أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أنّ قطاع اللوجستيات والطيران في الشرق الأوسط والعالم يمر بتحولات جذرية بفعل الصراعات الإقليمية، والتوترات التجارية العالمية، والتحديات الاقتصادية.

وقال الدكتور خالد حنفي، خلال مشاركته في أعمال الملتقى الاقتصادي العربي - الألماني السنوي الثامن والعشرين، الذي عقد في برلين خلال شهر مايو الحالي، إن النجاح في هذا المشهد الديناميكي، يتطلب تبني استراتيجيات مبتكرة ترتكز على الرقمنة، وتنويع المسارات، وتعزيز التعاون الدولي، وبناء مرونة عالية في سلاسل التوريد.

قمة "بناء المستقبل" تنطلق في أبوظبي بشراكة فوربس الشرق الأوسطوزير الإسكان يعقد اجتماعه الدوري مع أعضاء البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ


وأكّد الدكتور خالد حنفي أنّ "المنطقة العربية تملك فرصًا كبيرة لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا بفضل موقعها الاستراتيجي واستثماراتها في البنية التحتية الحديثة".

ولفت إلى أنّ "الحرب في أوكرانيا ما زالت تعطّل الممرات اللوجستية الرئيسية، حيث انخفضت شحنات الحبوب عبر البحر الأسود بنسبة 35 ٪؜ عام 2023 مقارنة بعام 2022 حسب منظمة الأغذية والزراعة، بينما أدت الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر إلى زيادة مدّة الشحن بين آسيا وأوروبا 10-15 يومًا بسبب الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري بنسبة 250 ٪، هذا فضلا عن تهديدات لـ 1 ٪؜ من التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس حسب بيانات صندوق النقد الدولي".

واعتبر أمين عام الاتحاد أنّ "منطقة الشرق الأوسط تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، مع استمرار الحروب والنزاعات في عدة دول. وبالتالي تؤدي هذه الحروب إلى تعطيل خطوط الملاحة الجوية والبحرية، وارتفاع تكاليف التأمين على الشحنات، مما ينعكس سلبًا على كفاءة سلاسل الإمداد".

ورأى أنّه في ضوء المواجهة الأمريكية الصينية تعطّلت سلاسل الإمداد العالمية بفعل فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على الواردات من الصين، وفرض الصين كذلك تعريفات على الواردات الأمريكية، مما أدى إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية، إلى جانب ذلك خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8 ٪؜  عام 2025، مقارنة بـ3.3 ٪؜ سابقًا، بسبب تأثيرات الحرب التجارية، الأمر الذي أدى إلى إعادة هيكلة سلاسل الإمداد حيث بدأت الشركات الأمريكية في نقل مصادرها من الصين إلى دول مثل فيتنام والهند والإمارات العربية المتحدة، لتقليل الاعتماد على الصين وتجنب التعريفات الجمركية المرتفعة".

وتطرّق الدكتور خالد حنفي إلى موضوع التغيرات المناخية وتأثيرها على البنية التحتية، فكشف عن أنّ إغلاق قناة بنما بسبب الجفاف في 2023 أدى إلى تقليص عدد السفن المسموح بعبورها يوميًا بنسبة 30 ٪؜، مما تسبب في تأخيرات كبيرة واضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، الأمر الذي دفع إلى التحول نحو اللوجستيات الخضراء حيث بدأ الاتحاد الأوروبي تطبيق آلية ضبط الكربون على الحدود (CBAM) في أكتوبر 2023 بمرحلة انتقالية، وستطبق الرسوم فعليًا على بعض القطاعات (الحديد، الصلب، الألمنيوم، الأسمدة، الكهرباء والهيدروجين) تدريجيًا حتى حلول عام 2034. في حين يشهد سوق الوقود المستدام للطيران SAF نموًا قويًا للغاية، إذ يقّدر معدل النمو السنوي المركب المتوقع عالميًا للفترة 2024-2034 بحوالي 42 ٪؜ ".

ودعا الأمين العام إلى "إعادة هندسة الشبكات اللوجستية عبر التخزين الاستراتيجي اللامركزي والممرات متعددة الوسائط الذكية. وكذلك لا بدّ من التحول الرقمي في اللوجستيات عبر الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين. إلى جانب ذلك يجب إحداث ثورة في الطيران المستدام والذكي من خلال الطائرات الكهربائية والهيدروجينية والمطارات الذكية".

واقترح الدكتور خالد حنفي أنّه من أجل التحول من ردة الفعل إلى المبادرة، ينبغي تعزيز الاستثمارات الجريئة في التقنيات الناشئة والذكية، بالإضافة إلى تعاون استراتيجي غير مسبوق بين القطاعين العام والخاص.. كما أن المطلوب رؤية استباقية تعيد تعريف مفاهيم السرعة والكفاءة والمرونة، وكذلك التخطيط للطوارئ من خلال إعداد خطط بديلة للتعامل مع الأزمات المحتملة.

وأكد أنّ "الخريطة اللوجستية العالمية تُرسم من جديد، ومن لا يتكيف اليوم سيخسر غدًا، بالتعاون والابتكار، يمكننا أن نكون في قلب النظام اللوجستي العالمي الجديد.

ونوّه الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، بأنّه "يوميًا نرى كيف يمكن للتكنولوجيا والشراكات أن تحول التحديات إلى فرص، خاصة في مجالي الأمن الغذائي وتقنيات الصحة، حيث تتطلب التغيرات الديموغرافية وأزمات المناخ المتتالية حلولًا مبتكرة.

ولفت إلى أنّ التعاون العربي-الألماني يشكل نموذجاً رائداً في تعزيز الابتكار والتنمية الاقتصادية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين منطقتينا 57.6 مليار يورو في 2024، مما يعكس قوة ومتانة هذه الشراكة.

وأكّد أنّ "ألمانيا تتمتع بخبرات متقدمة في مجالات الهندسة، الصحة، التكنولوجيا الرقمية، والابتكار، بينما تملك الدول العربية موارد طبيعية وشباباً طموحاً يمكنهم استثمار هذه الفرص لتحقيق تنمية مستدامة، وبالتالي لا بدّ من تعزيز التعاون في تقنيات الغذاء والصحة، خاصة عبر تبادل المعرفة والتكنولوجيا، سيساعد في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، تحسين جودة الرعاية الصحية، وتطوير الصناعات المرتبطة".

وتطرّق حنفي إلى "تحديات الأمن الغذائي في المنطقة العربية، إذ وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يستورد العالم العربي أكثر من 50 ٪؜ من احتياجاته الغذائية، بتكلفة تتجاوز110 مليار دولار سنويًا، كما تؤثر التغيرات المناخية على 20 ٪؜ من الأراضي الزراعية في المنطقة، مما يزيد الحاجة إلى حلول مبتكرة مثل الزراعة الذكية والاستدامة المائية".

وأوضح أنّ "سوق الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقدّر بنحو185 مليار دولار بحلول 2027، مع نمو سنوي يبلغ 5.4 ٪؜، وبالتالي فإنّ ألمانيا كرائدة في التكنولوجيا الطبية، تصدر معدات بقيمة4.7 مليار يورو سنويًا إلى المنطقة العربية، مما يُظهر إمكانات هائلة لتعميق التعاون حيث تصل الاستثمارات الألمانية المباشرة في الدول العربية إلى أكثر من 12 مليار يورو، مع تركيز متزايد على قطاعي التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة".

وأشار حنفي إلى أن العمل المشترك والتنسيق المستمر بين الأطراف المختلفة هو السبيل لتحقيق نمو مستدام ومبتكر يعود بالنفع على شعوبنا واقتصاداتنا.

طباعة شارك الملتقى الاقتصادي العربي قطاع اللوجستيات ألمانيا الصراعات الإقليمية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الملتقى الاقتصادي العربي قطاع اللوجستيات ألمانيا الصراعات الإقليمية الدکتور خالد حنفی سلاسل الإمداد ملیار یورو

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات النسخة السابعة لمؤتمر سلاسل الإمداد بالرياض غداً

تنطلق غداً الاثنين بالعاصمة السعوديه الرياض فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، وسط مشاركة دولية واسعة من قادة وصناع سلاسل الإمداد في الشرق الأوسط.

يُعقد المؤتمر تحت رعاية معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودى المهندس صالح بن ناصر الجاسر، ويُعد التجمع أحد أهم الأحداث البارزة في مجال سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية بالمنطقة.

تأتي النسخة السابعة تحت شعار: "شراكات استراتيجية تعيد تشكيل سلاسل الإمداد"، حيث يبحث القادة وصُناع القطاع بناء شراكات نوعية تهدف إلى تطوير المنظومة وإعادة تشكيلها، وربط التوجهات الوطنية بالاحتياجات التشغيلية، إضافة إلى دراسة التحديات التي تواجه القطاع ووضع الحلول اللازمة للتغلب عليها.

أعلن الدكتور عبدالعزيز بن صالح السهلي، أمين عام المؤتمر، أن فعاليات النسخة السابعة تتضمن 13 جلسة حوارية تشمل: استثمارات البنية التحتية اللوجستية بين التمويل المشترك والفرص المستقبلية، والإطار الاستراتيجي للشراكة بين القطاعين العام والخاص في سلاسل الإمداد، وتحقيق النمو المستدام من خلال تطوير سلاسل الإمداد، وفعالية الشراكة بين القطاعين العام والخاص كعوامل تمكين النقل البري.
كما تشمل الجلسات أهمية التعليم والتدريب للجيل القادم في مجال سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، ونظام التميز المؤسسي الذكي المستدام وتطبيقاته في قطاع سلاسل الإمداد، بالإضافة إلى استثمارات البنية التحتية اللوجستية بين التمويل المشترك والفرص المستقبلية، والتحديات والفرص في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتجنب المخاطر الاستراتيجية في سلسلة التوريد، والتحول الرقمي في مشاريع الشراكة المستقبلية، والشراكات اللوجستية العابرة للحدود.
كما تتضمن الجلسات تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد عبر التكامل الصناعي اللوجستي، والمرأة في اللوجستيات وسلاسل الإمداد.

من جانبه، أشار أكرم خالد بريكة، المدير التنفيذي للمؤتمر، إلى أن هذه النسخة تتضمن 9 ورش عمل وتشمل: سلاسل الإمداد في القطاع الصحي والتطلعات المستقبلية، والتوطين، وإدارة الموردين الاحترافية، والجيل القادم ما بعد الرؤية، وتمكين التكنولوجيا من التحول إلى الاستدامة، وتبني الاقتصاد الدائري.
كما تتضمن ورش العمل توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات في مرحلة تحول الشركات الكبرى، واستدامة سلاسل الإمداد بالإضافة إلى الثورة التقنية وعلاقتها بسلاسل الإمداد في تحقيق مستهدفات الرؤية.

يشارك في المؤتمر خبراء سلاسل الإمداد من 43 دولة، ويُقام معرض بمشاركة واسعة من 108 جهات عارضة على مساحة 6500 متر مربع، يضم 6 أجنحة دولية متكاملة و141 شركة (منها 48 شركة ناشئة)، ويصل عدد المتحدثين إلى 85 متحدثاً.
كما يشارك في المؤتمر ممثلون عن الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والمهتمون بتطوير القطاع اللوجستي، ونخبة من رواد الصناعة والمستثمرين والمطورين، وحاضنات الابتكار، ومقدمو الخدمات اللوجستية، وشركات التقنية، والباحثون والمهنيون العاملون في سلاسل الإمداد والتجارة الإلكترونية.

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل "نظام التسجيل المسبق للشحنات الجوية (ACI)" بالتعاون مع الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة
  • 65.1 مليار درهم إجمالي أقساط التأمين المكتتبة خلال 2024
  • «العالمية القابضة» ترفع ملكيتها في «انفيكتوس للاستثمار» إلى %40
  • وزير الاستثمار: زيادة الاحتياطيات النقدية إلى 50 مليار دولار
  • الوكيل: 5 أضعاف نموًا في التجارة البينية و13 مليار دولار استثمارات قطرية قائمة وجديدة في مصر
  • انطلاق فعاليات النسخة السابعة لمؤتمر سلاسل الإمداد بالرياض غداً
  • الدكتور أحمد زايد: الإسكندرية "جسر للتواصل" منذ تأسيسها.. والمكتبة امتداد لرسالتها العالمية
  • وفاة والدة الدكتور خالد حمدي رئيس جامعة الأهرام الكندية
  • الاتحاد الأوروبي يوافق على دعم أوكرانيا بقيمة 2.3 مليار يورو
  • خبير اقتصادي: ضخ الفيدرالي 40 مليار دولار شهريًا ينبئ بتحولات كبرى في الأسواق العالمية