موسى الرحبي يفتح آفاق عمل جديدة للشباب عبر مندوب توصيل
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
تمكّن موسى بن حمد الرحبي، الشاب العماني والطالب الجامعي، أن يحوّل وقت فراغه خلال جائحة كورونا في عام 2020 إلى فرصة حقيقية ومميزة، من خلال تأسيس شركته الطلابية الناشئة التي حملت اسم "مندوب توصيل". وتختص هذه الشركة في تقديم خدمات لوجستية متكاملة داخل سلطنة عمان، مما ساهم في سد حاجة ملحة في السوق المحلي في تلك الفترة الصعبة.
انطلقت الفكرة في البداية عبر مجهود فردي بسيط من موسى، لكنه سرعان ما تطوّر وتوسع بدعم ومساندة فريق من الشباب العماني الطموح، الذين شاركوه الرؤية والطموح، هذا التعاون الجماعي ساعد موسى على تحقيق توازن دقيق بين التزاماته الجامعية ومتطلبات إدارة المشروع، ليبرهن بذلك أن الإرادة والعمل الجاد قادران على تحويل التحديات إلى نجاحات ملموسة.
واجه موسى خلال رحلته العديد من التحديات والصعوبات، وكان من أبرزها الكم الكبير من الرسائل وطلبات الزبائن التي استلزمت وجود تنظيم محكم لإدارة هذه العمليات. لذلك، قام بابتكار فكرة "منسق الطلبات" داخل الشركة، والتي ساعدت بشكل كبير في تنظيم سير العمل وتحسين الكفاءة التشغيلية. كما أشار إلى تحدٍ آخر لا يزال يؤرق كثيرًا من الشركات المحلية، وهو المنافسة غير المشروعة من قبل الأيدي العاملة الوافدة، الذين يعملون في مخالفة واضحة لأنظمة وقوانين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على رواد الأعمال العمانيين.
تميّزت شركة "مندوب توصيل" بتقديم مجموعة متنوعة من الخدمات المبتكرة، منها خدمة التسوق الشخصي من الأسواق والمجمعات التجارية، مع توصيل الطلبات مباشرة إلى منازل الزبائن، مما يوفر عليهم الوقت والجهد. كما توفر الشركة خدمات خاصة لشراء وتغليف الهدايا، بالإضافة إلى مبادرة إنسانية فريدة، تقوم من خلالها بتوزيع مياه الشرب الباردة على المساجد، وهو عمل يعكس روح المسؤولية الاجتماعية والاهتمام بالمجتمع.
رغم أن المشروع انطلق بإمكانيات محدودة ودون أي دعم مالي خارجي، إلا أنه تمكن خلال فترة قصيرة من توفير فرص عمل جزئية لأكثر من 100 شاب وشابة عمانيين، شملوا طلبة الجامعات، والباحثين عن عمل، وحتى الموظفين الراغبين في تحسين دخلهم. هذا الإنجاز يعكس نجاح المشروع في إحداث أثر إيجابي ملموس على المجتمع، ويبرهن على قدرة المشاريع الصغيرة على خلق فرص حقيقية للتشغيل.
وعلاوة على ذلك، شاركت الشركة في عدد من المبادرات الطلابية والمجتمعية الهامة، منها رعايتها الرسمية لمبادرة "بقشة" خلال شهر رمضان لعام 2022، والتي جرت بالتعاون مع طلبة الجامعة العربية المفتوحة. هدفت هذه المبادرة إلى دعم الأسر المتعففة، وتحويلها من مجرد أسر تعتمد على المساعدات إلى أسر منتجة قادرة على الاعتماد على نفسها، مما يعزز من التكافل الاجتماعي ويعكس الجانب الإنساني للمشروع.
تحدث موسى الرحبي عن أهمية هذه المشاركات بالنسبة لرائد الأعمال المبتدئ، فقال: "تُعد هذه المشاركات من العوامل الحيوية التي تساعد على تعزيز مكانة الشركة، فهي تساهم في الترويج والتسويق للخدمات المقدمة، وتفتح آفاقًا جديدة للتواصل مع المجتمع والزبائن المحتملين". وأكد أن المشاركة في الفعاليات والمبادرات الاجتماعية كانت فرصة ثمينة لاكتساب الخبرات والتواصل مع شرائح مختلفة من المجتمع.
كما قام موسى بالمشاركة في عدد من الفعاليات المجتمعية الأخرى، وقدم دعمًا فعّالًا للعديد من المشاريع المنزلية الصغيرة، مما يعكس حرصه على مد يد العون لمجتمعه وتعزيز روح التعاون والمبادرة.
ويطمح موسى الرحبي في المرحلة القادمة إلى توسيع نطاق شركته، من خلال استهداف قطاع المطاعم بشكل خاص، والسعي لتقديم خدمات توصيل متخصصة تلبي احتياجات هذا القطاع الحيوي. كما يخطط لتطوير حضور رقمي قوي لشركته، من خلال إطلاق موقع إلكتروني متطور أو تطبيق ذكي يسهل على المستفيدين طلب الخدمات ومتابعتها بسهولة ويسر.
وفي الختام، يعبر موسى عن أمله في أن يحظى رواد الأعمال الشباب بالدعم المعنوي والاستشاري من ذوي الخبرة، ليمكنهم من مواجهة تحديات السوق بثقة، والاستمرار في تطوير مشاريعهم وتحقيق المزيد من النجاحات التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
«الروبوتات» و«المُسيرات» تجتاح سوق توصيل الطلبيات
حسونة الطيب (أبوظبي)
على النقيض من العاملين، فإن «الروبوتات» و«المُسيرات»، التي اجتاحت سوق توصيل الطلبيات لا تطالب بزيادة الأجور أو «الإكرامية»، وأجرت العديد من الشركات تجارب على هذه الأجهزة مدعومة بمليارات الدولارات بهدف سرعة التوصيل وتقليل التكلفة.
ومزودة بأجهزة استشعار متطورة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي تجوب المُسيرات والروبوتات أحياء المدن الكبيرة لتوصيل الطلبيات بدقة وسرعة كبيرة ما يسهم في تقليل شكاوى العملاء ومطالبتهم باسترجاع قيمة الطلبية في بعض الأحيان.
تستقبل، على سبيل المثال المطاعم في الولايات المتحدة، نحو 4 مليارات طلبية سنوياً عبر التطبيقات فقط، لكن غالباً ما ينتهي الأمر بعدم رضاء العميل، وبينما يتنقل العاملون بين طلبات عدة توصيل يفقد الطعام سخونته، وربما تنسكب المشروبات فضلاً عن الارتفاع المستمر في رسوم التوصيل وأسعار قوائم الطعام.
وتلقت شركات الروبوتات العاملة في القطاع استثمارات بنحو 3.5 مليار دولار منذ عام 2019، في محاولة لتحسين عمليات توصيل الطعام وجعلها أكثر سرعة وأقلها تكلفة، بحسب «وول ستريت جورنال».
ومن بين عمليات التقدم والتطوير التي أحرزها قطاع توصيل الطلبيات تقنيات شبيهة بتلك المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة مثل سيارات «وايومي» التي تُمكن روبوتات توصيل الطعام من رؤية تضاريسها والتنقل فيها بشكل أفضل، كما يُمكن ما يسمى بالذكاء الاصطناعي المادي الطائرات من دون طيار من التنقل حول العالم من خلال التعلم الآلي بطرق لم تكن مُتاحة من قبل بضع سنوات.
لا يخلو حصول الروبوتات والمُسيرات على الموافقة لتجوب طرقات وفضاءات المدن من التعقيدات وطول الوقت إلا أن مؤيدوها يدركون إمكانية مساعدة هذه التقنيات في تحسين اقتصادات قطاع توصيل الأطعمة الذي يواجه الكثير من التحديات.
وفي أميركا، تدير شركات ناشئة مثل «سيرف روبوتكس» و«كوكو»، الآلاف من الروبوتات التي تعمل في مجال توصيل الأطعمة عبر تطبيقات تشمل «دورداش» و«أوبر إيتس».
وأطلقت «كوكو» روبوتات في بداية الأمر بمساعدة الإنسان لكنها تعمل اليوم آلياً بمساعدة التعلم الآلي، بينما تقوم أجهزة الاستشعار بتقييم المسافات وتحديد المسار الأفضل.
وتقدر سرعة الروبوت، المزود بكاميرات جانبية لتفادي الاصطدام بالمارة وأخرى داخلية للمحافظة على سلامة الطعام، بنحو 15 كيلومتراً في الساعة.
ولتأمين الطلبيات، تُزود الروبوتات بنظام إغلاق تلقائي وكاميرات ونظام تحذير للمحافظة على الطلبيات من السرقة، علاوة على ذلك تتم مراقبة الروبوتات عن بُعد للتدخل عند الحاجة.
وتضع سلاسل المطاعم العالمية الكبيرة الوزن ضمن أولوياتها، حيث يتم وزن الوجبة قبل إرسالها ووضعها في الروبوت، وكثيراً ما يصحح الوزن لملاءمة الحمولة المطلوبة.
وتستعين المُسيرات التي تحلق على ارتفاع يتراوح بين 150 إلى 300 قدم، بنظام تحديد المواقع العالمي «GPS»، وأجهزة استشعار لتحديد نقطة معينة في منزل العميل ثم تقوم باستخدام حبل لتنزيل الطلب، وتنبيه العميل لتسليمه طرد الطعام.
بعيداً عن «الإكرامية»، تفرض بعض الشركات رسوماً على عملائها مقابل خدمة التوصيل تتراوح بين 7 إلى 10 دولارات، ويجدر بالذكر أن هذه المُسيرات تعمل في ظل الأمطار والثلوج.