اندلعت، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، احتجاجات شعبية غاضبة في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن، رفضًا لتدهور خدمة الكهرباء في ظل ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف، وسط اتهامات للحكومة بالعجز عن إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة المزمنة التي تؤرق المواطنين عامًا بعد عام.

 

وبحسب شهود عيان، فقد خرج عشرات المحتجين إلى الشوارع في عدد من أحياء المكلا، وقطعوا الطرق الرئيسية، من بينها الطريق المؤدي إلى ميناء المكلا القديم، كما أشعلوا إطارات السيارات في مداخل الطرق الحيوية، ما أدى إلى شلل مؤقت في حركة المرور، وسط استنفار أمني لوحدات من قوات النخبة الحضرمية لتأمين المرافق الحيوية.

 

وردد المحتجون هتافات تطالب برحيل الحكومة والسلطة المحلية وتحميلها مسؤولية تدهور البنية التحتية للخدمات العامة، على رأسها الكهرباء، التي باتت شبه منعدمة في كثير من الأحياء، خصوصًا خلال ساعات الذروة النهارية، حيث تتجاوز درجات الحرارة حاجز 40 درجة مئوية، ما يضاعف من معاناة السكان، خاصة المرضى وكبار السن والأطفال.

 

أزمة متكررة ومطالبات بالإصلاح

 

تعيش مدينة المكلا ومعظم المدن المحررة تحت وطأة أزمة كهرباء خانقة تتفاقم كل عام مع دخول فصل الصيف، بسبب محدودية قدرات التوليد، وغياب الصيانة الدورية، ونقص الوقود، فضلًا عن الفساد الإداري وسوء إدارة ملف الطاقة، بحسب ما يقوله ناشطون محليون.

 

ويشكو المواطنون من انقطاعات متكررة وطويلة، تصل إلى أكثر من 10 ساعات يوميًا، الأمر الذي يعطل الأعمال اليومية، ويشل المرافق الصحية والخدمية، ويجبر السكان على الاعتماد على مصادر بديلة باهظة الكلفة مثل المولدات التجارية، التي تشكل بدورها عبئًا اقتصاديًا يثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود.

 

إخفاق حكومي وتهم بالتقاعس

 

يُحمّل المحتجون الحكومة والسلطة المحلية مسؤولية تدهور الأوضاع، متهمين إياها بالتقاعس عن معالجة الملف رغم توفر الدعم الحكومي والمنح المخصصة لدعم الكهرباء في حضرموت.

 

ويقول مراقبون إن الإخفاق في استغلال الموارد المحلية من الغاز والنفط لتطوير البنية التحتية للطاقة، يُعد مثالًا صارخًا على غياب الرؤية الاستراتيجية لدى صناع القرار في الحكومة.

 

تصاعد الغضب الشعبي

 

تأتي احتجاجات المكلا في سياق أوسع من التوتر الشعبي المتنامي في المناطق المحررة، حيث تتزايد الانتقادات لأداء الحكومة، خصوصًا في ملفات الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصحة، ما يُنذر بموجات احتجاجية أوسع ما لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة جذور الأزمات المتراكمة.

 

ويطالب أبناء حضرموت بخطة طارئة تتضمن تعزيز التوليد، توفير الوقود بصورة منتظمة، والتعاقد مع شركات طاقة مؤقتة لضمان استقرار الشبكة، إلى جانب إطلاق مشاريع بنى تحتية طويلة المدى تواكب احتياجات المدينة التي تنمو سكانيًا واقتصاديًا.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

البرازيل: احتجاجات بسبب طرح الحكومة مزادا لبيع تراخيص استغلال النفط قرب الأمازون

أجرت البرازيل مزاداً لبيع تراخيص استغلال النفط في 172 منطقة قرب الأمازون، بينها مواقع بحرية داخلة ضمن مناطق بيئية حساسة، ما أثار احتجاجات واسعة من مجموعات للسكان الأصليين ونشطاء بيئيين. اعلان

أجرت البرازيل الثلاثاء الماضي مزاداً لبيع تراخيص استغلال 172 منطقة نفطية، شملت مواقع قبالة ساحل نهر الأمازون، بمشاركة عدد من الشركات العالمية الكبرى.

المزاد أُقيم في فندق فاخر بمدينة ريو دي جانيرو تحت إدارة الوكالة الوطنية للنفط (ANP)، وتتراوح مواقع المناطق المعروضة بين مناطق بحرية وداخلية، معظمها لا تزال خارج نطاق الإنتاج الحالي. من بين هذه المناطق، دخلت 47 منطقة بحرية قبالة ساحل الأمازون ضمن المزاد، إلى جانب منطقتين داخليتين بالقرب من أراضٍ يقطنها سكان أصليون.

تم منح تراخيص استغلال 19 منطقة بحرية قبالة الأمازون لشركات "شيفرون"، و"إكسون موبيل"، و"بيتروبراس"، و"سي إن بي سي" الصينية. وفي خطوة مرتبطة بهذه العمليات، وافقت هيئة البيئة والموارد الطبيعية المتجددة البرازيلية (IBAMA) مؤخراً على خطة طوارئ تسمح لشركة "بيتروبراس" الحكومية بإجراء عمليات حفر استكشافية في موقع قريب من مصب نهر الأمازون، وجاءت الموافقة بعد ضغوط من الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

Relatedجفاف غابات الأمازون يخفض منسوب مياه نهر باراغواي إلى أدنى مستوى منذ 120 عاماً شاهد: مسيرة لآلاف النساء من السكان الأصليين دفاعاً عن أراضيهم في البرازيل الإكوادور: السكان الأصليون يطالبون باتخاذ إجراءات قانونية ضد مشاريع النفط في الأمازون

في موازاة ذلك، شهد محيط المكان الذي نُظم فيه المزاد احتجاجاً سلمياً ضم نحو 200 شخص، من بينهم نشطاء بيئيون وقادة من السكان الأصليين، احتجاجاً على توسع عمليات الاستكشاف النفطي في البلاد. المشاركون عبروا عن قلقهم من التأثير البيئي المتوقع لهذه المشاريع، خاصةً على النظام البيئي الهش في منطقة الأمازون.

من جانبها، أكدت الوكالة الوطنية للنفط أن المزاد يشكل جزءاً من استراتيجية البلاد للتنويع الطاقي، بهدف دعم الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، وأشارت إلى أن العقود الموقعة مع الشركات الفائزة تتضمن إجراءات للحد من الانبعاثات الكربونية واستثمارات إلزامية في مشاريع انتقال الطاقة.

ارتفع إنتاج النفط الخام في البرازيل خلال السنوات الأخيرة، ليصبح المصدر الأول للصادرات في عام 2023، متخطياً الصويا لأول مرة في تاريخ البلاد. تأتي هذه المزادات ضمن استراتيجية الحكومة الاتحادية للحفاظ على مستويات الإنتاج وحتى زيادتها بعد عام 2030، عندما يتوقع انخفاض إنتاج المناطق الحالية.

وتعتمد البرازيل بشكل كبير في توليد الكهرباء على مصادر متجددة، وفي مقدمتها الطاقة الكهرومائية، ما يعطيها ميزة نسبية في مسارها نحو الاقتصاد الأخضر.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حقيقة تخفيف أحمال الكهرباء في فصل الصيف.. الحكومة توضح
  • البرازيل: احتجاجات بسبب طرح الحكومة مزادا لبيع تراخيص استغلال النفط قرب الأمازون
  • غليان شعبي في المكلا شرقي اليمن بسبب انهيار الكهرباء وارتفاع الحرارة
  • احتجاجات غاضبة في حضرموت تنديداً بتدهور خدمة الكهرباء
  • احتجاجات غاضبة تقطع شوارع المكلا تنديدا بتردي خدمة الكهرباء
  • تحذير من انهيار الكهرباء في وسط العراق بسبب تراجع الغاز الإيراني
  • تفاقم أزمة الكهرباء في ساحل حضرموت يوسع الاحتجاجات الشعبية
  • غضب شعبي يجتاح المكلا بسبب الانهيار الكارثي للكهرباء والخدمات الأساسية
  • تحرك عاجل من الحكومة مع ارتفاع أحمال الكهرباء في الصيف