الثورة نت:
2025-08-09@14:12:56 GMT

النووي الإيراني .. والعدوان الإسرائيلي

تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT

النووي الإيراني .. والعدوان الإسرائيلي

 

 

يحاول الأمريكي والفرنسي والبريطاني والألماني ومن دار في فلكهم التسويق للرواية الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني ذي الطابع السلمي، والاستخدام للأغراض المدنية بمختلف مجالاتها، بأنه يمثل مصدر خطورة على إسرائيل ودول المنطقة والعالم، ومن الضروري القضاء عليه وتدميره من أجل تحقيق الأمن والأمان في المنطقة والعالم، ويرى هؤلاء أن إيران شر مستطير وأن امتلاكها البرنامج النووي سيجعل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار، وغير ذلك من الهرطقات والخزعبلات التي يحاولون خداع الرأي العام العالمي بها، وجعلها ذرائع يبررون من خلالها العدوان الإسرائيلي والأمريكي السافر على إيران، واستهداف أمريكا المباشر للمنشآت النووية الإيرانية الخاضعة لتفتيش ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( فوردو ونطنز وأصفهان) والتي سبقها سلسلة استهدافات إسرائيلية لبقية المنشآت النووية الإيرانية في سياق مخطط شيطاني أسندت مهمة تنفيذه للكيان الصهيوني بدعم وإسناد أمريكي غربي، وتواطؤ أممي ودولي.


كل ذلك وإيران ملتزمة ببرنامج التفتيش والرقابة الدولية، وماضية في مسارها التفاوضي غير المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ ما يعني أن البرنامج النووي الإيراني يعتبر مجرد ذريعة فقط استخدمتها إسرائيل لتبرير عدوانها، بدليل أن إسرائيل أكدت على لسان رئيس حكومتها النتن ياهو أن العدوان على إيران يهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، والثورة الإيرانية، وتمكين أدواتها وعملائها من السلطة لتعود إيران كما كانت في عهد الشاه حديقة خلفية للأمريكان وحاضنة للصهاينة ورأس حربة في معاداة الإسلام والمسلمين.
والعجيب هنا أن الكل يتحدث عن البرنامج النووي الإيراني، ويحجمون عن أي إشارة للبرنامج النووي الإسرائيلي الذي يمثل الخطر الحقيقي على المنطقة برمتها، هذا البرنامج السري غير الخاضع لأي رقابة دولية والمسكوت عنه تماما والذي يقع بأيدي عصابات إجرامية لها في الإجرام والتوحش سجل حافل، ومن غير المنطقي عدم إخضاعه للرقابة والتفتيش، ولا غرابة ما دامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشكل ذراعا استخباراتيا للموساد الإسرائيلي، وما دام اللوبي اليهودي هو المتحكم في اقتصاديات الدول النووية الكبرى، والمسيطر على سلطة القرار داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات والمنظمات التابعة لها.
لا أحد يبدي خوفه وقلقه من البرنامج النووي الإسرائيلي، رغم خطورته البالغة، بما في ذلك الدول المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، الكل مع الرؤية الأمريكية الغربية الإسرائيلية التي ترى فقط في البرنامج النووي الإيراني الخطر والتهديد الكبير للأمن العالمي، لأنه خاص بدولة إسلامية عظمى، فرضت نفسها بقوة في هذا المجال الحيوي الهام، وحققت طفرة في جانب التكنولوجيا والتصنيع الحربي، وتمكنت من الوصول إلى مستويات متقدمة في مختلف المجالات معتمدة على العقول والكوادر والكفاءات الإيرانية، التي سعى الموساد الصهيوني لاستهداف الكثير منهم من خلال سلسلة جرائم الاغتيالات الممنهجة.
لا يريدون نظاما إيرانيا مناهضا لمشروعهم الاستعماري في المنطقة، لا يريدون نظاما يدعم القضية الفلسطينية، ويقف في وجه مشاريع الهيمنة الأمريكوصهيونية التي تستهدف الشرق الأوسط عامة، والمنطقة العربية على وجه الخصوص، يريدون نظاما إيرانيا متجردا من القيم والمبادئ الإسلامية، والروح الثورية الجهادية على الطريقة السعودية والإماراتية، يريدون نظاما إيرانيا مطبعا مع إسرائيل، منفتحا على أمريكا، فاتحا لها الباب على مصراعيه لإقامة قواعدها العسكرية وبسط نفوذها على المنشآت النفطية، والتحكم في سلطة القرار الإيراني.
يريدون هذا النموذج للقيادة الإيرانية الذي سيخدمهم ويعزز من نفوذهم ويوسع من نطاق مصالحهم في المنطقة، النموذج الذي يحاكي ما كان عليه نظام الشاه محمد رضا بهلوي؛ ومن أجل ذلك عملوا على شيطنة إيران، وتأليب الدول العربية عليها، وتخويفهم منها (فوبيا إيران)؛ ليسهل عليهم شفط الثروات الخليجية ونهب خيراتها تحت يافطة الحماية من (البعبع) الإيراني الذي يعد العدة للانقضاض عليهم، وحرف الأنظار عن العدو الصهيوني الذي يمثل الخطر الحقيقي على الأمة.
خلاصة الخلاصة : البرنامج النووي الإيراني صنعته وأوجدته العقول الإيرانية النيرة، والتي تشكل الثروة الحقيقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولن يتأثر هذا المشروع باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، لأن إيران ليست غبية حتى تجعل من برنامجها النووي سهل الاستهداف بهذا الشكل، إيران دولة عظمى، وقيادتها الحكيمة، وشعبها الصامد الوفي، سيُفشلون كل المؤامرات بإذن الله، ولن يحصد الصهاينة والأمريكان سوى الفشل، وستظل إيران صامدة شامخة، ولن يزيدها العدوان الإسرائيلي إلا صمودا وثباتا على مواقفها وسياستها الثابتة والنيرة، وواهم كل الوهم من يحاول تركيعها وإذلالها والنيل من ثوابتها، وسيكتب التاريخ في أنصع صفحاته أن إيران الدولة الإسلامية نجحت بامتياز في الرد على العدوان الإسرائيلي، بالطريقة التي لم يسبقها إليها سابق، وأذاقت الصهاينة من نفس الكأس التي أذاقوها لأطفال ونساء غزة.
والعاقبة للمتقين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما الذي في المنطقة ؟

 

حركة الواقع اليوم من حولنا دالة على تهيئة مناخ حتى يكون صالحا لقبول فكرة جديدة في اليمن، فالاشتغال الإعلامي بلغ ذروته في سوالف الأيام وهو يسير وفق برامج واستراتيجيات بالغة الدقة والعناية، وضعها خبراء في علم النفس الاجتماعي وخبراء في علم النفس السياسي، وخبراء في سيكولوجية الجماهير وتلك علوم معاصرة تقوم على مناهج علمية تراكمت عند العلماء عبر قرون من الزمان، هذه العلوم والمعارف خرجت من عند المسلمين وربما كان العالم ابن خلدون هو مؤسسها الأول ثم تلقفها الغرب فتطورت على يديه تطورا عجيبا في حين ظل المسلمون عند نقطة البداية دون أن يتجاوزوها إلى النقطة التالية، فالعرب يمتازون بالثبات في التفكير ولا يكادون يتجاوزن الماضي إلا في حالات نادرة .

الغرب منذ بدأ التفكير في استعمار المنطقة العربية أرسل العلماء والخبراء لدراسة المجتمعات العربية، ولعلنا نتذكر فكرة الاستشراق كمصطلح شاع استخدامه في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلادي، فالمستشرق جاء كي يقرأ المجتمع العربي والمسلم قراءة علمية وقد خرج بمصفوفة من الدراسات العلمية جعل مصالحه ومصالح الدول التي يستعمرها ترتبط ارتباطا عضويا لا فكاك له، وحين خرجت الشعوب ثائرة في منتصف القرن العشرين على المستعمر خرج المستعمر شكلا من خلال المظاهر العسكرية لكنه ظل يدير المنطقة من خلال مجموعة من العوامل منها الاقتصادي ومنها الإنساني والحقوقي واستبدل القوة الصلبة في السيطرة على الأنظمة والشعوب بالقوة الناعمة، لأنه كان يدرك طبيعة المجتمعات العربية وعوامل تحريكها من خلال المعرفة .

وبالعودة بالذاكرة إلى بداية الألفية الجديدة نتذكر جميعا الاشتغال المحموم على فكرة الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تديره وزيرة الخارجية الأمريكية يومذاك، والتي أصبحت مستشارا للأمن القومي الأمريكي فيما ببعد “كوندليزا رايس “، ذلك الاشتغال لم يكن عبثا ولا كان ترفا، بل كان استراتيجية تشتغل عليها دوائر صنع القرار الأمريكي يومذاك، وصلت فكرة الشرق الجديد إلى حالة الفشل وانسداد الأفق بعد نتائج حرب تموز في لبنان عام 2006م .

بعد فشل فكرة الشرق الجديد خرجت من مراكز البحوث الأمريكية فكرة الإسلام المعتدل، وتم استبدال فكرة الشرق الجديد بفكرة الخلافة، وتم اختيار تركيا بحكم عوامل تاريخية وحضارية وثقافية كي تقود المشروع الجديد تساندها قطر، وقد تم لها ذلك، بعد القيام بعدد من التغييرات في بنية النظام التركي حتى يتسق وظروف المرحلة والمشروع المزمع تنفيذه في الجغرافيا العربية، ولم تكن الانقلابات والاضطرابات التي حدثت في تركيا إلا سيناريوهات تم رسمها والتخطيط لها بعناية بهدف حركة الإقصاء التي نالت الكثير من الأسماء ذات التأثير في النظام التركي أو المتوقع إعاقتها لفكرة المشروع، وكانت منتقاة بجهد استخباري واضح بعد عمليات الانقلابات المزعومة في تركيا، هذا فضلا عن التغيير في بنية النظام من البرلماني إلى النظام الرئاسي، والترويج للمواقف الكبيرة من القضايا الكبيرة للرئيس التركي، وهي مواقف كانت مرسومة سلفا بهدف توسيع دائرة التأثير في نفوس المسلمين حتى تكون فكرة الخلافة وعودتها ذات معنى في الوجدان العام ومقبولة من المزاج المسلم .

لم يكن المسار السياسي وحده من يخطو الخطوات باتجاه أهداف مشروع الشرق الجديد القائم على أسس إعادة تقسيم الخارطة العربية على أسس طائفية وثقافية وعرقية حتى يشرعن للصهيونية الوجود في الخارطة العربية، وقد تظافر المسار السياسي مع المسارات الأخرى، ولعل المسار الثقافي هو الأبرز- كقوة ناعمة – يليه المسار الاقتصادي الذي شهد تحولا وأصبح نموذجا يروج له تيار الإخوان .

اشتغل الأتراك على البعد الثقافي اشتغالا كبيرا ومكثفا، ووصل حجم التأثير إلى مراتب عالمية فاقت التوقع، وتركز خطابهم الثقافي على فكرة الصناعة في التفكيك للمنظومات الاجتماعية كمسلسل “مهند ونور ” أو المنظومات السياسية كمسلسل ” مراد علمدار ” الذي كان يرسم موجات الربيع العربي في الوجدان العربي العام، وصولا إلى فكرة الخلافة التي بدأت الدوائر التركية بمساندة الاستخبارات العالمية في الاشتغال عليها بدءا من مسلسل ” آرطغرل ” وجميع تفرعاته التي تناقش فكرة الخلافة وتاريخها ومواقفها، وصولا إلى المسلسلات التي تناقش البعد الطائفي، هذا المهاد الذي يعمل على تفكيك التصورات التي صاحبت العقل العربي إبان حركة النهضة مطلع القرن العشرين وإحلال بدائل عنها عن طريق الدراما لم يكن عفو الخاطر، بل جاء وفق خطط واستراتيجيات مدروسة بعناية، وهو يفضي إلى تجزئة الأمة وتمزيقها وإحداث حالة الشلل التام في مختلف البناءات، وصولا إلى التمكين الكبير لدولة إسرائيل الكبرى التي يجدها اليهود في كتبهم كوعد يعملون على تحقيقه بشتى الطرق والوسائل .

فالرأسمالية تريد دولاً ضعيفة وغير فاعلة تعاني التشظي والانقسام حتى يسهل عليها فرض ثنائية الخضوع والهيمنة، ولذلك تدير حركة الانقسامات والحروب في المنطقة العربية وهي من خلال تفاوضها مع ايران وعقوباتها المتكررة عليها لا تريد ايرانا قويا متفوقا تقنيا وعسكريا بل تريد ذلك لإسرائيل فقط، وتريد التعامل مع ايران بالقدر الذي يخدم مصالحها ويوفر لها الحماية وتدفق الأموال .

ما يجب التفكير به واستيعابه هو أن هناك خبراء في العلوم الإنسانية المختلفة يحاربون إلى جانب جيوش دول الاستكبار العالمي، فالحرب ليست عسكرية كما قد يتبادر إلى الأذهان للوهلة الأولى فهي حرب ثقافية، وحرب تهجين، وتسطيح، وتعويم، وتفكيك، وتشكيك، ولا بد من تفعيل الجبهة الثقافية وتعزيزها بالرؤى والاستراتيجيات والإمكانات حتى تواجه عدوا لا يتصف بنزاهة الضمير ولا يتصف بشرف الخصومة.

مقالات مشابهة

  • السلطات الإيرانية تلقي القبض على 20 مشتبهاً بأنهم عملاء للموساد الإسرائيلي
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 9 أغسطس
  • بعد إعدام “الجاسوس النووي”.. إيران تكشف عن تفاصيل صادمة وتبث اعترافاته (فيديو)
  • ما الذي في المنطقة ؟
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 8 أغسطس
  • اعترفت بقتل 11 زوجا لها خلال مسيرتها الزوجية وعقدت على 18 زوجا بالمتعة.. الإيرانية كلثوم أكبري الزوجة الحنونة التي هزت إيران
  • الزوجة القاتلة التي أنهت حياة 11 رجلاً.. قصة كلثوم أكبري التي هزت المجتمع الإيراني
  • في مواجهة محتملة .. ترامب يهدد بضربة عسكرية جديدة لإيران حال مواصلة برنامجها النووي
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 7 أغسطس