إسرائيل تُغلق البلاد وتترك أصحاب الأعمال ينهارون وحدهم
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي، خرجت إسرائيل في عملية عسكرية ضد إيران، وتبعتها أوامر أمنية فرضت على الداخل الإسرائيلي حالة طوارئ مشددة.
وبدل أن تقابل الحكومة تلك القيود بقرارات اقتصادية شجاعة تحمي جمهور أصحاب المصالح، اكتفت بالصمت، كما لو أن اقتصاد الأعمال الصغيرة لا يعنيها.
المقال الذي نشره الصحفي ياكير ليسيتسكي في صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، يعكس غضبًا متصاعدًا في أوساط المستقلين وأصحاب الأعمال الصغيرة، الذين وجدوا أنفسهم مرة أخرى بلا دخل ولا أفق ولا حماية قانونية، في حين أن الدولة كانت هي الطرف الذي فرض الإغلاق.
"إذا كانت الدولة هي من تفرض الإغلاق، فهي من يجب أن يدفع"، هكذا كتب ليسيتسكي في افتتاحيته الغاضبة، مؤكدًا أن ما يحدث اليوم ليس كارثة طبيعية ولا مفاجئة، بل خطة عسكرية مدروسة تم تنفيذها بقرار حكومي واضح، وبالتالي فإن تجاهل الدولة لمسؤولياتها الاقتصادية هو خذلان مزدوج، أخلاقي وقانوني.
قواعد صارمة دون شبكة أمانواعتبارًا من يوم الأحد 15 يونيو/حزيران، مدّدت قيادة الجبهة الداخلية حالة الطوارئ في عموم البلاد حتى 30 يونيو/حزيران على الأقل، وأصدرت أوامر تقضي بإغلاق كافة الأعمال غير الحيوية، بما يشمل المطاعم، والمقاهي، وصالات الترفيه، ومحلات البيع بالتجزئة.
هذه الأوامر -وكما يؤكد المقال- ليست إرشادات مرنة بل تعليمات ملزمة بقوة القانون. ومع ذلك، لم تُعلن الدولة عن أي آلية تعويض رسمية، أو جدول زمني لتقديم مساعدات مالية، أو حتى نية لطرح خطة دعم مؤقتة.
وفي وصف دقيق لحالة الانهيار التي تعانيها الأعمال الصغيرة، كتب ليسيتسكي: "لا يوجد نموذج تعويض. لا توجد رسالة واضحة. لا يوجد التزام رسمي. عشرات الآلاف من الأعمال أُغلقت، وملايين الموظفين تضرروا. وأصحاب الأعمال تُركوا مرة أخرى في مهب الريح".
إعلان الدولة تتهرب من دفع فاتورة الحربويرى ليسيتسكي أن الحكومة كانت تعلم جيدًا ما هي بصدد الإقدام عليه، وتخطط له منذ أسابيع، ومع ذلك لم تضع أي خطة موازية لحماية الاقتصاد الداخلي.
ويقول الكاتب: "المشكلة ليست فقط في قرار الإغلاق، بل في أن الحكومة تُخطط للحرب مسبقًا وتتجاهل إعداد بنية تعويض مناسبة"، قبل أن يضيف: "هذه ليست مبادرة فردية من الجيش أو ظرفا طارئا، بل سياسة رسمية وواعية… وبالتالي، لا عذر للدولة في التنصّل من واجبها الأخلاقي والاقتصادي".
كل شيء جاهز.. ما عدا القرار السياسيويُذكّر ليسيتسكي في مقالته بأن إسرائيل لديها نموذج قانوني ساري المفعول للتعويضات الطارئة، تم التصديق عليه في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن مصلحة الضرائب مستعدة تقنيا لتفعيله خلال ساعات، لكن العائق الوحيد هو غياب القرار من الحكومة.
ويكتب ليسيتسكي: "كل ما هو مطلوب مكالمة هاتفية من الحكومة ومصادقة سريعة"، مشيرًا إلى أن الجدل الدائر داخل وزارة المالية حول "الخشية من التلاعب" أو "القلق من مدة الحرب" لا يبرر تعريض الاقتصاد المحلي للشلل.
وفي عبارة لافتة، يلخّص الكاتب جوهر الأزمة بالقول: "اليقين ليس حافزًا سلبيًا، بل شرط للنجاة".
النتائج على الأرض بدأت تظهر بالفعل:
العديد من المصالح توقّفت عن تقديم طلبات الشراء. دفعات الأجور والإيجارات تم تجميدها. موظفون كُثر تلقوا إشعارات تسريح مؤقت أو دائم.وكل ذلك يحدث، كما يقول الكاتب، في ظل غياب أي إطار حكومي واقعي للتدخل أو الدعم.
بُعد لا يمكن تجاهلهوينتقل ليسيتسكي في مقاله إلى الجانب الإنساني، مشيرًا إلى أن الكثير من أصحاب المصالح اليوم يخدمون في الاحتياط، بعضهم ترك المطاعم والمطابخ، البعض الآخر ترك عائلته وأطفاله.
"كل ما يتوقعونه ليس منحة أو هدية. بل مجرد وعد بسيط: أن يعودوا ويجدوا أعمالهم ما زالت قائمة".
وفي ختام مقالته، يوجّه الكاتب نداءً مباشرا إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، داعيًا إياه إلى الإعلان خلال 48 ساعة عن تعويض كامل لكل عمل أُغلق أو فُرضت عليه قيود بموجب أوامر الجبهة الداخلية، حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، بغض النظر عن مدة الحرب.
ويختم بقوله: "لا تستطيع الدولة أن تفرض الإغلاق وتتهرّب من الحساب. لا ماليا، ولا قانونيا، ولا أخلاقيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
العليمي يضع الحكومة البريطانية أمام طلاع نجاح المعركة الاقتصادية ويضع امامها عددا من المطالب
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي الحاجة الى مضاعفة دعم الحكومة وإسنادها في معركتها الاقتصادية، وتحسين الظروف المعيشية، كمدخل مهم، لتقويض اقتصاد الحرب، ومكافحة الارهاب، والجريمة المنظمة.
وشدد الرئيس خلال لقاءه اليوم الاثنين، سفيرة المملكة المتحدة، عبده، على ضرورة مضاعفة الضغط السياسي والاقتصادي، والعسكري على المليشيات الحوثية وداعميها، واستثمار العقوبات كوسيلة ردع فعالة لاستعادة الامن والاستقرار والسلام في اليمن، والمنطقة.
وتطرق اللقاء، بحسب وكالة سبأ، إلى مستجدات الاوضاع المحلية، بما في ذلك التقدم المستمر في أداء مؤسسات الدولة، بدءا بتعريز مركزها القانوني في العاصمة المؤقتة عدن، والتحسن المستمر في فاعلية الحكومة، والبنك المركزي، وانعكاساتها الإيجابية على سوق الصرف، واسعار السلع الاساسية، والدعم الاقليمي والدولي المطلوب لاستدامة هذا التحسن، واستكمال برامج الإصلاحات الشاملة.
كما تطرق اللقاء الى التهديدات المستمرة التي تمثلها مليشيات الحوثي الارهابية على السلم والامن الدوليين، بدعم وثيق من النظام الايراني.
واكد الرئيس حرص مجلس القيادة الرئاسي على استمرار وحدة المجتمع الدولي، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية بوصفها خارطة طريق مثلى لإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية، ونزع سلاح المليشيات، وتجريم العنصرية بكافها اشكالها.
كما جدد تأكيد حرص مجلس القيادة، والحكومة على تطوير شراكة استراتيجية بناءة مع المجتمعين الاقليمي، والدولي، بما يضمن تحقيق الامن والاستقرار والسلام، وانهاء التهديدات الارهابية للتجارة العالمية، وممراتها المائية.
واشاد الرئيس بدور الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، في تماسك مؤسسات الدولة، واستمرار وفائها بالتزاماتها الحتمية، وتعزيز فرص الصمود على كافة المستويات.
كما اشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالمواقف البريطانية الداعمة للحكومة الشرعية في مجلس الامن الدولي، ودور المملكة المتحدة في دعم قدرات البنك المركزي، والمالية العامة، والبناء المؤسسي مؤكداً الحاجة الى مضاعفة هذا الدعم، بما في ذلك زيادة المساهمة في خطة الاستجابة الإنسانية.