عواصم "عواصم": دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المجتمع الدولي إلى إدانة الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد بلاده.

وقال الوزير الإيراني أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، قبيل اجتماع مخطط له مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي: إن ، "أي تبرير لهذه الحرب الظالمة والإجرامية يعد بمثابة تواطؤ.

"

ووصف عراقجي الهجمات بأنها "عمل عدواني فاضح من قبل نظام يرتكب إبادة جماعية مروعة في فلسطين منذ عامين."

وأضاف:" يجب على العالم، على كل دولة، وكل آلية وهيئة تابعة للأمم المتحدة، إدراك حجم الخطر والتحرك الآن لوقف المعتدي، وإنهاء الإفلات من العقاب، ومحاسبة المجرمين على فظائعهم وجرائمهم المستمرة في منطقتنا."

وفيما يتعلق باحتمالية استئناف المفاوضات، أشار عراقجي إلى أن إيران "تعرضت لهجوم في خضم عملية دبلوماسية جارية" مع الولايات المتحدة.

وتم إلغاء المحادثات المجدولة بشأن برنامج إيران النووي بعد أيام من اندلاع الصراع.

وتزعم إسرائيل أن إيران كانت على وشك امتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية - وهي تهمة تنفيها إيران دائما.

وأشار عراقجي إلى الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية، قائلا: "لقد استهدفت منشآتنا النووية السلمية، رغم أنها تخضع للرقابة الكاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورغم أن الهجوم على مثل هذه المنشآت محظور تماما بموجب القانون الدولي."

وأشار أيضا إلى ، "خطر وقوع كارثة بيئية وصحية نتيجة لتسرب إشعاعي."

ووفقا للأرقام الرسمية، لقي 24 شخصا في إسرائيل حتفهم، وأصيب أكثر من 800 آخرين جراء الهجمات الإيرانية منذ بداية الصراع بين إيران وإسرائيل.

وبحسب شبكة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) ومقرها الولايات المتحدة ، فقد قتل في إيران أكثر من 650 شخصا وأصيب أكثر من ألفين آخرين نتيجة للهجمات.

وتستند هذه الشبكة إلى مصادر ميدانية ومصادر متاحة علنا، في الوقت الذي لا تنشر فيه الحكومة الإيرانية أي بيانات رسمية بشأن عدد القتلى أو المصابين.

لا مفاوضات تحت القصف

قالت إيران اليوم إنها لن تناقش مستقبل برنامجها النووي مع القصف الإسرائيلي عليها في وقت تسعى فيه أوروبا لإعادة طهران إلى طاولة التفاوض وتدرس فيه الولايات المتحدة ما إذا كانت ستتدخل في الصراع.

ترامب يتأرجح

يتأرجح ترامب بين تهديد طهران وحثها على استئناف المحادثات. وقالت مصادر إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تحدث إلى عراقجي عدة مرات خلال الأسبوع المنصرم.

وأعلنت إدارة ترامب الجمعة فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران استهدفت كيانات مختلفة بهدف تعطيل جهود طهران للحصول على التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج.

ويقول مسؤولون غربيون وإقليميون إن إسرائيل تسعى إلى إسقاط نظام الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

إصابة 19 في القدس

أصيب 19 شخصا بجروح، بينهم حالة حرجة، في هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مدينة حيفا، وفق ما ذكرت اليوم مصادر في مستشفى رمبام الواقعة في هذه المدينة لوكالة فرانس برس، بعد أسبوع من بدء الحرب بين البلدين.

وفي هذه المدينة الساحلية (شمال)، شرع رجال الإنقاذ بتفقد المباني التي طاولها القصف، بحسب مصور وكالة فرانس برس في المكان.

وفي وقت سابق، قال جهاز الإسعاف "نجمة داود الحمراء" إنه "عقب أحدث التحذيرات، يقدم المنقذون والمسعفون... الرعاية الطبية ويقومون بإجلاء فتى يبلغ 16 عاما في حالة خطرة إلى المستشفى، بعد إصابته بشظية في الجزء العلوي من الجسم، بالإضافة إلى رجل يبلغ 54 عاما إصابته متوسطة".

ودوت صفارات الإنذار في وقت سابق من بعد الظهر في عدة مناطق في إسرائيل، في أعقاب هجوم صاروخي إيراني.

وأطلقت إسرائيل في 13 يونيو حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة"، فيما ترد إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية.

تحذير أممي

حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة من أن ضربة إسرائيلية على محطة بوشهر النووية في جنوب إيران قد تؤدي إلى كارثة إقليمية، مضيفا أنه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي منذ بدء الحرب.

وقال رافايل غروسي أمام مجلس الأمن الدولي "إنه الموقع النووي في ايران حيث ستكون تداعيات هجوم الأكثر خطورة"، ملاحظا ان الموقع يضم آلاف الأطنان من المعدات النووية.

واضاف "لقد تواصلت معي دول من المنطقة بشكل مباشر خلال الساعات القليلة الماضية للتعبير عن مخاوفها، وأريد أن أوضح بشكل قاطع وكامل أنه في حال وقوع هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، فإن ضربة مباشرة ستؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة للغاية من النشاط الإشعاعي".

وتابع "في شكل مماثل، فان هجوما يتسبب بقطع الخطين الكهربائيين اللذين يغذيان المحطة يمكن ان يؤدي الى ذوبان قلب المفاعل، ما يعني تسرب مستويات كبيرة من الإشعاعات في البيئة" المحيطة.

وقال غروسي ايضا "في أسوأ الأحوال، قد يتطلب السيناريوهان اتخاذ تدابير وقائية، مثل إجلاء السكان إلى الملاجئ، أو الحاجة الى تناول مادة اليود، لمسافات تراوح بين بضعة كيلومترات ومئات الكيلومترات".

كما أعرب عن قلقه إزاء مخاطر تنفيذ هجوم على مفاعل الأبحاث في طهران، والذي "قد تكون له عواقب وخيمة، ربما على أقسام كبيرة" من المدينة وسكانها.

وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية على إيران "لم تتسبب في تسرب إشعاعي يؤثر على الناس في هذه المرحلة"، ولكنه نبه الى "خطر حدوث ذلك".

كما أكد أن وكالته قادرة على ضمان عمليات تفتيش مستقبلية "محكمة" للبرنامج النووي الإيراني.

وقال غروسي "الحل الدبلوماسي ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية. وقد تمت مناقشة عناصر الاتفاق. ويمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تضمن من خلال نظام تفتيش محكم عدم تطوير أسلحة نووية في إيران".

سحب دبلوماسيين

أعلنت المملكة المتحدة اليوم أنها سحبت طاقمها الدبلوماسي من إيران في اليوم الثامن من الحرب بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "بسبب الوضع الأمني الراهن، اتخذنا إجراء وقائيا يقضي بسحب موقت لطاقم المملكة المتحدة من إيران"، مضيفة أن "سفارتنا تواصل عملها من بعد".

واضافت الخارجية "نتعامل بجدية كبيرة مع حماية طاقمنا والمواطنين البريطانيين، وقد نصحنا منذ فترة طويلة بعدم التوجه الى ايران".

كذلك، اعلنت استراليا اليوم انها علقت عمليات سفارتها في طهران وامرت طاقمها الدبلوماسي بمغادرة ايران.

وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية بيني يونغ في مؤتمر صحافي "ليس قرارا اتخذ اعتباطا. انه قرار يستند الى تدهور الاوضاع الامنية في ايران".

وطلبت الحكومة من جميع الاستراليين مغادرة ايران اذا تمكنوا من ذلك في شكل آمن، لافتة الى ان نحو الفي استرالي وافراد عائلاتهم يرغبون في مغادرة ايران، علما ان 1200 مواطن استرالي موجودون في اسرائيل.

وفي السياق نفسه، اغلقت البرتغال وبلغاريا وجمهورية تشيكيا ونيوزيلندا بعثاتها الدبلوماسية في ايران في شكل موقت.

50 طائرة

قال مندوب العراق لدى الأمم المتحدة إن 50 طائرة حربية إسرائيلية انتهكت المجال الجوي العراقي قبيل اجتماع للأمم المتحدة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران اليوم.

وأبلغ عباس كاظم عبيد الفتلاوي، القائم بأعمال بعثة العراق لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي أن الطائرات جاءت من المناطق الحدودية السورية الأردنية.

وقال "انطلقت 20 طائرة، تلتها 30 طائرة متجهة إلى جنوب العراق، وحلقت فوق مدن البصرة والنجف وكربلاء".

وأضاف "هذه الخروقات تمثل انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"

وتابع قائلا "تُشكل أيضا تهديدا للأماكن والمناطق المقدسة مما قد يثير ردود فعل شعبية قوية، نظرا لأهمية هذه الأماكن المقدسة لشعوبنا".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟

وصلت التوترات بين طهران وبيروت إلى مستوى جديد، حيث رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة إيرانية رسمية فيما تحاول إسرائيل إزالة تهديد حزب الله في الشمال من خلال توسيع هجماتها.

في يوم الأربعاء 10 ديسمبر (19 آذر 1404)، أعلن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي أنه لم يقبل حتى الآن دعوة لزيارة طهران واقترح بدلاً من ذلك إجراء محادثات مع إيران في بلد ثالث محايد ومتفق عليه بشكل متبادل.

ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد أرجع رجي سبب القرار الى ما أسمّاها "الظروف الحالية"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وشدد الوزيراللبناني على أن هذه الخطوة لا تعني رفض المحادثات مع إيران.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، وجّه الأسبوع الماضي دعوة لنظيره اللبناني لزيارة إيران في المستقبل القريب ومراجعة العلاقات الثنائية.

انضم إلى يورونيوز فارسي على فيسبوك

تبدو مسألة نزع سلاح «حزب الله» والهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت أبعد من مجرد قضية محلية بسيطة، وكما تصف مجلة «عرب ويكلي» الأسبوعية المطبوعة في لندن في مقالها يوم الأربعاء: «لقد أصبح لبنان في الواقع أرضًا محروقة حيث يتم تبادل الرسائل (والصواريخ) بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة».

حذّر وليد جنبلاط، السياسي اللبناني الدرزي، بنبرة صريحة مؤخرًا من أن بلاده يجب ألا تصبح «صندوق بريد» لإيصال الرسائل بين القوى الأجنبية.

ويبدو أن رسالة تل أبيب الأخيرة إلى حزب الله وطهران قد وصلت إلى حارة حريك معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 نوفمبر الماضي. فخلال الغارة الإسرائيلية، التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيًا، تم تدمير قصف مبنى سكني وقُتل في الغارة قائد أركان الحزب هيثم علي طباطبائي.

وترى الدولة العبرية أنه بفضل غاراتها الجوية على إيران وإضعاف عدوها اللبناني، فإنها لم تعد مهتمة بإدارة تهديد «حزب الله»؛ بل إنها تنوي القضاء عليه. فقد سبق وخيّر نتنياهو حكومة نواف سلام والشعب اللبناني عامة العام الماضي بين أمريْن: إما "تحرير بلدكم من حزب الله" أو مواجهة "الدمار والمعاناة على غرار ما نراه في غزة" وفق تهديده.

حزب الله: أكثر من الخبز والماء للبنان

يعتقد فاضل إبراهيم، كاتب المقال، أن هذه التطورات قد غيّرت بشكل جذري نظرة إيران إلى حزب الله؛ وأنه "قبل هجمات حزيران/يونيو، كان حزب الله أداة لاستعراض القوة، ولكن الآن، ربما يُعتبر الدرع الأخير المتاح لضمان بقاء الجمهورية الإسلامية".

كما تفسّر هذا الرأي ملاحظات علي أكبر ولايتي، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في إيران، الذي شدد في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر على أن "وجود حزب الله أكثر أهمية للبنان من الخبز".

وقد قوبلت هذه التصريحات برد فعل عنيف وصريح من الحكومة اللبنانية. وصف يوسف رجي، وزير الخارجية اللبناني، تصريحات ولايتي بأنها انتهاك واضح لسيادة بلاده، وكتب في رسالة على شبكة X موجهة إلى نظيره الإيراني، عباس عراقجي، أن "ما هو أكثر قيمة بالنسبة لنا من الماء والخبز هو سيادة وحرية واستقلال صنع القرار الداخلي لدينا".

كما ندد بانتقاد حاد بالشعارات الأيديولوجية والبرامج العابرة للحدود التي دمرت الأمة اللبنانية على حد قوله.

لم تعد الحكومة اللبنانية تنقل سخطها سراً، بل تعلن ذلك بصوت عالٍ للجميع. وشدد وزير الخارجية اللبناني آنذاك، في مقابلة مع شبكة الجزيرة العربية، على أن "حزب الله لا يمكنه تسليم أسلحته دون قرار من إيران"، وهو اعتراف واضح بحقيقة أن السيطرة على الحرب والسلام في لبنان لا تكمن في بيروت، بل في طهران.

إسرائيل توسّع نطاق حملاتها العسكرية في المنطقة بعد وقف إطلاق النار في غزة

في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات الخطابية بين بيروت وطهران، تعمل إسرائيل، التي قلصت أنشطتها العسكرية خلال وقف إطلاق النار الهش في غزة، بنشاط على توسيع نطاق عملياتها إلى البلدان المجاورة.

بالإضافة إلى استهداف قادة حزب الله وعناصره، كثف الجيش الإسرائيلي أيضًا حملته في سوريا، مخلفًا عددًا كبيرًا من الضحايا من خلال شن هجوم برّي جريء في بلدة بيت جن.

كما أن الوضع الحالي في الميدان يزيد من تفاقم الأوضاع، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن المبعوث الأمريكي توم باراك قد صرح في تحذيره الأخير لبغداد بأن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة الأراضي العراقية إذا تدخلت الميليشيات المدعومة من إيران هناك لدعم حزب الله.

هل تعتبر الغارات على لبنان بروفة لـ "الجولة الثانية" من الهجمات ضد إيران

يبدو أن هذه الهجمات والتهديدات مقدمة لـ «جولة ثانية» من الهجمات ضد إيران. فقد حذر مدير وزارة الدفاع الإسرائيلية أمير بارام مؤخرًا في خطاب ألقاه في جامعة تل أبيب من أن "التراكم السريع للقوة" في إيران يعني أن "جميع الجبهات تظل مفتوحة".

بالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية. عرب ویکلی

بالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية.

كما تجاهل نتنياهو مؤخرًا أي غموض حول ترتيب العمليات هذا. ففي مقابلة أجريت معه مؤخرًا، قال مزهوّا إن حرب حزيران/يونيو قد أخرجت كبار العلماء النوويين في إيران والقيادة من الميدان" وأزالت التهديد المباشر المتمثل في "السلاح النووي". ومع ذلك، ومع الاعتراف بأن طهران ستعيد بناء برنامجها النووي مرة أخرى، أوضح المرحلة التشغيلية الحالية لإسرائيل بصراحة: "تركيزنا الآن على محور إيران... دعونا ننهي المهمة هناك".

والرسالة واضحة تمامًا: بمجرد وضع درع الوكيل جانبًا، سيتم إعادة فتح الطريق إلى طهران. فاضل ابراهیم أراب ويكلي

من وجهة نظر طهران، يبقى حزب الله الحليفَ الرئيسي والأقرب والأكثر قدرة على مواجهة الجبهة الشمالية لإسرائيل، كما أنه الركيزة الأساسية لـ "استراتيجية إيران الأمامية". ولهذا السبب، أصبح منع تدمير التنظيم أولوية قصوى لطهران حيث تنفق طهران موارد مالية ضخمة في محاولة لإعادة بناء قدرات الحزب.

ويقول مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده.

ويدّعي مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده. ويقال إن الأموال يتم تحويلها من خلال شبكة معقدة وغامضة من البورصات، مدعومة بمساعدة مجموعات من المسافرين الذين ينقلون النقود في حقائب للتحايل على النظام المصرفي الرسمي.

هذا التدفق المالي الحيوي يسمح لـ «حزب الله» بالاستمرار في دفع معاشات التقاعد لعائلات «شهدائه» وتجنيد قوات جديدة في وقت تنهار فيه الحكومة اللبنانية. لكن بالنسبة لإسرائيل، تعتبر عملية إعادة البناء هذه خطًا أحمر. من وجهة نظر تل أبيب، لا تهدف التفجيرات الحالية إلى القضاء على قادة «حزب الله» فحسب، بل هي محاولة لمنع المنظمة من تدمير بنيتها التحتية وأصولها المادية، التي تعيد إيران بناءها بتكلفة كبيرة.

لبنان، مبنى محترق بدون طريق للهروب

ومع تسارع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أصبح قادة لبنان، بما في ذلك الرئيس جوزاف عون وئيس الوزراء نواف سلام في وضع وكأنهما يديران مبنى محترقا دون مفرّ بحسب تعبير كاتب مقال آراب ويكلي.

وفي آب/أغسطس، صوّت مجلس الوزراء اللبناني، بشكل رمزي، على نزع سلاح التنظيمات غير الحكومية، لكن حزب الله تجاهل القرار إلى حد كبير، كما أن الجيش اللبناني غير قادر على التنفيذ دون المخاطرة ببدء حرب أهلية؛ وهي الحرب التي أقسم رئيس جمهورية عون على منعها.

ومع إعلان واشنطن أن مساعدتها المالية لبيروت ستكون مشروطة بنزع السلاح، وتأكيد سفيرها الجديد والعدائي، ميشيل عيسى، على ذلك أيضًا، لا يملك لبنان سوى هامش محدود للمناورة.

وبما أن تل أبيب وواشنطن تعتقدان أن حرب الـ 12 يومًا قد خلقت فرصة فريدة للقضاء نهائيا على الجمهورية الإسلامية والطرف الحليف المتمثل في "محور المقاومة"، فإن كلا من إسرائيل وأمريكا تضغطان على الحكومة اللبنانية للقيام بما لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي إكماله من السماء.

يعتقد كاتب المقال في المجلة المذكورة أن موجة العنف في لبنان أصبحت مؤشرًا يُظهر زيادة احتمال نشوب حرب مباشرة ثانية بين إسرائيل وإيران.

كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة وكلاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ «حزب الله» قبل 7 أكتوبر.

كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة حلفاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ "حزب الله" قبل 7 أكتوبر.

وعلى النقيض من ذلك، اعتمدت طهران على المبدأ المعاكس؛ لكسب المزيد من الوقت من خلال عرقلة عملية نزع السلاح، وتعزيز القدرة القتالية لـ "حزب الله" وجرّ الدولة العبرية إلى المستنقع اللبناني بحيث تصبح دفاعات إسرائيل مهترئة للغاية بحيث تتمكن الجمهورية الإسلامية من استعادة قوتها.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يدين الهجمات على المدنيين في السودان
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • ترامب: النزاع في أوكرانيا قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة
  • تضرر القطاع الصحي في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية
  • إسرائيل تستعد لسيناريو هجمات عبر أذرع إيران وجنوب سوريا
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • وساطة عُمانية ثلاثية الأبعاد لإنقاذ لبنان.. السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل
  • الشيباني: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تحديا خطيرا للسلام الإقليمي
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • زيلينسكي: الولايات المتحدة غير مستعدة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو