غياب ليفربول وبرشلونة ونابولي عن كأس العالم للأندية يثير الغضب والاستغراب
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
أثارت كأس العالم للأندية، بنسختها الموسعة، انتقادات كبيرة بسبب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي حرمت فرقا أوروبية كبيرة من المشاركة فيها.
وشهدت الدوريات الأوروبية الثلاثة الكبرى غياب أبطالها عن التأهل لكأس العالم للأندية هذا الموسم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كأس العالم للأندية 2025: الحرارة العالية والرطوبة تغضبان اللاعبين والمدربين والجماهيرlist 2 of 2قميص جيرو يتسبب في تأخر انطلاق الشوط الثاني بكأس العالم للأنديةend of listفاز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وتوج برشلونة بطلا للدوري الإسباني، ونابولي بطلا للدوري الإيطالي، لكن جميعهم استُبعدوا من الحدث بسبب لوائح الفيفا.
نصّت هذه اللوائح على أن يمثل أوروبا 12 فريقا من أصل 32 فريقا يشاركون في البطولة، إذ تأهلت آخر 4 فرق فائزة بدوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى 8 فرق أخرى، وفقا لمعايير خاصة.
وبما أن ليفربول وبرشلونة ونابولي لم يفزوا بدوري أبطال أوروبا خلال هذه الفترة، فقد اضطروا جميعا إلى التنافس على المقاعد الثمانية المتبقية وفقا للقواعد التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
غضب واستغرابوفي الوقت الذي أثار فيه غياب مثل هذه الفرق الكبيرة غضب قطاع كبير من الجماهير، استغربت صحيفة "ماركا" استبعاد الريدز، وصيف دوري أبطال أوروبا عام 2022، بعد أن كرر ريال مدريد انتصاره في تلك الفترة بفوزه بدوري الأبطال عام 2024.
في النهاية، حدّد تصنيف اليويفا للسنوات الأربع الماضية الفرق التسعة المتبقية المشاركة، وهي: بايرن ميونخ، وباريس سان جيرمان، وبوروسيا دورتموند، وإنتر ميلان، وبورتو، وأتلتيكو مدريد، وبنفيكا، ويوفنتوس، وسالزبورغ.
يذكر أن الهيئة الأوروبية حددت فريقين كحد أقصى لتمثيل كل دولة، مما أثار جدلًا واسعًا.
فمع فوز تشلسي ومانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا عامي 2021 و2023 على التوالي، احتلا المراكز المخصصة لكرة القدم الإنجليزية، تاركين ليفربول خارج البطولة.
ودفع الريدز، على الرغم من وجوده الدائم بين الخمسة الأوائل في التصنيف، ثمن هذه اللائحة التي تجاهلت ثباته في البطولة القارية الكبرى، مما جعله منافسا دائما على اللقب.
إعلانمن جانبه، دفع برشلونة ثمن مشاركته في الدوري الأوروبي لمدة عامين بعد خروجه المبكر من دوري أبطال أوروبا.
ودفع نابولي ثمنًا باهظا لتأهله لدوري أبطال أوروبا مرتين فقط من أصل أربع سنوات اعتمدها اليويفا عند اختيار فرق تصفيات كأس العالم، حيث تفوق عليه كل من إنتر ميلان ويوفنتوس.
وترى صحيفة "ماركا" أن لدى منتقدي كأس العالم عذر وجيه، وهو أن أفضل ثلاثة دوريات في العالم من حيث معامل التصنيف لن تُمثلها فرقها في البطولة.
وأشارت إلى أن توزيع المقاعد كان من الممكن أن يكون مختلفًا، إذ أدى تحديد البطولة بمقعدين لكل دولة إلى غياب برشلونة وليفربول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات كأس العالم أبطال أفريقيا كأس العالم للأندية كأس العالم للأندية کأس العالم للأندیة أبطال أوروبا
إقرأ أيضاً:
بيان اليونيسف يشعل الغضب من دور المؤسسات الدولية.. من يحمي الطفل الفلسطيني؟
في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بيانا مقتضبا، جاء فيه: "مرت عامات على الهجمات المروعة على الأطفال والمجتمعات في إسرائيل". لم تكن الجملة طويلة، لكنها حملت ما يكفي لإشعال موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتبر الكثيرون، البيان، دليلا إضافيا على: "ازدواجية المعايير الدولية، وصمت أممي طويل الأمد، تجاه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث: حرب الإبادة الجماعية على كامل الأهالي بقطاع غزة المحاصر".
وبحسب أحد التعاليق الغاضبة، فإنّه: "مر عامان منذ انكشاف حقيقة المنظمات الدولية التي أوهمت العالم الحديث أنها منار الديمقراطية وأداة الدفاع عن حقوق الإنسان".
وأضاف آخر: "انكشفت الحقيقة أخيرا، لا صوت يُسمع لضحايا غزة، حتى منظمات حقوق الطفل... خانت الأطفال".
مرّ عامان على الهجمات المروّعة التي شنّتها حماس وجماعات مسلحة أخرى على الأطفال والمجتمعات في إسرائيل.
يُعدّ قتل الأطفال وتشويههم واختطافهم انتهاكات جسيمة لحقوقهم.
لكل طفل، في كل مكان، الحق في الأمان والرعاية والحماية. pic.twitter.com/f9KsBg9P95 — منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) October 6, 2025
أطفال بلا أسماء ولا صوت
منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، الأهوج، على غزة قبل عامين، وثّقت مصادر فلسطينية، مختلفة، استشهاد أكثر من 67 ألفا و173 شخصا، بينهم 20 ألفا و179 طفلا. رقم لا يحمل اسما، ولا قصة، لكنّه كاف ليمزق قلب كل من لم تصبه البلادة، وذلك وفقا لما يقوله الغاضبين من المنظمة الدولية، التي يُفترض أنها تُعنى بكافة الأطفال دون تمييز.
تجدر الإشارة إلى أنّه في غزة المحاصرة، وفي قلب مستشفيات شبه منهارة، بين أروقة مظلمة، ووسط عجز طبي ومجاعات متفاقمة، يستشهد الأطفال بوتيرة مُتسارعة، أمام مرأى العالم وسمعه؛ وفي ضرب صارخ بكافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلّقة بحقوق الإنسان والطفل، عرض الحائط.
وفي وقت سابق، اعترف المتحدث باسم يونيسف، جيمس إلدر، في تصريحات صحفية، بـ"مقتل نحو 20 ألف طفل في غزة، بينهم ألف رضيع، ولم يتحرك العالم. هذا أمر لا يُصدق".
ثم أضاف المسؤول الأممي نفسه: "ثلث الولادات في القطاع أصبحت مبكرة، وهناك نقص شديد في الحاضنات، بل إن إدخال الحاضنات ممنوع، كما تُمنع المواد الغذائية من الدخول، ويُطلب من السكان، وبينهم آلاف الأطفال، أن يغادروا شمال القطاع... لكن إلى أين؟".
هل تغير شيء؟
البيان الأخير لليونيسف، جاء في وقت كانت فيه المنظمة نفسها تُطلق نداء استغاثة عاجل، تحذّر فيه من ارتفاع وشيك في وفيات الأطفال في قلب قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية الحاد، وانهيار المناعة لدى الرضع وحديثي الولادة.
وقال متحدث المنظمة، ريكاردو بيريس، إنّ: "الوضع حرج. نواجه خطرا حقيقيا بارتفاع عدد وفيات الأطفال، لأنهم لم يتناولوا الطعام بشكل صحيح، وفي الآونة الأخيرة، لم يتناولوه على الإطلاق". غير أنّ الغاضبين من المنظمة، أبرزوا أنّ: "التصريح الإنساني، لم يشفع للبيان".
وجاء في عدد من التعليقات على البيان، أنّه: "أمام المجازر، تبدو الكلمات مفرغة من قيمتها، خصوصا حين تتحدث عن معاناة "مجتمعات" في إسرائيل، دون أن تذكر صراحة المجزرة التي لا تغادر غزة منذ 730 يوما".
أوقفوا إطلاق النار الآن. https://t.co/afVkLKoHfY — منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) October 1, 2025
مرآة الطفل الفلسطيني
"ما الذي يعنيه أن يُستشهد عشرات الآلاف من الأطفال، ثم تصدر المنظمات المعنية بحمايتهم بيانا منحازا لجلاّدهم؟" سؤال تكرّر كثيرا خلال الأيام القليلة الماضية، وأعاد إلى الأذهان أصواتا طالما حذّرت من تحوّل بعض المنظمات الأممية إلى أدوات تبرير، أو كيانات "صامتة" تُجيد البيروقراطية، أكثر مما تجيد الوقوف مع الضحية.
منظمة كير الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، والأونروا نفسها، كانت قد اشتكت خلال الفترة نفسها من منع دخول إمدادات إنسانية، مؤكّدة أنّ: "بعضها عالق منذ شهور".
طفلة تذرف دموعها بحرقة بسبب الجوع
اغيثوا اطفال غزة.. غزة تموت جوعاً. pic.twitter.com/HQk6kjJlD3 — همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) July 20, 2025
"نواجه عراقيل في التسجيل، ولا نعلم حتى الآن متى وكيف سنتمكن من إدخال الغذاء والماء والمعدات الطبية"، أكّدت مديرة منظمة كير في فلسطين، جوليان فيلدفيك؛ بينما لم يعد الطفل الفلسطيني رمزا للمأساة، فقط، بل أصبح كما كتب أحد المغرّدين، "مرآة أخلاق هذا العالم".
ويتوقع برنامج الأغذية العالمي البدء في زيادة عمليات التسليم مطلع الأسبوع المقبل، لكن ذلك سيعتمد على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نطاق مناطق الإغاثة الآمنة. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، في بيان، إنه سيُسمح لشاحنات المساعدات التي تديرها الأمم المتحدة و"المنظمات الدولية المعتمدة" والقطاع الخاص والدول المانحة بدخول غزة.
وأكّدت عدّة تعليقات أخرى، رصدتها "عربي21": "إن كان في وسع هذا العالم أن يشاهد مجازر كهذه، وأن يقفز فوقها، وأن يعاتب الضحية، أو على الأقل يتجاهل وجعه، فماذا تبقى من القيم؟ من الإنسان؟".
إلى ذلك، إنّ ما كُتب على بوابات المنظمات الدولية في القرن الماضي: "كرامة، عدالة، حقوق، إنسان"، بات يُعاد كتابته هذه الأيام بحروف باهتة، على جدران مدمّرة في مخيم النصيرات أو حي الشجاعية، بقلب قطاع غزة، حيث كُسر الوعدٌ الأخلاقي.
ودخل سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثاني على التوالي، مع تواصل عودة النازحين عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين الرابطان بين الجنوب إلى الشمال، وبدء جهود محلية لفتح الشوارع المدمرة، وإزالة الأنقاض منها.