تشهد دول مجلس التعاون الخليجي قلقًا متزايدًا على خلفية التطورات المتسارعة في المنطقة، خاصة بعد استهداف إسرائيل منشآت إيرانية حيوية، منها مواقع نووية، ورد طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت العمق الإسرائيلي.

وتتابع السلطات الخليجية هذه الأحداث بحذر، في ظل مخاوف من تداعيات التوترات المتصاعدة، التي قد تتطور إلى نزاع إقليمي واسع.



ورغم متابعة الجهات الرسمية بتركيز، إلا أن موجة من الشائعات والمعلومات المغلوطة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي في الخليج، خصوصًا ما يتعلق بمخاطر التلوث الإشعاعي المحتمل جراء ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ومنها مفاعل بوشهر جنوب إيران على ساحل الخليج.

ماذا لو قُصف مفاعل #بوشهر النووي؟

قصف مفاعل بوشهر النووي في #إيران سيكون له تأثير بالغ الخطورة على دول #الخليج، سواء من الناحية البيئية أو الاقتصادية أو الصحية وحتى السياسية. فيما يلي تفصيل لأبرز التأثيرات المحتملة:

1. الآثار الإشعاعية والبيئية
•انتشار الإشعاع النووي: مفاعل… pic.twitter.com/UHYcqBKwck — عيد جريس (@eidjrais) June 13, 2025

وتحذر هذه الشائعات من كارثة بيئية تهدد مياه الشرب والحياة البحرية في الخليج، ما أثار حالة من الهلع لدى المواطنين في دول الخليج، رغم عدم وجود أي تأكيد رسمي على وقوع مثل هذه الكوارث.


وأكد مسؤولي دول مجلس التعاون، أن هذه المعلومات المتداولة تفتقر إلى المصداقية، ولا تستند إلى أدلة علمية أو بيانات رسمية، وتشدد على ضرورة الاعتماد على الأخبار التي تصدر عن الهيئات الرسمية، والتي تتابع بجدية تطورات الوضع، وتسعى إلى تقديم معلومات موضوعية بعيدًا عن التهويل والتضخيم.

في هذا السياق، عبّرت دول الخليج في بيانات منفصلة عن إدانتها الشديدة للهجمات الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية"، داعية إلى ضرورة التهدئة واللجوء إلى الحوار الدبلوماسي.

وكانت قطر من بين الدول الخليجية التي نبهت إلى خطورة أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، حيث حذّر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، من أن ضربة مثل هذه المنشآت قد تؤدي إلى تلوث كامل لمياه الخليج، ما يهدد الحياة البحرية ومياه الشرب في قطر والإمارات والكويت.

☢️ هل تتخيل…؟

أن الرياح قد تنقل إشعاعات بوشهر إلى الكويت خلال ساعات؟

أن مياه الخليج التي نعتمد عليها في الشرب، الزراعة، والتحلية… قد تُصبح مُلوّثة إشعاعيًا؟

هذا ليس خيالًا علميًا… بل تهديد وجودي حقيقي لدول الخليج.

???? فلنرجع للتاريخ:

???? تشيرنوبيل (1986)
انفجار مفاعل… pic.twitter.com/88ZMHirrFh — ما وراء المعرفة (@M3il9) June 17, 2025

وأوضح أن ذلك قد يؤدي إلى “فقدان الحياة” في منطقة الخليج، مشيرًا إلى أهمية الحلول السلمية لحل الخلافات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني عبر طاولة المفاوضات.


تسعى سلطنة عمان بدورها إلى لعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن، لتعزيز فرص السلام والاستقرار في المنطقة، وهو ما تحظى بدعم من قطر ودول خليجية أخرى تسعى لتفادي انزلاق المنطقة في دوامة الصراع.

في المجمل، تظل دول الخليج في حالة تأهب وترقب، مع محاولة مراقبة التطورات من زوايا متعددة، حرصًا على أمنها واستقرارها، وسط تحذيرات من أن التصعيد غير المحسوب قد يجر المنطقة إلى أزمات بيئية وإنسانية غير مسبوقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الخليجي إسرائيل إيرانية إيران الخليج إسرائيل الاحتلال التلوث الاشعاعي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دول الخلیج

إقرأ أيضاً:

دراسة: 20% من بقع النفط في البحار مصدرها السفن

خلصت دراسة حديثة إلى أن 0.5% فقط من بقع النفط في البحار والمحيطات تم الإبلاغ عنها خلال فترة 5 سنوات، إذ تم الإبلاغ عن 474 بقعة فقط من أصل أكثر من 90 ألف خلفتها السفن في جميع أنحاء العالم، ولم ينتج عن أي منها أي عقوبة.

وأظهر تحليل شامل أجراه علماء لمئات الآلاف من صور الأقمار الصناعية لبقع النفط في بحار العالم بين عامي 2014 و2019، أن 20% منها، أي 90 ألفا و411 بقعة، تعادل مساحة إيطاليا تقريبا مصدرها السفن، مع وجود 21 حزاما عالي الكثافة من بقع النفط تتزامن مع طرق الشحن.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3الشحن البحري يفاقم تلوث القطب الشمالي بالكربون الأسودlist 2 of 3مفاوضات دولية لصياغة اتفاق ينقذ المناخ من تلوث الشحن البحريlist 3 of 3تايمز: تفاصيل اصطدام سفينتين ببحر الشمال وتفادي كارثة بيئيةend of list

وفي المقابل، كانت 2% من هذه البقع ناجمة عن منصات النفط وخطوط الأنابيب، وأكثر بقليل من 6% من تسربات النفط الطبيعية في قاع المحيط. أما الباقي فكان إما من مصادر برية أو سفن مجهولة الهوية.

وعلاوة على ذلك، فإن جميع بقع النفط من السفن التي تُرصد عبر الأقمار الصناعية غير قانونية لأنها تتجاوز حدود التلوث بما لا يقل عن 3 أضعاف، وفقا للدراسة التي أجرتها جامعة ولاية فلوريدا. وينتج العديد من بقع النفط عن تعمد السفن تفريغ مياه الصابورة المحتوية على الزيت للحفاظ على استقرارها.

وقالت الدكتورة إليزابيث أتوود من مختبر بليموث البحري بالمملكة المتحدة: "إن مستوى عدم الإبلاغ عن التلوث أمر مجهول للغاية، فالحجة المُتداولة تاريخيا هي أن هناك كمية مساوية من التلوث ناتجة عن تسربات طبيعية. لكن الأبحاث الحديثة تُؤكد باستمرار أن هذا لا ينطبق على معظم أنحاء العالم".

من جهته، قال هوغو تاغهولم، المدير التنفيذي لمنظمة أوشيانا البيئية في المملكة المتحدة: "من المروع أن نسمع عن المستويات الشديدة من التلوث السام الناجم عن تسربات النفط من السفن، فضلا عن عدم الإبلاغ عن الوضع بشكل كافٍ بصراحة".

وتشير البيانات إلى أن هذه الانسكابات تمثل انتهاكات مستمرة وواسعة النطاق، ومع ذلك، فإن جزءا ضئيلا فقط من هذه الحوادث الملوثة واجه عقوبة بموجب اتفاقية ماريول الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن.

إعلان

وقالت كاري أوريلي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "إن هذا يشير بوضح إلى أن إلقاء مخلفات السفن وزيوتها كان قضية منتشرة في المحيطات العالمية لعقود من الزمن".

بقع النفط في البحار والمحيطات قد تنتقل إلى الشواطئ وتؤثر على صحة البشر والتنوع البيولوجي البحري (أسوشيتد برس)

وخلص المراجعون إلى أن التلوث الناجم عن السفن يمثل مشكلة خطيرة، ومع تقديرات تشير إلى أن أكثر من 3 أرباع البحار الأوروبية تعاني من مشكلة التلوث، فإن طموح الاتحاد الأوروبي في تحقيق التلوث الصفري لحماية صحة الناس والتنوع البيولوجي ومخزون الأسماك أصبح بعيد المنال.

ووجدت دراسة جديدة أخرى لصور الأقمار الصناعية قبالة سواحل 6 دول في غرب أفريقيا بين عامي 2021 و2022، أن 16% من بقع النفط، التي تغطي مساحة تقارب 28 ألفا و800 ملعب كرة قدم، كانت بسبب السفن. وحذر الخبراء من أن هذه الانسكابات المزمنة تشكل تهديدا للحياة البحرية.

وقال أوريلي: "يجب اعتبار جميع البقع النفطية المرئية ضارة بالبيئة البحرية، خاصة أن كميات ضئيلة من النفط تضر بالكائنات الحية العوالقية، التي تشكل قاعدة شبكة الغذاء البحري".

ويأتي جزء كبير من تلوث السفن مما يُعرف بإلقاء الزيت في قاع السفينة. ويتراكم الزيت والسوائل السامة من غرفة محركات السفينة في الجزء السفلي منها، وتحتاج السفن إلى التخلص من مياه قاع السفينة، للحفاظ على استقرارها ومنع التآكل، وهذا يُشكل مخاطر على السلامة.

ويُمكن قانونيا التخلص من هذه المياه في البحر إذا تمت معالجتها بواسطة جهاز فصل الزيت عن الماء، وهو جهاز مُجهز على متن السفن الكبيرة، ولكن هذا لا يحدث دائما، كما يمكن أيضا تفريغ مياه الصرف الصحي في الميناء لمعالجتها، ولكن شركات الشحن والسفن تتغاضى غالبا عن ذلك نظرا لتكاليفها المرتفعة.

مقالات مشابهة

  • رئيس حي الدقي يوضح حقيقة استدعائه للتحقيق بسبب شكوى القمامة
  • تحولات في العلاقات بين إسرائيل وهولندا بسبب الحرب على غزة
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • باللهجة الخليجية.. رسالة من محمد نور لـ خديجة معاذ قبل إعادة طرح «حياتي»
  • بسبب حرب غزة.. سلوفينيا تحظر استيراد الأسلحة وتصديرها من إسرائيل
  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • دراسة: 20% من بقع النفط في البحار مصدرها السفن
  • «الرقابة المالية» توافق مبدئيا على اكتتاب قدامي المساهمين في «الخليجية الكندية»
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”