أصدرت المحكمة الإدارية في برلين، يوم الاثنين، حكمًا اعتبرت فيه أن إعادة ثلاثة مواطنين صوماليين من طالبي اللجوء عند الحدود الألمانية جرت بشكل مخالف للقانون، مؤكدة أنه كان ينبغي النظر في طلباتهم قبل اتخاذ قرار الإبعاد. اعلان

أشارت المحكمة إلى أن شرطة الحدود أعادت إلى بولندا رجلين وامرأة من الجنسية الصومالية، بعد توقيفهم في محطة قطار فرانكفورت (أودر) عند الحدود الشرقية لألمانيا، بحجّة أنهم وصلوا من "دولة ثالثة آمنة".

غير أنّ المحكمة قضت بأن هذا الإجراء غير قانوني، مشددة على أن برلين تتحمل مسؤولية دراسة طلبات اللجوء بموجب قواعد دبلن الأوروبية.

ورغم أن طالبي اللجوء لا يملكون حق الدخول إلى الأراضي الألمانية بمجرد عبور الحدود، أكدت المحكمة أنه من الممكن النظر في طلباتهم عند المعبر الحدودي أو في محيطه.

تحدٍ للنهج الحكومي

يمثل هذا الحكم القضائي تحديًا مباشرا للنهج المتشدد الذي تتبناه الحكومة الائتلافية بقيادة المستشار فريدريش ميرتس، والتي تولت السلطة في شباط/فبراير الماضي، متعهدة بتشديد سياسة الهجرة، ما أثار توترًا في العلاقات مع بعض الدول المجاورة.

وتُعد هذه القضية الأولى من نوعها منذ انتخاب ميرتس، وقد تمثل سابقة قانونية ضد وعود حملته الانتخابية، التي تضمنت تشديد الرقابة على الحدود. كما أنها تمسّ مباشرة أحد أبرز تعهدات وزير الداخلية الألماني الجديد، ألكسندر دوبريندت، الذي يتبنى موقفا قائما على إعادة المهاجرين غير المسجلين من النقاط الحدودية.

لاجئون قرب مدخل مركز استقبال طالبي اللجوء في برلين، ألمانيا، 26 شباط/فبراير 2022.Markus Schreiber/ APالحكومة تبرّر قرار الطرد

رغم القرار القضائي، أعلن دوبريندت مساء الاثنين، خلال مؤتمر صحفي، تمسكه بالسياسة الحالية، قائلا: "لا أرى أي مبرر لتغيير ممارساتنا على ضوء القرار القضائي الصادر اليوم في هذه القضية تحديدًا. سنستمر في تطبيقها". واعتبر الوزير أن الحكم يتعلق بحالة فردية لا تنطبق على الإطار القانوني العام، مؤكدًا أن وزارته ستقدّم توضيحات إضافية تبرر قرارات الرفض المتخذة في هذه الحالة.

كما أشار إلى أن الصوماليين الثلاثة المعنيين حاولوا عبور الحدود ثلاث مرات في أيام مختلفة، ولم يتقدموا بطلبات لجوء إلا في المحاولة الأخيرة، حين أُعيدوا إلى بولندا بتاريخ 9 أيار/مايو، بموجب اللوائح الجديدة. وعلّق بالقول: "هذا المثال يوضح مدى تعقيد الوضع، ويُظهر أن نظام اللجوء بأكمله بات مختلًا".

Relatedسوريا تخطط لطباعة عملتها في الإمارات وألمانيا بدلاً روسياسوري يُحاكم في ألمانيا بتهمة قتل 3 أشخاص.. من هو عيسى الحسن؟ألمانيا: توقيف خمسة مراهقين بتهمة التخطيط لهجمات تستهدف لاجئين ومعارضين سياسيين

وتأتي هذه التطورات في وقت تحتل فيه قضية الهجرة صدارة اهتمامات حكومة ميرتس. ففي أيار/مايو الماضي، أصدرت أمرًا يقضي بإعادة المهاجرين غير المسجلين، بمن فيهم طالبو اللجوء، من الحدود الألمانية.

وبحسب وزير الداخلية دوبريندت، فقد أُعيد 2850 شخصًا من الحدود الألمانية بين 8 أيار/مايو و1 حزيران/يونيو. وبلغ عدد المتقدّمين بطلبات لجوء على الحدود 179 شخصًا، رُفض منها 138، فيما تم تصنيف 41 حالة ضمن "الفئات الضعيفة"، كالأطفال والنساء الحوامل، مراعاةً لخصوصية أوضاعهم الإنسانية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة روسيا حركة حماس إيران دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا حركة حماس إيران دونالد ترامب محكمة ألمانيا بولندا الهجرة غير الشرعية الهجرة الصومال إسرائيل غزة روسيا حركة حماس إيران دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا إيطاليا أوكرانيا البرنامج الايراني النووي دمشق طالبی اللجوء

إقرأ أيضاً:

سقوط حكومة هولندا بعد انسحاب حزب فيلدرز اليميني المتطرف بسبب خلاف حول سياسة اللجوء

سحب خيرت فيلدرز، النائب الهولندي وزعيم حزب اليمين المتطرف، وزراء حزبه من الائتلاف الحاكم اليوم الثلاثاء، مما أدى إلى الإطاحة بالحكومة الحالية، وذلك على خلفية خلاف حول سياسة اللجوء. اعلان

وصرح فيلدرز بأن وزراء حزبه تعهدوا بتطبيق إجراءات صارمة لمكافحة الهجرة، شملت إغلاق الحدود ومراكز اللجوء في وجه المهاجرين، وإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. لكن المقترحات لم تحظَ بالدعم الكافي من شركاء الائتلاف.

في المقابل، أوضحت الأحزاب الأخرى أن معالجة هذا الملف كانت من مسؤولية وزير الهجرة المنتمي لحزب فيلدرز نفسه، الذي كان عليه تقديم مقترحات محددة. كما نوهت بأن الزعيم المناهض للإسلام لم يكن لديه صفة رسمية في الحكومة.

ونشر فيلدرز عبر منصة "إكس": "لا توقيع على خططنا بشأن اللجوء. حزب الحرية (PVV) يغادر الائتلاف".

الزعيم اليميني يؤكد انسحابه من الائتلاف بسبب عدم دعم مقترحات الهجرةRelatedشاهد: مؤيدون لفسلطين يعرقلون مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتحرير هولندا من النازيةلاهاي باللون الأحمر: أكبر مظاهرة في هولندا منذ 20 عامًا تندد بالحرب الإسرائيلية على غزةبعد دعوات لتهجيرهم من هولندا.. لاجئون سوريون: بلادنا لا تزال خطرة وعمليات القتل مستمرة

تأتي هذه الخطوة لتضع حدًا لتحالف هش أثبت ضعفه منذ تشكيله في يوليو الماضي، ولتمهد الطريق لانتخابات جديدة. ومن المتوقع أن يؤدي انهيار الحكومة إلى تأخير اتخاذ قرارات حاسمة، من بينها زيادة محتملة في الإنفاق الدفاعي لتلبية أهداف حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجديدة.

كما أنها تترك البلاد في وضع مضطرب، ففي الوقت الذي تستعد فيه هولندا لاستضافة قمة لقادة دول الناتو في لاهاي خلال الشهر الجاري لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن هذه الأهداف، ستكون حكومتها في وضع تصريف الأعمال.

من جانبها، انتقدت رئيسة حزب VVD المحافظ، ديلان يشيلجوز، خطوة فيلدرز بشدة، قائلة: "هذا يجعلنا نبدو وكأننا أضحوكة. هناك حرب على قارتنا، وبدلاً من مواجهة التحدي، يُظهر فيلدرز أنه غير مستعد لتحمل المسؤولية".

كما وصفت زعيمة حزب NSC الوسطي، نيكولين فان فروونهوفن، الإجراء بأنه "غير معقول"، قائلة: "إسقاط الحكومة في هذا التوقيت تصرف غير مسؤول".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تعلن إجراءات جديدة لترحيل طالبي اللجوء وتصنف المغرب دولة آمنة
  • محكمة ألمانية تقضي بالسجن مدى الحياة لقائد مليشيا تابع للأسد
  • قانون الإجراءات الجنائية الجديد.. يُعرّف حالات التلبّس ويمنح سلطات أوسع للضبط القضائي
  • تعاون بين «دبي القضائي» والمدرسة الفرنسية
  • محكمة ألمانية تقضي بالسجن المؤبد على سوري بتهم ارتكاب جرائم حرب في سوريا
  • يونيسف: الهجمات على طالبي المساعدات في غزة متعمدة ويجب فتح تحقيق دولي
  • سقوط حكومة هولندا بعد انسحاب حزب فيلدرز اليميني المتطرف بسبب خلاف حول سياسة اللجوء
  • زعيم اليمين المتطرف في هولندا يعلن انسحابه من الائتلاف الحكومي
  • اجتماع ثانٍ لأحفاد نوال الدجوى لمحاولة تسوية النزاع العائلي وإنهاء الخلاف القضائي