يرى بعض الآباء أن التفاوض مع الأطفال ليس خيارا مناسبا، خصوصا عندما يقابل الطفل بالرفض التوجيهات التقليدية مثل "افعل! لأنني قلت ذلك". غير أن الخبراء يؤكدون أن التفاوض يُعد مهارة حياتية ضرورية تساعد الطفل على تعلم الحوار واتخاذ القرارات، وينصحون بممارسة التفاوض ضمن ضوابط واضحة، مع الحفاظ على هيبة الوالدين ودورهم في توجيه السلوك وتحديد الحدود.

التفاوض مع الأطفال وأهميته

يعد النقاش للتوصل إلى اتفاقٍ ما يرضي الطرفين هو جوهر التفاوض. لكن التفاوض مع الأطفال أمر غاية الصعوبة، وقد يكون الأطفال أصعب المفاوضين الذين يحتاجون مهارات خاصة عند التفاوض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2%40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفاءlist 2 of 2كم مرة يجب أن يستحم الرضيع أسبوعيا؟ دليلك لحماية بشرته من الجفاف والتهيجend of list

يشرح تقرير على موقع "ماذرلي" مهارات التفاوض في التربية، موضحا أنها قدرة الوالدين على الحوار والتفاهم مع الأطفال للوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، بدلا من فرض الرأي أو التصادم. ويساعد التفاوض مع الطفل على إكسابه عددا من المهارات:

تعزيز العلاقات السليمة. تعلم حل المشكلات. خلق بيئة من التعاون والتعاطف في الأسر. تعزيز الاحترام والثقة بالنفس. الاستماع المتبادل وتقبل وجهات النظر المختلفة. التفاهم وتعلم اتخاذ القرار المشترك. التواصل بشأن رغباتهم واحتياجاتهم بطريقة معقولة. كيفية التواصل والتوصل إلى حلول وسط واتخاذ القرارات المناسبة. المرونة وتنفيذ رغبة الآباء. الآباء يحتاجون إلى أساليب للتفاوض مع أبنائهم (بيكسلز) كيف يمكن التفاوض؟

يحتاج الآباء إلى أساليب للتفاوض مع أبنائهم، وينصح موقع "رايزينغ تشيلدرين" بعدد من الخطوات تساعد في تفاوض ناجح مع الأطفال، منها:

استخدام نبرة صوت هادئة وواضحة لتجنب التوتر والنزاع. الاستماع للطفل دون مقاطعة لفهم مشاعره واحتياجاته. التعبير عن الرأي بوضوح وهدوء، والطلب من الطفل أن يشرح وجهة نظره. طرح أسئلة مفتوحة لتشجيعه على التفكير والحوار. أخذ استراحة إذا تصاعدت الأمور وإعادة المحاولة لاحقا بهدوء. اقتراح حلول وبدائل مرنة، بدلا من الرفض القاطع. إظهار الاستعداد للتنازلات المعقولة، وتشجيع الطفل على إيجاد حل مشترك. توضيح الاتفاق النهائي، حتى يفهم الطفل ما تم التوصل إليه. الاتفاق على العواقب مسبقا في حال خرق الاتفاق. إنهاء المحادثة بإيجابية، حتى لو لم تكن المفاوضات مثالية. الثناء على التزام الطفل بالاتفاق لتشجيع التكرار في المستقبل. عند التفاوض مع الأطفال يجب إعطاء الأولوية للعلاقة مع الطفل لتوفير الأمان والدعم العاطفي (بيكسلز) نصائح للتفاوض

من جهتها، ترى سونيا كانغ -الأستاذة المشاركة في قسم الإدارة في جامعة تورنتو مورنينغتون، والمعينة في قسم السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية في كلية روتمان للإدارة- أن بعض المناقشات الصعبة التي تجرى مع الأطفال قد تكون عاطفية ومتكررة وغير متوقعة، وقد تجعل الآباء يفقدون الأمل. وعلى موقع جامعة تورنتو، تطرح كانغ عددا من النصائح للآباء عند التفاوض مع الأطفال منها:

إعطاء الأولوية للعلاقة مع الطفل لتوفير الأمان والدعم العاطفي. الحفاظ على علاقة قائمة على التعلق الآمن لبناء شخصية مستقرة وواثقة. تحديد ما هو قابل للتفاوض وما ليس كذلك، والسماح بالمشاركة في اتخاذ بعض القرارات. عدم الدخول في معارك غير ضرورية والتركيز على الهدف الأساسي، لا التفاصيل. تقبُّل جميع مشاعر الطفل حتى مع عدم الاتفاق معها، وتوفير بيئة آمنة للتعبير. مساعدة الطفل على التعرف على مشاعره والتعبير عنها بكلمات. التفاعل مع مشاعره واحتياجاته العاطفية. الحزم بشأن السلوك وتوجيه الطفل نحو التصرف الصحيح. استخدام وصف دقيق للموقف بدلا من إصدار الأحكام. تشجيع الطفل بالتذكير بأفعاله الإيجابية السابقة. منح الطفل وقتا ومساحة للتصرف الصحيح والحازم عند الحاجة. التفاوض ليس دائما الخيار الأمثل

رغم أهمية التفاوض بوصفه وسيلة تربوية، فإنه لا يُناسب جميع المواقف. تشير تيري كورتزبيرغ، أستاذة في كلية روتجرز للأعمال في نيوارك، إلى أن هناك حالات يكون فيها الامتناع عن التفاوض هو الخيار الأفضل، إما لأن الموقف لا يستحق الجهد، أو لأنه يتطلب قرارًا حاسمًا لا يحتمل النقاش. وتوضح أن بعض الآباء يعتقدون أن كل خلاف يستوجب حوارا، بينما تكمن الحكمة التربوية في اختيار الأسلوب المناسب في التوقيت المناسب.

إعلان

وفي حوار لها على موقع جامعة روتجرز، توضح كورتزبيرغ أن الحزم ضروري في بعض الحالات، مثل ما يتعلق بالأمان أو القيم الأساسية غير القابلة للتفاوض، وفي هذه المواقف قد يكون استخدام عبارات حاسمة مثل "افعل! لأنني قلت ذلك" مبررا. لكنها تحذر من الإفراط في استخدام هذه العبارات، لأنها مع الوقت تفقد تأثيرها، ويتعلم الأطفال تجاهلها وتجاهل من يكررها.

في المقابل، ترى كورتزبيرغ أن التفاوض قد يكون مفيدا في مواقف أخرى، لأنه يوضح للأطفال منطق القرارات ويشعرهم بأنهم جزء من عملية اتخاذها، مما يعزز التزامهم بالقواعد واحترامهم إياها. وتشدّد على أهمية السياق والتوقيت في تحديد متى يكون التفاوض مجديًا، ومتى يجب الابتعاد عنه. وتختم بالقول إن "الذكاء التربوي لا يعني التفاوض الدائم، بل معرفة متى نفتح الحوار ومتى يكون الحسم هو الحل الأنسب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الطفل على

إقرأ أيضاً:

خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: الإمارات ركيزة أساسية للجهود الإنسانية والإغاثية في غزة

أحمد مراد، عبد الله أبو ضيف، أحمد عاطف (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة ترامب: احتلال قطاع غزة بأكمله أمر متروك لإسرائيل انهيار شبه كامل للنظام الصحي في غزة

شدّد خبراء ومحللون على أن المساعدات الإماراتية الموجهة إلى غزة، تشكّل ركيزة أساسية للجهود الإنسانية والإغاثية في القطاع، في ظل الظروف الإنسانية القاسية، التي يعيشها السكان، مشيدين بحرص الدولة على تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، عبر مبادرات إنسانية وإغاثية متكاملة توفر الغذاء والمياه والدواء.
واعتبر هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تُعد من أبرز الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، مما يظهر في مواقفها الثابتة والمشرّفة في المحافل الدولية دفاعاً عن الحقوق الفلسطينية، ودعماً لحل الدولتين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وأوضح مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن الدعم الإماراتي لقطاع غزة، كان له أثر كبير في مواجهة الجوع وتداعيات الحصار، مشيراً إلى أن عشرات آلاف الأطنان من الأغذية والأدوية التي أرسلتها الإمارات ساعدت، بشكل مباشر وفعّال، في الحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وذكر الشوا، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عملية إدخال المساعدات الإنسانية تمت رغم العقبات المستمرة وصعوبات فتح المعابر، فضلاً عن الإجراءات التعسفية التي حالت دون إدخال أكثر من 130 ألف طن من المساعدات العالقة على الحدود، لافتاً إلى أن أهمية المساعدات الإماراتية، تبرز في ظل الانهيار الصحي الخطير، بعد توقف المستشفيات الكبرى عن العمل، وارتفاع احتمالية تفشي الأوبئة، بسبب نقص المياه النظيفة.
وشدّد على ضرورة الاهتمام بالمنظومة الغذائية الخاصة بالأطفال، والتي تعاني تدهوراً خطيراً يجبر العائلات على اللجوء إلى مصادر تغذية غير آمنة، داعياً إلى الإسراع في استئناف إدخال المساعدات بعد توقفها المؤقت.
وأشار الشوا إلى أن المساعدات الإماراتية أثبتت فعاليتها في دعم سكان غزة وتعزيز صمودهم، لا سيما مع تصاعد التوجهات الإسرائيلية الرامية إلى إضعاف دور الأمم المتحدة، واستبدال منظومة الإغاثة الدولية بشركات خاصة تُستخدم كوسائل للضغط السياسي والتهجير.
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن الإمارات تُعد من أبرز الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما يظهر جلياً في مواقفها الثابتة والمشرفة في المحافل الدولية دفاعاً عن القضية الفلسطينية، إضافة إلى جهودها المتواصلة لدعم أهالي غزة إنسانياً وإغاثياً، سواء قبل اندلاع الحرب الحالية أو بعدها.
وقال الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الدعم الإماراتي لقطاع غزة لا يقتصر على المواقف السياسية والدبلوماسية الداعمة لإنهاء الحرب، بل تجسّد أيضاً في مبادرات إنسانية ومساعدات متواصلة، لا سيما مبادرتي «طيور الخير» و«الفارس الشهم 3»، بالإضافة إلى جهودها الرامية لدعم «الأونروا».
وأضاف أن الدور الإنساني المحوري الذي تضطلع به الإمارات في قطاع غزة، يمتد بجذوره إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهو مستمر حتى الآن بنفس درجة التفاني والإخلاص، مؤكداً أن الدولة تؤكد باستمرار على مركزية القضية الفلسطينية، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
في السياق، أكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار الغباشي، أن المساعدات الإماراتية الموجهة إلى غزة، تشكّل ركيزة أساسية للجهود الإنسانية والإغاثية في القطاع، في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها السكان نتيجة الحصار والعدوان المستمر.
وذكر الغباشي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تحرص على تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، مثل الغذاء والدواء والمياه، عبر مبادرات إنسانية وإغاثية متكاملة.
وشدّد على أهمية الجهود الإماراتية الرامية إلى دعم حل الدولتين، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.
وشدّد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، عماد محسن، على أهمية المساعدات الإماراتية، لا سيما أنها تأتي في وقت بلغت فيه المجاعة في غزة مستويات غير مسبوقة، مشيداً بمبادرة «طيور الخير» التي تتضمن إسقاط مساعدات جوية على مناطق النزوح.
وأوضح محسن، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المبادرات الإنسانية الإماراتية لم تقتصر على إيصال الدعم لأهالي القطاع، بل سلّطت الضوء على حجم الكارثة، وأسهمت في دفع دول أخرى إلى المشاركة في جهود الإغاثة الجوية.
وأشار إلى أن المساعدات الإماراتية شكّلت بارقة أمل لآلاف العائلات المحرومة من الغذاء والماء والمأوى، داعياً إلى مضاعفة حجم الدعم العربي والدولي لضمان دخول آلاف الشاحنات عبر المعابر البرية، باعتبار ذلك خطوة أساسية لمنع الانهيار الكامل في قطاع غزة.
وأفاد محسن بأن الأولوية الملحة في الوقت الراهن تتمثل في فتح المعابر فوراً، ورفع القيود المفروضة على دخول المساعدات، مؤكداً أن استمرار الحصار يؤدي إلى تعميق معاناة الجوع، ويزيد من خطر المجاعة، خاصة على الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر.

مقالات مشابهة

  • طبيب أمريكي من غزة: يجب أن يكون هناك تضامن دولي لحماية الأطفال
  • رمزي عودة: قرار إسرائيل باحتلال غزة يهدف للضغط على حماس للتفاوض
  • مشروبات أساسية لصحة عائلتك في فصل الصيف
  • جامعة القاهرة تواصل فعاليات برنامج «جامعة الطفل» بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي
  • نتيجة تنسيق رياض الأطفال بالإسكندرية 2025.. رابط مباشر
  • يحتفظون بدليل الجريمة.. أطفال غزة في متاهة الحرب فاقدين القدرة على الحياة
  • حضانة Odyssey: في طليعة تطبيق منهج ريجيو إميليا Reggio Emilia التعليمي في دولة الإمارات
  • أطفالنا ليسوا مشاهير: خطر تحويل الطفولة إلى أداء تمثيلي على وسائل التواصل
  • عقوبات صارمة لمكافحة تجارة الأطفال في قانون العقوبات
  • خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: الإمارات ركيزة أساسية للجهود الإنسانية والإغاثية في غزة