من غزة إلى صنعاء.. نار العدوان وصوت الصواريخ تكشف الحقائق المدفونة
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
في الوقت الذي لا تهدأ فيه سماء غزة عن استقبال نيران العدو الإسرائيلي، يقف أهلها في وجه الموت بصبر يفوق الوصف. أجساد الشهداء المتناثرة على أطلال البيوت، ودموع الأمهات في ساحات المشافي، تكشف الحقيقة التي أرادت آلة الحرب طمسها، المجاعة في غزة وصلت إلى مراحل غير مسبوقة، تخيّل مدينة بأكملها، أطفالها، شيوخها، نساؤها، لا يجدون لقمة تسد رمقهم.
ولأن الكفاح لا يعرف حدودًا، كانت صنعاء أقرب من أي عاصمة عربية لقلب غزة. اليمن العظيم، شعب الإيمان والحكمة والوفاء، وتحت قيادة السيد القائد، لم يتأخر في دعم فلسطين، بل يخرج في الساحات، ومستمر بصواريخه ومسيراته بضرب كيان العدو في وسط مدنه، محاصراً الموانئ والملاحة الإسرائيلية في البحر، ليعلن عن موقف صارم لا يُشترى ولا يُساوَم عليه، القوات المسلحة اليمنية لم ترفع شعار التأييد فقط، بل اختارت الإسناد الفعلي، في رسالة تقول “غزة ليست وحدها”.
لكن كل عمل مقاوم يأتي ومعه سيل من المؤامرات، فاليمن لم يسلم من محاولات خارجية، بعضها خليجية وآخرها غربية وصهيونية، لضرب الصف الداخلي في صنعاء. مساعٍ لإشعال الفتن، وتغذية الأفاعي الداخلية التي تعيش خارج البلد، كي تعيق صنعاء عن أداء دورها نحو فلسطين. وبين كل محاولة تخريب، تصمد صنعاء، وتثبت أن إرادة المقاومة لا تُهزم بالمال ولا تُخترق بالإعلام.
ولتفهم خلفيات المشهد، لا بد من الرجوع إلى جذور الأزمة السابقة. فهادي، الملقب بالدنبوع، يعترف أمام الناس بأنه استلم دولة من صالح عفاش، بلا أمن ولا اقتصاد، وحتى البنك المركزي كان فارغًا، لا يحتوي على معاشات للمواطنين. عفاش مارس النهب الممنهج، سرق ٦٤ مليار دولار من أموال الشعب، وهو مبلغ يكفي لبناء دولة متماسكة تملك بنية تحتية تنافس دول العالم.
عفاش لم يأتِ من فراغ، بل وصل للحكم بعد تآمره مع الغشمي على اغتيال الرئيس الحمدي، حينها كان الدولار يساوي ٤ ريالات، وعندما غادر الحكم بعد ثلاثة عقود، أصبح الدولار يساوي ٢٢٠ ريالًا. هذا الانهيار الاقتصادي يُظهر كيف تم بيع اليمن في سوق المصالح، وترك للشعب وطنًا ممزقًا.
ومع كل هذا الإرث الثقيل، لم تتراجع صنعاء عن موقفها، بل وقفت إلى جوار غزة، وواصلت دعمها رغم التحديات. وفي وقت تتخلى فيه أنظمة غنية عن القضية، يبرز صوت الكرامة من اليمن ليعلن أن فلسطين لا تُباع، ولا تُنسى.
غزة تُقصف، وصنعاء تتوعد الخلايا على جبهات متعددة، لكن من بين الدخان والحطام، يظهر الوجه الحقيقي للأمة التي لا تموت، بل تتجدد في كل نبضة صمود.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن يشعل ميادين الوفاء لغزة ويؤكد الجهوزية لمواجهة التصعيد الصهيوني
يمانيون | تقرير
في مشهد متجدد من الحضور الشعبي والقبلي الراسخ، احتضنت عدد من المديريات، في العاصمة صنعاء ومحافظات تعز وعمران، وقفات مسلحة ومظاهرات قبلية وعسكرية، تحت راية النصرة والدعم الكامل للشعب الفلسطيني، ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف الأمة بأكملها.
هذا الحراك الشعبي المتسع، لم يكن مجرد تظاهرات عابرة، بل شكل ترجمة عملية لحالة التعبئة والجهوزية العالية، وإعلاناً صريحاً بأن اليمن حاضر بكل أبنائه في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، بما يعكس الإرادة الصلبة لشعب بات يرى فلسطين جزءاً لا يتجزأ من مصيره.
شعوب بالعاصمة صنعاء .. صوت البندقية في وجه الخيانة
في قلب العاصمة صنعاء، وتحديداً في مديرية شعوب، شهدت الساحات وقفة مسلحة حاشدة رفع فيها المشاركون السلاح والكلمة معاً، تحت شعار “لبيك يا غزة العزة والإيمان والثبات”، مجددين العهد على المضي في خط الجهاد والمواجهة، رغم التحديات والتضحيات.
الجموع أعلنت براءتها الكاملة من كل من خان القضية وباع نفسه للمشروع الصهيوني والأمريكي، مجددين تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في اتخاذ ما يلزم من خيارات عسكرية تصعيدية رداً على جرائم العدو.
وكيل هيئة الزكاة علي السقاف، وفي كلمته، أشاد بالحشد القبلي الشعبي، مؤكداً أن هذا الزخم يعكس الوعي العالي بخطورة المرحلة، ويؤكد جهوزية اليمنيين لخوض معركة المصير العربي والإسلامي، على طريق القدس.
وفي بيان الوقفة، الذي تلاه حمود النقيب رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بأمانة العاصمة، عبّر الحاضرون عن استعدادهم الكامل لبذل الدماء والأرواح والأموال في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن كل من يسكت على العدوان أو يبرر له، شريكٌ في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
بلاد الروس بصنعاء .. النفير العام واستعداد لمواجهة أي عدوان
وفي مديرية بلاد الروس التابعة لمحافظة صنعاء، شهدت منطقة الشرقي وقفة قبلية مسلحة نظمتها التعبئة العامة، بحضور قيادات محلية ومجتمعية.
وأكد المشاركون، في البيان الصادر عن الوقفة، إعلانهم الجهوزية العالية والنفير العام لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الصهيوني، مشيدين ببطولات القوات المسلحة اليمنية، ومطالبين بتوسيع العمليات النوعية التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني.
الوقفة مثّلت صوت التحذير الصارخ من أي محاولات داخلية لإرباك الجبهة اليمنية، مؤكدين أن الشعب اليمني في هذه المرحلة الحرجة، لا يساوم على قضيته المركزية، ولن يسمح بأي اختراق يخدم مشاريع العدو.
عمران..زحف قبلي مسلح وإدانة لمجازر العدو
قبائل محافظة عمران كانت على موعد مع الوفاء لقضية فلسطين، حيث شهدت مديريات المحافظة، وعلى رأسها مدينة عمران وصوير وثلاء وبني صريم وريدة وخارف وسفيان والعشة، سلسلة من الوقفات القبلية والطلابية الحاشدة.
الوقفة الرئيسية التي تقدمها المحافظ الدكتور فيصل جعمان والقيادات الأمنية والتنفيذية، رفعت الصوت عالياً ضد الصمت العربي والإسلامي المخزي، مؤكدة أن ما يجري في غزة من إبادة وتجويع وحرمان لا يُقابل إلا بالخزي إن لم يُواجه بالمواقف العملية والدعم الحقيقي.
وأعلن أبناء عمران النفير العام لمواجهة أمريكا و”إسرائيل”، مؤكدين تفويضهم المطلق لقائد الثورة في تصعيد المواجهة، مشيرين إلى أن عروبة اليمنيين وشهامتهم تأبى أن يصمتوا أمام نداءات الاستغاثة التي يطلقها أطفال ونساء غزة.
البيان الصادر عن الوقفات في المحافظة أكد رفض كل أشكال الخيانة، والجهوزية الكاملة للتصدي لأي اختراقات داخلية أو تحركات مشبوهة تسعى لإضعاف موقف اليمن الداعم لغزة.
تعز.. رسائل قبلية من صالة وشرعب إلى ميادين المواجهة
من تعز، جاءت الرسائل القبلية المسلّحة من مديريتي صالة وشرعب الرونة واضحة، صريحة، لا لبس فيها: لا حياد في معركة فلسطين، ولا تراجع عن دعم المجاهدين في غزة.
في اللقاء القبلي بمديرية صالة، الذي حضرته قيادات محلية وعسكرية، أكد المشاركون أنهم ثابتون في معركة الدفاع عن المقدسات، معلنين استعدادهم الكامل للانخراط في ميادين المواجهة، وتأييدهم المطلق لقائد الثورة في اتخاذ ما يلزم من خطوات لردع العدو الصهيوني.
أما شرعب الرونة، فشهدت لقاءً قبليًا مسلحًا عبر عن موقف تعز الثابت، ورفضها لأي تحركات تخدم العدو أو تسعى لإشغال الشعب اليمني عن قضاياه الكبرى.
من اليمن إلى غزة.. الجبهة واحدة والراية واحدة
لا يبدو اليمن اليوم في موقع المتضامن من بعيد، بل في موقع المشتبك سياسياً وعسكرياً، روحياً وثقافياً، مع قضية فلسطين.
هذه الوقفات ليست مجرد فعاليات موسمية، بل محطات تعبئة متجددة، تؤكد أن اليمن حاضر في معركة الأمة الكبرى، جاهز للقتال، للإنفاق، للتضحية، للنصر.
وإذا كان العدو الصهيوني قد راهن على أن تنهك غزة وتستفرد بها المجازر، فإن اليمن ومن خلال هذه الرسائل الشعبية والقبلية والعسكرية، يردّ بأن معركة غزة لن تكون وحدها، وأن “الفتح الموعود” ليس مجرد وعد خطابي، بل مسار يتقدم بثبات.