مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالدوحة يدعو لتكنولوجيا تحترم القيم الإنسانية العالمية
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
الدوحة– أكد مشاركون في المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان الذي يعقد في الدوحة ضرورة وضع أُطر حوكمة رشيدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، تضمن احترام القيم الإنسانية العالمية وتحول دون استخدامها في المساس بحقوق الإنسان أو تقييد الحريات أو خداع الأفراد.
وخلال جلسة "الحاجة إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي.
كما تناول المشاركون الجوانب الرئيسية لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بدءًا من تقييم مدى استعداد البلدان والمنظمات لتبنيه مع الحفاظ على حقوق الإنسان إلى تطوير استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الوطنية المتجذرة في المبادئ الأخلاقية.
دون تقييدوناقش الخبراء أفضل الممارسات من اتفاقيات الذكاء الاصطناعي العالمية، والطرق المتبعة لبناء أنظمة شاملة له، تضمن الوصول العادل، والمشهد المتطور للأطر التنظيمية الدولية والإقليمية والوطنية، محذرين من أن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي يجب ألا يؤدي إلى خداع الأفراد أو فرض قيود غير مبررة على حقوقهم وحرياتهم.
إعلانكما ركزت الجلسة على الأبعاد الحاسمة لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مدى جاهزية الدول والمؤسسات لتبني هذه التكنولوجيا مع ضمان احترام حقوق الإنسان وتطوير استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تستند إلى القيم الأخلاقية، واستعراض أفضل الممارسات من الأطر الدولية، وتعزيز بيئات الذكاء الاصطناعي الشاملة التي تضمن وصولاً عادلاً للجميع.
من جهتها، سلّطت رئيسة لجنة الأمم المتحدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لورا ماريا كراسيونيان تاتو، الضوء على الأهمية المتزايدة للدور الذي تؤديه وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، كمنظمة العمل الدولية واليونسكو، في صياغة التفسيرات المعاصرة والمتجددة لمفاهيم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يواكب التحولات التقنية والاجتماعية التي يشهدها العالم، وعلى رأسها تطورات الذكاء الاصطناعي.
وأكدت أن حقوق الإنسان، بجميع أبعادها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تُعد متساوية في القيمة والأهمية، ولا ينبغي التعامل معها بتفاوت أو تجزئة موضحة أن هذا التكامل بين مختلف الحقوق يفرض مقاربة شاملة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، تقوم على احترام جميع الحقوق دون انتقاص.
وأضافت أن التفسير المنهجي والمتماسك للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في توجيه جهود حوكمة الذكاء الاصطناعي، بما يضمن أن تبقى هذه التقنية ملتزمة بمبدأ احترام كرامة الإنسان وصونها، ومراعية للعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للفرص والمنافع.
واقعية وواعدةوقال المستشار في أمانة مبادرة الذكاء الاصطناعي في مجلس أوروبا، فاديم باك، إن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يبدو واعدًا من حيث الإمكانات، لاسيما مع القدرة المتزايدة على قياس نتائجه بشكل كيفي وكمي بناءً على التجربة والممارسة.
إعلانوأوضح أنه رغم ذلك، فإننا نواجه اليوم مخاطر حقيقية إذا لم يتم استخدام هذه التقنيات ضمن إطار قانوني وأخلاقي صارم حيث إن التجاوزات المحتملة، خصوصًا فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان، ليست فرضيات نظرية، بل وقائع ممكنة وواقعية.
ومن هذا المنطلق -يضيف المستشار باك- أنه يجب اعتماد مقاربة واضحة قائمة على تقييم المخاطر، سواء من خلال تطوير سياسات وطنية أو آليات دولية، تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا، وتحول دون أي توظيف يمس بالكرامة الإنسانية أو يهدد الحقوق الأساسية.
من جهته أكد عبدالرحمن محمد آل شافي، مدير إدارة السياسات والاستراتيجيات للأمن السيبراني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني في قطر، أن الوكالة الوطنية للأمن السيبراني القطري تضم مكتبًا مخصصًا لحماية خصوصية البيانات يتعامل مع جميع الشكاوى المتعلقة بالامتثال القانوني، سواء من الأفراد أو المؤسسات، مضيفا أنهم "فخورون بأن قطر تشارك بنشاط في هذه الحوارات الحيوية، لاسيما فيما يتعلق بحق الخصوصية".
وأكد أنهم يهدفون إلى تعزيز بيئة داعمة في قطر تمكّن الجهات التنظيمية وتُعزز التعاون المشترك بين مختلف القطاعات في قضايا الذكاء الاصطناعي.
وعبر مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورئيس لجنة الذكاء الاصطناعي في قطر حسن جاسم السيد، عن رؤيته المتفائلة إزاء مستقبل هذه التقنية، قائلاً: إن الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته فرصاً هائلة لتعزيز جودة الحياة وتطوير الخدمات في مختلف القطاعات، غير أن ثمة مخاطر حقيقية لا يجوز تجاهلها.
ولفت أنه رغم هذا التحدي، "نؤمن بأن وضع أُطر تنظيمية واضحة ومرنة، ومستندة إلى مبادئ الشفافية والمساءلة وحماية حقوق الأفراد، يمكنه أن يحول دون أي إساءة استخدام للتقنية، ويضمن توجيهها نحو تحقيق أكبر قدر ممكن من المنافع".
إعلانواضاف، في السياق، ستتجاوز فوائد الذكاء الاصطناعي مخاطره بكثير، وستصبح هذه الأنظمة داعماً أساسياً للتنمية المستدامة والتحول الرقمي في قطر والعالم.
وشدد على أن الحوار المستمر بين الجهات الحكومية والخبراء وصنّاع القرار هو حجر الزاوية لوضع سياسات تضمن التوازن بين الابتكار وحماية الحقوق، مع ضرورة العمل على تدريب الكوادر الوطنية وتعزيز البنية التحتية القانونية والتقنية لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی حقوق الإنسان فی قطر
إقرأ أيضاً:
العراق يؤكد على أهمية الدفاع عن القيم الإنسانية وتحقيق العدالة لضحايا الإرهاب
آخر تحديث: 28 ماي 2025 - 10:47 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد سفير جمهورية العراق في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية قحطان الجنابي، امس الثلاثاء، التزام العراق بدعم ضحايا الإرهاب وتعزيز الشراكات الدولية.وبحسب الاعلام الرسمي، فأن “سفير جمهورية العراق في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية قحطان الجنابي ترأس وفد العراق المشارك في أعمال الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بآلام ومآسي ضحايا الإرهاب، الذي انعقد بتاريخ 27/5/2025 ، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية“.وقال الجنابي في كلمته بالاحتفال: إن “العراق بذل جهودا كبيرة في مواجهة الإرهاب ومخلفاته”، مشيرًا إلى “التضحيات الجسيمة التي قدّمها العراقيون دفاعًا عن أمنهم الوطني، وعن السلم الإقليمي والدولي“.وأضاف، إن “العراق لم يكتفِ بتحقيق النصر الميداني على التنظيمات الإرهابية، بل حرص على المضي قدمًا في دعم الضحايا والمتضررين، من خلال توفير المساعدات المالية، واستضافة المؤتمر الدولي القادم لدعم ضحايا الإرهاب عام 2026، في خطوة تعكس التزام العراق الإنساني والأخلاقي تجاه هذه الفئة التي عانت ويلات العنف والتطرف“.وجدّد التأكيد على “موقف العراق الثابت في دعم جهود الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، إلى جانب تعزيز التعاون مع الدول الصديقة في ملف تمكين ضحايا الإرهاب وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم كأفراد منتجين وفاعلين“.وأشار إلى “سعي العراق لتعميق الشراكة مع مكاتب الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب”، مسلطًا “الضوء على تأسيس “المركز الوطني لمكافحة الإرهاب”، الذي يضع ضمن أولوياته تقديم الدعم الشامل لضحايا الإرهاب، سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي أو القانوني“.وأختتم كلمته بـ”التأكيد على أن العراق سيواصل حمل رسالته في محاربة الإرهاب بجميع أشكاله، والدفاع عن القيم الإنسانية، وتحقيق العدالة لضحاياه”، فيما قدم شكره إلى “جامعة الدول العربية على تنظيم هذا الحدث المهم” ، مثمنًا” جهودها في تسليط الضوء على قضية إنسانية نبيلة تتطلب تضافرًا إقليميًا ودوليًا متواصلًا“.