الزيارات العِيدية للمرابطين.. حضور مُهم في جبهات العزًة والكرامة
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
تقرير/ جميل القسم
تحوّلت الزيارات العيدية للمرابطين، هذا العام خلال عيد الأضحى، إلى مظهر سنوي راسخ، يعكس عُمق التلاحم الشعبي مع الجبهة العسكرية، وتجسّد أرقى صُور الوفاء لمن يحمون السيادة ويصنعون مجد الوطن في ميادين العِزة والكرامة.
توافدت قيادات ووفود رسمية ومجتمعية إلى المواقع الأمامية، ومختلف الجبهات، حاملة معها التهاني العِيدية، وقوافل المُؤن والذبائح والهدايا، في مشهد يتكرر في المناسبات والأعياد، إلا أن أثره في وجدان المقاتلين لا يتبدّد.
تشكِّل الزيارات العِيدية فرصة متجدّدة لتكريس ثقافة العِرفان والتقدير للمرابطين، ونافذة تُعبِّر من خلالها قيادة الدولة، والمجتمع بصورة عامة، عن الامتنان لمن يقضون أيام العيد بعيدًا عن أهاليهم، لكنهم حاضرون في وجدان كل بيت يمني.
وفي ملامح الزائرين، تلتقي الكلمات الصادقة بالنظرات المعبِّرة، لتقول للمرابطين: “أنتم العيد، وصوت النصر، وسند الكرامة التي لا تنحني، وإن خلت موائدكم من الزينة، فقلوب الناس تفيض بدعاء النصر والثبات لأجلكم”.
تجاوزت الزيارات العِيدية الإطار البروتوكولي، لتتحوّل إلى طقوس شعبية ومجتمعية تشمل قيادات ووجهاء ومشايخ ومتطوعين من مختلف الفئات، يحمل الجميع ذات الرسالة: “الوطن لا يُنسى من يقف دفاعًا عنه”.
في الجبهات، التقت مشاهد التكبير بصوت السلاح، والعِيد بصوت المرابطة، وكان الحضور مميزًا في كل موقع، والتفاعل صادقًا، والرسائل واضحة تتجّسد بأن أبطال الجبهات والمواقع الأمنية ليسوا وحدهم، فالشعب إلى جانبهم يقدّر كل نبضة ثبات تسكن صدورهم.
ما تحمله الزيارات العِيدية من دفء لا يُقاس بوزن الهدايا، وإنما بما تولّده من إحساس لأولئك المرابطين بأن هناك مَن يتقاسم معهم المعركة، ويؤمن بأن العِيد لا يكون عيدًا دون المرور على جبهات الكرامة.
شهدت مناسبة عيد الأضحى مشاركة لافتة من مختلف الجهات، عكست حرص المجتمع على ترسيخ هذه المبادرة كتقليد سنوي يحمل في طيّاته أبعادًا وطنية، وروحية، وإنسانية، ويعيد صوغ العلاقة بين الجبهة والداخل.
المبادرات العِيدية لم تقتصر على الزيارات، بل شملت تقديم قوافل، وتبادل الأحاديث، والاطلاع على أوضاع المرابطين، وتلمس احتياجاتهم، في دلالة على أن الدّعم ليس موسميًا، بل التزام دائم تجاه حُماة الوطن.
المرابطون في مواقعهم عبَّروا عن امتنانهم للزيارات العِيدية واللفتة الكريمة، التي تمنحهم طاقة جديدة، وتزيدهم ثباتًا، وتؤكد أن ما يحملونه من سلاح لا يقتصر على أداء الواجب، بل يمثل أمانة في أعناقهم تجاه الوطن وأبنائه.
وفي بعض المواقع، أُقيمت لقاءات بين الزائرين والمرابطين تبادلوا فيها التهاني العِيدية والدّعاء، لحظات امتزجت فيها الرُّوح القتالية بروح التكافل، وكان العيد حاضرًا رغم بُعد المسافات.
الزيارات العِيدية أكدت مجددًا أن الجبهات العسكرية ليست بعيدة عن المجتمع، ومن يقفون في مواقع الرباط ليسوا مجرد أرقام، إنما أعمدة الوطن، ومحور تماسكه، ونقطة التقاء كل القيم التي تؤمن بها الأمة.
كما أن تلك الزيارات عززّت من صورة الجبهة الداخلية الموحَّدة، ومثَّلت رسالة صمود واضحة بأن الشعب اليمني لا ينسى من يفترش الأرض في مواقع الحراسة، ولا يترك المرابطين في عُزلة، بل يُشاركهم العيد بإرادة جماعية.
تحمل الزيارات العِيدية والمبادرات مدلولًا عميقًا في التوقيت والدلالة، إذ تأتي في لحظة تحتاج الأمة إلى ثبات رموزها، واستمرار دعم أبطالها، وتأكيد حضورها في كل ميدان يشهد صراعًا على السيادة والاستقلال.
تتجلّى القيمة الكبرى في كون الزيارات العِيدية لا تنتظر توجيهًا مركزيًا بل تنبع من قناعة داخلية لدى أبناء اليمن أن من يرابط ويقاتل له حق العِيد والتقدير، وله على الجميع واجب الوفاء.
عيد الأضحى بين الخنادق والمواقع العسكرية والأمنية يحمل نكهة مختلفة، لا يشبه الأعياد المعتادة، لكنه يفيض بهيبة المرابط، ونُبل المهمة، وروح التضحية، ومن يزور الجبهات في العِيد يعود بشعور أن النصر أقرب، ما دام الثبات لا يغيب.
هكذا تثبت الزيارات العِيدية أن التلاحم الشعبي مع الجبهة ليس موسمًا ولا مناسبة، إنما ثقافة وطنية تتجذّر عامًا بعد عام، وتُؤسس لوعي جمعي يرى في المرابطين عنوانًا للكرامة، ومنارة للسيادة، وسندًا لكل بيت يمني.
سبأ
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هل يجوز للمرأة حضور صلاة الجمعة؟ الإجابة الشرعية من الكتاب والسنة
تساءل الكثير من الناس عن حكم حضور المرأة لصلاة الجمعة في المسجد، وما إذا كانت واجبة عليها أم جائزة. وأوضح العلماء أن حضور الجمعة للمرأة مباح وليس واجبًا، وأن الإسلام أتاح لها فرصة المشاركة في هذه العبادة مع مراعاة الآداب الشرعية والاحتشام.
أجمع الفقهاء على أن صلاة الجمعة واجبة على الرجال القادرين، بينما المرأة ليست ملزمة بالحضور، لكنها يجوز لها الذهاب للمسجد إذا رغبت، مع مراعاة ما يلي:
يجب على المرأة ارتداء ما يستر جسدها بالكامل مع ستر الشعر، والحفاظ على التواضع وعدم إحداث أي لفت نظر داخل المسجد.
اختيار مكان مناسب داخل المسجد:
يُستحب أن تجلس المرأة في المكان المخصص لها أو الجزء الخلفي من المسجد احترامًا للرجال وللآداب العامة.
النية والحرص على الطاعة:
حضور الجمعة للمرأة يكون للتقرب إلى الله والاستماع للخطبة والذِكر والصلاة، وليس لأي أغراض اجتماعية أو غير دينية.
الأحاديث النبوية الدالة:
ورد عن النبي ﷺ أنه قال: “لا تمنعن إماء الله مساجد الله، وإن كانت نساؤهن خيرًا لهن أن يتركن المساجد”، ما يدل على جواز حضور المرأة إن رغبت في ذلك مع مراعاة الآداب.
حضور المرأة لصلاة الجمعة جائز ومستحب إذا رغبت، مع التأكيد على الاحتشام والالتزام بالآداب الشرعية. الإسلام لم يفرض عليها وجوب الحضور، ولكنه أتاح لها فرصة الاستفادة من هذا اليوم الفضيل في الطاعات والعبادات بروحانية وأمان.