هل تصمد القبة الحديدية أمام صواريخ إيران؟ الجواب قد يرسم ملامح الحرب
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
بينما يشكّل التدخل الأميركي المحتمل في البرنامج النووي الإيراني نقطة تحوّل حاسمة في مسار الحرب بين إسرائيل وإيران، إلا أن مصير هذا النزاع يعتمد على عاملين رئيسيين: مخزون إسرائيل من صواريخ الاعتراض، ومخزون إيران من الصواريخ البالستية بعيدة المدى. اعلان
منذ أن بدأت إيران ردّها العسكري على إسرائيل الأسبوع الماضي، أثبتت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، الرائدة عالمياً، فعاليتها في اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، ما منح سلاح الجو الإسرائيلي متسعاً من الوقت لشن ضرباته على إيران دون تكبّد خسائر فادحة على الجبهة الداخلية.
لكن مع استمرار الحرب، تستهلك إسرائيل صواريخها الاعتراضية بسرعة تفوق وتيرة إنتاجها، الأمر الذي أثار قلقاً متصاعداً داخل المؤسسة الأمنية حول ما إذا كانت البلاد ستنفد من مخزونها قبل أن تفرغ إيران من ترسانتها، بحسب إفادات ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين.
وقد دفع ذلك الجيش الإسرائيلي إلى ترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، مع إعطاء الأولوية لحماية المناطق المأهولة والبنى التحتية الاستراتيجية. وقال اللواء المتقاعد ران كوخاف، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، إن "صواريخ الاعتراض ليست حبّات أرز... هي محدودة العدد"، مضيفاً: "إذا كانت الصواريخ تستهدف مصافي حيفا، فاعتراضها أهم بكثير من صاروخ يسقط في صحراء النقب".
الجيش الإسرائيلي يرفض الكشف عن عدد الصواريخ الاعتراضية المتبقية، تفادياً لإعطاء إيران أفضلية ميدانية، إلا أن المعلومات تشير إلى أن نحو 400 صاروخ أُطلقت من إيران حتى صباح الأربعاء، تم اعتراض 360 منها أو مراقبتها حتى سقطت في أراضٍ غير مأهولة أو في البحر، فيما أصابت نحو 40 صاروخاً أهدافها.
في المقابل، يُقدر مسؤولون إسرائيليون أن إيران كانت تمتلك قرابة 2000 صاروخ باليستي عند اندلاع القتال، استخدم منها ما بين الثلث والنصف حتى الآن، سواء عبر الإطلاق المباشر أو تدمير المخازن التي تحتويها. ويبدو أن إيران بدأت تقلّص وتيرة الضربات، إدراكاً لاحتمال نفاد مخزونها.
وتعتمد إسرائيل على سبع منظومات دفاعية، من أبرزها:
- نظام "آرو" لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية،
- مقلاع داوود لاعتراضها على ارتفاعات متوسطة،
- القبة الحديدية للتصدي للصواريخ قصيرة المدى وشظايا الصواريخ الاعتراضية.
كما زوّدت الولايات المتحدة إسرائيل بأنظمة دفاع إضافية، بعضها يُطلق من سفن في المتوسط، فضلاً عن تجربة منظومة ليزر جديدة لم تُختبر على نطاق واسع. وتُستخدم المقاتلات أيضاً لاعتراض الطائرات المُسيّرة.
Relatedمنطقةٌ فوق بركان: غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية نوعية وأنظار العالم تتجه نحو أمريكا الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ونزوح بالداخللماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ الإيرانية؟لكن مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين -الذي بلغ حتى الآن 24 شخصاً وأكثر من 800 جريح- بدأت تتعالى أصوات داخل إسرائيل تطالب بإنهاء الحرب قبل أن تتعرض الدفاعات الإسرائيلية لاختبار يتجاوز طاقتها، خصوصاً إذا اضطرت إلى تخصيص الموارد لحماية مواقع استراتيجية مثل مفاعل ديمونا أو مقر القيادة العسكرية في تل أبيب.
ويرى زوهر بالتي، أحد كبار الضباط السابقين في الموساد، أن أمام إسرائيل "نافذة من يومين إلى ثلاثة لإعلان النصر وإنهاء الحرب"، بعد أن نجحت في ضرب معظم الأهداف النووية الإيرانية.
في المقابل، يراهن آخرون على قدرة إسرائيل على تدمير ما تبقى من منصات الإطلاق الإيرانية -الثابتة والمتحركة- المنتشرة فوق الأرض وتحتها، بهدف إضعاف قدرة طهران على شن ضربات متزامنة واسعة النطاق. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل دمّرت أكثر من ثلث تلك المنصات، ما قلّص من وتيرة الهجمات الإيرانية.
وبحسب آصف كوهين، القائد السابق لوحدة الشؤون الإيرانية في الاستخبارات العسكرية، فإن "المشكلة الحقيقية تكمن في عدد المنصات أكثر من عدد الصواريخ"، مضيفاً: "كلما دُمّرت منصات أكثر، قلت قدرة إيران على تنفيذ ضربات جماعية، وستضطر إلى تبني تكتيك المضايقة: صاروخ أو اثنان كل فترة، يستهدفان منطقتين مختلفتين لإرباك الرد الدفاعي".
في المحصلة، فإن استمرار هذه الحرب واستدامتها باتا مرهونين بمواجهة متصاعدة بين محدودية الموارد الدفاعية لدى الطرفين، والقدرة على الصمود الاقتصادي والمعنوي أمام تصاعد الكلفة البشرية والمادية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي برنامج الصواريخ الإيراني نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية الشرق الأوسط حروب سوريا باكستان روسيا الاتحاد الأوروبي
إقرأ أيضاً:
إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإسرائيلي؟
قال تقرير نشرته صحيفة إندبندنت إنّ الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة تمكّنت من خرق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بسبب كثافة الهجمات وتطور التقنيات المستخدمة.
وأكد التقرير -بقلم مراسل الصحيفة أليكس كروفت- أن نجاح الضربات الإيرانية جاء على الرغم من تعدّد طبقات الحماية التي طوّرتها إسرائيل على مدار سنوات لمواجهة صواريخ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هل تصمد منظومات الدفاع الإسرائيلية أمام صواريخ إيران؟list 2 of 2كاتب أميركي: حرب إسرائيل وإيران اختبار صعب للهندend of listوأوضح أنّ منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعمل إلى جانب منظومات أخرى مثل مقلاع داود وصواريخ السهم (آرو 3) ومنظومة ثاد الأميركية، لكنها رغم ذلك لم تتمكّن من التصدي لجميع الصواريخ الإيرانية.
وأفاد التقرير نقلا عن ماريون ميسمر، الخبيرة الأمنية في مركز أبحاث تشاتام هاوس، بأنّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية "فعّالة لكنها غير منيعة، وللقبة الحديدية سمعة إعلامية تفوق فعاليتها الفعلية".
وأضافت ميسمر أن "العديد من الصواريخ التي أسقطتها القبة الحديدية في السابق جاءت بأعداد أقل وبمسارات طيران متوقعة، ومن مواقع معروفة مثل غزة أو جنوب لبنان".
ووفق التقرير، اعتمدت الإستراتيجية الإيرانية بشكل رئيسي على إطلاق عدد كبير من الصواريخ بشكل متزامن، بهدف إضعاف قدرة المنظومات الدفاعية على التصدي للصواريخ بالكامل.
وأكدت الأستاذة مارينا ميرون، من كلية كينغز في لندن، أن السبب الأبرز لنجاح إيران هو "استخدامها لعدد هائل من الصواريخ"، مما أنهك المنظومات الإسرائيلية وأعاق قدرتها على التعامل مع كل التهديدات في آن واحد، حسب التقرير.
وقالت ميسمر للصحيفة إن عاملا رئيسيا آخر لنجاح إيران هو استخدامها صواريخ فرط صوتية يمكنها تغيير مسارها أثناء الطيران، مما يجعل اعتراضها أكثر صعوبة.
كما رجّح خبراء أن إيران لجأت لاستخدام مسيرات وهمية بطريقتين، الأولى هي وضعها قرب منظومات الدفاع الإسرائيلية لإجبارها على استهداف بعضها البعض، والثانية هي إرسال العديد من الأهداف الزائفة لاستنزاف ذخيرة المنظومات، حسب التقرير.
وأشارت ميرون إلى احتمالية استخدام الحرس الثوري الإيراني وسائل الحرب الإلكترونية مثل التشويش على الرادارات الإسرائيلية، ومنعها من رصد الصواريخ الإيرانية.
إعلانوخلص التقرير إلى أن "أكبر خرق للدفاع الجوي الإسرائيلي منذ سنوات" لا يدل على فشل تقني للمنظومات الإسرائيلية، بل على خطة هجومية مركّبة اعتمدت على كثافة النيران وتنوع الإستراتيجيات، مؤكدا أنه لا وجود لمنظومة دفاعية محصّنة بالكامل.