قال الدكتور توماس آدمكيفيتش، طبيب أطفال أمريكي متطوع بقطاع غزة، إن مشاهد معاناة الأطفال في القطاع خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة «تفطر القلب»، مشيرًا إلى أن نحو 19 ألف طفل استشهدوا منذ اندلاع العدوان.

طبيب أمريكي متطوع بقطاع غزة: الأطفال يجب ألا يكونوا جزءا من الحروببلجيكا تستدعي السفير الإسرائيلي ردا ضد خطة الاستيلاء على مدينة غزة

وفي مداخلة مع الإعلامي أحمد عيد، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أوضح آدمكيفيتش أنه شاهد خلال الأيام الماضية حالات مأساوية لأطفال فقدوا حياتهم أو يواجهون خطر الموت بسبب عدم توفر الرعاية الطبية اللازمة.

 مشاكل في القلب ونزيف دماغي

وأضاف: «رأيت طفلاً لم يكن مريضًا لدي مباشرة، لكنه كان مصابًا بمرض عضال ويتطلب علاجًا عاجلًا، حاولت أسرته إخراجه من غزة دون جدوى، فتوفي أمام أعيننا، لدينا الآن طفل آخر مريض جدًا، يعاني من مشاكل في القلب ونزيف دماغي، وقد لا ينجو، ويحتاج إلى علاج فوري، قبل الحرب كان من الممكن توفير هذه الرعاية، لكن الوضع تغيّر تمامًا، والمرافق الصحية أصبحت غير مؤهلة، وهناك نقص حاد في المعدات الطبية، إضافة إلى سوء التغذية وصعوبة الحصول على مياه شرب نظيفة».

الوضع في غزة

وأشار إلى أن كثيرًا من الأسر تُضطر لقطع عدة كيلومترات للحصول على المياه، في ظل غياب المستشفيات المجهزة لعلاج الأطفال، مؤكدًا أن الوضع في غزة «مأساوي لدرجة لا يمكن وصفها» ويبعث على «الغضب والسخط».

وعن طبيعة الإصابات التي تسببت في استشهاد العديد من الأطفال، قال: «أنا لست جراحًا، لكن زملائي في الجراحة أكدوا لي أن هناك أطفالًا جاؤوا إلى المستشفى مصابين أثناء بحثهم عن طعام أو ماء، بعضهم أُصيب بالرصاص أثناء سيره على الأرصفة، وأعمارهم بين 13 عامًا وما دون ذلك. أحدهم أصيب في عموده الفقري وبات نصف جسده مشلولًا، وآخر أُصيب في معدته فتضررت بشدة، وطفل آخر أصابته شظايا في رأسه فأصبح في حالة حرجة، وأخشى أنه لن ينجو».

وحول الرقم المعلن عن استشهاد 18500 طفل خلال الحرب، قال آدمكيفيتش: «كل طفل غالٍ ونفيس، الحروب قد تقع، لكن الأطفال لا يجب أن يكونوا جزءًا منها، ولا يجوز استهدافهم تحت أي ظرف، ما يحدث أمر وحشي وغير إنساني، يجب أن يكون هناك تضامن دولي لحمايتهم، هناك أيضًا بالغون ينتظرون العلاج، ونثمن دور مصر في استقبال بعض المصابين، لكن أطفال غزة ما زالوا يفتقرون للرعاية».

واختتم بقوله: «منذ بداية الحرب، خصوصًا خلال الأشهر الستة الأخيرة، تتزايد أعداد الضحايا بشكل مقلق، من الضروري إجلاء أكبر عدد ممكن من الأطفال بعيدًا عن مناطق الصراع، لكن الجهود الحالية غير كافية، ونأمل أن يتم إنقاذ المزيد منهم في أقرب وقت».

طباعة شارك غزة قطاع غزة الحرب الإسرائيلية إسرائيل الاحتلال قوات الاحتلال

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الحرب الإسرائيلية إسرائيل الاحتلال قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

«تريندز» يناقش تحولات الشرق الأوسط خلال مؤتمر دولي

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «تريندز» يشارك بالقمة الجيوسياسية في برلين «تريندز»: أهمية مواكبة التحولات الرقمية في دراسة الظواهر الدينية

شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ممثلاً بالباحث الرئيسي محمد الظهوري، مدير إدارة الدراسات السياسية المتقدمة بالمركز، في المؤتمر الدولي «منطقة طور التحول: التجارة والترابط والتكنولوجيا في الشرق الأوسط»، الذي نظمه معهد التعاون الدولي والدبلوماسية التكنولوجية والاتصال الألماني (ICI). ويُعد المؤتمر منصة عالمية مرموقة تجمع نخبة من المفكرين والخبراء وصُنّاع القرار لمناقشة التحديات والتحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة.
استهل الظهوري مداخلته في جلسة بعنوان «خطوات إقليمية نحو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، بالحديث عن ملامح التحولات في النظام الدولي، موضحاً أن المشهد العالمي لا يزال يتسم بقدر من الأحادية القطبية، حيث تواصل الولايات المتحدة الأميركية لعب دور القطب المؤثر في غالبية الملفات الدولية الراهنة، وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على قضايا الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. 

أولوية عالمية 
وتوقّف الظهوري عند معضلة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حل سلمي للنزاع، باعتبار أن استمراره يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، موضحاً أن السياسات الإسرائيلية الأخيرة زادت من حالة القلق والتوجس في المنطقة، الأمر الذي يفرض مسؤولية دولية أكبر لدفع جهود التسوية. 

التفاؤل 
وأشار الظهوري إلى أن الجهود الدولية السابقة قد أسهمت في إبقاء الأمل قائماً بإمكان تحقيق السلام، مشدداً على أهمية النقد البنّاء لهذه التجارب وتبنّي التفاؤل كخيار استراتيجي يمهّد لبناء مستقبل أكثر استقراراً للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأسرها، مؤكداً أن أي حل مستدام ينبغي أن يحقق التوازن بين الحقوق الفلسطينية ومتطلبات الأمن الإقليمي. 
ولفت الظهوري إلى أن التجارة والترابط والتكنولوجيا تمثّل أدوات محورية يمكن استثمارها لبناء الثقة وتعزيز الاستقرار، مشيراً إلى أن التكامل الاقتصادي والتكنولوجي يخلق مصالح مشتركة بين دول المنطقة، ما يفتح الطريق أمام تسويات سياسية عادلة ومستدامة. 

مقاربات واقعية 
اختتم الظهوري مداخلته بالتأكيد على أن أي حل حقيقي للصراع في المنطقة يجب أن يراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأن التحولات العالمية الجارية تتيح فرصة لاعتماد مقاربات أكثر واقعية، تُركّز على حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، باعتباره حلاً يعزز السلام، ويحقق التطلعات في الشرق الأوسط. 

حوارات بحثية 
على هامش المؤتمر، عقد «تريندز»، ممثلاً بالباحث محمد الظهوري، سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع شخصيات أكاديمية ودبلوماسية بارزة من ألمانيا وكوريا الجنوبية والإمارات، بهدف تعزيز آفاق التعاون المشترك.

مقالات مشابهة

  • أمين الفاتيكان: الوضع في غزة أصبح أكثر خطورة ومأساوية
  • مرحلة حاسمة.. ترامب: فريق أمريكي ثان غادر للانضمام إلى مفاوضات غزة
  • طبيب أطفال في غزة: لن أترك مرضاي مهما حدث
  • “ضغوط دولية واستعجال أمريكي”.. أبو زيد يرجح إعلان وقف الحرب اليوم
  • نتنياهو: اقتربنا من نهاية الحرب ولكننا لم نصل إلى هناك بعد وسيتم تدمير حركة الفصائل الفلسطينية
  • الحرب تؤزّم الوضع النفسي للفلسطينيين بالصفة الغربية
  • أشرف سنجر: هناك ضغط أمريكي كبيرا لإنهاء الحرب في قطاع غزة
  • عاجل: الزواج بـ"رخصة" والطلاق بـ"دورة".. مقترحات لحماية الأبناء من تبعات الانفصال
  • عبد المنعم سعيد: هناك اندفاع عربي وإسلامي متزايد لحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • «تريندز» يناقش تحولات الشرق الأوسط خلال مؤتمر دولي