ممرٌّ شرفيٌّ للجمهورية الإسلامية
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
بقلم : جعفر العلوجي ..
حالةٌ نادرة تختلط فيها مشاعرُ الحزنِ والفرحِ والفخرِ ، وأنت ترى أبطالَ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، يدكّون معاقل آل صهيون بمئات الصواريخ التي باركوها باسم إمام المتقين ، أسدِ الله الغالب علي بن أبي طالب ، ثأرًا للشهداء في كلّ مكانٍ وزمان ، في لبنان وغزّة وإيران واليمن ، ممّن طالتهم أيادي الغدرِ والخُبثِ لعصاباتِ النتن .
ردٌّ صاعقٌ أعاد للأمة الإسلامية هيبتَها ومكانتَها ، وحقّق وعدَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لمّا نزلت الآية :
﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ .
وكان سلمان الفارسي رضي الله عنه إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله فقالوا : يا رسولَ الله ، مَن هؤلاء القوم الذين إن تولَّينا استُبدلوا بنا ؟
قال: فضرب النبي عليه أفصل الصلاة والسلام على منكب سلمان ، وقال :
“مِن هذا وقومِه ، والذي نفسي بيده، لو أن الدينَ تعلّق بالثُّريّا لنالَه رجالٌ من أهل فارس” .
ليست هذه من قبيل المديح ، ولكنّها كلمةُ حقّ ، فقد أثبتت الجمهورية الإسلامية أنها دولةُ قوةٍ وقانون ، لم تنَل منها المحنُ باغتيال القادةِ والعلماءِ الشهداء ، وقدّمت درسًا مجانيًّا رائعًا في الإدارةة ، وحُسنِ التصرف ، والتمسّك والتماسك بإرادةٍ صلبةٍ لا تلين .
سدّد الله رميتكم ، ونحن نفعل ما يُمليه علينا الضميرُ ، بأضعف الإيمان، أن نعمل ممرًّا شرفيًّا لصواريخكم المباركة التي أثلجت صدورَ قومٍ مؤمنين .
هذه ليست قصيدةَ مديح ، بل صرخةَ وعي .
ليست مجاملة ، بل شهادةً للتاريخ
نحن في زمنٍ الصمتُ فيه خيانة، والكلمةُ موقف ، ولو كانت بحجمِ رصاصةٍ من خشب .
أكرمكم الله، يا رجالَ الله في طهران،
ولتعلموا أن هناك من يفرش القلوبَ ممرًّا شرفيًّا لصواريخكم،
ويسأل الله أن تبقى رمياتكم سديدة، وأن تبقى الجمهورية الإسلامية درعًا وسيفًا في طريقِ الحق ، نرفع الدعاءَ والراية ، ونعلم أن بعضَ الردود لا تُكتب بالحبر ، بل تُطلَق بالنار .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أضعف لحظات الجمهورية الإسلامية.. ما خيارات إيران للرد على الضربات الإسرائيلية؟
تحليل من نك باتون والش، كبير مراسلي CNN لشؤون الأمن الدولي
أتلانتا الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في مواجهة الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق، الجمعة، ليس من الواضح ما إذا كانت إيران لديها القدرة على حشد الرد العنيف الذي يمكن توقعه.
لقد أثبتت إسرائيل مرة أخرى قوتها العسكرية والاستخباراتية في الشرق الأوسط، غير مبالية بالخسائر في صفوف المدنيين والتأثير الدبلوماسي لأفعالها على حلفائها.
كما هو الحال مع عمليتهم اللافتة لقطع رأس خصمهم الشمالي -حزب الله، وكيل إيران في لبنان- تحمل هذه العملية بصمات أشهر، بل سنوات، من التحضير. وربما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام خيارين: إما استخدام هذه القدرة الآن، أو فقدانها، مع انطلاق الدبلوماسية خلال الجولة السادسة من المحادثات النووية التي كان المقرر عقدها نهاية هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عُمان.
إبطاء وتعقيد الرد الإيرانيتُركت إيران الآن تُحصي جراحها العميقة. تُظهر صور من أنحاء طهران مباني سكنية مُستهدفة، على ما يبدو، في غرفٍ مُحددة، مما يُشير إلى استهدافٍ دقيقٍ للأفراد، على الأرجح من خلال أجهزة تتبُّع الهواتف المحمولة. فقدت إيران 3 على الأقل من كبار قادتها العسكريين، بالإضافة إلى صوت بارز في المحادثات النووية، بين عشية وضحاها، ولكن مع انقشاع الغبار، قد يتبين أن المزيد قد تعرّضوا للقصف، ومن المُرجّح أن يشعر الناجون بالقلق من احتمال استهدافهم أيضًا.
سيؤدي هذا إلى إبطاء وتعقيد أي رد إيراني، وكذلك الضرر الذي لا يزال الإيرانيون يتكبدونه. فقد أدت غارة إسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول إلى تدمير جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه دمر عشرات الرادارات ومنصات إطلاق صواريخ أرض-جو في ضربات شنتها طائرات مقاتلة على منظومات دفاع جوي غرب إيران. وأكدت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أن منشأة التخصيب النووي في نطنز قد تضررت أيضًا، لكن لم يتضح بعد مدى الضرر.
وفي الأيام المقبلة، سوف يبحث جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المتفوق عن الأهداف التي تعد فرصة- مثل القادة والمعدات التي تغير مواقعها لتسهيل الرد- ويواصل الضرب.
لم يكن هذا الهجوم واسع النطاق ممكنًا إلا بفضل تفكيك "حزب الله" – الذي كان سلاحا لإيران قرب إسرائيل- خلال حملة ضارية وفعّالة منذ أشهر. ويبدو أن هذه الخطة الإسرائيلية، التي استمرت لشهور، تهدف إلى إزالة تهديد إقليمي.
لا تزال المخاطر كبيرة. قد تحاول إيران الآن التسابق نحو امتلاك القنبلة النووية. لكن دفاعاتها المتعثرة واختراقها الواضح والمهين من قبل الاستخبارات الإسرائيلية يجعلان ذلك احتمالًا ضعيفًا. التسرع في بناء سلاح نووي ليس بالأمر الهيّن، لا سيما تحت وطأة التهديدات، والقيادة الرئيسية معرضة لخطر ضربات دقيقة. ربما حسب نتنياهو خطر مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، ورأى أنه يمكن السيطرة عليه بمزيد من القوة العسكرية.
ضحية أخرى للقصف: مكانة إدارة ترامب كقوة جيوسياسيةقد يُشير مؤيدو ترامب في الساعات المقبلة إلى أن الهجوم الإسرائيلي كان جزءًا من خطة شاملة لإضعاف إيران قبل أي جهود دبلوماسية إضافية. لكن في الواقع، تتكشف حقيقة أبسط: لم تكن لدى إسرائيل ثقة في قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ اتفاق مع إيران يقضي على طموحاتها النووية.
رغم مناشدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلنية لتأجيل الهجوم، مضت إسرائيل قدمًا في شنّ أخطر هجوم على إيران منذ حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. لم تكترث إسرائيل برد فعل ترامب ولم تخشَه، ويبدو أنها مستعدة للمخاطرة بمواصلة القتال دون دعم الولايات المتحدة.
ربما يُمثل هذا إضعافًا آخر لقدرة إيران على الرد الآن. إسرائيل أقل انشغالًا بما يمكنها فعله. وعملية إسرائيل ضد حزب الله تُعطيها سببًا للثقة ولكنها أيضًا تُثير القلق بشأن الغطرسة والتجاوز. من المرجح أن إسرائيل قد ضربت الغالبية العظمى من أهدافها الرئيسية بالفعل، لتعظيم ميزة المفاجأة، وسيستغرق الكشف عن مدى هذه الأضرار أيامًا.
ماذا عن الانتشار النووي الآن؟ هناك الكثير مما لا نعرفه عن البرنامج النووي الإيراني. ربما كانت إسرائيل تعرف أكثر بكثير. لكننا الآن في لحظة فارقة، حيث قد تُنذر الضربات على منشأة نطنز إما بنهاية البرنامج، أو بانطلاق سباقه نحو الاكتمال، في صورة سلاح نووي. لطالما أصرت إيران على أن برنامجها النووي سلمي، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت، الخميس، أن البرنامج يُخالف التزاماتها بمنع الانتشار.
أضعف لحظات الجمهورية الإسلاميةفي أضعف لحظاتها، ستواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية صعوبة في إظهار غطرستها الإقليمية التي حافظت عليها لعقود. قد تشعر بعجزها عن انتهاز فرصة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، دون أن تبدو أكثر ضعفًا. ويبدو أنها غير قادرة على الرد على إسرائيل بشكل متناسب، لذا قد تلجأ إلى الضرب بشكل غير متكافئ، إن أمكن.
في خضم هذا الارتباك الحالي، هناك حقيقة أساسية واضحة: إن إسرائيل تتصرف في الشرق الأوسط الآن دون عائق من حلفائها، ولا تخشى المخاطر الأوسع نطاقا، وتسعى ــ في بعض الأحيان بوحشية ــ إلى تغيير الديناميكيات الإقليمية لعقود قادمة.
إسرائيلإيراننشر الجمعة، 13 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.