أكد تقرير لمجلة "نيوزوييك" أن التهديدات من إيران و"إسرائيل" تتزايد  مما يدفعهما نحو صراع عسكري مباشر في منطقة مضطربة أصلاً وممزقة بالحرب، إلى جانب التدريبات العسكرية الإسرائيلية، وتعثر المحادثات الدبلوماسية، والمناوشات بالوكالة.

وقال التقرير إن "من شأن حرب شاملة محتملة بين إيران وإسرائيل أن تزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط المضطرب أصلًا، مع تداعيات خطيرة على الأمن العالمي، وقد أدت التطورات الصاروخية الإيرانية وموقفها الثابت من التخصيب النووي، إلى جانب الخطوط الحمراء الصارمة التي وضعتها الولايات المتحدة، والمحاولات الدبلوماسية المستمرة، وإن كانت بطيئة، بين واشنطن وطهران ، إلى تفاقم التوترات".



وأوضحت أن هذا الصراع  قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط العالمية، وإشراك القوى الدولية، وتعميق عدم الاستقرار الإقليمي"، وهناك مؤشرات خمسة حاسمة تشير إلى مدى هشاشة الوضع.

شحنات وقود الصواريخ الإيرانية
أفادت التقارير أن إيران طلبت آلاف الأطنان من بيركلورات الأمونيوم من الصين، وهي مكون أساسي لإنتاج الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب، بهدف تعزيز قدراتها العسكرية.

 ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، من المتوقع تسليم هذه المواد، التي يمكن استخدامها لتصنيع ما يصل إلى 800 صاروخ، في الأشهر المقبلة، وقد يُوزع بعضها على الجهات الموالية لإيران، بما في ذلك الحوثيون في اليمن. 

ويبدو أن هذه المشتريات جزء من استراتيجية إيران لتعزيز تحالفاتها الإقليمية وترسانتها الصاروخية، في ظل رفضها تقييد تطويرها الصاروخي في المحادثات النووية.

"إسرائيل" مستعدة للضرب
تستعد "إسرائيل" بنشاط لضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، تبقى رهنًا بنتائج المفاوضات الأمريكية الإيرانية الجارية. وقد أجرى جيش الدفاع الإسرائيلي تدريبات عسكرية مكثفة تُحاكي هجومًا يستمر عدة أيام ضد أهداف إيرانية، مما يُؤكد جدية هذه الاستعدادات.

 وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأعلن أن أي اتفاق يجب أن يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم. وبينما حذّر ترامب نتنياهو مؤخرًا من أن توجيه ضربة سيكون "غير مناسب" في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية - قائلاً إن الجانبين "قريبان جدًا من التوصل إلى حل" - إلا أنه ترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية دعم التحرك إذا انهارت المحادثات.

الميليشيات المرتبطة بإيران
تتصاعد التوترات بين "إسرائيل" وإيران من خلال القوات بالوكالة في المنطقة، شنت تل أبيب يوم الأربعاء غارات جوية نادرة في سوريا - وهي الأولى لها منذ ما يقرب من شهر - بعد إطلاق مقذوفين من الأراضي السورية.

ألقت "إسرائيل" باللوم على الرئيس السوري أحمد الشرع، بينما نفت دمشق العدوان وأبلغت عن خسائر فادحة. 

ووفقًا لتقرير صادر عن "رويترز " أشار مسؤول سوري إلى أن الجهات المدعومة من إيران في منطقة القنيطرة بالبلاد هي من يمكن أن يثير الانتقام لزعزعة استقرار المنطقة.


 وفي الوقت نفسه تقريبًا، أطلق الحوثيون في اليمن صاروخًا باليستيًا على يافا دعماً للفلسطينيين. يشير هذا التنسيق المتزايد بين الميليشيات المرتبطة بإيران إلى توسع خطير للصراع خارج المحور الأساسي بين إيران و"إسرائيل".

الصراعات السياسية لنتنياهو
في ظل التحديات السياسية التي يواجهها نتنياهو في الداخل، قد تكون إيران نقطة التقاء لتعزيز مكانته السياسية. وقد صاغ نتنياهو التهديد الإيراني كتحدٍّ وجودي يتطلب قيادة قوية. ويساعده هذا التركيز على الأمن القومي على توحيد أنصاره وسط انقسامات داخلية عميقة. 

علاوة على ذلك، أعلن نتنياهو أن إيران حاليًا "متراجعة خطوات عديدة" وفي أضعف حالاتها، مما يجعل الآن هو الوقت الأمثل لإسرائيل لتوجيه ضربة قبل أن تتعافى طهران.

عزلة "إسرائيل"
لقد تركت حرب غزة "إسرائيلَ" معزولةً على الساحة العالمية بشكل متزايد، مما أضعف مكانتها الإقليمية وشجع إيران، وتراجعت الدول العربية التي كانت على علاقة سابقة بـ"إسرائيل"، فقد استدعت الأردن سفيرها، وقطعت تركيا علاقاتها الدبلوماسية، وانهارت محادثات التطبيع مع السعودية. 


في الوقت نفسه، عززت إيران علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا والصين، وفرضت نفسها كقوة إقليمية موازنة لـ"إسرائيل"، ومع تراجع التعاطف العالمي مع تل أبيب وإحباط حلفائها الغربيين، تشعر إيران بحرية أكبر في تأكيد نفوذها ومقاومة الضغوط بشأن برنامجها النووي.

ماذا سيحدث بعد ذلك
وأكد تقرير المجلة أنه "من المرجح أن تشهد الأسابيع المقبلة تقلبات متزايدة، بينما تدرس إسرائيل خطوتها التالية في ظل تزايد الاحتكاك مع إيران. ومع بدء الاستعدادات العسكرية والتصريحات العلنية التي تشير إلى الاستعداد، يبدو القادة الإسرائيليون أكثر استعدادًا للتحرك بشكل أحادي إذا رأوا أن التقدم النووي الإيراني قد تجاوز الخط الأحمر. من جانبهم، يواصل المسؤولون الإيرانيون تأكيد حقهم في تخصيب اليورانيوم، محذرين من الرد في حال تعرضهم لهجوم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيران إسرائيل حرب شاملة طهران إيران إسرائيل طهران الاحتلال حرب شاملة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

غولان: نتنياهو يبيع أمن إسرائيل مقابل يوم إضافي في الحكم

قال رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يروّج لتصور خطير جديد، وهو تسليم مليشيا في قطاع غزة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف غولان أنّ نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– يصنع قنبلة موقوتة جديدة في غزة بدلا من التوصل إلى صفقة وإعادة الرهائن، وإقامة ترتيبات مع ما أسماه "المحور السني المعتدل"، واستعادة الأمن للإسرائيليين.

وأشار غولان إلى أنّ هذا ليس خطأ، بل هو منهج، مضيفا أن نتنياهو يبيع أمن الشعب الإسرائيلي مقابل يوم إضافي في السلطة، ويجب إبعاده فورا عن دائرة اتخاذ القرار.

من جانب آخر، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن عضو في المجلس الوزاري الأمني المصغر قوله إن المجلس لم يوافق على تسليح مجموعات في غزة، لكنّ إسرائيل تعمل بالفعل على تأجيج الخلاف بين حركة حماس والمجموعات المسلحة الأخرى.

تسليح عصابات

وكانت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية نقلت عن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، قوله إن إسرائيل سلّمت أسلحة لعصابات في قطاع غزة بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية سابقة عن ظهور "مجموعات إجرامية مسلحة" بغزة، تعمل بحماية الجيش الإسرائيلي، وتهاجم الفلسطينيين.

إعلان

وقال ليبرمان لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "إسرائيل نقلت بنادق هجومية وأسلحة خفيفة إلى مليشيات إجرامية في غزة"، مؤكدا أن هذه الخطوة تمت "بأوامر من نتنياهو".

وأضاف أن تسليح عصابات إجرامية في غزة لم يحصل على مصادقة المجلس الوزاري المصغر، مؤكدا أن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يعلم بالأمر.

ووجهت حركة حماس في أكثر من مناسبة اتهامات مباشرة لما وصفتها بـ"عصابات مسلحة" مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، في ظل حصار إسرائيلي خانق.

وخلفت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، بدعم أميركي، نحو 180 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • هجوم جديد من أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو
  • إيران تعلن تنفيذ أضخم اختراق استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • استطلاع رأي: العالم يقول «لا ثقة» في إسرائيل.. ولا احترام لـ نتنياهو
  • مفاوضات أمريكا وإيران.. إسرائيل تترقب و طهران تعلن حالة تأهب
  • نتنياهو عن مقتل 4 جنود بغزة: يوم صعب جدا في إسرائيل
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • نتنياهو يقرّ بتسليح إسرائيل عصابات في غزة
  • نتنياهو يعترف بتعاون إسرائيل مع "عائلات تعارض حماس" في غزة
  • غولان: نتنياهو يبيع أمن إسرائيل مقابل يوم إضافي في الحكم