اشتهر المخرج الإيطالي لوكا غوادانيينو برؤيته البصرية المتفردة التي تمزج بين الأناقة والدقة الجمالية، حيث يمنح كل لقطة عناية فائقة بالتفاصيل، ما يجعل جمهوره يترقب أعماله بشغف لاكتشاف الصور الآسرة والرموز البصرية والاستعارات التي تضفي طابعًا ساحرًا على أفلامه.

ويعود غوادانيينو هذا العام بفيلم جديد بعنوان "آفتر ذا هنت" (After The Hunt)، وقد انتهى أخيرا من تصويره.

ينتمي الفيلم إلى نوعية الدراما المشحونة بالتشويق والإثارة النفسية، وتدور أحداثه في أجواء أكاديمية جامعية. كتبت السيناريو نورا غاريت، في واحدة من تجاربها الأولى في هذا المجال، ويطرح الفيلم موضوع الانقسامات الحادة بين البشر، وكيف يمكن أن تؤدي إلى مواقف متطرفة وعنيفة، في انعكاس صريح لواقعنا المعاصر. من المقرر أن يُعرض الفيلم في دور السينما الأميركية في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، على أن يتوسع عرضه في 17 من الشهر ذاته، ما يجعله مرشحا قويا لدخول سباق الجوائز، وعلى رأسها جوائز الأوسكار لعام 2026.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الفيلم الهندي "الدبلوماسي".. دعاية سوداء وإثارة سياسية على هامش التوتر مع باكستانlist 2 of 2أفلام وسينماend of list صراع جديد وأسرار قديمة

يشارك في بطولة الفيلم النجمان جوليا روبرتس وأندرو غارفيلد، إلى جانب مايكل ستولبارغ وكلوي سيفاني. تدور أحداثه عن الأستاذة الجامعية "ألما أوسون"، التي تنقلب حياتها رأسا على عقب حين تجد نفسها في قلب أزمة لم تكن طرفا فيها، بعد أن تتهم الطالبة "مافي" -التي تجسد دورها إيوو إديبيري- زميل" ألما" وصديقها المقرب "هنريك" (يؤدي دوره غارفيلد) بالتحرش والاعتداء.

إعلان

وبينما تهتز مكانتها الأكاديمية وتبدأ الشكوك في محيطها، تجد "ألما" نفسها مجبرة على مواجهة ماض حاولت طويلا دفنه. وبين الضغوط المهنية والانقسامات الأخلاقية، تقف عند مفترق طرق حاسم، تخشى فيه أن يكشف هذا الحادث المأساوي سرا قديما كتمته سنوات، لكنه الآن يهدد بالخروج إلى العلن.

العمل إضافة نوعية إلى مسيرة لوكا غوادانيينو (مواقع التواصل الاجتماعي)

يقدم المقطع الدعائي للفيلم لمحة أولية عن الشخصيات الرئيسية، حيث يظهر بوضوح إعجاب الطالبة "ماغي" بالأستاذة "ألما أوسون"، مقابل توتر ملحوظ في علاقتها مع "هنريك". وفي خضم ذلك، تنشغل ألما بأزمتها الشخصية، إذ تجد نفسها مضطرة لمواجهة ماضٍ كانت تعتقد أنه انتهى إلى غير رجعة.

يلامس الفيلم قضايا التحرش والاعتداء الجنسي، التي تحظى بزخم كبير وتحولت إلى قضايا رأي عام، خاصة بعد انطلاق حملة #MeToo، التي غيّرت من النظرة المجتمعية تجاه الضحايا وأعادت تشكيل الخطاب في هذه القضايا الحساسة.

من المتوقع أن يكون هذا العمل إضافة نوعية إلى مسيرة لوكا غوادانيينو، الذي لطالما تميز بقدرته على الغوص في العوالم النفسية المظلمة والمعقدة بأسلوبه الإخراجي الفريد. وقد اعتبر غوادانيينو أداء جوليا روبرتس في هذا الفيلم الأفضل في مسيرتها المهنية، وهو الرأي ذاته الذي تبناه عدد من زملائها المشاركين في البطولة.

عروض مبكرة للفيلم

عرض الفيلم عرضا تجريبيا في ديسمبر/كانون الثاني 2024، و تناثرت في أبريل/نيسان الماضي شائعات عن عرض الفيلم، وأفادت مجلة فارايتي، أن الفيلم قد يعرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، وقد يتجاهل غوادانيينو مهرجان البندقية، لكن المتابعين لمسيرة غوادانيينو يعرفون أنه لم يعرض أيا من أفلامه في مهرجان كان من قبل، وقد عرضت 7 أفلام له في مهرجان البندقية، باستثناء فيلم "نادني باسمك" الذي عرض في مهرجان صاندانس عام 2017 وحقق نجاحا كبيرا، وفيلم "ميليسا" الذي لم يعرض في أي مهرجان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی مهرجان

إقرأ أيضاً:

البرلمان الليبي.. سلطة تائهة بين شرعية الماضي ومصالح البقاء

ما حدث داخل البرلمان الليبي ليس مجرد مشهد سياسي عابر، بل هو حلقة جديدة في مسرحية مألوفة تُعرض على أنقاض دولة مُنهكة، حيث تحولت مؤسسات “التمثيل الشعبي” إلى منصات تُدار فيها حسابات المصالح، لا مصالح الناس.

بمنتهى الوضوح، لم يعد البرلمان الليبي يمثل سوى نفسه، لقد انفصل منذ سنوات عن الوجدان الوطني، واندمج في ثقافة البقاء بأي ثمن، حتى باتت كل أزمة تُستخدم كوسيلة للبقاء لا كفرصة للحل، لم يعد هناك خطاب يعكس نبض الشارع أو انشغال بالمستقبل، بل لغة خشبية مفرغة من أي قيمة تاريخية أو مشروع وطني حقيقي.

إن التكرار المقصود للأزمات، وتعطيل أي مبادرة إصلاحية، وعدم احترام المسارات الأممية أو المطالب الشعبية، يؤكد أن هناك طبقة سياسية لا تريد الخروج من المشهد، بل تعيد إنتاج الفوضى كحالة دائمة، لأن في هذه الفوضى وحدها تكمن شرعيتها.

أما عن الموقف الدولي، فهو – برغم التصريحات المعلبة – لا يعكس أي جدية استراتيجية لمساعدة ليبيا. ما يُعرض على طاولة الخارج ليس مصير شعب ولا مستقبل أمة، بل موقع جغرافي مهم في معادلة توازنات إقليمية ودولية، وبالتالي، فإن الدول الكبرى لا تمانع في استمرار الوضع الراهن طالما أنه لا يهدد مصالحها المباشرة.

لكن ما يجب أن يُقال اليوم بوضوح، أن الوقت ليس وقت معارضة تقليدية أو مشاريع آنية، بل وقت وعي عميق بما يجري. فالمعركة لم تعد مع برلمان فاسد فقط، بل مع ثقافة سياسية كاملة تستثمر في انهيار الدولة، وتمنع أي تصعيد لقوى بديلة تمتلك مشروعًا صادقًا واستقلالًا في الرؤية.

على الليبيين أن يدركوا أن الخارج لن يمنحهم الحل، وأن الداخل المخترق لن يصنعه. وحدها القوى الواعية غير المرتبطة بالصراع التقليدي هي القادرة على إعادة تشكيل المعادلة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا تنظم مهرجان أفلام احتفاء باليوم العالمي للتوعية بإمكانية الوصول
  • رئيس جامعة المنصورة يتفقد سير الامتحانات بكليات الجامعة
  • سنتخذ الإجراءات القانونية.. أول رد من الجامعة الحديثة بشأن وقوع مشاجرة
  • رئيس جامعة أسيوط يتفقد سير العمل بورش كلية الهندسة بالجامعة
  • رئيس جامعة المنصورة يتفقد سير الامتحانات بعدد من كليات الجامعة
  • وزير السياحة: 70 ألف سائح صربي استقبلتهم مصر العام الماضي
  • المشتري كان ضعف حجمه الحالي في الماضي البعيد
  • البرلمان الليبي.. سلطة تائهة بين شرعية الماضي ومصالح البقاء
  • من المؤثرة البريطانية نيكي ليلي التي استضافها مهرجان كان السينمائي؟