#سواليف

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن امتلاك إيران ما وصفه بـ”الصبر الإستراتيجي” يمنحها أفضلية على المدى الطويل في المواجهة الحالية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن طول أمد الحرب قد يُحدث تحولا في ميزان الردع لمصلحة طهران.

وأضاف الدويري -في تحليل عسكري- أن إيران، التي تعرضت لهجمات استهدفت قادتها ومنشآتها النووية، تسعى لاستعادة توازن الردع عبر رد مدروس ومتدرج، وهي تملك من أدوات القوة ما يتيح لها التحكم بإيقاع التصعيد، إذا ما أُحسن توظيف هذه الأدوات وفق تكتيكات زمنية ومكانية متكاملة.

وأوضح أن الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، إلى جانب الطائرات المسيّرة، يجب أن تُستخدم بتزامن دقيق لإحداث حالة من الإغراق الدفاعي، مشيرا إلى أن منظومات الدفاع الإسرائيلية -رغم الدعم الأميركي- لم تستطع صد سوى 75% من الموجة الأولى التي أطلقتها إيران، حيث أصابت نحو 50 صاروخا أهدافها داخل إسرائيل.

مقالات ذات صلة مواطن يوثق إسقاط مسيّرة في منطقة وادي موسى 2025/06/14

وفي هذا السياق، كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت صباح اليوم السبت أن دفعة سادسة من الصواريخ أُطلقت من إيران واستهدفت مناطق واسعة، في حين أسفرت الضربات عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة نحو 90 آخرين، فضلا عن تدمير واسع في مناطق عدة من تل أبيب الكبرى.

مدن صواريخ مدفونة

وأشار الدويري إلى أن طهران تملك ما تُعرف بـ”مدن الصواريخ” المدفونة في أنفاق إستراتيجية تؤمّن مخزونها بعيدا عن الاستهداف، وهو ما يمنحها قدرة مستدامة على مواصلة الهجمات.

وقال إن تصريحات إيران بشأن توسيع الرد يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، خاصة بعد تحذيرها واشنطن ولندن وباريس من استهداف قواعدها وسفنها إذا تدخلت.

وكان المتحدث باسم الجيش الإيراني قد قال إن الرد الصاروخي المقبل سيكون “أشد بـ20 ضعفا” من الهجوم الأول، في حين أكدت وكالة مهر أن إيران أبلغت عواصم غربية بنيّتها توسيع الضربات ضد إسرائيل، بينما نقلت وكالة فارس عن مصدر عسكري أن “الحرب ستتوسع لتشمل القواعد الأميركية في المنطقة”.

وفي تقييمه للبيئة الاستخبارية، قال الدويري إن إيران تملك بنك أهداف كبيرا داخل إسرائيل بفضل ما جمعته من معلومات عبر عقود، إلى جانب ما يمتلكه حلفاؤها كحزب الله، مضيفا أن طهران تستند إلى إرث استخباري ممتد منذ الثورة، وهو ما يعزز قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤلمة.


رغم الضربات القاسية

كما أشار إلى أن إسرائيل وجهت ضربات قاسية استهدفت علماء ذرة وقادة عسكريين إيرانيين، لكن فقدان هؤلاء، رغم صعوبته، لم يعطل منظومة الرد الإيرانية، نظرا لاعتمادها على بنية مؤسسية ممتدة ومخزون بشري إستراتيجي.

وقال إنه من الصعب على إسرائيل تحمل تبعات تصعيد واسع، في ظل كثافة سكانية هائلة داخل تل أبيب الكبرى.

وبشأن الطائرات المسيّرة، أوضح الدويري أنها تلعب دورا محوريا إذا ما استُخدمت بشكل تكاملي مع الصواريخ، مشيرا إلى أن إطلاقها بالمئات في توقيت متزامن مع هجمات صاروخية يمكن أن يُحدث انهيارا نسبيا في فاعلية الدفاعات الجوية، مما يقلل معدل الاعتراض إلى نحو 25% فقط.

ويرى الدويري أن طول أمد المعركة قد يمنح إيران أوراق تفاوض قوية، خاصة إذا استمرت الضربات المؤثرة دون استنزاف كبير لقدراتها، وأشار إلى أن نجاح طهران في الصمود والتصعيد المتدرج سيمنح مفاوضها مساحة أكبر للمناورة عندما يحين وقت العودة إلى طاولة الحوار.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف عطلت إسرائيل محور المقاومة في المنطقة قبل ضرب إيران؟

 

قبيل الضربات المفاجئة التي شنتها على إيران اليوم الجمعة، مهدت إسرائيل لهجومها منذ خريف 2023 عبر تفكيك قدرات المجموعات الموالية لطهران، لا سيما حزب الله اللبناني، مستهدفة قادتها وأسلحتها النوعية وطرق إمدادها الحيوية.

حزب الله

لطالما شكّل حزب الله المجموعة الأكثر نفوذا فيما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران. لكنه مُني بضربات قاسية خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، على خلفية فتحه في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جبهة إسناد من جنوب لبنان، دعما لحماس في غزة.

وخرج الحزب اللبناني ضعيفا من حربه الأخيرة التي أعقبت أكثر من عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث قضت إسرائيل على أبرز قادته على رأسهم الأمين العام الراحل حسن نصر الله، ودمرت جزءا كبيرا من ترسانته العسكرية وقطعت طرق إمداده التقليدية، خصوصا من سوريا المجاورة بعد الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأنهى وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني المواجهة مع حزب الله بعدما خلفت دمارا واسعا خصوصا في معاقله بالجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية. ووافق الحزب بموجب الاتفاق على تفكيك بناه العسكرية والانسحاب من المنطقة الحدودية الممتدة جنوب نهر الليطاني، مقابل انتشار الجيش اللبناني.

إعلان

وفكّك الجيش في لبنان -وفق السلطات- حتى الأسبوع الماضي أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن لحزب الله في المنطقة الحدودية.

ورغم وقف إطلاق النار، تواصل اسرائيل تنفيذ ضربات، لم تستثن الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون أن يثير ذلك أي رد فعل من حزب الله أو من داعمته طهران التي نأت بنفسها منذ بدء التصعيد مع إسرائيل.

وعلى وقع الضربات الإسرائيلية على إيران، يعرب الباحث في "أتلانتيك كاونسل" نيكولاس بلانفورد -لوكالة الصحافة الفرنسية- عن اعتقاده بأن "حزب الله لن يردّ في هذه المرحلة" رغم أن ذلك "قد يتغير تبعا لتطورات الأمور".

ويوضح بقوله "أعتقد أن قوة ردع حزب الله قد تزعزت خلال الحرب. لكنه ما زال في وضع يخوله إلحاق الضرر بإسرائيل" بعدما "احتفظ بقدرات كافية للقيام بذلك".

لكن الأمر ليس بهذه السهولة. ويشرح بلانفورد بأنه "سيكون من الصعب عليهم سياسيا فعل ذلك.. لقد تغيرت الديناميكيات منذ الحرب" مع إسرائيل.

ويتعيّن على إيران -وفق بلانفورد- تقييم خطورة الهجوم ومدى التهديد الذي يمثّله، قبل أن توعز لمجموعات موالية لها لاسيما حزب الله بالرد على إسرائيل.

وقد ندّد حزب الله -اليوم الجمعة- بالضربات الإسرائيلية على إيران، معتبرا أنها تهدد "بإشعال المنطقة".

سوريا

شكلت إطاحة حكم بشار ضربة أخرى موجعة لحزب الله، بعدما كانت سلطات الرئيس المخلوع تسهّل حركة مقاتليه ونقل الأسلحة إليه من طهران.

وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قدمت طهران دعما كبيرا للأسد، وأرسلت مستشارين عسكريين وحشدت مجموعات موالية لها بينها حزب الله للقتال إلى جانب قواته، مما أسهم في ترجيح الكفة في الميدان لصالحه على جبهات عدة.

ولكن إسرائيل لم تتوان خلال النزاع عن شنّ مئات الضربات، مستهدفة مواقع للقوات السورية وأهدافا لطهران وحزب الله، بينها مخازن أسلحة وشحنات صواريخ، وذلك في إطار مساعيها لمنع إيران "عدوها اللدود" من ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.

إعلان

ومنذ الإطاحة بالأسد، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك بالحيلولة دون وقوع الترسانة العسكرية بيد السلطات الجديدة التي تعدها "جهادية".

ومنذ بدء الحرب في غزة، بذلت بغداد جهدا كبيرا لتحييد البلاد عن التصعيد الإقليمي. وشنّت الفصائل العراقية الموالية لإيران عشرات الضربات تجاه إسرائيل أو قواعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لكنها بقيت بعيدة عن خوض حرب مفتوحة، على غرار حزب الله.

حماس

سارعت هذه الحركة الفلسطينية اليوم إلى التنديد بـ"العدوان" الإسرائيلي الذي قالت إنه "يُنذر بانفجار المنطقة".

لكنها -بخلاف مجموعات أخرى منضوية في ما يسمونه "محور المقاومة"- لا تحظى بهامش فعلي للتحرك، بعد انشغالها بالتصدي لضربات عسكرية تلقتها في أعقاب هجوم طوفان الأقصى الذي باغتت به إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقد قام الجيش الإسرائيلي بتدمير تمركزات حماس -التي تحكم قطاع غزة منذ العام 2007- وقتل أبرز قادتها السياسيين والميدانيين، مما دفعها إلى خوض حرب من داخل الأنفاق.

ومع ذلك، لم تحقق إسرائيل -من وراء العمليات العسكرية البرية والجوية- هدفها في القضاء على حماس، رغم ما يقال إن قدرات الحركة العسكرية تراجعت كثيرا.

الحوثيون

بعد محاولة إضعاف حزب الله وحماس ثم الإطاحة بالأسد، يبدو الحوثيون في اليمن اليوم وكأنهم آخر ركائز "محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل.

ومنذ بدء الحرب في غزة، أطلق الحوثيون -الذين أكدوا الجمعة حق طهران "المشروع في الرد بكل الوسائل"- عشرات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل. واستهدفوا سفنا قالوا إنها مرتبطة بها أو متجهة إلى موانئها.

ولم تتمكن إسرائيل والولايات المتحدة من وقف تلك الهجمات رغم الضربات المتعددة العنيفة التي نفذتها ضد مواقع "المتمردين" في اليمن.

إعلان

ومع تعهدهم بمواجهة إسرائيل، بات الحوثيون قوة "لا غنى عنها" وذات أهمية كبرى بالنسبة إلى طهران، وفق محللين.

ويقول بلانفورد "أتوقع أن يرد الحوثيون بسرعة (على إسرائيل) فهم لم يتأثروا تقريبا بالتطورات الأخيرة".

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني استهداف إسرائيل ميناء كنغان بمحافظة بوشهر جنوب إيران؟
  • هل حسمت إيران موقفها من المواجهة مع إسرائيل باعتبارها معركة صفرية؟
  • هل اقتربت المواجهة بين طهران وتل أبيب؟ خبير يحذر: الضربات لم تكن مفاجِئة
  • هل تملك إيران قدرة الرد على الهجوم الإسرائيلي؟ الدويري يجيب
  • إيران ترد على إسرائيل بوابل من الصواريخ
  • كيف عطلت إسرائيل محور المقاومة في المنطقة قبل ضرب إيران؟
  • أول رد فعل لـ ماكرون عقب هجوم إسرائيل ضد إيران واغتيال علماءها النووين
  • إسرائيل تعلن تدمير أنظمة رادار ومنصات الصواريخ في الضربات على إيران
  • مصر تزيد مخزونها الإستراتيجي من السلع إثر هجوم إسرائيل على إيران