قاسم يقطع الطريق على تسليم السلاح: لا تنازلات من دون مقابل بعد الان
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": أمسك نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بالسياسة من جديد، رافعًا سقف التهديد والتهويل. واللافت أن مواقف قاسم التي تتمايز عن تلك التي أطلقها غداة اتفاق وقف النار عندما أعلن أن الحزب تحت سقف الدولة والدستور، جاءت بعد المتغيرات التي شهدتها المنطقة غداة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورعايته تطبيع سوريا مع دول الخليج، واستعداده للتطبيع مع إسرائيل عبر توقيع اتفاقات أبراهام.
فقوله إن الحرب لم تنتهِ، أسقط عمليًا مفاعيل اتفاق وقف النار الذي وافق عليه الحزب، ، ما يعكس امتعاض الحزب من الاستنزاف الذي يتعرض له، وسط صمت داخلي وخارجي مطبق يطلق يد إسرائيل مقابل محاسبة الحزب والضغط عليه لنزع سلاحه. وقد يكون في ذلك تهديد ضمني لا يُترجم عمليًا على الأرض، مؤداه أن الحزب يحذر من احتمال عودته إلى العمل المقاوم.
لمصادر سياسية قريبة من ثنائي "أمل" – "حزب الله"، قراءة مغايرة ترى أن رسالة الحزب هي في تنبيه كل الأفرقاء إلى أنه بلغ الحد الأقصى من التحمل، وأن كل المعنيين مدعوون إلى أن يتوقفوا عن مطالبة الحزب بالمزيد. فهو التزم الاتفاق في الوقت الذي تتخلف فيه إسرائيل يوميًا عن التزاماتها. وعليه، قبل أن تنفذ إسرائيل جانبها من الاتفاق بالانسحاب وتسليم الأسرى، لن يكون هناك انتقال إلى المرحلة الثانية منه.
والأمر يقود إلى خلاصة أن الحزب لن يعمد إلى تسليم السلاح قبل أن تلتزم إسرائيل من جانبها الاتفاق، لأنه بلغ مرحلة من تقديم التنازلات من دون أن يحظى بأي مقابل، لا في موضوع إعادة الإعمار ولا في تأمين عودة آمنة لأبناء الجنوب إلى قراهم وبلداتهم، في ظل استمرار الاعتداءات.
وهذا يعني أيضًا أن لا مكان للحوار الثنائي مع بعبدا، ما لم يكن على قاعدة تأمين مقابل للحزب تحت وطأة نقمة في قواعده وانقسام واضح على مستوى القيادة بين أصحاب الرأي الهادف إلى التهدئة والانخراط في المسار السلمي، والمتشددين الذين يرون أن الحزب بتسليمه السلاح من دون مقابل يكون قد خسر كل شيء. مواضيع ذات صلة ما علاقة موقف قاسم من تسليم السلاح بانزعاج بغداد من تصريح عون؟ Lebanon 24 ما علاقة موقف قاسم من تسليم السلاح بانزعاج بغداد من تصريح عون؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تسلیم السلاح حزب الله أن الحزب من دون
إقرأ أيضاً:
مقاتلو العمال الكردستاني يبدأون تسليم أسلحتهم في العراق
بدأ عناصر من حزب العمال الكردستاني اليوم الجمعة إلقاء أسلحتهم، في مراسم تُقام قرب السليمانية بإقليم كردستان العراق بعد شهرين من إعلان المقاتلين الأكراد إنهاء أربعة عقود من النزاع المسلّح ضد الدولة التركية.
وتمثّل مراسم نزع السلاح نقطة تحول في انتقال حزب العمال الكردستاني من التمرد المسلح إلى السياسة الديموقراطية، في إطار جهود أوسع لإنهاء أحد أطول الصراعات في المنطقة وقد خلّف أكثر من 40 ألف قتيل منذ 1984.
وكان الحزب الذي أسسه عبدالله أوجلان في نهاية سبعينات القرن المنصرم، أعلن في 12 مايو/ مايو حل نفسه وإلقاء السلاح، منهيا بذلك نزاعا تسبب لفترة طويلة في توتر علاقات السلطات التركية مع الأقلية الكردية والدول المجاورة.
وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير/ شباط من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول.
وفي الأول من مارس/ مارس، أعلن الحزب الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، وقف إطلاق النار.
ولجأ معظم مقاتلي الحزب في السنوات العشر الماضية إلى مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم.
بداية رمزيةوقال مسؤول في حزب العمال الكردستاني مطلع يوليو/ تموز إن حوالي 30 مقاتلا سيدمرون أسلحتهم ثم يعودون إلى الجبال.وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "بهدف إظهار حسن النية، سيقوم عدد من مقاتلي الحزب الذين شاركوا في القتال في السنوات الماضية ضد القوات التركية، بكسر أو حرق أسلحتهم في مراسم خاصة في الأيام المقبلة".
وتمثل هذه الخطوة محطة رئيسية في المفاوضات غير المباشرة المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول بين أوجلان وأنقرة برعاية الرئيس رجب طيب إردوغان.
واضطلع حزب المساواة وديموقراطية الشعوب، هو ثالث أكبر فصيل سياسي في تركيا، بدور رئيسي في الوساطة بين أنقرة وأوجلان الذي يمضي عقوبة بالحبس مدى الحياة منذ 1999.
إعلانومن المتوقع أن يحضر مراسم الجمعة عدد من نواب هذا الحزب وصلوا الخميس إلى السليمانية، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين.
وفي مقطع مصوّر مؤرخ في 19 يونيو/حزيران لكن بُثّ الأربعاء، قال أوجلان "في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي … إنشاء آلية لإلقاء السلاح تُسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية".
وأضاف الزعيم الكردي البالغ 76 عاما "بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة".
عملية طويلةمن جهته، قال إردوغان السبت للصحافيين في طريق عودته من قمة اقتصادية في أذربيجان إنّ جهود السلام مع الأكراد "ستتسارع قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح".
وفي تصريح آخر، قال أمام أعضاء في حزبه الحاكم الأربعاء "ندخل مرحلة جديدة سنتلقى فيها أخبارا إيجابية في الأيام المقبلة"، مضيفا "نأمل بأن تنتهي هذه العملية بنجاح في أسرع وقت، من دون أي حوادث أو محاولات تخريب".
وقال مصدر أمني عراقي إن عملية نزع السلاح "يُتوقّع أن تنتهي في العام 2026، على أن يتشكّل بذلك حزب سياسي جديد في تركيا".
ويأمل الأكراد في تركيا بأن يمهّد قرار الحزب الطريق أمام تسوية سياسية مع أنقرة، تفتح الباب أمام انفتاح جديد تجاه هذه الأقلية التي تُشكل نحو 20% من سكان البلد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.