هل تصح الصلاة بالقراءة الشاذة؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول صحة الصلاة إذا قرأ المصلي بقراءة شاذة في الصلاة الجهرية، وقد أجابت الدار بإيضاح مفصل لحكم هذه المسألة الفقهية، مستعرضة أقوال العلماء وموقف المذاهب الأربعة.
في البداية، أكدت دار الإفتاء أن للقرآن الكريم قراءات متعددة نُقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي القراءات التي توفرت فيها شروط القراءة الصحيحة، كما عرّفها العلماء: أن توافق وجهًا من أوجه اللغة العربية، وتطابق أحد المصاحف العثمانية ولو على وجه الاحتمال، وتكون بسند صحيح متصل ،فإذا اختل أحد هذه الشروط الثلاثة سُميت القراءة "شاذة".
وقد بيّنت الدار أن القراءة الشاذة لا تُعد من القرآن الكريم لأنها غير متواترة، وبالتالي لا يجوز تلاوتها في الصلاة، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية والحنابلة، ووافقهم الشافعية بشرط تغير المعنى أو حدوث زيادة أو نقص في الكلمات.
أما الحنفية فقد أباحوا القراءة الشاذة فقط إن كانت من جنس الذكر ولم تؤثر على مجمل القراءة المتواترة، أما إن انفردت في الصلاة فتفسدها.
وساقت دار الإفتاء أقوال كبار العلماء من المذاهب الأربعة في هذا السياق، منها ما ورد في كتب المالكية مثل "الشرح الكبير" للدردير، حيث أُكد أن الصلاة تبطل إذا خالف القارئ رسم المصحف العثماني، كما شدد الشافعية على أن القرآن لا يُقرأ في الصلاة إلا بما ثبت تواتره، واعتبروا القراءة بالشاذة باطلة إن غيّرت المعنى أو أخلّت بنص القرآن.
ووافق الحنابلة هذا المنهج وحرّموا القراءة بما يخالف مصحف عثمان. أما الحنفية فاعتبروا أن الشاذ مما يشك في قرآنيته، وبالتالي لا يُبطل الصلاة إلا إذا لم يصاحبه ما يُجزئ من المتواتر.
وانتهت دار الإفتاء إلى أن القراءة الشاذة في الصلاة لا تجوز، وإذا أصرّ المصلي على استخدامها عمدًا، فإن صلاته باطلة، لأنها قراءة تفتقد أحد أركان القراءة الصحيحة وتُعد إدخالًا لكلام أجنبي على الصلاة.
كما شددت الدار على ضرورة التزام المصلين بالقراءات المألوفة والمعروفة بين الناس، تجنبًا لإثارة البلبلة أو التشويش على خشوع المصلين، وأكدت أن الصلاة يجب أن تبقى خالصة للخشوع والخضوع، لا مجال فيها للجدل أو الفتنة.
وبناءً على ما سبق، تقول الإفتاء إن صلاة الشخص الذي يتعمد القراءة بقراءة شاذة تخالف الرسم العثماني تُعد باطلة، لأنها تفتقد شرطًا جوهريًا من شروط صحة القراءة في الصلاة، ولأنها تدخل في نطاق الكلام الأجنبي عن النص القرآني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الصلاة القراءة الشاذة رأي المذاهب دار الإفتاء فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
أمينة الفتوى توضح حكم الإفرازات المستمرة للمرأة أثناء الصلاة
أجابت زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من رحاب من دمياط تقول فيه: "أنا بصلي مع كل فرض الصلاة فأيته، ولكن بتنزل مني إفرازات بيضاء وشفافة، فهل يجب أن أتوضأ لكل صلاة ولا أكمل كما أنا؟"
وأكدت أمينة الفتوى بدار الافتاء المصرية، خلال تصريح، أن الحكم هنا يتوقف على ما إذا كانت هذه الإفرازات دائمة ولا ينقطع نزولها وقتًا يتسع للطهارة والصلاة، ففي هذه الحالة تُعد السائلة من أصحاب الأعذار، ويجب عليها الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويجوز لها أن تصلي بنفس الوضوء الحاضر والفائت من نفس الصلاة، كأن تتوضأ للظهر وتصلي به الظهر الحاضر والظهر الفائت.
وأضافت: "أما إذا كانت الإفرازات غير دائمة، وتنقطع في بعض الأوقات، فعليها أن تنتظر حتى ينقطع العذر ثم تتوضأ وتصلي".
وفيما يتعلق بحكم الصلاة إذا اكتشفت المرأة بعد انتهائها أن الإفرازات كانت نازلة أثناءها، قالت السعيد: "لو كانت من أصحاب الأعذار، وقد توضأت بعد دخول وقت الصلاة، فصلاتها صحيحة، حتى وإن شعرت بنزول الإفرازات أثناء الصلاة".
وقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصاحب العذر: "صَلِّ وإن وجدته على فخذك"، أي أن استمرار العذر لا يفسد الصلاة، ما دام الشخص قد توضأ في وقت الصلاة وأدى ما عليه.