما كاغتي، إذ تتحدى المعايير المجتمعية السائدة؛ ففي المسلسل البوليسي "دهاد"، تحاول شرطية شابة التفوق على زملائها الذكور لجهة التحقيق في سلسلة من حالات اختفاء النساء.

وتقول شونالي بوز "مشكلتنا لا تتعلق بالنوع الاجتماعي، بل بالقدرة على فعل ما نريد". وتضيف "عندما نريد أن نصنع أفلاما تجارية، نواجه سوقا محافظة بشكل متزايد".

إعلان المال يُحدد

وتقول كونكونا سين شارما المعروفة بأفلامها الناشطة، إنها متفائلة بحذر، وتتوقع أن "يصبح عدد النساء العاملات في مجال السينما في المستقبل أكبر من ذي قبل"، لكنها تضيف "لا يزال عدد النساء في مواقع السلطة وصنع القرار غير كاف".

وترى لاكشمي لينغام أن "هذه الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها، لكن المشاهدين باتوا يرون خطابا مختلفا".

وتلاحظ أن الحركة التي دبّت في السينما المستقلة بدأت تصل إلى أفلام أكثر شعبية، بفضل مخرِجات قويات الشخصية، إذ انتزع فيلم الرعب الكوميدي "ستري 2" (Stree 2) من بطولة النجمة البوليودية شرادا كابور المركز الأول في شباك التذاكر لعام 2024 من النجم شاه روخ خان.

لكن الحركة لا تزال بطيئة جدا؛ ففي العام الماضي، كان المنتجون التنفيذيون نساء في 15% من الأفلام الهندية، مقارنة بـ10% قبل عامين، وفقا لتقرير "أو وومانيا" الذي يرصد وضع المرأة في قطاع الترفيه.

وتوضح لاكشمي لينغام أن "لدى كاتبات السيناريو أفكارا ممتازة، لكن المنتجين لا يدعمونهن".

وتؤكد عالمة الاجتماع أن "المال في نهاية المطاف هو الذي يحدد الأفلام التي يتم إنتاجها والتي لا يتم إنتاجها (…) ولا يزال من الصعب جدا العثور على تمويل لأفلام مثيرة للاهتمام ومختلفة وأقرب إلى الواقع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما فی الهند

إقرأ أيضاً:

مخرج: الأفلام الوثائقية تجاوزت السير الذاتية إلى التخصص

أوضح مخرج الأفلام الوثائقية صالح بوخمسين، التطور النوعي في إنتاج وتطوير المواد الوثائقية.

وأضاف «بوخمسين»، بمداخلة لقناة الإخبارية، أن الأفلام الوثائقية تشهد تنوعا، والمتخصصون باتوا يتعمقون في مجالاتهم بشكل أوسع، ولم تعد أعمالهم تقتصر على أفلام السير الذاتية.

وتابع، أن صناع الأفلام الوثقائقية اتجهوا لمزيد من التخصص في انتاجها بفعل المبادرات المقدمة من هيئة الإفلام والتي انعكست على السوق على وجودة الأفلام عاما بعد آخر.

مخرج الأفلام الوثائقية صالح بوخمسين: أصبحنا نرى تنوعا في الأفلام الوثائقية، والمتخصصون باتوا يتعمقون في مجالاتهم بشكل أوسع، ولم تعد أعمالهم تقتصر على أفلام السير الذاتية#برنامج_120 | #الإخبارية pic.twitter.com/DvrSgsRWBc

— برامج الإخبارية (@alekhbariyaPROG) July 12, 2025 أخبار السعوديةهيئة الأفلامالأفلام الوثائقيةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • مخرج: الأفلام الوثائقية تجاوزت السير الذاتية إلى التخصص
  • في عيد ميلاد شيرين رضا الـ 57.. ماذا قدمت طليقة عمرو دياب للسينما المصرية خلال مسرتها؟
  • النساء المصابات بالسكري أكثر عرضة للإصابة بأضرار قلبية خفية من الرجال
  • «السادة الأفاضل» يعيد عبد الباقي للسينما
  • من هي المرأة التي تعرف أسرار ترامب أكثر من نفسه؟
  • يناديها سالينتي .. من هي المرأة التي تفهم ترمب أكثر من نفسه؟
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • المركز القومي للسينما ينعى المخرج سامح عبد العزيز
  • التمثيل النسائي الفعّال… محور لقاء اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب مع الحركة السياسية النسوية
  • لماذا تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر من الرجال؟