عربي21:
2025-05-25@22:06:44 GMT

الصحفيون الأجانب في قطاع غزة

تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT

الصحفيون يكتبون المسودة الأولى للتاريخ، هكذا قال فيليب غراهام، ناشر صحيفة واشنطن بوست وخلّدت مقولته الأيام والدراسات الصحفية والإعلامية. وجرى العرف أن ينتقل الصحفيون الأجانب إلى مواقع الأحداث الساخنة يدونون مشاهداتهم عما يجري في الحروب والكوارث وغيرها من الأحداث، لكن قطاع غزة يشهد استثناء مقززا عن هذه القاعدة.



منذ نحو عامين منعت السلطات الإسرائيلية الصحفيين الأجانب من الوجود في قطاع غزة لتغطية ما يجري. في الحروب الإسرائيلية السابقة على قطاع غزة، كان الوجود الصحفي الأجنبي في القطاع يستلزم تصريحا من القوات الإسرائيلية، وأحيانا يكون وجودهم محصورا في بعض المناطق، لكن أضعف الإيمان حينئذ أن الصحفيين الأجانب كانوا يلتقون بأهل غزة ويدونون المعاناة اليومية التي يمرون بها.

ورغم أن هناك كثيرا من الملاحظات على أداء الصحافة الأجنبية عموما تجاه القضية الفلسطينية وتجاه العدوان المستمر والحروب المتوالية على قطاع غزة، لكن كان صوت الصحافة الأجنبية مهما لنقل رواية سياسة تحريرية أخرى لما يجري. وحتى وإن كانت هذه السياسية متحيزة، فإنها قد تتجاهل كثيرا من زوايا الحديث ولا تستطيع أن تغمض العين عن كافة أشكال القتل الممنهج الذي يجري، فكانت تتوالى القصص عن أهالي غزة ومعاناتهم في مختلف الصحف ووسائل الإعلام الدولية.

الوضع الحالي وصل للقضاء الإسرائيلي، إذ رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية مطلع العام الماضي 2024 طلبا لعدد من الصحفيين الأجانب للدخول إلى قطاع غزة لتغطية الحرب. وعللت القرار بأن الأوضاع الأمنية هناك لا تسمح لهم بالدخول، الأهم أنها اعتبرت أن دخول هؤلاء الصحفيين بشكل مستقل قد يشكل خطرا على الجنود الإسرائيليين المقاتلين في غزة ما يؤدي للكشف عن مسار العمليات العسكرية، ويعرض الجنود لخطر حقيقي. وفي العرف القانوني والعسكري أن هذه الظروف قد تكون موسمية أو وقتية، ولكن ليس بشكل دائم مستمر لما يقرب من عامين الآن وإلا لكنا أمام تعتيم حقيقي عما يجري في غزة.

خلال العامين الماضيين منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى وما فتئت المنظمات الصحفية حول العالم تندد بالقرار الإسرائيلي وتطلق البيانات والدعوات المرة تلو الأخرى لتمكيين الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة. وهذه البيانات ليست حبرا على ورق كما يبدو للوهلة الأولى، فهي إدانة واضحة ومتراكمة لسلوك الاحتلال؛ من قبل منظمات وهيئات وجمعيات ووسائل إعلام لم يعرف عنها أي انحياز للفلسطينيين أو معاداة لإسرائيل، وتضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافة والصحفيين.

الصحافة الإسرائيلية ذاتها انتقدت هذا القرار، وعنونت صحفية هآرتس افتتاحيتها منتصف العام الماضي: "لماذا تخاف إسرائيل من دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة؟". وفندت الافتتاحية المزاعم الإسرائيلية لحرمان الصحفيين الأجانب من الدخول إلى غزة وتغطية الحرب، وهو ما يعني أن هذا القرار سياسي بالدرجة الأولى.

لم يألُ صحفيو غزة جهدا في توثيق ما يجري من معاناة وجرائم بالكاميرا والقلم والصوت والصورة، وقدموا أرواحهم فداء لهذه المهمة السامية النبيلة، بل وقع عليهم عبء مضاعف لأن مهمة التغطية التي من المفترض أنها تتوزع على صحفيين أجانب ومحليين يقومون بها بأنفسهم بشكل كامل، وهو الأمر الذي أنهكهم كما يبدو من ملامحهم وطريقة تغطيتهم للأحداث.

لقد حرمت السلطات الإسرائيلية العالم من رواية صحفية أخرى لما يجري، وهذا الحرمان لا يضر فقط أسلوب تغطية الصحافة الأجنبية لحرب غزة، بل ينزع حجة القائلين بعدم فهم ما يجري. فالاعتماد الآن هو على الرواية الصحفية الفلسطينية الداخلية وحدها التي لا ينبغي التشكيك فيها لا حاليا ولا مستقبلا، لأنها أثبتت كفاءة ومهنية وتضحية غير مسبوقة.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الصحفيون غزة الإسرائيلية الفلسطينية إسرائيل فلسطين غزة اعلام صحفي قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحفیین الأجانب قطاع غزة ما یجری

إقرأ أيضاً:

53 ألفا و901 حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء العدوان

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية إلى « 53 ألفا و901 شهيد و122 ألفا و593 مصابا » منذ 7 أكتوبر 2023.

جاء ذلك في « التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة »، والصادر عن الوزارة.

وقالت الوزارة: « وصل مستشفيات قطاع غزة 79 شهيدا (منهم 5 انتشال) و211 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية »، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة.

وذكرت الوزارة أن هذه الإحصائية لا تشمل « مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها ».

وأوضحت أن « حصيلة الشهداء والإصابات منذ (استئناف إسرائيل للإبادة) في 18 مارس  2025 بلغت 3 آلاف و747 شهيدا، و10 آلاف و552 مصابا ».

وبناء على ذلك، أعلنت الوزارة « ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 53 ألفا و901 شهيد و122 ألفا و593 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023 ».

وأشارت إلى أنه « ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم ».

ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية وإشراف أمريكي.

وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين فلسطينيين.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة تترافق مع حصار خانق أدخل القطاع في ظروف إنسانية متردية غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • بالصور: بيت الصحافة يختتم دورة "الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية"
  • صحة غزة: 53 ألفا و901 حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية
  • الاحتلال يغتال صحفي وعائلته في جباليا.. وشهداء الصحافة يرتفعون لـ220
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة
  • 53 ألفا و901 حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء العدوان
  • نحو 54 ألف حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية
  • فرض قيود جديدة على الصحفيين في "البنتاجون"
  • باراك: ما يجري في غزة حرب سياسية للحفاظ على حكم نتنياهو
  • شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة