هل فشلت أم القنابل في تدمير درة تاج برنامج إيران النووي؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
يتصاعد الحديث بشأن حجم الأضرار التي لحقت بمنشأة "فوردو" النووية الإيرانية بعد تعرضها لقصف أميركي بقاذفات شبحية إستراتيجية أسقطت على مداخلها 12 قنبلة من طراز "جي بي يو 57".
وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن منشأة "فوردو" تحتوي على 3 مداخل، معربا عن قناعته باستحالة أن تكون هذه الأنفاق تفضي مباشرة إلى أماكن المفاعل النووي الإيراني.
ووفق تصور الدويري، فإن هذه المداخل تفضي إلى أنفاق قد تكون بعشرات الأمتار تتعمق داخل الجبل -حسب زاوية الميل- ومن ثم يمكن الوصول إلى المنشأة النووية، مما يزيد عمقها إلى أكثر من 90 مترا وليس 60 مترا.
وبناء على هذا الوضع، فإن قنبلة "جي بي يو 57" -التي توصف بأنها "أم القنابل"- تؤدي إلى الأنفاق المؤدية إلى المنشأة وهي أنفاق مغلفة بالإسمنت المسلح، مشيرا إلى أن هذه القنابل تخترق 60 مترا في الخرسانة المسلحة.
وخلص إلى أن الضربة الأميركية "قد لا تكون فاعلة إلا إذا استخدمت القنابل بالتتالي من خلال الفتحة التي أحدثتها القنبلة الأولى"، مستبعدا أن يكون هذا ما حدث، وفق رأيه.
وأعرب عن قناعته بأنه ليس من السهولة إزالة الأنقاض بالمنشأة النووية بالسرعة المطلوبة، لكنه شدد على أن الضربة الأميركية كانت "كبيرة"، وشاركت فيها 125 طائرة، مما أدى إلى إلحاق ضرر كبير بالبرنامج النووي الإيراني وتعطيله لسنوات على الأقل.
وجاء تعليق الدويري ردا على معلومات نسبتها مجلة إيكونوميست البريطانية لخبراء أكدوا فيها أن منشأة فوردو "موقع محصن لا يمكن تدميره إلا بأسلحة نووية أو قوات برية تتولى تفجيره".
وحسب هؤلاء الخبراء، فإن "فوردو" لا يمكن تدميرها بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات.
في المقابل، نقلت القناة الـ14 عن مسؤولين إسرائيليين أن "منشأة نطنز لم تعد موجودة، في حين لحقت أضرار هائلة بفوردو وأصفهان".
إعلانوفي السياق ذاته، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إننا "أعدنا برنامج إيران النووي لأكثر من عقد من الزمن"، وأشاروا إلى أن الجهات الأمنية تقدر أن إيران "لن تتمكن من إخراج المواد المخصبة".
لكن وكالة رويترز نقلت عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة فوردو نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي، لافتا إلى أنه تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأميركية.
ونشرت وسائل إعلام صورا فضائية لحركة نشطة لعشرات الشاحنات قرب موقع فوردو قبل يومين من الضربة الأميركية، مما يعزز إمكانية نقل اليورانيوم المخصب من موقعه في فوردو.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين إن مهمة ضرب المواقع النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل".
وحسب الجنرال كين، فإن العملية شملت 7 قاذفات "بي-2" انطلقت شرقا من قاعدتها في ميزوري إلى إيران، وتطلبت الرحلة -التي استغرقت 18 ساعة- عمليات تزويد بالوقود جوا متعددة.
وشاركت أيضا 125 طائرة أميركية بهذه المهمة، بما في ذلك قاذفات"بي-2" ومقاتلات الجيلين الرابع والخامس وعشرات من ناقلات التزود بالوقود جوا، وغواصة صواريخ موجهة، ومجموعة كاملة من طائرات المراقبة والاستطلاع الاستخباراتية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تبحث خيارات تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية وسط تردد واشنطن
تدرس إسرائيل خيارات متعددة لتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية المحصنة، في ظل استمرار الغموض حول قرار الولايات المتحدة بشأن التدخل العسكري في الصراع المتصاعد مع إيران.
وكشف تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن إسرائيل تضع على الطاولة عدة سيناريوهات، أبرزها الاعتماد على وحدة النخبة "شالداغ" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، والتي سبق لها تنفيذ عمليات خاصة خلف خطوط العدو في مواقع شديدة التحصين.
و"شالداغ"، التي تعني "طائر الرفراف" بالعبرية، معروفة بقدرتها على تنفيذ عمليات تسلل وزرع متفجرات في منشآت معقدة، حتى تلك التي تقع تحت الأرض. وأشار التقرير إلى أن أعضاء من هذه الوحدة سبق أن نفذوا عملية مباغتة داخل مصنع صواريخ تحت الأرض تابع لإيران في سوريا خلال سبتمبر الماضي، حيث زرعوا متفجرات داخل المنشأة وقاموا بتفجيرها عن بُعد، رغم وقوعها على عمق 90 مترا تحت الأرض، وكان سلاح الجو يوفر لهم غطاء جويا من خلال ضربات تمويهية.
رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين قال للشبكة الأمريكية إن "الموقع السوري كان يشبه منشأة فوردو من حيث درجة التحصين، رغم أن فوردو أكبر وأكثر تعقيدا"، وأضاف: "مَن يريد إنهاء هذه الحرب بسرعة يجب أن يجد طريقة للتعامل مع فوردو". وأكد أن مهاجمة المنشأة النووية الإيرانية قد تكون هي الخطوة الحاسمة لتغيير مجرى الحرب.
ورغم نجاح العملية السورية، إلا أن التحديات في استهداف "فوردو" تبدو أكبر بكثير بسبب موقعها العميق داخل الجبال جنوبي طهران، ما يجعل الوصول إليها أكثر تعقيدا.
شكوك ترامب وتلميحات نتنياهوالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار في تصريحات للصحفيين الجمعة إلى أن قدرات إسرائيل العسكرية قد لا تكون كافية لتنفيذ عملية ناجحة ضد "فوردو" بمفردها، وقال: "قدرتهم محدودة للغاية. يمكنهم اختراق جزء صغير لكنهم لا يستطيعون التوغل عميقًا. ليست لديهم هذه القدرة".
وشدد ترامب على أن القنابل الوحيدة القادرة على تدمير المنشأة بالكامل هي القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، التي تُطلق من قاذفات "بي-2" الشبحية.
من جانبه، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكشف عن تفاصيل خطط بلاده، لكنه ألمح إلى وجود خطط بديلة وتقنيات سرية قد تستخدم في التعامل مع "فوردو"، قائلا: "لدينا عدد لا بأس به من الشركات الناشئة، والعديد من الخطط السرية، ولا أعتقد أنه ينبغي عليّ الخوض في هذا الأمر".
وتأتي هذه التطورات بينما تؤكد إسرائيل أن ضرباتها الأخيرة ضد إيران استهدفت منع طهران من الوصول إلى امتلاك سلاح نووي، في حين تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط. وكانت منشأة "فوردو"، الواقعة تحت جبل في منطقة قم، من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصينًا وأثارت مخاوف الغرب منذ سنوات.