صراحة نيوز:
2025-12-14@11:03:35 GMT

الرؤوس المستهدفة ليست نووية!

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

الرؤوس المستهدفة ليست نووية!

صراحة نيوز-بقلم / زيدون الحديد

بعد أيام مشتعلة من اندلاع المواجهة المباشرة بين الكيان الصهيوني وإيران، بدأت خيوط المشهد تتضح شيئا فشيئا، وبات من الممكن اليوم قراءة اتجاهات هذه الحرب وتحليل دوافعها وأبعادها بشكل أكثر وضوحا، على عكس الليلة الأولى والثانية من الحرب، حيث كان الضباب سيد الموقف، والمعلومات شحيحة، ولم يكن بمقدورنا سوى الاكتفاء بالتوقعات وقراءة الاحتمالات في فضاء رمادي كثيف، والآن وبعد اغتيال قيادات عسكرية إيرانية بحجم محمد باقري وأمير علي حاجي زاده، والضربات المباغتة في طهران، يتضح أننا أمام حرب اغتيالات متكاملة الأركان، ليست منفصلة عن أحداث شهدناها مؤخرا، بدءا من سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ظروف ما تزال غامضة، مرورا بتصفية قيادات في حركة حماس وعلى رأسهم إسماعيل هنية، إلى اغتيالات مباشرة وغير مسبوقة طالت قيادات حزب الله في لبنان وعلى رأسهم حسن نصرالله.

هذه الدلالات مجتمعة تكشف أن الكيان الصهيوني يدير مشروعا استخباراتيا وعسكريا بالغ الدقة، يمتد عبر المنطقة كلها، مستندا إلى معلومات سرية ضخمة، وخرائط تفصيلية عن مراكز القرار والرموز الاستراتيجية في طهران وغزة وبيروت، ضمن حرب ظل طويلة باتت في الآونة الأخيرة تميل إلى العلن.

ومن هنا سأحلل الحدث منذ سقوط طائرة الرئيس الإيراني رئيسي والتي كانت بشكل مفاجئ، حين تساءل الجميع عن المستفيد، الى حين اكتمال المشهد مع الضربة الأخيرة على طهران، والتي بها أصبح السيناريو أكثر وضوحا، وهو انه ثمة مشروع تصفية صهيوني يستهدف تفكيك بنية القرار الإيراني من الداخل والخارج ، وتحييد رموزه العسكرية والسياسية تدريجيا، واغتيال قادة محور المقاومة في لبنان وفلسطين.

وهنا دعونا نتذكر ان المشهد ذاته الذي تكرر في غزة، حين رصد الكيان الصهيوني منذ بداية الحرب الأخيرة تحركات إسماعيل هنية وقيادات الصف الأول في حماس، وتحدث قادته علنا عن استهدافهم ضمن بنك أهداف يتصدره من تصفهم بـ»محددي القرار»، وفي الوقت نفسه، لم تخف الصحف العبرية ولا التصريحات العسكرية الصهيونية حقيقة أن حسن نصرالله وقادة الصف الأول في حزب الله على رأس هذا البنك، وأن تنفيذ عملية تصفية بحقهم أصبح في إطار الاحتمالات القريبة في ظل التصعيد المتسارع على الجبهة اللبنانية.

الجديد الآن أن ساحة هذه الحرب لم تعد تقتصر على غزة ولبنان، بل وصلت إلى قلب طهران، فما جرى فجر الجمعة الماضي هو رسالة مزدوجة، وهي أن أي شخصية عسكرية أو سياسية متورطة في إدارة الملفات النووية أو الأمنية أو دعم حركات المقاومة، هي هدف مشروع، ولا يهم إن كانت في مكتبها بطهران، أو في طائرة رئاسية، أو في أحد الضواحي الجنوبية لبيروت.

هذه العمليات، مثل سابقاتها في غزة ولبنان، تنطلق من مبدأ شل عصب القيادة قبل ضرب الميدان، وعندما ينجح الكيان الصهيوني خلال أيام قليلة في تنفيذ تصفيات بهذا الحجم، فهذا يدل على حجم ما تمتلكه أجهزته من معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات، وأماكن، وخطط هؤلاء القادة، مما يؤكد أن الاحتلال أدار على مدار سنوات طويلة حرب معلومات سرية داخل مؤسسات أعدائه، وباتت اليوم تقطف نتائجها علنا.

إلا ان الأخطر في هذه الحرب والتي كانت تدار منذ سنوات بصمت ودهاء، هو ان هذه الحرب قد تحولت الآن إلى حرب مكشوفة، فالكيان الصهيوني لا يتردد في إعلان مسؤوليته عن العمليات، ولا يخفي نواياه في مواصلة هذه التصفيات حتى تصفية آخر رأس في المشروع الإيراني ومحور المقاومة وهو المرشد علي خامنئي، وما يجعل المشهد أكثر خطورة أن العمليات تتم بعلم — وأحيانا برعاية— أطراف دولية مؤثرة، ما يجعل طهران وغزة وبيروت محاصرة سياسيا واستخباريا، وفي وضع بالغ الحرج.

المشهد الإقليمي إذن أمام حرب تصفية رؤوس ومفاتيح القرار وليس الرؤوس النووية، من طائرة رئيسي التي سقطت بظروف غامضة، إلى قيادات غزة المرصودة، إلى قلب طهران المشتعل، والضاحية الجنوبية لبيروت المحاصرة.

وهنا أقول انه وبينما تراهن إيران وحزب الله وحركات المقاومة على معركة استنزاف طويلة، يبدو أن الكيان الصهيوني قرر كسر هذه المعادلة عبر استهداف الرؤوس، وترك الأذرع تتخبط، وهي حرب، إن استمرت بهذا النسق، ستعيد تشكيل خريطة النفوذ في الشرق الأوسط خلال الشهور المقبلة.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الکیان الصهیونی هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

عراقجي: القوات المسلحة والشعب الإيراني على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن

الثورة نت/وكالات أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، استعداد القوات المسلحة والشعب الإيراني للدفاع عن الوطن في أي ظرف، مشدد في الوقت نفسه أن إيران لا تريد حرباً، بل تريد حل القضايا عبر الدبلوماسية. وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء اليوم الأحد، بأن تأكيدات عراقجي جاءت في مقابلة مع برنامج وثائقي على قناة الجزيرة حول حرب الأيام الاثني عشر. وقال عراقجي في المقابلة: “نسمع كثيراً أن الكيان الإسرائيلي قد يهاجم مجدداً. الحرب النفسية جزء من الحرب الحقيقية، ويبدو أنهم يعملون حالياً على الحرب النفسية، لخلق خوف في البلاد بأن هذا جزء من حرب أوسع نطاقاً”. وأضاف عراقجي: “بالطبع، هذا لا يعني أننا نتجاهل احتمال الحرب، فنحن على أتم الاستعداد؛ قواتنا المسلحة وشعبنا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن في أي ظرف”. وأكد وزير الخارجية الإيراني، قائلاً: “لا نريد حرباً، بل نريد حل المشاكل عبر الدبلوماسية. قد تتمكنون من تدمير المباني والمعدات بالقصف، لكن التكنولوجيا لا تُدمر بالهجوم العسكري، والمعرفة لا تُمحى من العقول بالقصف. والأهم من ذلك، أن إرادة أي شعب لا تُقهر بالقصف”. وتابع: “قبل الهجوم العسكري، عانى الشعب الإيراني من عقوبات لسنوات طويلة، لكن لم تُحل أي مشكلة. لا يوجد حل آخر سوى الحل التفاوضي والدبلوماسي لحل المشاكل القائمة”. وقال عراقجي: “لم نثق يوماً بأمريكا كمفاوض نزيه، فأمريكا لم تكن صادقة في أي شيء، وبرأيي، لا يمكن لأحد أن يثق بأمريكا، لكن هذا لا يمنعكم من اختيار الدبلوماسية”. وأكد: “إن مكانة إيران الحالية تعتمد على الشعب الإيراني نفسه. أوصي أمريكا باحترام الشعب الإيراني والنظام الذي اختاره لنفسه”.

مقالات مشابهة

  • طهران: إجراءات تعيين السفير الإيراني الجديد في لبنان جارية ونأمل أن تسير بشكل طبيعي
  • عراقجي: القوات المسلحة والشعب الإيراني على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن
  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • جروسي يدعو لضبط النفس في الحرب الروسية الأوكرانية لتجنب وقوع حوادث نووية
  • مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحذر من حوادث نووية محتملة في الحرب الأوكرانية
  • برامج البودكاست تحظى بمكانة متقدمة في المشهد الإعلامي الإيراني
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • مفاجأة الحرس الثوري الإيراني: حديد 110.. مسيّرة شبحية فائقة السرعة
  • “حماس” تدين بشدة قرار حكومة بوليفيا استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني