صراحة نيوز-بقلم / زيدون الحديد
بعد أيام مشتعلة من اندلاع المواجهة المباشرة بين الكيان الصهيوني وإيران، بدأت خيوط المشهد تتضح شيئا فشيئا، وبات من الممكن اليوم قراءة اتجاهات هذه الحرب وتحليل دوافعها وأبعادها بشكل أكثر وضوحا، على عكس الليلة الأولى والثانية من الحرب، حيث كان الضباب سيد الموقف، والمعلومات شحيحة، ولم يكن بمقدورنا سوى الاكتفاء بالتوقعات وقراءة الاحتمالات في فضاء رمادي كثيف، والآن وبعد اغتيال قيادات عسكرية إيرانية بحجم محمد باقري وأمير علي حاجي زاده، والضربات المباغتة في طهران، يتضح أننا أمام حرب اغتيالات متكاملة الأركان، ليست منفصلة عن أحداث شهدناها مؤخرا، بدءا من سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ظروف ما تزال غامضة، مرورا بتصفية قيادات في حركة حماس وعلى رأسهم إسماعيل هنية، إلى اغتيالات مباشرة وغير مسبوقة طالت قيادات حزب الله في لبنان وعلى رأسهم حسن نصرالله.
هذه الدلالات مجتمعة تكشف أن الكيان الصهيوني يدير مشروعا استخباراتيا وعسكريا بالغ الدقة، يمتد عبر المنطقة كلها، مستندا إلى معلومات سرية ضخمة، وخرائط تفصيلية عن مراكز القرار والرموز الاستراتيجية في طهران وغزة وبيروت، ضمن حرب ظل طويلة باتت في الآونة الأخيرة تميل إلى العلن.
ومن هنا سأحلل الحدث منذ سقوط طائرة الرئيس الإيراني رئيسي والتي كانت بشكل مفاجئ، حين تساءل الجميع عن المستفيد، الى حين اكتمال المشهد مع الضربة الأخيرة على طهران، والتي بها أصبح السيناريو أكثر وضوحا، وهو انه ثمة مشروع تصفية صهيوني يستهدف تفكيك بنية القرار الإيراني من الداخل والخارج ، وتحييد رموزه العسكرية والسياسية تدريجيا، واغتيال قادة محور المقاومة في لبنان وفلسطين.
وهنا دعونا نتذكر ان المشهد ذاته الذي تكرر في غزة، حين رصد الكيان الصهيوني منذ بداية الحرب الأخيرة تحركات إسماعيل هنية وقيادات الصف الأول في حماس، وتحدث قادته علنا عن استهدافهم ضمن بنك أهداف يتصدره من تصفهم بـ»محددي القرار»، وفي الوقت نفسه، لم تخف الصحف العبرية ولا التصريحات العسكرية الصهيونية حقيقة أن حسن نصرالله وقادة الصف الأول في حزب الله على رأس هذا البنك، وأن تنفيذ عملية تصفية بحقهم أصبح في إطار الاحتمالات القريبة في ظل التصعيد المتسارع على الجبهة اللبنانية.
الجديد الآن أن ساحة هذه الحرب لم تعد تقتصر على غزة ولبنان، بل وصلت إلى قلب طهران، فما جرى فجر الجمعة الماضي هو رسالة مزدوجة، وهي أن أي شخصية عسكرية أو سياسية متورطة في إدارة الملفات النووية أو الأمنية أو دعم حركات المقاومة، هي هدف مشروع، ولا يهم إن كانت في مكتبها بطهران، أو في طائرة رئاسية، أو في أحد الضواحي الجنوبية لبيروت.
هذه العمليات، مثل سابقاتها في غزة ولبنان، تنطلق من مبدأ شل عصب القيادة قبل ضرب الميدان، وعندما ينجح الكيان الصهيوني خلال أيام قليلة في تنفيذ تصفيات بهذا الحجم، فهذا يدل على حجم ما تمتلكه أجهزته من معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات، وأماكن، وخطط هؤلاء القادة، مما يؤكد أن الاحتلال أدار على مدار سنوات طويلة حرب معلومات سرية داخل مؤسسات أعدائه، وباتت اليوم تقطف نتائجها علنا.
إلا ان الأخطر في هذه الحرب والتي كانت تدار منذ سنوات بصمت ودهاء، هو ان هذه الحرب قد تحولت الآن إلى حرب مكشوفة، فالكيان الصهيوني لا يتردد في إعلان مسؤوليته عن العمليات، ولا يخفي نواياه في مواصلة هذه التصفيات حتى تصفية آخر رأس في المشروع الإيراني ومحور المقاومة وهو المرشد علي خامنئي، وما يجعل المشهد أكثر خطورة أن العمليات تتم بعلم — وأحيانا برعاية— أطراف دولية مؤثرة، ما يجعل طهران وغزة وبيروت محاصرة سياسيا واستخباريا، وفي وضع بالغ الحرج.
المشهد الإقليمي إذن أمام حرب تصفية رؤوس ومفاتيح القرار وليس الرؤوس النووية، من طائرة رئيسي التي سقطت بظروف غامضة، إلى قيادات غزة المرصودة، إلى قلب طهران المشتعل، والضاحية الجنوبية لبيروت المحاصرة.
وهنا أقول انه وبينما تراهن إيران وحزب الله وحركات المقاومة على معركة استنزاف طويلة، يبدو أن الكيان الصهيوني قرر كسر هذه المعادلة عبر استهداف الرؤوس، وترك الأذرع تتخبط، وهي حرب، إن استمرت بهذا النسق، ستعيد تشكيل خريطة النفوذ في الشرق الأوسط خلال الشهور المقبلة.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الکیان الصهیونی هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
جبران: مسارات نظامية وأمنه لهجرة الأيدي العاملة بالشراكة مع الدول المستهدفة
أكد محمد جبران وزير العمل حرص "الوزارة" على مواجهة كافة التحديات التي قد تواجه العمال المصريين بالخارج والحفاظ على استقرار،و كرامة العامل المصري ، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
بعد ضبط ضبط 276 عاملا.. وزير العمل: لن يتم السماح بعمل أي أجنبي بدون ترخيص
وزارة العمل: فرص عمل جديدة في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية
رواتب تصل لـ8000 ريال.. وزير العمل يعلن عن وظائف جديدة بالسعودية
"سلامتك تهمنا".. وزير العمل يشرح جهود حماية عمال "الدليفري" وتأمينهم قانونيًا
وأوضح أنه خلال الفترة من 1-4-2024، وحتى 30-6-2025، نجحت الوزارة ومكاتبها بالخارج ، في توفير ، 76140 فرصة عمل..و اعتماد عدد 35746 ، عقد عمل بعد مراجعته، والتأكد من جدية التعاقد، وذلك عن طريق "وحدة خدمات العمالة المصرية بالخارج"...وكذلك إعادة مليارا و388 مليونا و795 ألف جنيه مستحقات مالية للمصريين بالخارج من تسوية منازعات ومعاشات الضمان الاجتماعي للعمالة المصرية بالخارج ..جاء ذلك خلال مشاركة الوزير جبران،اليوم الأحد ، في فعاليات الجلسة الأولى من مؤتمر المصريين بالخارج، في نسخته السادسة ،التى تحمل اسم "من كل مكان.. مصر العنوان"، الذي يُعقد في القاهرة على مدار يومي الأحد والإثنين 3 و4 أغسطس الجاري، وذلك بدعوة من وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج،وبمشاركة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وتحت رعايته، وبحضور عددِ من الوزراء..
وجاءت الجلسة الأولى بمشاركة الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج.
رفع كفاءة العامل المصريواستعرض الوزير جبران ،في الجلسة، جهود "الوزارة" فيما يتعلق بعددِ من الملفات ذات الصلة ومنها رفع كفاءة العامل المصري لتلبية احتياجات أسواق العمل داخليًا ، وخارجيًا، وتطوير منظومة التدريب المهني، بالتعاون مع شركاء العمل والتنمية في الداخل والخارج .. وفي مجال التوعية والتوجيه والإرشاد،قال الوزير جبران أنه تم تدشين "وحدة توجيه ما قبل المغادرة"، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة ،لتزويد العمالة المصرية بكافة الخبرات والمهارات اللازمة لأداء عملهم وتأهيلهم على العمل بأسواق العمل الخارجية بما في ذلك تقديم الدعم الثقافي واللغوي والمعلوماتي للعامل المصري قبل المغادرة..
تنقل الأيدي العاملة بالخارجوبشأن تنظيم وحوكمة عملية تنقل الأيدي العاملة للخارج،أكد جبران أن "الوزارة" تعمل على توفير مسارات نظامية وأمنه لهجرة الأيدي العاملة، من خلال توقيع عددِ من الاتفاقيات الثنائية في مجال تنقل الأيدي العاملة، بالإضافة إلى تفعيل جهود مكاتب التمثيل العمالي، حيث تتبع وزارة العمل عدد 9 مكاتب تمثيل عمالي بالخارج بالدول التي بها كثافة عمالية هي( السعودية" جدة والرياض" ، والأردن ،و الكويت ، والإمارات ، وقطر ، ولبنان ، والعراق ، وإيطاليا).. وللقضاء علي سماسرة العقود وحوكمة تنقل الأيدي العاملة الوطنية للعمل بالخارج ،قال انه ، تم الإنتهاء من أعمال الربط الإلكتروني مع المملكة الأردنية الهاشمية، وجاري التنسيق في هذا الشأن مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ، وجمهورية لبنان ..
قانون العملوفي مجال الأطر القانونية، أكد على انه تم الانتهاء من قانون العمل رقم 14 لسنة 2025، الذي يهدف إلى تحقيق التوازن الشامل والعدالة بين العمال وأصحاب الأعمال، والتشجيع على الإستثمار ، والأمان الوظيفي للعامل ..كما أنه وجاري العمل علي الإنتهاء من قانون العمالة المنزلية في أسرع وقت ممكن ، والذي يهدف إلى مد مظلة الحماية والرعاية القانونية لهذه الفئة وتقنين أساليبهم والعمل على دمجهم في سوق العمل الرسمي وتدريبهم وتأهيلهم ومنحهم شهادات مزاولة مهنية ، وذلك بما يتوافق مع الدستور المصري ومعايير العمل الوطنية وحقوق الانسان..