الجديد برس| خاص|

تشهد المحافظات الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية للتحالف السعودي–الإماراتي تصاعدًا غير مسبوق في موجة الاحتجاجات الشعبية والعسكرية، خلال الساعات الماضية، وسط انهيار معيشي وأمني وغياب الاستجابة الحكومية، ما ينذر باتساع رقعة التوتر في مناطق فصائل التحالف خلال الأيام القادمة.

في مدينة تعز جنوبي اليمن، تتواصل الاعتصامات المفتوحة للشهر الثاني على التوالي، حيث يطالب أهالي ضحايا القتل بضبط الجناة الذين ينتمي عدد منهم إلى فصائل التحالف المسلحة، وسط اتهامات للسلطة المحلية بالتراخي وغياب الإجراءات القضائية، ما فاقم حالة الغضب الشعبي في المدينة.

كما نصب جرحى الفصائل الموالية للتحالف خيامًا وسط المدينة احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم المالية والعلاجية، مؤكدين أن تحركهم يأتي للضغط على الجهات المعنية بعد خمسة أشهر من تجاهل حكومة عدن لمطالبهم.

وفي تصعيد جديد، هددت رابطة جرحى فصائل التحالف في تعز بإغلاق مكاتب إيرادية وسيادية، بينها فرع البنك المركزي اليمني، إذا لم تُصرف الرواتب، حيث كشف المسؤول الإعلامي في الرابطة ماهر هادي أن آخر راتب صرف للجرحى لم يتجاوز 58 ألف ريال، وفقد قيمته الشرائية مع الانهيار الاقتصادي المتسارع.

وتشهد الأوضاع الاقتصادية مزيدًا من التدهور، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وانعدام الخدمات الأساسية، الأمر الذي يعكس حالة استياء متزايدة من أداء حكومة عدن في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل.

وفي محافظة شبوة شرق البلاد، اندلع احتجاج عسكري جديد خلال الساعات الماضية، بعد أن أقدم عناصر من قوات “العمالقة” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، على إغلاق بوابة حقل “جنة هنت” النفطي في مديرية عسيلان، احتجاجًا على تأخر صرف مستحقاتهم من الشركة المشغلة. ويأتي هذا التحرك بعد يومين فقط من احتجاجات مشابهة في تعز، شهدت مشاهد صادمة تمثلت بإقدام بعض الجرحى على إحراق أطرافهم الصناعية تعبيرًا عن الغضب من “الحرمان والتهميش”.

وامتدت الاحتجاجات إلى محافظة مأرب، حيث خرج جرحى وضباط في الفصائل الموالية للتحالف، في وقفات مماثلة خلال الأيام الماضية، وسط اتهامات لقيادات الفصائل بنهب المرتبات، بالتزامن مع تسجيل حالة انتحار أحد الضباط بسبب عدم صرف راتبه.

وفي خطوة تصعيدية إضافية، هددت نقابة معلمي وتربويي ساحل حضرموت بإيقاف العملية التعليمية في المحافظة، نتيجة استمرار تأخر حكومة عدن الموالية للتحالف في صرف الرواتب والعلاوات والتسويات المالية. وأكدت النقابة في بيان رسمي أن الأزمة وصلت إلى مرحلة “لا يمكن احتمالها”، وأن صبر المعلمين “على الجوع لن يطول”، محملة السلطة المحلية وحكومة بن بريك كامل المسؤولية عن توقف الرواتب، بما في ذلك علاوة المواصلات التي تمنع العديد من المعلمين من الوصول إلى مدارسهم. وأوضحت النقابة أن استمرار الأزمة يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم ويضع المعلمين في وضع إنساني واقتصادي بالغ الصعوبة.

وتشير هذه التطورات المتلاحقة إلى تصاعد الاحتقان داخل الفصائل الموالية للتحالف، في ظل غياب حلول رسمية لأزمة المرتبات وتدهور الأوضاع المعيشية، ما يهدد بانفجار اجتماعي وأمني أوسع في المحافظات الجنوبية إذا استمرت حالة التجاهل الحكومي دون استجابة ملموسة.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: احتجاجات التحالف انهيار اقتصادي تعز حضرموت حكومة عدن شبوة مأرب الفصائل الموالیة للتحالف

إقرأ أيضاً:

مشروع سكة حديد يمر عبر غابات الأمازون يثير احتجاجات خلال كوب 30

ريو دي جانيرو"أ.ف.ب": تظاهَرَ سكان أصليون خلال مؤتمر "كوب 30" للمناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة بيليم الأمازونية، احتجاجا على مشروع سكة حديد برازيلي ضخم يمر عبر غابات الأمازون المطيرة.

ويُتوقَع أن يُحدث خط فيروغراو (ويعني "سكة حديد الحبوب") ثورة لوجستية بالنسبة إلى المزارعين، وخصوصا منتجي فول الصويا، في ما يتعلق بنقل منتجاتهم إلى الموانئ وتصديرها.

لكن منتقدي المشروع يرون فيه تهديدا للأمازون، وتناقضا مع الالتزامات البيئية للرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في بيليم ويختتم اليوم الجمعة.

*ما هو الغرض من خط فيروغراو؟

- تُعَدُّ البرازيل أكبر دولة مُصدِّرة لفول الصويا والذرة في العالم، ويُنتج معظمهما في ولاية ماتو غروسو (وسط غرب).

وتُنقَل المحاصيل راهنا لمسافات طويلة بالشاحنات إلى الموانئ البحرية في الجنوب أو الموانئ النهرية في الشمال.

وتسعى الحكومات البرازيلية منذ أكثر من عقد إلى تنفيذ مشروع السكة الحديد هذا الذي يبلغ طوله 933 كيلومترا وسيربط مدينة سينوب في ولاية ماتو غروسو بميناء ميريتيتوبا النهري في الشمال.

ومن هناك، يُمكن نقل فول الصويا والحبوب عبر نهر الأمازون أو روافده إلى المحيط الأطلسي.

*ماذا يقول مؤيدو المشروع؟

-ورأت المستشارة الفنية للرابطة الوطنية للزراعة البرازيلية إليزانجيلا بيريرا لوبيز في تصريح لوكالة فرانس برس أن هذه السكة الحديد "ضرورية لتوفير القدرة التنافسية للأعمال الزراعية البرازيلية".

وأوضحت أن ولاية ماتو غروسو التي تُنتج 32 % من محاصيل الحبوب في البرازيل "تحتاج إلى شبكة لوجستية أكثر كفاءة لمواكبة وتيرة نمو القطاع".

وتوقعت لوبيز أن يخفض خط فيروغراو التكاليف اللوجستية لصادرات الحبوب بنسبة تصل إلى 40 %، وفي الوقت نفسه يقلل الحركة المرورية على الطرق وتاليا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عنها.

*ما رأي المنتقدين؟

-ونبّهت مارييل ناكاني من منظمة المعهد الاجتماعي والبيئي غير الحكومية في تصريح لوكالة فرانس برس إلى أن خط فيروغراو سيُحدِث أثرا سلبيا كبيرا على أراضي السكان الأصليين، إذ سيؤدي خصوصا إلى تفاقم إزالة الغابات.

ولاحظت أن تزايُد استخدام الشركات الزراعية الموانئ النهرية في شمال البرازيل لنقل منتجاتها بتكلفة أقل، أحدث تحولا في نهر تاباخوس، حيث يقع ميناء ميريتيتوبا.

وأفادت هذه الخبيرة بأن "السكان التقليديين يُطرَدون تدريجا من أراضيهم بغية افساح المجال للموانئ. وفي بعض المناطق، لم يعد بإمكانهم الصيد بسبب حركة مرور السفن التي تتسبب بانقلاب قواربهم". ورجّحت أن تزيد حركة المرور النهرية هذه "خمسة أضعاف" مع وصول خط السكة الحديد إلى ميريتيتوبا.

ورأت مارييل ناكاني أن نظام التراخيص البيئية في البرازيل يفتقر إلى الضمانات الكافية لحماية الغابات المطيرة وسكانها.

وأشارت في هذا الإطار مثلا إلى الترخيص الممنوح أخيرا لشركة النفط بتروبراس للتنقيب قبالة سواحل الأمازون، ومشروع تعبيد طريق سريع يمر عبر الغابة.

*كيف طُرحت هذه القضية في مؤتمر "كوب 30"؟

-واغتنم السكان الأصليون فرصة توجُّه أنظار العالم نحو بيليم لطرح مطالبهم، مثل رفض مشروع خط فيروغراو.

واحتج المتظاهرون كذلك على مرسوم وقّعه لولا في أغسطس، يصنّف أنهار الأمازون الرئيسية، ومنها تاباخوس، كأولويات في مجال شحن البضائع.

وقالت أليساندرا كوراب، إحدى قادة شعب موندوروكو "لن نسمح بذلك، فهذا موطننا، ونهرنا، وغابتنا".

*ما هو وضع المشروع؟

-وشرحت وكالة البيئة "إيباما" في بيان لوكالة فرانس برس أن "عملية ترخيص خط فيروغراو لا تزال في مراحلها الأولية، مع تقييم جدواه البيئية".

إلاّ أن هذه العملية عُلّقت عام 2021 بقرار من قاضي المحكمة العليا المؤثر ألكسندر دي مورايس، ريثما تنظر المحكمة في طعن بدستورية خطط تعديل حدود محمية وطنية لإقامة خط السكة الحديد.

وأُعيد النظر في هذا الطعن الشهر المنصرم، وصوّت القاضي مورايس بالموافقة على المشروع. لكنّ بتّ المسألة أُرجئ مجددا بسبب طلب قاض آخر مزيدا من الوقت لاتخاذ قراره.

مقالات مشابهة

  • توجيهات رسمية بتسليم قطاع (5) النفطي في شبوة لشركة جنة هنت خلال أسبوع
  • احتجاجات لجرحى تعز تنديدا بالإهمال الحكومي وتهديدات بالتصعيد
  • مقتل شاب برصاص ما يعرف بـ «قوات الدعم الإماراتية» بحضرموت
  • تنفيذا لتوجيهات حكومية.. بترومسيلة تعتزم تسليم القطاع النفطي 5 في شبوة لشركة "جنت هنت" خلال أسبوع
  •  تواصل الاحتجاجات والاعتصامات المفتوحة في تعز احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية
  • مشروع سكة حديد يمر عبر غابات الأمازون يثير احتجاجات خلال كوب 30
  • الشرطة العسكرية بمحافظة مأرب تبحث تعزيز دور العنصر النسائي في المهام الأمنية والعسكرية
  • قتلى ومصابين في كمين مسلح استهداف قائد اللواء 22 مشاة بمأرب
  • للمرة الثانية خلال أقل من شهر.. نجاة العميد المخلافي من محاولة اغتيال في الطريق بين مأرب والجوف