وإذا لم يحقق نتنياهو هدفه النهائي، وإذا فشل الرهان في إسقاط طهران أو تحجيمها، فإن فواتير الحرب ستلاحقه في السياسة كما في الشارع. اعلان

في لحظة مثقلة بالتوترات والانهيارات الإقليمية، اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قراراً مصيرياً بتوجيه ضربة مباشرة إلى عمق إيران. قرار لم يكن عسكرياً فقط، بل مقامرة سياسية بامتياز، تحمل في طياتها كل عناصر المجازفة: من انفجار الجبهات إلى اهتزاز الداخل، ومن رهانات الخارج إلى المجهول الإقليمي.

فهل كانت الضربة محاولة لصناعة نصر سريع؟ أم هروباً للأمام من أزمات داخلية خانقة، على رأسها فشل حكومته في إدارة حرب غزة، وتراجع شعبيته، واحتدام الخلافات في المؤسسة العسكرية والأمنية؟.

نتنياهو، الذي بدا منتشياً بعد نجاح الضربة الأولية، لم يترك مجالاً للتهدئة. بل ذهب بعيداً إلى حد مغازلة الشعب الإيراني علناً، داعياً إياه للثورة على النظام، في خطوة تعكس قناعة أو مراهنة على اهتزاز الداخل. لكنه تجاهل واقعاً آخر: أن النظام يخوض هو الآخر معركة وجودية، ويؤكد أن طهران هي من سيكتب نهاية الحرب، لا تل أبيب.

Relatedدمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيرانكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟إذا خذلته الحسابات

السيناريو الأخطر يتمثل في فشل نتنياهو في تحقيق هدف إضعاف أو إسقاط النظام الإيراني. فإذا انتهت الحرب دون تحقيق أهدافها، سيكون السؤال المحوري في إسرائيل: ما الذي جنيناه؟ وماذا بعد كل هذا الدمار الذي لم تعرفه البلاد منذ تأسيسها؟

الضربات الإيرانية التي طالت العمق الإسرائيلي، من تل أبيب إلى مواقع استراتيجية حساسة، قلبت المعادلة. فجأة، لم تعد الدولة العبرية في موقع المهاجم الآمن، بل المتلقي المصدوم. دمار لم تشهده منذ 1948، ورأي عام منهك منذ حرب 7 أكتوبر، يبحث عن إجابات.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، يوم الثلاثاء 29 أبريل/نيسان 2025. AP Photoماذا لو انزلقت الأمور أكثر؟

الأخطر من ذلك، ماذا لو تدحرجت الأمور إلى ما هو أبعد؟ ماذا لو نفّذت إيران تهديدها وأغلقت مضيق هرمز؟ عندها لن يكون نتنياهو فقط في مواجهة الإيرانيين، بل مع العالم كله، الذي قد يدفع ثمن تعطّل شريان الطاقة العالمي. وماذا ستكون تكلفة هذا السيناريو؟ وماذا الذي سيقوله لمجتمع إسرائيلي منقسم بشدة؟ وهل يستطيع تبرير انهيار الاقتصاد، وفقدان الأمن، وتوسع رقعة النار؟

نتنياهو وترامب: خديعة أم تنسيق؟

ما يزيد من ضبابية المشهد، ما كشفته تقارير أميركية عن أن نتنياهو قد يكون ضلل الإدارة الأميركية، وتحديداً الرئيس دونالد ترامب، بشأن طبيعة الضربة وعمقها. فإذا صحّت هذه التسريبات، فذلك يفتح الباب أمام أزمة ثقة حادة مع الحليف الأكبر لإسرائيل. والأهم، يعكس اندفاعاً غير محسوب في إدارة أكثر الملفات تعقيداً في الشرق الأوسط.

وجاء ذلك بالتزامن مع تصريح لافت من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دعا فيه علنًا الرئيس ترامب إلى اتخاذ قرار بمساعدتهم في تدمير منشأة فوردو، واحدة من أكثر المواقع النووية تحصينًا في إيران.

فهل استدرج نتنياهو الإدارة الأميركية إلى صراع أكبر مما كانت تتوقع؟ وهل يدفع ترامب الآن ثمن قرار لم يكن هو من رسم حدوده؟.

من الحسابات إلى الحساب

نتنياهو قد يكون استغلّ لحظة ضعف النظام الإيراني باعتبارها فرصته الذهبية. لكنّ معادلات الشرق الأوسط لا تسير وفق رغبات القادة. وإذا لم يحقق هدفه النهائي، وإذا فشلت المقامرة في إسقاط طهران أو تحجيمها، فإن فواتير الحرب ستلاحقه في السياسة كما في الشارع.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو الحرس الثوري الإيراني إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو الحرس الثوري الإيراني إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي علي خامنئي سوريا قطاع غزة حروب

إقرأ أيضاً:

حزبان كرديان في إيران يستجيبان لدعوة نتنياهو!

أنقرة (زمان التركية) – أيد حزبان كرديان في إيران دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشعب الإيراني بـ “الانتفاض” ضد النظام الحاكم وإسقاطه.

ودعا الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (İKDP): “لإزالة النظام وإنهائه”، وقال حزب حرية كردستان (PAK) إن الهجمات هزت أسس الحكومة الإيرانية، مشددًا على أن انهيار النظام ممكن فقط “من خلال انتفاضة شعبية”.

في بيان موجه للشعب الإيراني، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو: “هذه فرصة لكم للنهوض وإسماع صوتكم. كما قلت بالأمس وفي مناسبات عديدة من قبل، صراع إسرائيل ليس ضد الشعب الإيراني. صراعنا ضد النظام الإسلامي القاتل الذي يقمعكم ويفقركم.”

وقد لاقت تصريحات نتنياهو دعمًا غير مباشر، من الحزبين الكرديين اللذين يقاتلان الحكومة الإيرانية منذ سنوات. وقد دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (İKDP)، الذي اغتيل اثنان من قادته على يد الحكومة الإيرانية، الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء في البيان: “الوضع الحالي في إيران هو نتيجة حتمية لسياسات الجمهورية الإسلامية. طالما بقي هذا النظام في السلطة، فإن الوضع سيزداد سوءًا. وبالتالي، فإن الشرط الأول والأكثر أهمية لإنقاذ المواطنين الإيرانيين من هذه الأزمة، الدمار، والظلام هو إزالة هذا النظام وإنهاؤه تمامًا.”

وجاء في البيان، أن “النظام قد جعل الشعب الإيراني أداة لتنفيذ سياساته غير المنطقية والعدائية. وهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع الأزمات الحالية والكارثة في البلاد. وقد أظهروا للعالم بوضوح أن النظام لا يتمتع بأي شرعية سياسية أو اجتماعية، وأن حكمه غير معترف به”.

وقال: “بسبب طبيعته العدوانية، واستفزازاته المتعمدة للأزمات، وزعزعته المنهجية للأمن الإقليمي والعالمي، فإن النظام الإيراني قد جلب الحرب الآن إلى أراضيه. هذا النظام الإرهابي لا يرغب في الالتزام بالاتفاقيات الدولية ولا في احترام سيادة الدول الأخرى أو حياة المواطنين الإيرانيين. لقد جعل النظام الشعب الإيراني أداة لتنفيذ سياساته غير المنطقية والعدائية. وهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع الأزمات الحالية والكارثة في البلاد. إن النظام الإيراني يخوض حربًا لا تخدم مصالح المواطنين الإيرانيين ولا مصالح البلاد، بل تهدف فقط إلى الحفاظ على سلطة النخبة الحاكمة.

لأكثر من أربعين عامًا، أهدر النظام جميع موارد وثروات الشعب الإيراني في سبيل أهدافه الأيديولوجية، دافعًا المجتمع من أزمة إلى أخرى. خلال أكثر من أربعين عامًا تحت الجمهورية الإسلامية، أظهر مواطنو إيران باستمرار موقفهم المعارض للنظام بطرق مختلفة، بما في ذلك مقاطعة الانتخابات، الإضرابات، والاحتجاجات. لقد شاركوا بشكل خاص في حركات مثل ‘جين، جيان، آزادي’ (المرأة، الحياة، الحرية).”

“لقد أظهروا للعالم بوضوح أن النظام لا يتمتع بأي شرعية سياسية أو اجتماعية، وأن حكمه غير معترف به. إن سبعة وأربعين عامًا من القمع والدكتاتورية تحت الجمهورية الإسلامية لم تجلب للبلاد سوى الإرهاب، واغتيال القادة المعارضين، والانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والحقوق المدنية، والدمار الاقتصادي والبيئي، وأزمات سياسية واجتماعية وإنسانية لا حصر لها.

الوضع الحالي في إيران هو نتيجة حتمية لسياسات الجمهورية الإسلامية. طالما بقي هذا النظام في السلطة، فإن الوضع سيزداد سوءًا. وبالتالي، فإن الشرط الأول والأكثر أهمية لإنقاذ المواطنين الإيرانيين من هذه الأزمة، الدمار، والظلام هو إزالة هذا النظام وإنهاؤه تمامًا.”

وفي بيان لحزب حرية كردستان (PAK)، تم دعم الهجمات الإسرائيلية على إيران، مشيرًا إلى أن انهيار النظام يعتمد على انتفاضة شعبية.

وجاء في البيان، الذي زعم أن الهجمات هزت أسس النظام الإيراني وأن انهيار النظام ممكن من خلال انتفاضة شعبية: “تتحمل طهران المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب بسبب محاولات إيران إنتاج أسلحة نووية وصاروخية، وتهديد الأمن الإقليمي، ودعم المنظمات الإرهابية.”

واتهم حزب حرية كردستان (PAK) الحكومة الإيرانية بدفع الشعب نحو الفقر، قائلاً: “تم تحويل الموارد العامة إلى مشاريع عسكرية وإرهابية، وفشلت في الحروب الخارجية، وحاولت الحفاظ على الهيكل القمعي.” وجاء في البيان، الذي أكد على ضرورة دعم الهجمات الإسرائيلية كجزء من عملية القضاء على القدرات العسكرية والأمنية الإيرانية:

“هذه خطوة مهمة تهز أسس النظام. إن نهاية النظام تعتمد على انتفاضة عامة للشعوب، ونحن نؤمن بأن هذه الانتفاضة ستنهي 46 عامًا من الجريمة والنهب.”

Tags: أحزاب كرديةإسرائيلإيرانالحرب الإيرانية الإسرائيليةتركيا

مقالات مشابهة

  • غالانت يتحدث عن الانتصار وخامنئي و"المفاجأة"
  • حربٌ لتغيير النظام والشرق الأوسط
  • نتنياهو: نقوم بعملية تاريخية ستغير الشرق الأوسط وإسقاط النظام الإيراني ممكن
  • حزبان كرديان في إيران يستجيبان لدعوة نتنياهو!
  • هل ينجح رهان إسرائيل بقلب الجبهة الداخلية الإيرانية ضد النظام؟
  • الضيف الذي غادر بيوتنا… وماذا بقي من البركة؟
  • نتنياهو: تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة هذه الحرب
  • يوسي ميلمان: نشوة ضرب إيران لم تدم.. قد نضطر للتوسل لإنهاء الحرب
  • هكذا.. ستصوغ الحرب الإسرائيلية الإيرانية ملامح نظام دولي جديد