الدبيبة يعلن انتهاء حكم الميليشيات في طرابلس.. الأمن بيد الدولة فقط
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أن مرحلة "فرض الأمر الواقع" انتهت رسميًا في طرابلس، مؤكدًا أن مديرية أمن العاصمة أصبحت الجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن تأمينها، في تحول وصفه بـ"الانتصار الحقيقي للدولة".
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع أمني موسع حضره وزير الداخلية المكلّف، اللواء عماد الطرابلسي، شدد الدبيبة على أن "الميليشيات الخارجة عن القانون لم يعد لها موطئ قدم في العاصمة"، مشيرًا إلى أن الجهود الأمنية المتواصلة أسفرت عن استعادة مؤسسات الدولة سلطتها الشرعية.
وأوضح أن وزارة الداخلية نجحت خلال السنوات الماضية في ترسيخ الانضباطية والمهنية داخل جهاز الشرطة، واصفًا إياها بأنها "الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن والاستقرار".
وأكد الدبيبة أن التحدي القادم يتمثل في تأهيل وتطوير العناصر الأمنية، داعيًا إلى تعزيز دور الشرطة في مكافحة الجريمة وحماية الحريات. كما شدد على أن الاعتقالات يجب أن تتم فقط بموجب القانون، وبإشراف النيابة العامة، رافضًا أي عمليات احتجاز خارج الإطار الرسمي.
ونوّه رئيس الوزراء إلى أن الشرطة قدمت نموذجًا مشرفًا في تأمين التظاهرات السلمية وسط طرابلس، معتبرا ذلك دليلاً على احترام حقوق المواطنين وحريتهم في التعبير.
وختم الدبيبة بدعوة وزارة الدفاع إلى تعزيز التعاون مع الداخلية، مع التأكيد أن النجاح الأمني هو أساس نجاح الدولة، مطالبًا رجال الأمن بـ"عدم التراجع أو التهاون في أداء واجبهم الوطني".
ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، يعيش البلد الغني بالنفط أزمة تتمثل في وجود حكومتين، إحداهما معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة برئاسة الدبيبة، ومقرها طرابلس، وتدير منها غرب البلاد كاملا.
والحكومة الأخرى كلفها مجلس النواب، ويرأسها حاليا أسامة حماد، ومقرها مدينة بنغازي (شرق)، وتدير منها شرق البلاد كاملا ومدنا بالجنوب.
وتتابع البعثة الأممية جهودا لحل خلافات بين مؤسسات الدولة في ليبيا، لا سيما بشأن القوانين المفترض أن تُجرى وفقا لها انتخابات برلمانية ورئاسية طال انتظارها منذ سنوات.
ويأمل الليبيون أن تضع الانتخابات حدا للصراعات السياسية والمسلحة، وتنهي الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بالقذافي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية طرابلس ليبيا ليبيا طرابلس امن قرارات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الخطوة الأولى للتعافي تبدأ بنزع سلاح الميليشيات
آخر تحديث: 7 غشت 2025 - 10:00 صبقلم: فاروق يوسف لم أتعب نفسي بقراءة مسودات مشاريع وقف إطلاق النار في غزة، بغض النظر عن الجهة التي تقترحها، لا لشيء سوى اقتناعي بأن إسرائيل لن تستجيب لما يُطلب منها إلا بعد نزع سلاح حركة حماس. وعلى سبيل المناورة بحثًا عن تنازلات مقابلة، ترفض حماس هذا الواقع، لكن حقيقة وضعها لا تتيح لها الاستمرار طويلًا في هذا الرفض. ما دفعته غزة وأهلها من أثمان باهظة يشكل عنصر ضغط إنساني وأخلاقي لا يمكن الاستهانة به. سلاح حماس لم يعد مؤهلًا للدفاع، ولم يكن كذلك في الماضي. كان سلاحًا هجوميًا بنفس قصير، قياسًا بميزان القوى الذي تميل كفته لصالح إسرائيل. على العموم، فإن قياديي حماس العسكريين، الذين لم يعودوا على قيد الحياة، لم يخططوا لانتصار مباشر من خلال قوة سلاحهم. فهم، بفضل خبرتهم العسكرية، كانوا يعلمون أن السلاح الإسرائيلي قادر على الانتصار على سلاحهم. لذلك، استمد تفكيرهم في الانتصار قيمته من محاولة لفت أنظار العالم إلى قضيتهم، وبخاصة ما يتعلق من تلك القضية بالظلم الذي يعانيه أهل غزة من حصار وعزل ونبذ وتجويع وتهميش. على الجانب الآخر، هناك سلاح حزب الله، الذي يجب نزعه قبل فوات الأوان. كل الرهانات القديمة سقطت. بات الحزب، بعد تصفية قياداته العسكرية والسياسية التاريخية، مجرد كتلة بشرية مسلحة. لا يزال أفراد تلك الكتلة يؤمنون بالعقيدة ذاتها التي جعلتهم على ثقة بأن الخيار الإيراني سينتصر في المنطقة، وأن جنود “الولي الفقيه”، وهو تعبير مستعار من زعيمهم الأسبق حسن نصرالله، سيُكتب لهم النصر. غير أن هذا الإيمان لا يكفي في غياب إيران كقوة ضاغطة. سلاحهم لا معنى له في حالة انكفاء إيران على نفسها ومحاولتها حماية أمنها واستقرارها. سلاح حزب الله، دون الدعم الإيراني، لا يشكل خطرًا على إسرائيل، لكنه يظل عقبة أمام تنفيذ القرارات الدولية. هذا ما تستفيد منه إسرائيل، لأن لبنان، مع استمرار سلاح حزب الله، يبقى بلدًا منقوص السيادة، إذ تعجز دولته عن فرض سيطرتها على أراضيها. وتعلم إسرائيل أن تمسك الحزب بسلاحه لن يؤذي إلا لبنان. لا أحد في العالم سيمد يد العون للبنان ما دام هناك شيء اسمه سلاح حزب الله.
لن تكتمل الصورة إلا إذا سلطنا الضوء على سلاح الحشد الشعبي في العراق. ذلك سلاح إيراني وُجد لحماية المصالح الإيرانية في العراق، غير أن البعض يظن، في وهم، أنه يقوم بحماية أبناء الطائفة الشيعية، أو بشكل أدق الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق. واقعيًا، استُخدم هذا السلاح في أوقات سابقة وفق أجندة إيرانية واضحة المعالم. لا يشكل سلاح الميليشيات في العراق خطرًا على إسرائيل بقدر ما يشكله على العراق نفسه. كل ما يُقال عن دور الحشد في حماية العراق في مواجهة داعش هو نوع من التضليل، فالموصل، على سبيل المثال، لم تتحرر من احتلال داعش إلا بالقوة النارية التي قدمها القصف الأميركي. ولأن الحشد يتلقى أوامره من الحرس الثوري الإيراني، فإن انتماءه إلى القوات العسكرية العراقية وخضوعه لأوامر القائد العام لتلك القوات يعدّ واحدة من أكبر الأكاذيب التي يعيشها العراق الجديد.
لست هنا في حاجة إلى تقديم أمثلة عن الخطر الذي يمثله العبث بالسلاح المنفلت. لقد مللت، وملّ الكثيرون مثلي، من الحديث عن مقاومة بأجندة إيرانية تحولت إلى عبء على مجتمعاتنا في منطقتنا المليئة أصلًا بأسباب الانفجار، كالفقر والحرمان والفشل السياسي والفساد والتبعية وسوء الخدمات، ناهيك عن استمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية التي بلغت حد الإبادة الجماعية، كما حدث ويحدث في غزة. السلاح غير القانوني ليس إلا دعامة لإبقاء الدول التي ينتشر فيها في حالة فشل مستمر. وإذا كانت المقاومة، حسب الوصفة الإيرانية، قد انتهت إلى ظاهرة كارثية، فليس من المعقول الاستمرار في تجربتها. لقد تحول الشرق الأوسط إلى مختبر تجارب إيراني انفجر، أو تم تفجيره، دون أن يترك انفجاره أيّ أثر سلبي على إسرائيل. لذلك، صار من المجدي طي تلك الصفحة، بدءًا من نزع سلاح الميليشيات، لا لدرء خطرها عن إسرائيل، كما يزعم البعض، فليس لهذا الخطر وجود، بل لحماية المنطقة من شرورها. تمنح الميليشيات، بسلاحها الفالت وغير القانوني، فرصة لإسرائيل هي في أمس الحاجة إليها لتبرير سياساتها العدوانية. في المقابل، فإن هذا السلاح، الذي لا يزال يخدم أجندات إيرانية أكدت الوقائع أنها مضللة ولا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، ينفع إيران في تكريس هيمنتها على جزء من العالم العربي، على الرغم من فشلها في حماية منشآتها النووية. سلاح الميليشيات، في حقيقته، هو الخط الدفاعي الأخير لإيران، فإذا نُزع، تعرّت إيران، واقتربت المنطقة من خط التعافي الأول.