في تصعيد غير مسبوق للحرب الإيرانية –الإسرائيلية، أعلنت الولايات المتحدة، صباح اليوم الأحد، تنفيذ ضربات جوية مركزة استهدفت منشآت نووية إيرانية في كل من فوردو ونطنز وأصفهان. 

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، نجاح العملية، مشيرًا إلى أن الطائرات الأمريكية انسحبت من الأجواء الإيرانية فور إتمام المهمة.

وتأتي هذه الضربات بعد تقييم من قبل إدارة ترامب بأن المسار الدبلوماسي مع طهران بلغ طريقًا مسدودًا، ما استدعى اللجوء إلى الخيار العسكري لمنع إيران من مواصلة برنامجها النووي.

 وأفاد ترامب بأن قاذفات B-2 الشبح، المجهزة بقنابل خارقة للتحصينات، ألقت حمولة كاملة على منشأة فوردو، واصفًا العملية بأنها "واحدة من أعقد العمليات العسكرية في العالم".

وبحسب موقع "أكسيوس"، يشكل هذا التدخل الأمريكي المباشر تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في سياسة واشنطن حيال طهران، إذ أنهى سياسة الحذر التي اتبعها رؤساء أمريكيون سابقون وفضلوا من خلالها تفادي التصعيد المباشر مع إيران.

ويرجّح مراقبون أن تؤدي الضربات الأمريكية الأخيرة إلى ردود فعل إيرانية عنيفة، قد تستهدف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وهو ما يثير قلقًا متزايدًا بشأن احتمال اتساع رقعة النزاع ليشمل أطرافًا إقليمية ودولية أخرى.

ويرى محللون أن هذه التطورات قد تمثل بداية مرحلة جديدة من الصراع في الشرق الأوسط، تُنذر بتبعات عسكرية وسياسية واسعة، مع تلاشي آمال العودة إلى الاتفاق النووي، وتزايد احتمالات المواجهة الإقليمية المفتوحة.
 

إطلاق أكثر من 30 صاروخًا من إيران تجاه إسرائيلإيران تطالب مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ بعد الهجوم الأمريكي على منشآتها النوويةوزير خارجية إيران: الضربة الأمريكية ستكون لها عواقب وخيمةترامب ينشر لقطات من إشرافه شخصيًا على الضربة الأمريكية على إيران | شاهد

وطالبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأحد، بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية داخل إيران.

وجاء الطلب الإيراني بعد ساعات من إعلان  ترامب أن مقاتلات بلاده نفذت "هجومًا ناجحًا للغاية" على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم".

وفي رسالة رسمية وجهتها البعثة الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت طهران بعقد اجتماع عاجل "حفاظًا على السلم والأمن الدوليين"، لبحث ما وصفته بـ"العمل العدواني السافر وغير القانوني"، داعية المجلس إلى "إدانته بأشد العبارات واتخاذ جميع التدابير اللازمة في إطار المسؤوليات الموكلة إليه بموجب ميثاق الأمم المتحدة".

وفي تصريحات لاحقة خلال كلمة متلفزة، وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا للقيادة الإيرانية، قائلًا: "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية". واعتبر ترامب أن نجاح العملية العسكرية يمثل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق إيران، مع الحفاظ على سلامة قواتها.

وأضاف ترامب: "جميع الطائرات في طريق العودة للوطن بسلام. نهنئ محاربينا الأمريكيين العظماء"، مشيدًا بكفاءة الجيش الأمريكي في تنفيذ العمليات المعقدة.

طباعة شارك الولايات المتحدة حرب الإيرانية–الإسرائيلية منشآت نووية إيرانية فوردو ونطنز وأصفهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة حرب الإيرانية الإسرائيلية منشآت نووية إيرانية فوردو ونطنز وأصفهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

المساعدات الأمريكية في غزة: سلاح ناعم في حرب الإبادة الجماعية

بينما ينام العالم.. الفلسطينيون يطاردون طحينا تحت النيران

بينما يخلد العالم إلى نومه، يتكدّس آلاف الفلسطينيين في ساعات الليل القاسية قرب مراكز توزيع المساعدات الأمريكية جنوب ووسط قطاع غزة، يحدوهم الأمل بأن يسمح لهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالوصول إلى شحنات الغذاء، التي تديرها مؤسسة أمريكية.

لكن هذا الأمل غالبا ما ينتهي بمجازر، حيث يقتل العشرات وتُزهق أرواح المئات تحت وابل من الرصاص الإسرائيلي، في محيط يُفترض أن يكون بوابة للنجاة لا مصيدة للموت.

ففي واحدة من هذه الليالي، استشهد 25 فلسطينيا برصاص الاحتلال قرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة، بينما كانوا ينتظرون حصّتهم من المساعدات.

المساعدات الأمريكية من الإغاثة إلى الأداة السياسية
الولايات المتحدة لا تنظر إلى المساعدات كمجرد إنقاذ إنساني، بل كأداة لإعادة تشكيل غزة سياسيا واجتماعيا وفق شروط ما بعد الحرب
منذ توقيع اتفاق أوسلو، استخدمت الولايات المتحدة أدوات مدنية وإغاثية لاختراق البنية الفلسطينية، بدعوى "دعم التنمية"، لكن المضمون السياسي لهذه الأدوات كان دائما حاضرا. وقد تضاعف هذا الحضور منذ حصار غزة عام 2007، حيث رعت منظمات مثل "USAID" ومؤسسات غير حكومية تابعة للسفارة الأمريكية؛ مشاريع ذات طابع إنساني ظاهريا، وسياسي واقتصادي باطنيا.

هذه المساعدات لم تكن يوما مجانية أو بريئة، بل حملت أهدافا خفية:

- تفكيك البنية الاجتماعية المقاومة.

- فرض نماذج سلوكية واقتصادية تتماشى مع الرؤية الغربية.

- ربط الفلسطينيين بعجلة اقتصادية تعتمد كليا على التمويل المشروط.

وهكذا، تحوّلت المساعدات إلى قيد سياسي جديد يعيق الاستقلال ويضرب البنية الذاتية.

7 أكتوبر.. التحول من "الإغاثة" إلى "الإبادة الناعمة"

مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من حرب إبادة شنّها الاحتلال الإسرائيلي، أخذت مراكز المساعدات الأمريكية شكلا جديدا لا علاقة له بالإغاثة، بل بالأمن والتحكم والهيمنة. إذ تحوّلت هذه المراكز إلى:

1- أداة ضغط سياسي: حيث تم ربط دخول المساعدات بمواقف محددة من الفصائل، وإجبار المستفيدين على توقيع وثائق مناهضة للمقاومة.

2- غطاء للجرائم: فالولايات المتحدة، التي تدّعي "الرحمة"، هي الممول العسكري الأول لإسرائيل، وتمنحها أسلحة محرّمة تقتل بها ذات المدنيين الذين تزعم واشنطن مساعدتهم.

3- بنية استخبارية ناعمة: استخدمت هذه المراكز كغطاء لجمع بيانات سكانية ومعلومات جغرافية، تحت ستار "التقييم الإنساني"، ما جعلها جزءا من منظومة الاستهداف العسكري الممنهج للبنية المدنية.

المساعدات كأداة استعمارية لإعادة هندسة غزة

الولايات المتحدة لا تنظر إلى المساعدات كمجرد إنقاذ إنساني، بل كأداة لإعادة تشكيل غزة سياسيا واجتماعيا وفق شروط ما بعد الحرب. وتتلخّص هذه الرؤية في الآتي:

- فرض قيادة بديلة خارج معادلة المقاومة.

- تفكيك النسيج المجتمعي، وربط البنية المدنية بشبكات ولاء موالية للغرب.

- تحويل "الوصاية الإنسانية" إلى نظام وصاية سياسية واقتصادية.

إن هذه السياسات تنتمي إلى مدرسة "الهندسة الاجتماعية"، التي اعتمدتها واشنطن في أفغانستان والعراق، وتحاول اليوم تطبيقها في غزة، مستغلة دمار الحرب وسلاح الجوع.

الصمت الدولي وتواطؤ "الإنسانية" الانتقائية

تتحوّل المؤسسات الدولية إلى شريك غير مباشر في الجريمة، عبر:

- تجاهل مشروطية التمويل الأمريكي التي تقوّض مبدأ الحياد.

- ترويج روايات منقوصة عن إسقاط مساعدات من الجو، دون الإشارة إلى حصار وتجويع متعمد.

- التساهل من أنظمة عربية تسهّل مرور هذه المساعدات دون رقابة، رغم علمها بالتوظيف السياسي لهذه العملية.

هذا التواطؤ الدولي يحوّل العمل الإنساني إلى "ستار ناعم" لإدارة مشروع إبادة سياسية وجغرافية كاملة لشعب بأكمله.

شهادات حية على المأساة: حين تتحوّل المساعدات إلى شرك دموي

من الميدان، تخرج شهادات تشكّل أدلة دامغة على الدور الدموي لمراكز المساعدات:

- مقاطع فيديو لجندي إسرائيلي يطلق النار من داخل مركز مساعدات أمريكي.

- ناجون يروون كيف ارتبطت بعض السلال الغذائية بتواقيع ضد المقاومة.

- عاملون سابقون يقرّون بوجود عناصر استخباراتية داخل المراكز "الإنسانية".

وفي أحد أبرز المشاهد، وصف مغردون مشهد انتظار المساعدات بـ"لعبة الحبار" الحقيقية، حيث يجب على الناس الركض ثم السقوط أرضا عند إطلاق النار، وإلا فإن القناص سينهي حياتهم.

المساعدات كوسيلة تهجير قسري
ما تُسمى بـ"المنطقة الإنسانية الآمنة" ليست سوى مقبرة صامتة للمدنيين، تُدار بالمساعدات وليس بالصواريخ فقط
لم تعد المساعدات مجرد وسيلة للبقاء، بل أصبحت أداة في مشروع التهجير وتغيير الخريطة السكانية. فالمساعدات التي تُسقَط جوا أو تُدار من معابر يتحكم بها الاحتلال، تُستخدم لتوجيه السكان نحو مناطق تعتبرها إسرائيل "آمنة"، في محاولة لفرض خريطة جديدة لغزة ما بعد الحرب.

إن ما تُسمى بـ"المنطقة الإنسانية الآمنة" ليست سوى مقبرة صامتة للمدنيين، تُدار بالمساعدات وليس بالصواريخ فقط.

خاتمة: نحو تفكيك "أسطورة العمل الإنساني" الغربي

ما يحدث في غزة ليس فشلا للضمير الإنساني، بل تواطؤا منظما بين أدوات الإبادة وأدوات الإغاثة. ولا يمكن بعد اليوم الفصل بين الدعم العسكري والتمويل الإغاثي، فكلاهما جزء من منظومة واحدة هدفها إخضاع الشعب الفلسطيني.

على النخب العربية والحقوقية أن تعيد تعريف العمل الإنساني بوصفه جزءا من مشروع تحرري، لا واجهة استعمارية ناعمة. إن تحرير العمل الإغاثي من الهيمنة الغربية يجب أن يصبح أولوية لأي مشروع مقاومة عربي أو فلسطيني، وإلا فإن التاريخ سيكتب أن شعوبا قُتلت بيد مموليها، وأن المساعدات كانت الطلقة الأخيرة في جسد وطن منهك.

مقالات مشابهة

  • موقع عسكري هندي: مغادرة ترومان البحر الأحمر إذلال للبحرية الأمريكية
  • جدل في الداخل الأمريكي بعد دخول تعريفات ترامب الجمركية حيز التنفيذ.. مراسل القاهرة الإخبارية يوضح
  • جدل في الداخل الأمريكي بعد دخول تعريفات ترامب الجمركية حيز التنفيذ.. ما القصة؟
  • جدل في الداخل الأمريكي بعد دخول تعريفات ترامب الجمركية حيز التنفيذ
  • المساعدات الأمريكية في غزة: سلاح ناعم في حرب الإبادة الجماعية
  • اعترفت بقتل 11 زوجا لها خلال مسيرتها الزوجية وعقدت على 18 زوجا بالمتعة.. الإيرانية كلثوم أكبري الزوجة الحنونة التي هزت إيران
  • ترامب: مليارات الدولارات تتدفق إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • ترامب: «إذا حاولت إيران استعادة قدرتها النووية فأمريكا ستعود»
  • مسئول سابق بالناتو: الأوروبيون قبلوا شراء الأسلحة الأمريكية لإرضاء ترامب
  • روسيا تُحذر إيران من هجوم عسكري (أمريكي-إسرائيلي) قريب .. تفاصيل