فضل صوم يوم عرفة وحكم الأكل أو الشرب ناسيا أثناء الصيام
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
صيام يوم عرفة.. أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء صيامه، سواء في صوم الفرض أو النافلة، فليُكمل صومه ولا شيء عليه، إذ إن صومه صحيح ولم يُفسد.
وأوضح أن صوم النافلة يشمل جميع أنواع الصيام التطوعي، مثل صيام يوم عرفة، وليلة النصف من شعبان، ويومي الاثنين والخميس، والست من شوال، بالإضافة إلى صيام قضاء ما فاته من رمضان.
وقد استدل الشيخ شلبي في فتواه بحديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن أكل ناسيًا وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية مسلم: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه". كما ورد عن أبي هريرة أيضًا أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيًا وأنا صائم"، فقال له: "أطعمك الله وسقاك"، وهو حديث رواه أبو داود والنسائي والدارقطني والترمذي.
فضل صيام يوم عرفة
وفيما يخص فضل صيام يوم عرفة، فقد ورد سؤال إلى مجمع البحوث الإسلامية عبر صفحته الرسمية، فأجابت لجنة الفتوى أن صيام يوم عرفة – وهو اليوم التاسع من ذي الحجة – مستحبٌ عند الفقهاء، باستثناء الحاج، لما ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" رواه مسلم، وجاء في الحديث أيضًا: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة".
وأوضحت اللجنة أن معنى تكفير السنة الماضية والمقبلة يتنوع في فهم الفقهاء، فبعضهم قال إن الله يغفر للعبد ذنوب عامين كاملين، فيما رأى آخرون أن المراد هو مغفرة ذنوب السنة الماضية، وأن الله يوفق العبد ويعصمه من الوقوع في الذنوب خلال السنة المقبلة.
وأشارت اللجنة إلى أن جمهور الفقهاء يرون أن المغفرة في صوم يوم عرفة تشمل صغائر الذنوب دون الكبائر، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه مسلم.
بينما ذهب بعض العلماء إلى أن النص عام، وأن فضل الله واسع لا يُحد، فيُرجى أن يغفر الله للعبد ذنوبه جميعًا، صغيرة كانت أو كبيرة.
وختمت لجنة الفتوى بالتأكيد على استحباب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذا اليوم الفضيل، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" – أي أيام العشر من ذي الحجة – فقال الصحابة: "ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، رواه البخاري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل صوم يوم عرفة يوم عرفة دعاء يوم عرفة حكم من أكل أو شرب ناسيا النبی صلى الله علیه وسلم صیام یوم عرفة صوم یوم عرفة
إقرأ أيضاً:
أدعية يوم التروية المستحبة.. فضائل عظيمة وحكم الصيام فيه
يُعد يوم التروية من الأيام المباركة في شهر ذي الحجة، ويصادف الثامن منه، حيث يتوجّه الحجاج إلى مِنى للمبيت بها استعدادًا للوقوف بعرفة في اليوم التالي، ويُعرف هذا اليوم بـ"يوم التروية" نظرًا لأن الحجاج كانوا يتروّون فيه من الماء استعدادًا ليوم عرفة، إذ لم تكن توجد مصادر مياه وفيرة في المشاعر.
ويُعد يوم التروية من الأيام العشر التي أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم في قوله: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، لما لها من الفضل والمكانة، إذ يُستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة، وهو اليوم الذي يبدأ فيه الحجاج بالإحرام من مِنى، لتنطلق مناسك الحج العظيمة.
ومن صام هذا اليوم من غير الحجاج، نال أجرًا عظيمًا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
حكم صيام يوم الترويةيُستحب صيام يوم التروية لغير الحجاج، إذ يُعد من الأيام العشر الأُول من ذي الحجة، والتي يُحث فيها على الإكثار من الطاعات والقربات.
أما الحجاج، فيُستحب لهم ترك الصيام في يوم عرفة الذي يلي يوم التروية، حتى لا يصيبهم التعب أو المشقة التي قد تؤثر على أدائهم لمناسك الحج، وقد رُوي عن أمّ الفضل بنت الحارث رضي الله عنها أنها قالت: «إن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صيام النبي ﷺ، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره بعرفة، فشربه» – متفق عليه.
– اللهم في يوم التروية، نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وأن تجعل لنا نصيبًا من رحمتك الواسعة.
– اللهم في هذا اليوم المبارك، اروِ أعيننا بفرح الحياة، واملأ قلوبنا بغيث السعادة، وارزقنا الرضا بما قسمت.
– اللهم لا تجعل هذا اليوم ينقضي إلا وقد أصلحت أحوالنا، وقويت إيماننا، وأسعدت قلوبنا، وحققت أمانينا.
– اللهم في يوم التروية، اروِ قلوبنا بمحبتك، واملأ أرواحنا بحب نبيك محمد ﷺ، واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.
– اللهم إنا نسألك الخير كله في هذا اليوم، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
– اللهم في هذا اليوم الفضيل، لا تطوِ صحائفنا إلا وقد سترت عيوبنا، وغفرت ذنوبنا، وتقبلت توبتنا، وفرّجت همومنا، واستجبت دعواتنا، وأصلحت أبناءنا، وغفرت لموتانا، وشفَيت مرضانا.
– اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، واصرف عني السوء، واقسم لي الخير حيث كان.
– اللهم في هذا اليوم المبارك، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وابسط علي من رحمتك وبركاتك، فأنت القابض والباسط، وأنت المعطي والهادي، فاجعل لي نصيبًا من فضلك.
– اللهم اسقنا من أنهار الجنة، وارزقنا شربة هنيئة من يد نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
– اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام، وبلّغنا الوقوف بعرفات، واجعل لنا فيه دعوة لا تُرد.