قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن امتلاك إيران ما وصفه بـ"الصبر الإستراتيجي" يمنحها أفضلية على المدى الطويل في المواجهة الحالية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن طول أمد الحرب قد يُحدث تحولا في ميزان الردع لمصلحة طهران.

وأضاف الدويري -في تحليل عسكري- أن إيران، التي تعرضت لهجمات استهدفت قادتها ومنشآتها النووية، تسعى لاستعادة توازن الردع عبر رد مدروس ومتدرج، وهي تملك من أدوات القوة ما يتيح لها التحكم بإيقاع التصعيد، إذا ما أُحسن توظيف هذه الأدوات وفق تكتيكات زمنية ومكانية متكاملة.

وأوضح أن الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، إلى جانب الطائرات المسيّرة، يجب أن تُستخدم بتزامن دقيق لإحداث حالة من الإغراق الدفاعي، مشيرا إلى أن منظومات الدفاع الإسرائيلية -رغم الدعم الأميركي- لم تستطع صد سوى 75% من الموجة الأولى التي أطلقتها إيران، حيث أصابت نحو 50 صاروخا أهدافها داخل إسرائيل.

وفي هذا السياق، كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت صباح اليوم السبت أن دفعة سادسة من الصواريخ أُطلقت من إيران واستهدفت مناطق واسعة، في حين أسفرت الضربات عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة نحو 90 آخرين، فضلا عن تدمير واسع في مناطق عدة من تل أبيب الكبرى.

إعلان مدن صواريخ مدفونة

وأشار الدويري إلى أن طهران تملك ما تُعرف بـ"مدن الصواريخ" المدفونة في أنفاق إستراتيجية تؤمّن مخزونها بعيدا عن الاستهداف، وهو ما يمنحها قدرة مستدامة على مواصلة الهجمات.

وقال إن تصريحات إيران بشأن توسيع الرد يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، خاصة بعد تحذيرها واشنطن ولندن وباريس من استهداف قواعدها وسفنها إذا تدخلت.

وكان المتحدث باسم الجيش الإيراني قد قال إن الرد الصاروخي المقبل سيكون "أشد بـ20 ضعفا" من الهجوم الأول، في حين أكدت وكالة مهر أن إيران أبلغت عواصم غربية بنيّتها توسيع الضربات ضد إسرائيل، بينما نقلت وكالة فارس عن مصدر عسكري أن "الحرب ستتوسع لتشمل القواعد الأميركية في المنطقة".

وفي تقييمه للبيئة الاستخبارية، قال الدويري إن إيران تملك بنك أهداف كبيرا داخل إسرائيل بفضل ما جمعته من معلومات عبر عقود، إلى جانب ما يمتلكه حلفاؤها كحزب الله، مضيفا أن طهران تستند إلى إرث استخباري ممتد منذ الثورة، وهو ما يعزز قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤلمة.

رغم الضربات القاسية

كما أشار إلى أن إسرائيل وجهت ضربات قاسية استهدفت علماء ذرة وقادة عسكريين إيرانيين، لكن فقدان هؤلاء، رغم صعوبته، لم يعطل منظومة الرد الإيرانية، نظرا لاعتمادها على بنية مؤسسية ممتدة ومخزون بشري إستراتيجي.

وقال إنه من الصعب على إسرائيل تحمل تبعات تصعيد واسع، في ظل كثافة سكانية هائلة داخل تل أبيب الكبرى.

وبشأن الطائرات المسيّرة، أوضح الدويري أنها تلعب دورا محوريا إذا ما استُخدمت بشكل تكاملي مع الصواريخ، مشيرا إلى أن إطلاقها بالمئات في توقيت متزامن مع هجمات صاروخية يمكن أن يُحدث انهيارا نسبيا في فاعلية الدفاعات الجوية، مما يقلل معدل الاعتراض إلى نحو 25% فقط.

ويرى الدويري أن طول أمد المعركة قد يمنح إيران أوراق تفاوض قوية، خاصة إذا استمرت الضربات المؤثرة دون استنزاف كبير لقدراتها، وأشار إلى أن نجاح طهران في الصمود والتصعيد المتدرج سيمنح مفاوضها مساحة أكبر للمناورة عندما يحين وقت العودة إلى طاولة الحوار.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية تحت الأرض؟ الدويري يجيب

قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن منشآت إيران النووية موجودة على أعماق كبيرة في الجبال، مما يعقد مهمة إسرائيل في استهدافها وتدميرها، فضلا عن صعوبات لوجستية تواجه تل أبيب في ضربها.

وأوضح الدويري -في حديثه للجزيرة قبيل الضربة العسكرية الإسرائيلية- أن القنبلة الوحيدة القادرة على تدمير هذه المنشآت الإيرانية النووية في نطنز وفوردو وأراك هي "جي بي يو 57″، في حين لا تمتلك إسرائيل طائرات قادرة على حملها.

ووفق الخبير العسكري، فإن مقاتلات "إف-35" وغيرها لا تستطيع حمل هذه القنبلة التي يبلغ وزنها أكثر من 12 طنا، مشيرا إلى أن القاذفات الإستراتيجية الأميركية الوحيدة القادرة على حملها.

ولفت إلى أن هذه القنبلة تخترق 60 مترا من الخرسانة المسلحة، مما يعني قدرتها على اختراق أكثر من 60 مترا من الصخور وغيرها، وبالتالي يمكن وقتها إصابة منشآت إيران النووية تحت الأرض.

وشنت إسرائيل -فجر اليوم الجمعة- ضربات واسعة النطاق على إيران، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومنظومات الدفاع الإيرانية وقادة عسكريين بارزين، مؤكدة أنها "بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي".

بدورها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن السلطات الإيرانية أبلغتها بأن مفاعل بوشهر النووي لم يُستهدف، مشيرة إلى أن منشأة فوردو النووية الإيرانية "لم تتأثر بضربات إسرائيل حتى الآن".

إعلان

وكشفت الوكالة الدولية عن أنها "لم تلاحظ أي زيادة في مستويات الإشعاع في موقع نطنز النووي الذي استهدفته إسرائيل".

وقبل أيام، قال المدير العام للوكالة الذرية رافائيل غروسي إن القدرات النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بضربة واحدة، مؤكدا أنه زارها مرات عدة، مضيفا أن الوصول إليها يمر عبر نفق حلزوني ينحدر بشكل عميق.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر لشبكة "إيه بي سي" الأميركية إنه من المحتمل أن تلعب الولايات المتحدة دورا لوجستيا وتزود إسرائيل بمعلومات استخبارية.

ونقلت شبكة "سي بي إس" عن مسؤول أميركي قوله إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس خيارات لدعم عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران دون قيادة أي منها، مشيرا إلى أن الخيارات تشمل التزود بالوقود جوا أو تبادل معلومات استخبارية.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قال إن عشرات المقاتلات نفذت ضربة افتتاحية في قلب إيران، تلتها هجمات وضربات أخرى.

وأضاف -في بيان صباح اليوم- أن 200 مقاتلة شاركت في الهجوم على إيران وضربت نحو 100 هدف في مناطق إيرانية مختلفة، كما تم استخدام 300 قنبلة، في إطار تنفيذ تلك الهجمات، وأشار إلى أن الطائرات الحربية "تواصل مهاجمة" منشآت نووية في إيران.

بدوره، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– الضربة بأنها "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، مؤكدا أن الهدف من هذه العملية غير المسبوقة هو ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش "حقق إنجازا كبيرا، وضرب بدقة قادة الحرس الثوري والجيش والاستخبارات وعلماء نوويين إيرانيين".

وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي "مستمر في عملياته لإجهاض البرنامج النووي الإيراني، وإزالة التهديدات على إسرائيل"

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني استهداف إسرائيل ميناء كنغان بمحافظة بوشهر جنوب إيران؟
  • هل حسمت إيران موقفها من المواجهة مع إسرائيل باعتبارها معركة صفرية؟
  • هل اقتربت المواجهة بين طهران وتل أبيب؟ خبير يحذر: الضربات لم تكن مفاجِئة
  • هل تملك إيران قدرة الرد على الهجوم الإسرائيلي؟ الدويري يجيب
  • إيران ترد على إسرائيل بوابل من الصواريخ
  • أول رد فعل لـ ماكرون عقب هجوم إسرائيل ضد إيران واغتيال علماءها النووين
  • إسرائيل تعلن تدمير أنظمة رادار ومنصات الصواريخ في الضربات على إيران
  • مصر تزيد مخزونها الإستراتيجي من السلع إثر هجوم إسرائيل على إيران
  • هل تستطيع إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية تحت الأرض؟ الدويري يجيب